يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تطبيقات على المنهج البنيوي ، و مستويات المنهج البنيوي ، و خصائص المنهج البنيوي ، و أنواع المنهج البنيوي ، و مبادئ المنهج البنيوي ، البنيويّة لغةً من بَنى يبني بناءً، أيّ صورة أو هيئة البناء، والعناصر التي أدت إلى تكوينه، والبنيوية اصطلاحًا هو منهج نقدي، يعتمد على قراءة النص وفق مبادئ وأسس مضبوطة، إذ ينظر هذا المنهج إلى النص على أنّه بنية لها قواعدها التي تُنظم عناصر الخاصة على نسق واحد، وتستقل دلالتها عن الخارج، فالمفاهيم والأفكار والدلالات تُستخرج من خلال قراءة النص.

تطبيقات على المنهج البنيوي

تطبيقات على المنهج البنيوي
تطبيقات على المنهج البنيوي

تتم خطوات منهج التحليل البنيوي لدى شتراوس عبر مرحلتين:

المرحلة الأولى:

وصفية يتوفر فيها الباحث على ملاحظة أكبر عدد ممكن من الظواهر، ويحللها بجميع تنويعاتها واختلافاتها.

المرحلة الثانية:

تجريدية نظرية تختص بالانطلاق من عدد محدود من الوقائع الدالة التي تميزت عند الملاحظة، لتكوين نماذج منطقية جديرة بأن تشرح بقية الظواهر بدقة علمية.

الدراسة البنيوية للنص الأدبي:

وعى العموم يركز المهتم بالدراسات البنيوية على البنية الداخلية للنص الأدبي، أي الاهتمام باللغة والجوانب الفنية والجمالية بعيدا عن المؤثرات الخارجية.

وقد بدأ المنهج البنيوي في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين مع عالم اللغة فرديناند دي سوسير الذي اكتشف علما جديدا يهتم باللغة وهو علم اللسانيات.

إن بهذا المنهج الجديد قطع العلاقة مع المناهج التقليدية التي تشتغل على اللغة واهتم بدراسة اللغة في ذاتها ولذاتها ابتعادا عن نشأتها وعلاقتها بالعوامل الخارجية المؤثرة فيها.

وقبل سوسير هناك دعوات أخرى ابتدأت مع الشكلانيين الروس وازدهرت مع تودوروف وجاكبسون الذي أكد على الاهتمام بأدبية النص الأدبي أي ما يجعل من العمل الأدبي أدبا.

ولتبسيط المنهج البنيوي للقارئ المغربي وبصفة خاصة للمهتمين بالنقد الأدبي نشير إلى أن البنيوية منهج وصفي يستند في دراسة النص الأدبي على مرحلتين دراسيتين هما:

1- مرحلة التفكيك:

أي تفكيك النص الأدبي إلى تمفصلاته باعتبار أن النص بنية متكاملة ينبغي دراستها في إطار واحد فكل بنية لها علاقة بالبنية المجاورة، فلا ينبغي الاهتمام بالمؤثرات الخارجية التي أنتجت هذا النص الأدبي، إذن الاهتمام ينبغي أن يبقى منصبا على اللغة ولا شيء غير اللغة في حركية دائمة مع الصور والموسيقى وتعدد وتنوع الألفاظ، و استقراء الدوال الداخلية للنص.

2- مرحلة التركيب:

أي بناء ما فككه الناقد في إطار لغوي شمولي لا يخرج عن بنية النص، لأن النص بنية موحدة متكاملة ينبغي الحفاظ على نسقيتها وهو ما يسمى بـ: الكلية/الشمولية.

والبنيوية تتبع النص الأدبي في حركيته عندما ينزاح من حالة إلى أخرى وهذا ما يسمى بـ: التحولات أي تحول العمل الأدبي من الماضي إلى الحاضر أو تحول الصورة من حالة إلى أخرى معاكسة ويسمى هذا التحول عند بعض النقاد بالانزياح.

كما يعتمد الناقد البنيوي في دراسته على الضبط الذاتي أي ما يجعل العمل الأدبي قادرا على إعادة تنظيم نفسه ويبقى منسجما أي ما يجعل النص خاضعا لقانون الكلية.

والمنهج البنيوي يعتبر العمل الأدبي كلا شاملا مكونا من عناصر مختلفة متكاملةفيما بينها، ودراستهافي نفسها أولا وفيعلاقاتها المتبادلة تحددفي نهاية الأمر البنية الأدبية المتكاملة.

ولهذا فإن البنيوية منهج في التحليل الأدبي وتصور فلسفي يبعد الخارج عن النص ويهتم بالبنية الداخلية فقط في علاقتها وانسجامها الداخلي.

ولهذا فإن البنية الأدبية ليست شيئا حسيايمكن إدراكه، بل هي تصور ذهني تجريدي يعتمد على الرموز، خلاف الاعتقادالشائع الذي يربط البنية بالتصميم المادي الداخلي للأعمال الأدبية.

مستويات المنهج البنيوي

يقوم المنهج البنيوي في تحليله النصوص الأدبية على مستويات مُتعددة، يُمكن تقسيمها على النحو الآتي:

  • المستوى الصوتي

يقوم هذا المستوى على دراسة الحروف (أصوات اللغة) وتكويناتها ورمزيتها وموسيقتها من تنغيم، ونبر، وإيقاع.

  • المستوى النحوي

يقوم هذا المستوى على دراسة تنظيم الكلمات وتركيب الجمل وتأليفها وخصائصها الدلالية والجمالية.

  • المستوى الصرفي

يقوم هذا المستوى على دراسة الكلمات والبُنى اللفظية لها، ووظيفتها في التكوين اللغوي.

  • المستوى الدلالي

يقوم هذا المستوى على دراسة وتحليل المعاني المباشرة وغير المباشرة، والصور المتصلة بالأنظمة الخارجة عن حدود اللغة، المرتبطة بالعلوم النفسية والاجتماعية والتاريخية.

  • المستوى الرمزي

يقوم هذا المستوى على دراسة رمزية اللفظ، واستنتاج وتركيب ما تقوم به المستويات السابقة من دور في المعنى الجديد، وإنتاج مدلولات أدبية جديدة.

خصائص المنهج البنيوي

اتسم المنهج البنيوي بعدة خصائص ميزته عن باقي المناهج الحديثة في النقد الأدبي، وهذه الخصائص تتمثل فيما يأتي:

الكلية أو الشمولية

تعني خضوع العناصر التي تُشكّل البنية لقوانين تُميّز المجموعة كمجموعة، أو الكل ككلّ واحد، وهذه الخاصية انطلقت منها البنيوية في نقدها للأدب من المُسَلَّمة القائلة إنّ البنية تكتفي بذاتها، ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى عناصر غريبة عنها وعن طبيعتها.

إنّ العمل الأدبي إذًا يخضع لعدة قواعد وقوانين تطبع هذه العناصر بصفات تختص بها عن غيرها، أيّ أنّ البنيوية تُضيف طابعًا من التركيبة على العمل الأدبي، مثل: خاصية شمولية البنية وكليتها التي لا تسمح بالاكتفاء بأجزاء منها عند الدراسة، ولا تسمح بإدخال ما ليس منها؛ لأنّ ذلك يُؤدي إلى تغيير في البنية.

التحوّل

يعني أنّ هناك قانونًا داخليًّا يقوم بالتغيرات داخل البنية التي لا تبقى في حالة ثابتة، فهي دائمة التغير، فكلّ عنصر من عناصر المنهج يتضمن جزءًا من البناء الداخلي للعمل الأدبي وله دور في البناء الهيكلي للعمل، وهو ما يُعطي النص عملية التجدد لكون النّص الخاضع للتحولات الداخلية حاملًا لأفكار في داخله ومنتجًا لأفكار جديدة إذا ما دخلت على البنية التحوّلات.

الانتظام الذاتي

أي أنّ البنية تستطيع تنظيم ذاتها بذاتها لتُحافظ على وحدتها واستمراريتها، فكما يقول بياجي إنّ أيّ بنية باستطاعتها ضبط نفسها ضبطًا ذاتيًّا يُؤدي للحفاظ عليها، ويضمن لها نوعًا من الانغلاق الإيجابي، وهو ما يجعل البنية تحكم الذاتية بمكوناتها، بحيث لا تحتاج إلى شيء آخر يلجأ المُتلقي ليستعين به على فهمها ودراستها وتذوقها.

أنواع المنهج البنيوي

اعتمد المنهج البنيوي طرقًا منهجية في نقد النص الأدبي، منها ما يأتي:

  • المنهج الشكلاني

يقوم هذا المنهج على الاعتناء بالشكل أكثر من المضمون، فهو لا يُعنى بالظروف والعوامل الخارجية، ولا يُسقطها على النص عند تحليله، حيث يدعو هذا المنهج للاكتفاء بالنصوص في تحليلها، ويُؤمن أنصاره بذاتية القارئ في فهم النصوص واستنتاج دلالاتها.

  • المنهج التكويني

يقوم هذا المنهج على تحليل النصوص الأدبية من منظور اجتماعي وآلي، أيّ لا ينظر للنص بانعزالية تامّة عن الواقع الذي أنتج فيه، بل يرى أنّ الأدب تعبير عن الواقع، فقد حاول هذا المنهج الدمج بين الشكل والمضمون، وبذلك يُمكن للدال الواحد إنتاج مدلولات مُختلفة باختلاف المُتَلقّين، لكنها مع ذلك تتفق مع ضرورة إهمال المؤلف.

قد يهمك:

مبادئ المنهج البنيوي

لقد قام المنهج البنيوي على مبادئ عديدة، من أبرزها ما يأتي:

  • “الأدب نصّ مادّيّ تام منغلق على نفسه”

حيث تتمّ دراسة الأعمال الأدبية في ذاتها، بغض النظر عن العوامل والظروف المحيطة بها، فالنص الأدبي قائم على كلماته وجمله، مُنغلق في وجه التأويلات كلها التي تُعطيه أبعادًا تاريخية واجتماعية ونفسية.

  • “اللغة هي التي تتكلم، وليس المؤلف”

هذا المبدأ نادى به رولان بارت في مقالته (موت المؤلف) من كتابه (نقد وحقيقة)، حيثُ يُلغي شخصية الكاتب في النص؛ ليتولّد المعنى بعيدًا عن الظروف الخارجية، فيبقى الدور على القارئ في فهم سياقات النصوص والوصول إلى دلالاتها.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا