قضاء حوائج الناس عبادة من أعظم العبادات التي تنفع الإنسان قبل أن تنفع غيره، فمن سار في قضاء حوائج الناس قضى الله عز وجل حوائجه. وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ” – رواه مسلم. وحوائج الناس منها ما يظهر لنا، ومنها ما يخفى علينا، خاصةً حوائج المساكين واللاجئين والفقراء حول العالم، وهؤلاء احتياجهم أكبر، وواجبنا تجاههم أعظم حين يندر حولهم من يقدم لهم يد العون والرحمة. و لهذا في هذا المقال سنقدم لكم اجمل ما قيل في قضاء حوائج الناس.

اجمل ما قيل في قضاء حوائج الناس

اجمل ما قيل في قضاء حوائج الناس
اجمل ما قيل في قضاء حوائج الناس

فيما يلي ستجد حكم بالانجليزي عن الحياة, و هو كالتالي :

  • قال حكيم بن حزام رضي الله عنه: “ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجرَ عليها”؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، ج3، ص 51).
  • قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: “تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو كانوا نسوا فذكِّروهم”؛ (إحياء علوم الدين؛ للغزالي، ج2، ص175).
  • جاء رجل إلى الحسن بن سهل رحمه الله يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: “علامَ تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاةً كما أن للمال زكاةً؟!”؛ (الآداب الشرعية؛ لابن مفلح الحنبلي، ج2، ص 176).
  • قال الحسن البصري رحمه الله: “لأن أقضي لأخ لي حاجةً أحب إليّ من أن أعتكف شهرين”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 48، رقم 38).
  • قال عبيدالله بن العباس رحمه الله لابن أخيه: “إن أفضل العطية ما أعطيت الرجل قبل المسألة، فإذا سألك فإنما تعطيه ثمن وجهه حين بذَله إليك”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 49، رقم 39).
  • قال عبدالله بن جعفر رحمه الله: “ليس الجوَاد الذي يعطيك بعد المسألة، ولكن الجواد الذي يبتدئ؛ لأن ما يبذله إليك من وجهه أشدُّ عليه مما يُعطى عليه”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 50، رقم 42).
  • قال طاوس بن كيسان رحمه الله: “إذا أنعم الله على عبد نعمةً، ثم جعل إليه حوائج الناس؛ فإن احتمل وصبَر، وإلا عرض تلك النعمة للزوال”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 56، رقم 50).
  • قال مطرف بن عبدالله بن الشِّخير رحمه الله لصاحب له: “إذا كانت لك إلي حاجة، فلا تكلمني فيها، ولكن اكتبها في رقعة، ثم ارفعها إلي، فإني أكره أن أرى في وجهك ذلَّ المسألة”؛ (القناعة والتعفف؛ لابن أبي الدنيا، ص 31).
  • قال أسماء بن خارجة رحمه الله: ما شتمتُ أحدًا قط، ولا رددتُ سائلًا قط؛ لأنه إنما كان يسألني أحد رجلين: إما كريم أصابته خصاصة وحاجة، فأنا أحق مَن سدَّ مِن خَلَّته، وأعانه على حاجته، وإما لئيم أَفدي عرضي منه، وإنما يشتمني أحد
  • رجلين: إما كريم كانت منه زلة أو هفوة، فأنا أحق مَن غفَرها، وأخَذ بالفضل عليه فيها، وإما لئيم فلم أكن لأجعل عرضي إليه”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 61، رقم 61).
  • قال محمد بن واسع رحمه الله: “ما رددت أحدًا عن حاجة أقدر على قضائها، ولو كان فيها ذَهاب مالي”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 64، رقم 67).
  • قال محمد بن النضر الحارثي رحمه الله: أول المُروءة طلاقة الوجه، والثاني التودد إلى الناس، والثالث قضاء الحوائج، ومن فاته حسب نفسه، لم ينفعه حسب أبيه (يريد الدين)”؛ (المجالسة وجواهر العلم؛ لأبي بكر الدينوري، ج3، ص189، رقم 828).
  • قال محمد بن المنكدر رحمه الله: “لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان”؛ (آداب الصحبة؛ لأبي عبدالرحمن السلمي، ص 102، رقم 150).
  • قال عثمان بن واقد العمري رحمه الله: “قيل لمحمد بن المنكدر: أي الدنيا أعجب إليك؟ قال: إدخال السرور على المؤمن”؛ (قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا، ص 44، رقم 33).

حديث قدسي عن قضاء حوائج الناس

1/244- وعن ابن عمرَ رضي اللَّهُ عنهما: أَن رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: المسلمُ أَخو المسلم، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُهُ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الساعون في قضاء حوائج الناس

فيما يلي ستجد الساعون في قضاء حوائج الناس, و هو كالتالي :

إن قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم من أعظم أعمال البر، فقد فضل أهل العلم الأعمال ذات النفع المتعدي إلى الآخرين على النفع الخاص، وقد ثبت الترغيب في ذلك، كما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.

وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، وحسنه الألباني.

فهذا الحديث الأخير يفيد فضل السعي في حوائج المسلمين على الاعتكاف مدة شهر، وقد أورد المنذري في الترغيب والترهيب حديث ابن عباس مرفوعا: من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ـ وقال: رواه الطبراني في الأوسط. اهـ.

ولكنه ضعفه العراقي في تخريج الإحياء، والفتني في تذكرة الموضوعات، والألباني في السلسلة الضعيفة.

ومن هذا يعلم تضعيف الحديث المفضل للإحسان على عبادة سنة، ولكن ذلك لا يعني التزهيد في الإحسان إلى الناس فقد ثبت الحض عليه فيما قدمنا سابقا، كما أنه لا يغني الإحسان عن العبادات المفروضة كالصلوات الخمس وما أشبهها، وإنما ينبغي الجمع بين الطاعات والأوامر والحرص على جميع أفعال الخير.

آيات قرآنية عن قضاء حوائج الناس

فيما يلي ستجد آيات قرآنية عن قضاء حوائج الناس, و هو كالتالي :

وأما عن فضائل هذه المساعدة فمنها: أن مساعدة الآخرين نوع من الإحسان، وقد قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.

وقال سبحانه: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {الأعراف:56).

وقال سبحانه: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:56}.

السعادة في قضاء حوائج الناس

فيما يلي ستجد السعادة في قضاء حوائج الناس, و هو كالتالي :

في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.

وقال صلى الله عليه وسلم “من كان في حاجة أخية فإن الله في حاجته” [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

فتخيل أن الله تعالى هو الذي يقضي لك حاجتك فهل تبقى لك حاجة لا تُقضى؟ فوقتك الذي تنفقه في قضاء إخوانك لا يذهب سُدىً فأنت تتعامل مع الكريم ذي الفضل العميم تعطى عطاء محدوداً والله يعاملك بلا حدود ولم يكن بينك وبينه سدود.

أنت تُقّدم والله هو الذي لك يُقدّم!!

في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كربات يوم القيامة” [رواه مسلم].

“من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا” تسعى له في عمل – ترفع عنه ظلماً – تداويه في مرض – تُحضر له طبيباً – تقف معه في مصيبته – تحاول تخفيفها عنه – تقضى عنه دينه – تعاونه في زواجه أو زواج ولده أو ابنته – تديم السؤال عنه.

أمثلة على قضاء حوائج الناس

اجلب كوبًا من الماء للوالدين. أجل! من منا لا يعيش مع والديه فيطلب أحدهما منه أن يجلب كوب ماءٍ للشرب؟ ما أبسطه من عمل لكنها في حد ذاتها “حاجةٌ” يريدها أحد الوالدين، وإحسان النية في هذا الأجر يقع ضمن قضاء حوائج الناس ويضاف إليه بر الوالدين.

أبيات شعر عن قضاء حوائج الناس

فيما يلي ستجد أبيات شعر عن قضاء حوائج الناس, و هو كالتالي :

يقول أبو العتاهية:

اقض الحوائج ما استطعـ ـت وكن لهم أخيك فارج

فلخـيـر أيــام الـفـتـى يـوم قضى فيه الـحوائج

وقال آخر:

لا تقطعن يد الإحسان عن أحد ما دمت تقدر والأيام تارات

فاشكر فضيلة صنع الله إذ جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات

وهنا معنىً بليغٌ جداً: ما دمت تستطيع مدّ يد العون للناس فلا تبخل ولا تتوقف فالأيام دول، وعليك بشكر الله أن وفقك لخدمة عباده، ووقاك من ذل الوقوف أمام باب غيرك.

يقول الشاعر:

وكل سعي سيجزي الله ساعيه هيهات يذهب سعي المحسنين هبا

ويقول آخر:

تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ما أجمل هذا الوصف فيمن قصدت بابه لتفريج كربك، فلا يتذمر ولا يتأفف، بل تراه مسروراً مغتبطاً، يكاد يطير من شدة فرحه، حتى لتحسبه هو السائل الذي أعطاه الناس ما يُفَرّج كربه.

وقال آخر:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس

فعليك بفعل الخير، ولا يهمك أين يقع فعله، فإن وقع على من يستحقه فقد حصّلت المطلوب، وإن وقع في غير أهله فيكفيك أنك أهل للخير.

قضاء حوائج الناس عبادة

قضاء حوائج الناس عبادة من أعظم العبادات التي تنفع الإنسان قبل أن تنفع غيره، فمن سار في قضاء حوائج الناس قضى الله عز وجل حوائجه. وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ” – رواه مسلم.