يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الظاهر بيبرس ، و صفات الظاهر بيبرس ، و وصول الظاهر بيبرس إلى الحكم ، و إنجازات الظاهر بيبرس ، و وفاة الظاهر بيبرس ، الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري أبو الفتوح، وشهرته الظاهر بيبرس ، هو رابع رابع سلاطين مصر في عهد المماليك البحرية، خلفاً لقطز. كان واحداً من قادة القوات المصرية التي هزمت الحمة الصليبة السابعة تحت قيادة لويس التاسع ملك فرنسا. وكان بيبرس في طليعة الجيش المصري أثناء معركة عين جالوت عام 1260، التي تعتبر أول هزيمة كبرى للجيش المغولي، ونقطعة تحول في التاريخ.

موضوع عن الظاهر بيبرس

موضوع عن الظاهر بيبرس
موضوع عن الظاهر بيبرس

وُلِد السُّلطان المملوكيّ الظاهر بيبرس عام 1223م في منطقة تقع على شواطئ البحر الأسود الشماليّة، حيث أُسِر من قِبَل المغول ثمّ بِيع كعبد، وانتقل لخدمة الملك الصالح نجم الدين أيّوب الذي أعتقَه، وجعلَه من مماليكه، وقد أظهر بيبرس شجاعة، وفروسيّة لا مثيل لها؛ ولذلك عُيِّنَ قائداً لفرقة الحَرَس الشخصيّ للسُّلطان، كما قاد بيبرس الجيش الأيّوبي في معركة المنصورة عام 1250م أثناء حملة لويس التاسع على مصر، كما استطاع بيبرس قَهر المغول، وسَحقهم في معركة عين جالوت شمال فلسطين.

صفات الظاهر بيبرس

تميّز الظاهر بيبرس بصفات ساعدته لكسب الثقة والتدرج في المناصب ليصبح في النهاية قائدا لا سيما الخُلُقية منها، ومن صفات الظاهر بيبرس ما يلي:

صفاته الخَلقية

الظّاهر بيبرس أسمر البشرة، يمتلك عينين زرقاوين؛ وربّما كانت هاتان العينان بسبب اختلاط أصله وعدم صفائه، فأخذَ من أحد أصوله السمار ومن الآخر زرقة العيون، وهذان لا يجتمعان عادة معًا، أمّا صوته فهو عريض جهوريّ،فإذا صرخَ كان كأنّه الأسد، وهو ذو هيبةٍ ووقار إذا ما نُظر إليه من بعيد أو من قريب، وبالنسبة لقامته فلم يكن طويلًا فاحشًا لكنّه يميل إلى الطول أكثر من الاعتدال.

صفاته الخُلقية

لقد تمتّع الظّاهر بيبرس بصفاتٍ جعلته مناسبًا للمكان الذي يوضع به، فقد كان شجاعًا كريمًا ذا هيبةٍ ووقار، وقويَّ الهمّة لا يملّ من العمل والمواظبة على ما يريد، وكان صبورًا متحمّلًا للصعاب، وقد اهتمّ أيّما اهتمام بأمور سلطنته وكان مخلصًا لها، وقد كانت غايته التي حارب لأجلها طيلة مدة قيادته ووصولًا إلى اعتلائه الحكم هي إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة الإسلام والمسلمين، فلم يتقاعس عن نصرتهم ولو للحظة واحدة، فكان دائم الجهاد والعمل، عادلًا في حقوق الناس صارمًا عند تجاوزهم.

وصول الظاهر بيبرس إلى الحكم

جاء الظّاهر بيبرس إلى الدّولة المملوكيّة عبدا اشتراه أحد أمراء المماليك عندما لمح في عيونه الذكاء والفطنة، فقرّبه إليه وجعله من خواصه وأعطاه رتبة “جمدار” والتي تعني المسؤول عن لباس السلطان، وقد أصبح من المقربين الذين يعتمد عليهم الملك الصّالح، وبعد وفاة الملك الصّالح أيّوب ومقتل ابنه الملك المعظّم توران شاه لم يعد هنالك وارث للحكم، فسُلّم الحكم مؤقتًا لزوجة الملك الصالح أيوب شجرة الدر ريثما يعالجون الأمر.

حصلت اعتراضات واسعة لا سيّما من الدّولة العباسيّة، ممّا أجبر شجرة الدّر على التنازل عن الحكم لصالح القائد عز الدين أيبك، بعد ذلك قتل عز الدّين أيبك بمؤامرة من شجرة الدّر، لكن قبل موته اشترك مع مملوكه سيف الدين قطز في قتل فارس الدين أقطاي زعيم المماليك البحرية آنذاك التي ينتمي إليها بيبرس؛ والسبب هو قوة نفوذ أقطاي وتشكيله خطرًا على أيبك، فخرج الظّاهر بيبرس بجماعته إلى الشّام لأنّ مصر لم تعد آمنة، وقد تسلّم الحكم بعد عز الدّين أيبك الملك المظفّر سيف الدين قطز.

ذات يوم حصل هجومٌ صليبي باتّجاه البلاد العربيّة، فاستعان الظّاهر بيبرس بالخليفة العبّاسي آنذاك في إعداد حملة لصدّهم لكنه رفض، فتوجّه الظّاهر بيبرس إلى الملك المظفّر قطز مع أنّه كان على خلاف معه؛ إذ إنّ الظّاهر بيبرس ممّن أراد أن يكون الحكم في أيدي الأيوبيين، فحصل اتفاقٌ بينهم وخرجوا ضدّ الصليبيين وانتصروا عليهم، وبعد صد الصليبيين عاد بيبرس إلى مصر بعد أن ولّاه قطز منصب الوزارة، واشتركا مرة أخرى في الذود عن ديار الإسلام فقاتلا معًا في عين جالوت ضد المغول وذلك بعد عامين من سقوط بغداد ومقتل آخر خلفاء العباسيين.

بعد عين جالوت كان قطز عائدًا إلى مصر بعد طرد فلول المغول، وهو في الطريق تآمر عليه بيبرس ومعه عدد من الأمراء المماليك فقتلوه، وقيل في سبب ذلك أنّ قطز وعد بيبرس بإمارة حلب لكنّه أخلف وعده، وقيل لأنّ قطز اشترك في قتل فارس الدين أقطاي أمير المماليك البحرية الذي كانت تربطه ببيبرس علاقة وطيدة جدًّا.

وقيل إنّ بيبرس لم يكن له علاقة أساسًا بمقتل سيف الدين قطز، لكنّه استلم الحكم بعده لأنّ الأمراء خافوا أن يلقوا ما لقيه قطز إن استلموا المنصب، فكان بيبرس كبش الفداء، لكنّه لمّا استلم المنصب تخلّص من كلّ من شكّ بأنّه يحاول الوصول إلى كرسيّ الحكم، وبذلك صار بيبرس ملكًا، ولقّب نفسه بالملك القاهر أوّلًا، ولكنّه عدَلَ عنه إلى الملك الظاهر.

إنجازات الظاهر بيبرس

بعد أن أصبح الظاهر بيبرس السُّلطان المملوكيّ الرابع لمصر، والشام، سعى جاهداً إلى تدعيم موقفه العسكريّ، فخطا خطوات صلاح الدين الأيّوبي في حَربه ضِدّ الصليبيّين؛ ولذلك أعاد بناء القلاع، والحصون التي دمَّرها المغول في سوريا، كما كان يشنُّ غاراتٍ سنويّة على الصليبيّين، واستطاع استعادة مُدن كثيرة كانت تحت حُكمهم، كأنطاكية، وحيفا، ويافا، وأرسل العديد من الحملات العسكريّة إلى ليبيا، والنوبة، ومن الجدير بالذكر أنّه كانت لبيبرس العديد من الإنجازات على مستوى الدولة الداخليّة كذلك، وذِكر أهمّ هذه الإنجازات في النقاط الآتية:

  • إنشاء خدمة بريديّة سريعة تتطلَّب فقط أربعة أيّام بين دمشق، والقاهرة.
  • بناء المسجد الكبير في مدينة القاهرة، بالإضافة إلى مدرسة تحمل اسمه.
  • تعيين قُضاة رئيسيّين مُمثّلين عن المذاهب الفقهيّة الأربعة في الشريعة الاسلاميّة.

قد يهمك:

وفاة الظاهر بيبرس

توفّي الظّاهر بيبرس في السابع والعشرين من محرّم سنة “676هـ – 1277م”، فبعد عودته من بلاد الروم -بعد أن كسر التتار على الأبلستين ومن ثمّ إقامته في مرج حارم- نزلَ في القصر الأبلق الذي بناه في دمشق، ثمّ انتشرت أخبارٌ بأنّ أبْغا بن هلاون -وهو من حكام المغول وابن هولاكو، وهلاون هو هولاكو- عقد العزم على المسير إلى الشّام، فجمع الظّاهر بيبرس الأمراء والقادة ليناقشوا الأمر ويجهّزوا الجيش.

ولكن وصل خبرٌ إلى الملك الظاهر بأنّ جيش المغول قد عاد إلى بلاده، فبقي الظّاهر بيبرس في الشّام مدة من الزمن يرتاح فيها من سلسلة الحروب التي قد خاضها في حياته ضد المغول والصليبيين، وكان أمراء المماليك يأتون إليه في قصره بشكلٍ مستمرٍّ، وفي ذلك الوقت كان سكان العالم الإسلامي الخاضع لسيطرة المماليك ينعمُ بعيشٍ مريحٍ بعد سلسلة الحروب التي خاضها المماليك مع الصليبيين، وفي ذلك الوقت شاء الله تعالى أن يقبض روح الملك الظاهر فأدركه الموت، ودفن في دمشق في المكتبة الظّاهريّة، -رحمه الله وغفر له-.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا