يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال أمثلة عن المقابلة من القرآن الكريم ، و المقابلة في سورة الكهف ، و أمثلة عن المقابلة في الشعر ، و أنواع المُقابلة ، تُعرّف المُقابلة في علم البديع على أنها الإتيان بكلمتين أو أكثر ثم الإتيان بضدهما، على نحو (يفرح الناجح، ويحزن الراسب)، هنا (يفرح ضد يحزن)، و(الناجح ضد الراسب)، وقد يخلط بعض الدارسين بين الطباق والمقابلة، ولكن ينبغي الانتباه إلى أن الطباق يكون بين لفظين ضدّ بعضهما غالبًا مقل (الليل والنهار)، (يعلم ويجهل)، أمّا المقابلة فتكون بين أكثر من ضدين وقد تصل إلى ثلاثة أو أربعة.

أمثلة عن المقابلة من القرآن الكريم

أمثلة عن المقابلة من القرآن الكريم
أمثلة عن المقابلة من القرآن الكريم

وفيما يلي أمثلة عن المقابلة من القرآن الكريم التي توضح معنى المُقابلة:

  • قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلًا وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَآءًۢ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}، هذه الآية هي أحد الأمثلة على المقابلة من القرآن، فقد وردت كلمتان في القسم الأول من الآية، هما: (فليضحكوا، وقليلًا)، ثم جاءت بعدهما في القسم الثاني كلمتان ضدهما على الترتيب، وهما (ليبكوا، كثيرًا)، فهذا الطباق المُركّب يُسمّى في علم البلاغة مقابلة
  • قال تعالى:”فأمّا من أعطى واتّقى، وصدّق بالحُسنى، فسنيُسره لليُسرى* وأمّا من بَخِل واستَغنَى، وكذّب بالحُسنى، فسَنُيسرهُ للعُــــسرى”. لفظة (أَعطى ضدّ بَخِلَ)، و(اتّقى ضدّ استَغنى)، و(صَدّق بالحُسنى ضدّ كذّب بالحُسنى)، و(فسَنُيسره لليُسرى ضدّ فسنيُسره للعُسرى)، ومن هنا تحقّق معنى المقابلة بالإتيان بالمعاني وما يُقابلها على التّرتيب.

المقابلة في سورة الكهف

  • قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ وَإِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ وَهُم في فَجوَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ مَن يَهدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِدًا}.

جاءت المُقابلة بين “إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين” و “إذا غربت تقرضهم ذات الشمال”.

  • قوله تعالى: {إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا * إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا * أُولئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا}.

جاءت المُقابلة بين “بِئسَ الشراب وساءت مُرتفقًا” و “نِعمَ الثواب وحَسُنت مُرتفقًا”.

  • قوله تعالى: {أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذابًا نُكرًا * وَأَمّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الحُسنى}.

جاءت المُقابلة بين “أمّا من ظلمَ فسوف نُعذّبه” و “أمّا من آمنَ وعملَ صالحًا فله جزاءً الحُسنى”.

يتّضح من خلال الأمثلة السّابقة أنّ المُقابلة تقع بينَ لفظينِ مُتوافقيَن بالمعنى أو أكثر، وما يُقابل ذلك من ضدّين مُختلفين على التّرتيب.

أمثلة عن المقابلة في الشعر

فيما يلي أمثلة عن المقابلة في الشعر:

  • قول المتنبي: فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ** وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ: المُقابلة في هذا البيت الشعريّ وقعت بين قسمين من المعاني، وفي كلّ قسم ثلاث مفردات تُقابلها في القسم الثاني ثلاث مفردات هي ضدّها، وقد وردت على الترتيب الموافق للقسم الأول، القسم الأول: (الجود، يفني، مقبل) والقسم الثاني (البخل، يبقي، مدبر)
  • قول النابغة الجعدي: فتَىً تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ على أنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا: المُقابلة في هذا البيت وقعت بين الشطرين الأول والثاني، فقد وردت لفظتا (يسرّ، صديقه) في الشطر الأول، وقابلهما ضدّهما على الترتيب في الشطر الثاني، وهو: (يسوء، الأعاديا).
  • قول أبي تمام: فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ ** نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ: المُقابلة وقعت في الشطر الثاني، إذ جاء تركيب (نثر من الخطب) في آخر الشطر الثاني مُقابلًا للتّركيب الذي قبله (نظم من الشعر)، فلمّا جاء طباقان مُركّبان تركيبًا ترتيبيًا صار اسمه مقابلة.

قد يهمك:

أنواع المُقابلة

والمقابلة تُقسم إلى أربعة أقسام توضحها الأمثلة في الجدول الآتي:

مُقابلة اثنين باثنين

  • قال تعالى: “فليضحكوا قليلًا، وليبكوا كثيرًا“، في الجملة السابقة مقابلة (الضحك والبكاء)، و(القلّة والكثرة) على الترتيب، لذلك فإن هذا النوع من المقابلة هو مقابلة اثنين باثنين.
  • يقول أبو جعفر المنصور: (لا تخرجوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية)، تقابل في المثال السابق (عز وذل)، و(الطاعة والمعصية)، ولأنه قد تقابلت مفردتين بمفردتين، فالمقابلة هنا اثنين باثنين.

مقابلة ثلاثة بثلاثة

قال تعالى: “ويحلّ لهم الطيّبات ويُحرّم عليهم الخبائث“، ففي هذه الآية مقابلة بين (يحلّ ويُحرّم)، و(لهم وعليهم)، و(الطيبات والخبائث)، لذلك فإن هذا النوع من المقابلة مقابلة ثلاثة بثلاثة استنادًا إلى العدد المذكور.

مقابلة أربعة بأربعة

  • قال أبو بكر الصديق في وصيته عند الموت: “هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر عهده بالدنيا خارجًا منها، وأول عهده بالآخرة داخلًا فيها“، فالمقابلة بين كلمات أربعة على الترتيب (آخر وأول)، و(الدنيا والآخرة)، و(داخلًا وخارجًا)، و(منها وفيها)، ولما كانت المقابلة بين أربعة ألفاظ كانت المقابلة أربعة بأربعة.
  • وباسط خير فيكم بيمينه وقابض شر عنكم بشماله، هنا (البسط ضد القبض)، (خير ضد الشر)، (فيكم، عنكم)، (اليمين ضد الشمال)، هنا تقابلت أربع ألفاظ بأربع ألفاظ.

مقابلة خمسة بخمسة

قال أبو الطّيب المتنبي:

أزورهم وسوَاد الليل يشفعُ لي

وأنثني وبياض الصبح يغري بي

ففي البيت السابق (أزورهم ضد أنثني)، و(سواد مقابل بياض)، و(الليل مقابل الصبح)، و(يشفع مقابل يغري)، و(لي مقابل بي)، ولما كانت المقابلة بين خمسة ألفاظ على الترتيب كانت المقابلة خمسة بخمسة.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا