يقدم لكم موقع اقرأ ملخص قصة سيدنا موسى ، و ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال ، و قصة سيدنا موسى الحقيقية ، و قصة موسى عليه السلام مختصرة للاطفال ، و قصة سيدنا موسى كاملة pdf ، لكل الأشخاص الذين يبحثون عن ملخص قصة سيدنا موسى، تابعوا معنا:

ملخص قصة سيدنا موسى

ملخص قصة سيدنا موسى
ملخص قصة سيدنا موسى

فضل الله عز وجل سيدنا موسى عليه السلام بالكلام معه، وقد تربى موسى عليه السلام في منزل واحد من الطغاة وهو فرعون ويعود نسب سيدنا موسى عليه السلام إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق عليهما السلام. و نرصد لكم في هذا المقال ملخص قصة سيدنا موسى :

قصة سيدنا موسى :

  • ولد سيدنا موسى عليه السلام عندما كان يوجد لبني إسرائيل ملك يدعى فرعون، وكان هذا الملك ظالم وطاغي، وفي ذلك الوقت ظهرت شائعة بينهم بأن الله سبحانه وتعالى سوف يرسل نبي وأن هذا النبي سيكون هو مصدر الهلاك لملك مصر.
  • ثم انتشرت هذه الشائعة بين بني إسرائيل ووصلت للملك الذي يدعى فرعون، فأصدر قرار بأن كل ذكر يتم ولادته يتم قتله على الفور، وأخفت والدة سيدنا موسى عليه السلام حملها عن الناس حتى تمت ولادته.
  • ثم قام الله سبحانه وتعالى بإلهام والدته بأن تقوم بترضيعه ثم تقوم بوضعه في تابوت حجمه صغير وتلقي بهذا التابوت في الماء، وتقوم بربط هذا التابوت الصغير بحبل حتى تستطيع أن ترضعه في أي وقت وللتتمكن من إخفائه عن الملك فرعون.
  • بعدذلك إنقطع الحبل الذي كان يربط التابوت الصغير عن طريق تدافع الأمواج وارتفاعها، وألقت الأمواج به بالقرب من قصر الملك وعثرت عليه جواري القصر وذهبوا به إلى زوجة فرعون والتي تدعي آسيا.
  • تعلقت آسيا بموسى عليه السلام وشعرت تجاهه بالحب الشديد، وتوسلت لزوجها فرعون الملك بألا يذبحه ويجعلها تحتفظ به فوافق فرعون، وكان موسى عليه السلام لا يقبل الرضاعة من أحد، ولكن والدة موسى كانت أرسلت ابنتها لمعرفة أخبار موسى وعرفت بأمر الرضاعة.
  • فقابلت كلثوم أخاها في السوق ودلتهم على بيت أم موسى لترضعه، وتقبل موسى عليه السلام الرضاعة منها، وبعدها قامت بالاتفاق مع الملك فرعون على أن موسى يبقى في بيتها لترضعه بسبب عدم قدرتها على البقاء في القصر لأنها ترعى زوجها وأبنائها، وكذلك يكون وفى الله لها بالوعد.
  • (َأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ لْمُرْسَلِينَ).

موسى عليه السلام مع فرعون وجنوده

  • ذهب موسى عليه السلام هو وأخوه الذي يدعى هارون لمصر حتى يقابلوا الملك فرعون، وقال موسى عليه السلام لفرعون أنه رسول من الله سبحانه وتعالى له، فطلب فرعون من موسى أن يطلعه على كل ما لديه من معجزات وآيات.
  • قام موسى عليه السلام برمي عصاته على الأرض فتحولت إلى ثعبان، ثم قام بإدخال يديه في جيبه فأصبحت ناصعة البياض ومضيئة ومتوهجة ولم يستطع فرعون أن ينظر إليه بسبب مدى ضوئها وتوهجها.
  • بعد رؤية فرعون لما لدى موسى عليه السلام من معجزات اعتقد بأن موسى عليه السلام ساحر، فقام فرعون بإصدار أمر بجلب أمهر السحرة وأعظمهم حتى يتحدوا موسى عليه السلام.
  • قام السحرة برمي عصا وحبال وكانت تتحول العصا والحبال إلى حياتٍ، فقام موسى عليه السلام بإلقاء عصاه التي تحولت إلى ثعبان كبير قام بابتلاع كل ما حُوِل إلى حيات ثم رجعت العصا ليديه مرة أخرى ولكن بمظهرها الطبيعي، وقام رئيس السحرة بالإقرار بأن هذا ليس سحر.
  • آمن كافة السحرة الموجودين نتيجةً لذلك وقاموا بالسجود لله سبحانه وتعالى وتفاجأ فرعون مما قام به السحرة، وقام بتقديم الكثير من التهديدات لهم بسبب أنهم آمنوا بالله سبحانه وتعالى من غير إذنه، لكن هذه التهديدات لم تخف السحرة أو تؤثر بهم بل ثبتوا على إيمانهم بربهم، وترجوا الله أن يعفو عنهم ويغفر لهم.

موسى عليه السلام والبحر

  • في إطار ذِكر قصة موسى عليه السلام مختصرة، شعر موسى عليه السلام حيال إيمان فرعون بالله سبحانه وتعالى بأن الأمر طال، فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يذهب في الليل لجانب الطور الأيمن مع بني إسرائيل حتى وصلوا إلى البحر، ثم عرفوا بأن فرعون يقوم باللحاق بهم، وانتشر الخوف والقلق بينهم، ولكن موسى زرع الطمأنينة في قلوبهم.
  • أوحى الله موسى بأن أضرب بعصاك البحر، فقام موسى عليه السلام بضرب عصاه في البحر وانفلق البحر، وكان عدد الطرق التي نتجت بسبب انفلاق البحر 12 طريق، حيث كان لكل عدد من بني إسرائيل طريق، ثم أنزل الله سبحانه وتعالى جبرائيل على حصان ولم يكن هذا الحصان ظاهر.
  • بعد ذلك تتبعت أحصنة فرعون الحصان من خلال شم رائحته وذهبوا إلى البحر، وغرق فرعون وجنوده  جميعًا فيه.
  • (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ).

موسى عليه السلام مع ملك الموت

  • أرسل الله سبحانه وتعالى ملك على شكل رجل لموسى عليه السلام، وقال الملك لموسى لقد أرسلنى الله لأقوم بقبض روحك، ففقأ موسى عليه السلام عينيه، ثم عاد ملك الموت إلى الله سبحانه وتعالى وقام بإخباره بالذي حدث.
  • بعد ذلك أعاد الله سبحانه وتعالى لموسى عيناه وأخبر موسى إذا كان يريد العيش فعليه أن يذهب لثور ويقوم بوضع يده على ظهر الثور، ولكل شعرة من شعرات الثور تغطيها يد موسى عليه السلام له سنة حياة.

موسى عليه السلام مع السامري

  • بعد أن أصبح موسى في الطور الأيمن مع بني إسرائيل بعد غرق فرعون وجنوده، قام موسى عليه السلام بسباق بني إسرائيل حتى يتكلم مع الله سبحانه وتعالى، وبعد أن وصلوا بني إسرائيل وضعوا الذهب والحلي الذي كان معهم من الأقباط في التراب ودفنوه.
  • حيث اعتبروا أن هذه الأشياء مسروقة لا يحق لهم أخذها، وكان مع بني إسرائيل في الطور الأيمن رجل ولكنه ليس منهم فهو من طائفة تعبد البقر، وكان يدعى هذا الرجل سامري.
  • أخذ السامري بعض من التراب الذى كان عليه أثر حصان جبريل وقام برمي هذا التراب على الحلي، فتحول هذا الحلي إلى عجلاتٍ من الذهب، فاعتقد بني إسرائيل أن السامري هو إله موسى عليه السلام، ولكنهم عرفوا فيما بعد الحقيقة.

ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال

و تسلسلا مع ما نقدمه عبر فقرات هذا المقال نطرح لكم ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال ، و منها :

ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال ١
ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال ٢
ملخص قصة موسى عليه السلام للاطفال ٣

قصة سيدنا موسى الحقيقية

تابعوا معنا قصة سيدنا موسى الحقيقية ، و هي :

ولادة موسى وانتقاله إلى قصر فرعون

وُلِد موسى -عليه الصلاة والسلام- في سنةٍ يُقتَل فيها الذكور من بني إسرائيل بأَمرٍ من فرعون ملك مِصر؛ إذ كان يقتل المواليد من الذكور في سنةٍ، ويتركهم أحياء في سنةٍ أخرى، وكان موسى قد وُلِد ولم يعلم أحد بولادته، فاهتدت أمّه من الخوف إلى أن تُلقي رضيعَها في اليمّ؛ وهو على قول المفسِّرين جميعهم نهر النيل، وذلك بعد جَعْله في تابوتٍ، وذلك بأَمرٍ من الله، مع طمئنته لها بأنّه سيُرجعه إليها سالماً مُعافىً، وسار الماء بموسى -عليه السلام- إلى أن وصل إلى أيدي جواري قصر فرعون، فأخذنه إلى امرأة فرعون؛ آسية بنت مُزاحم التي طلبت من زوجها فرعون أن يُبقيَ عليه معها؛ ليتّخذوه ولداً لهم، فينفعهم حين كِبر سِنّهم، وكانت أمّه قد أرسلت أخته؛ لتتبُّع أمره، وأثره، وكان قد رفض المُرضعات جميعهم، فأرشدتهم أخته إلى أمّه؛ لتُرضعَه، وبذلك تحقّق وعد الله -سبحانه- لأمّ موسى بإرجاع ولدها إليها.

حادثة قتل القبطيّ

  • دخل موسى -عليه السلام ذات يومٍ إلى المدينة في وقت خُلوّ الناس منها، وصادف رجلَين يقتتلان؛ أحدهما من القِبط، والآخر من بني إسرائيل، فطلب الذي من بني إسرائيل منه النُّصرة، فأجابه موسى، فوكز القبطّي، وعلى الرغم من أنّ موسى -عليه السلام- لم يقصد قَتله، إلّا أنّ الوَكز صادفَ انتهاء أجله، فمات، ووقع القَتل خطأً، فتوجّه موسى إلى ربّه بالتوبة، والاعتراف بالذَّنب، وطلب المغفرة منه؛ فقد ظلم نفسه بفِعله ذاك؛ إذ كان القتل بسبب شدّة غضبه، وكان بإمكانه تمالك نفسه عند الغضب، فغفر الله له، ثمّ أصبح موسى -عليه الصلاة والسلام- نصيراً وظهيراً للحَقّ وأهله، إلّا أنّ خبر مَقتل القبطيّ على يد موسى لم ينتشر في المدينة؛ لأنّ القَتل وقع وقت الراحة.
  • بقي موسى -عليه السلام- يترقّب ما سيحلّ بأمره، ثمّ لقي الرجل الذي استنصرَه في اليوم السابق يقتتل مع قِبطيّ آخر، فطلب من موسى -عليه السلام- أن ينصره عليه، فزَجَره القِبطيّ عن البَطش والإفساد، وحَثّه على السَّعي في تحقيق التراضي بين الطرفَين، فرفض موسى قَتل القِبطيّ، ثمّ أرشده رجلٌ إلى الخروج من المدينة؛ خوفاً عليه من الانتقام للقبطيّ الذي قَتَله سابقاً، فخرج موسى مُتوجِّهاً إلى مدين، قال -تعالى-: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ*قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ*فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ*فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ*وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

موسى في مَدْين

  • انطلق موسى -عليه السلام- من مِصْر قاصداً مَدْيَن، ونزل في مكانٍ اجتمع الناس فيه؛ للسقاية، ورأى فتاتَين واقفتَين تنتظران سقاية أغنامهما، فأقبل عليهما موسى -عليه السلام-، واستفسر منهما عن سبب وقوفهما، فأجابتاه بأنّهما تنتظران السقاية؛ إذ إنّ أبوهما شيخٌ كبيرٌ لا يقوى عليها؛ فسقى لهما موسى، وقضى حاجتهما، ثمّ توجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء والطلب، بينما قصّت الفتاتان على والدَيهما ما حدث معهما، وطلب من إحديهما إحضار موسى؛ لشُكره على فِعله، فطلبت منه المُضيّ معها، وكانت شديدة الحياء، فشكره الشيخ على صنيعه مع ابنتَيه، وكانت قد اقترحت إحداهما استئجار موسى -عليه السلام-؛ للسقاية، فعرض الشيخ على موسى أن يُزوّجه إحدى ابنتَيه مقابل العمل في السِّقاية مدّة ثمانية أعوامٍ، وإن أراد زيادة سنَتَين من عنده، ففَعل موسى، وقضى تلك المدّة كاملةً، ثمّ توجّه عائداً إلى مصر؛ قال -تعالى-: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ*فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ*فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ*قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّـهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).

بعثة موسى عليه السلام

  • عاد موسى -عليه السلام- إلى مصر مع أهله، وأخذ يبحث عن نارٍ ليلاً، فلم يجد، إلى أن رأى ناراً إلى جانب جبلٍ، فسار إليها وحده تاركاً أهله في موضعهم، ثمّ سَمِعَ صوتاً يُناديه حين وصوله إلى موضع النار، فكان الله -سبحانه- يُكلّمه؛ إذ أخبره أنّه ربّ العالَمين، وأنّه اصطفاه؛ ليبلّغَ الناس، ويدعوهم إلى توحيد الله، ويخبرهم أنّ يوم القيامة واقعٌ لا محالة؛ ليُجازى كلّ عبدٍ بما قدَّمَ في حياته، ثمّ سأله ربّه -عزّ وجلّ- عن العصا التي يُمسكها -وهو أعلم بها-، فأجابه -عليه السلام- بأنّه يعتمد عليها في رَعْي الغنم، وأمورٍ أخرى، فطلب منه -سبحانه- إلقاءها، فألقاها، فتحوّلت إلى حيّةٍ تسعى بأمرٍ وتقديرٍ من الله، ففزع موسى، إلّا أنّ الله طمأنَه وأخبره أنّه سيُرجعها كما كانت، ثمّ أمره الله -سبحانه- أن يُدخلَ يدَه في جَيْبِه، فأدخلها، فإذا بها تخرج بيضاء مُنيرةً، فأعادها إلى جبيه، فعادت إلى صِفتها الأولى.
  • وقد أجرى الله -سبحانه وتعالى- عدّة آياتٍ مُعجزات تُؤيّد رسالة نبيّه موسى -عليه السلام-، ثمّ أمره بالتوجُّه إلى فرعون مُبلِّغاً، وداعياً إيّاه إلى توحيد العبادة لله وحده، واتِّباع أوامره، فسأله موسى التيسير، وانشراح الصدر، وأن يُعينه؛ بإرسال أخيه هارون معه، فاستجاب له -سبحانه-، وبذلك كان موسى رسول الله ومُبلِّغَ أوامره إلى فرعون، وقومه؛ قال -تعالى-: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى*قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى*قالَ أَلقِها يا موسى*فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى*قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى*وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى*لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبرَى*اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى*قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري*وَيَسِّر لي أَمري*وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني*يَفقَهوا قَولي*وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري).

مُواجهة موسى لفرعونَ

  • وصل موسى إلى أرض مِصْر، والتقى بأخيه هارون، واتّجها إلى قَصْر فرعون الذي أَذِن لهما بالدخول، وبدأ موسى يدعوه إلى توحيد الله، والخضوع له وحده، والتوقُّف عن ظُلم بني إسرائيل، وإرسال بني إسرائيل معهما، فرفض فرعون ذلك، واستخفّ بقَوْل موسى -عليه السلام-، واستصغرَه، وذكّرَه بتربيته ورعايته له، وأنّه قابل ذلك بقَتْل القِبطيّ، فكان ردّ موسى عليه أنّ ذلك لم يكن عن قَصْدٍ، وبيّنَ له أنّه رسول الله إليه مع أخيه هارون، فسألهما عن ربّهما، فأجاباه أنّه الله مالك المُلك، وخالق كلّ شيءٍ، فاستخفّ فرعون بجوابهما، واستهان بما قالاه، والتفت إلى قومه؛ مُكذِّباً قَوْل موسى، ومُتَّهِماً إيّاه بالجنون، فكان ردّ موسى أنّ الله خالقُهم، وخالقُ آبائهم، وأظهرَ لهم المعجزات التي أيّده الله بها؛ لتكون دليلاً على صِدقه، فتعجّبَ فرعون ممّا رأى، وطلب رأي قومه ومشورتهم، فأخبروه أنّ موسى وهارون ساحران يريدان الاستحواذ على مُلكه، وإبعاده عن أرضه، وأرشدوه إلى جَمع السَّحَرة، وإبطال سِحرهما.

مُواجهة موسى للسَّحَرة

  • اجتمع فرعون بالسَّحرة، وأخبرهم بما رآه من معجزات موسى، وسألهم عمّا يُمكنهم فِعْله؛ لإبطال ما جاء به موسى، فأخبروه بأنّهم سيغلبونه بسِحْرهم، وطلبوا منه الأجر، فأكّدَ لهم أنّهم سيكونون مُقرَّبين منه، ومأجورين، فلمّا أتى موسى، ورمى عصاه، لم يلبث السَّحرة كثيراً حتى آمنوا بربّ موسى وهارون؛ لأنّهم عرفوا أنّ ما كان من موسى ليس سحراً، ولا يفعله إلّا نبيٌّ، فغضب فرعون غضباً شديداً منهم، وادّعى أنّ موسى -عليه السلام- مَن عَلّمَهم السِّحر، وأنّهم تابعون له، فأمر بصَلْب السَّحَرة، واستمرَّ فرعون في إنكار ما جاء به موسى -عليه السلام-، فأمرَ وزيره هامان أن يبنيَ له قصراً عالياً شاهقاً؛ ليصل به إلى أبواب السماء، ويرى إله موسى.
  • وكان قد أسلم مع موسى وهارون بنو إسرائيل، فأمرهم الله -تعالى- أن يسكنوا بيوتاً في مصر، وأمره أن يَعِظ مَن آمن معه، ويُبشّرَهم بما ينتظرهم من نَعيمٍ في الآخرة، ثمّ همَّ فرعون بقَتْل نبيّ الله موسى؛ مُدّعِياً الخوف عليهم من أن يُخرجهم من دينهم، وينشرَ في الأرض الفساد، إلّا أنّ مؤمناً من آل فرعون كان يُخفي إيمانه استنكر ذلك، وقال إنّ موسى جاء بالبيّنات من ربّه؛ فإن كان صادقاً فإنّ الشرَّ سيُصيبهم، وإن كان كاذباً فسيُظهر الله كذبَه، ولن يضرَّهم ذلك، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)، فتراجع فرعون عن قَتْل موسى -عليه السلام-، إلّا أنّه استمرّ في تخويف أتباع موسى -عليه السلام-، وظلمهم.
  • طلب موسى -عليه السلام- من قومه أن يصبروا، ويتمسّكوا بحبل الله؛ فهو القادر على أن يُهلك فرعون، وقومه، إلّا أنّ فرعون تجاوز الحدَّ في ظُلمه، وطُغيانه؛ فدعا موسى وهارون على فرعون وأعوانه بأن يُبدّدَ أموالهم، ويطبعَ على قلوبهم؛ فلا يؤمنوا حتى يَرَوا العذاب الأليم، فاستجاب الله لدعائهم، إلّا أنّ فرعون زاد في إصراره على الظُّلم، والاستكبار بغير الحقّ، فابتلاهم الله باحتباس المَطر، ونَقص المحاصيل، ولم يزدادوا إلّا تكبُّراً ورَفْضاً لرسالة الحقّ؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم الطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، وكانت تأتيهم آيات العذاب مُتتالِيةً.

خروج موسى وبنو إسرائيل من مِصْر

  • أمرَ الله -تعالى- موسى -عليه السلام- بالخروج من مِصْر ليلاً مع مَن آمن برسالته، فعلم بذلك فرعون، وغضب غضباً شديداً، فلحق به مع جنده من كلّ مكانٍ؛ ليمنعَهم من الهروب من مِصْر، وأدركوا موسى ومَن معه، وكانوا قد وصلوا إلى البحر، ففزع قوم موسى؛ لأنّهم غير قادرين على هزيمة فرعون وأعوانه، ولا يستطيعون الهرب عن طريق البحر، إلّا أنّ موسى -عليه السلام- طمأنهم؛ وذلك أنّ الله معهم، ولن يتركهم.

حادثة شَقّ البحر وغرق فرعون

أوحى الله إلى موسى أن يضربَ بعصاه البحر؛ فانقسم البحر، وانفلق، حتى ظهرت يابسة يُحيط بها الماء من اليمين والشمال، ثمّ أمره أن يترك البحر على حاله، ويمضي مع قومه، فمَضوا في طريقهم، وكان آل فرعون وراءهم يكادون يدركونهم، فاستكبر فرعون ومضى خلفهم؛ مُستخِفّاً بما ينتظره، فأغرقه الله ومَن معه جميعاً، ولم يُبقِ على أحدٍ منهم، وأنجى موسى وقومه.

ذهاب موسى للقاء ربّه واستخلاف هارون

  • عبرَ موسى -عليه السلام- وقومه البحر، ومَضَوْا في طريقهم حتى وصلوا إلى قومٍ يتّخذون الأصنام آلهةً لهم، فطلب قوم موسى منه أن يتّخذوا آلهةً كما لهم، فأجابهم موسى -عليه السلام- بأنّ الله إلهُهم، وقد أنجاهم من الظلم، ثمّ ذهب للقاء ربّه، وجعل أخاه هارون خليفةً له في قومه.
  • غدا هارون رئيس القوم بعدما طلب منه موسى ذلك، فكان يُعلّم الناسَ الخيرَ، ويردعُهم عن فِعل الشرّ، أمّا موسى -عليه السلام-، فعندما ذهب للقاء ربّه، كلَّمَه الله -تعالى- من وراء حجابٍ، فطلب موسى منه -سبحانه- أن يراه، فأخبره ربّه بأنّ الإنسان لا يمكنه تحمُّل ذلك؛ وأنّه سيتجلّى للجبل، فإن استقرَّ مكانه فسوف سيراه، ثمّ تجلّى ربّ العزّة للجبل الذي لم يبقَ منه شيء، وأصبح حاله حال التراب، فأُغشِي على موسى -عليه السلام- من هول ما وقع.
  • استغفر موسى -عليه السلام- الله -تعالى- بعد إدراكه ما بدر منه، فأخبره الله -تعالى- أنّه فضَّلَه على العالَمين؛ باصطفائه للنبوّة، وتكليمه دون الاستعانة بالملائكة، فأمره بأَخذ الألواح، والحرص على العمل بما نزل فيها، وعدم تجاوُز الحدود المنصوص عليها، وتعليمها لقومه؛ باتّباعهم الأحكام والتفصيلات الواردة فيها، وشُكر الله -عزّ وجلّ- على إظهار الحقّ، وهدايته إيّاهم إليه، والحرص على إفراد نيّة العمل لله وحده، وحَذَّره من التكذيب بكتابه، ثمّ مضى موسى إلى قومه؛ يُعلّمهم، ويعرض عليهم التوراة؛ قال -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن تَراني وَلـكِنِ انظُر إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوفَ تَراني فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسى صَعِقًا فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنا أَوَّلُ المُؤمِنينَ*قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ).

السامريّ وصناعة العجل

  • غاب موسى -عليه السلام- عن قومه أربعين يوماً، وكان بنو إسرائيل قد انتظروا عشرين يوماً، وظنّوا أنّه لن يعود، فظهر رجلٌ منهم يُدعى السامريّ، وصنع لهم عجلاً من الحليّ، وادّعى أنّه إلهُهم، وأنّ عليهم عبادته، ففُتِن القوم، وعبدوه من دون الله، ويُشار إلى أنّ هارون -عليه السلام- كان قد نهاهم عن ذلك، وأمرهم بالرجوع عن فِعلهم، وحثّهم على عبادة الله ربّ العالَمين، فلم يستجيبوا له، بل اشتدّ تمسُّكهم بعبادة العجل، فلمّا عاد موسى -عليه السلام- بما وعدهم، ووجدهم على حالهم، عاتبَ أخاه هارون -عليه السلام-، فأخبره أنّهم استضعفوه، وكادوا يقتلونه، فلم يقوَ على رَدعهم،ثمّ ذهب موسى إلى السامريّ، فسأله عن فِعلته، فكان ردّه أنّه يملك ما لا يملكه بنو إسرائيل من بصيرةٍ، فما كان من موسى -عليه السلام- إلّا أن حرَّقَ العجل، ونسفَ رماده نَسفاً، وأخبره أنّ له عقوبة في الدُّنيا، وفي الآخرة، قال -تعالى-: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)؛فلا إله إلّا الله وحده.

غضب موسى وإلقاء الألواح

  • غضب موسى -عليه السلام- من قومه؛ بسبب اتِّخاذهم العجل إلهاً لهم -كما ذُكِر سابقاً-، فلم يتمالك نفسه، وألقى الألواحَ التي اشتملت على أحكام الله وتشريعاته؛ غضباً وأَسَفاً على قومه، وعلى الرغم من عدم تعمُّده ذلك، وعدم تسبُّب إلقائه إيّاها في أيّ أذىً لها، إلّا أنّ موسى -عليه السلام- دعا ربّه -سبحانه- مباشرةً أن يغفرَ له ولأخيه، وطلب منه الرحمةَ.

موسى والبقرة الصفراء

  • قُتِل في بني إسرائيل رجلٌ غنيّ لم يكن له ولدٌ على يدٍ قريبٍ له؛ بهدف الحصول على الميراث، ثمّ أتى القاتل إلى موسى -عليه السلام- يخبره بموت قريبه، ويسأله أن يساعده في معرفة القاتل؛ ليقتصَّ منه، ولم يكن عند موسى -عليه السلام- عِلمٌ بشيءٍ؛ فجمع الناس وسألهم عن الأمر، فلم يكن أيّ أحدٍ منهم يعلم شيئاً، فأوحى الله -تعالى- إليه أن يأمر القومَ بذَبح بقرةٍ؛ لمعرفة القاتل، فاستغرب القوم، وأكثروا السؤال عن أوصافها، فبيَّن الله -تعالى- لهم أنّها بقرةٌ لا كبيرةٌ مُسِنّةٌ، ولا صغيرةٌ، بل مُتوسِّطة السنّ، ذات لون أصفر صافٍ لم تُتَّخَذ للعمل في الأرض أو السقاية، وهي خاليةٌ من العيوب، وليس في جسمها لونٌ آخر، فوجدوها بعد طول عناء، ولو أنّهم أطاعوا الأمر بذَبح بقرة، لأجزأهم ذلك، إلّا أنّهم بتشديدهم على أنفسهم، شدَّد الله عليهم، ثمّ ذبحوها، وضربوا الميّت بعظمها بأمرٍ من الله، ففعلوا، فأخبرهم الميّت عن قاتله؛ وهو قريبه، فأُخِذ وقُتِل؛ لسوء عَمَله.
  • قال -تعالى- في بيان ما سبق: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ*قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ*قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ*قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّـهُ لَمُهْتَدُونَ*قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ*وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ*فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

مكانة موسى عليه السلام

  • نال نبيّ الله موسى -عليه السلام- مكانةً عظيمةً؛ فهو أحد أُولي العزم من الرُّسل؛ قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)، وقد اختاره الله وفضّله على الناس في زمانه؛ باختياره نبيّاً؛ قال -عزّ وجلّ-: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ)، كما أنّ له منزلةً عظيمةً عند الله -تعالى-؛ إذ قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا)، وقد اصطفاه الله -تعالى- من بين الرُّسل؛ بتكليمه إيّاه؛ قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، وقال: (وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًّا)،وقال أيضاً: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ).
  • وكان موسى -عليه السلام- يملك من الحِكمة والعِلم الكثيرَ؛ قال -عزّ وجلّ-: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين)، وقد بلَّغَ رسالة الله، وكتابه، وأحكامه بكلّ إخلاصٍ، وعَزمٍ، وصَبرٍ؛ قال -تعالى-: (وَكَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ فَخُذها بِقُوَّةٍ وَأمُر قَومَكَ يَأخُذوا بِأَحسَنِها سَأُريكُم دارَ الفاسِقينَ)، وقال أيضاً: (ثُمَّ آتَينا موسَى الكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذي أَحسَنَ وَتَفصيلًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لَعَلَّهُم بِلِقاءِ رَبِّهِم يُؤمِنونَ)، كما رفعَ الله -تعالى- من شأن قوم موسى، واختارهم، وفضَّلَهم على مَن ظلمَهم، ومَنَحهم عِزّةً ورِفعةً؛ قال -تعالى-: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)، ويَسَّر الله له عبداً صالحاً فطمأنه، وزوَّجَه إحدى ابنَتيه؛ قال -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وقال أيضاً: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ)، وأيّد الله نبيّه موسى بالمعجزات، ومنها: إبطال سِحْر السَّحَرة؛ قال -تعالى-: (وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ).

قصة موسى عليه السلام مختصرة للاطفال

نسرد لكم من خلال السطور التالية قصة موسى عليه السلام مختصرة للاطفال ، تابعوا معنا :

طفولة سيدنا موسى عليه السلام

  • يعد سيدنا موسى عليه السلام من الأنبياء التابعين إلى بنو إسرائيل وقد أرسله فرعون إلى قومه ويعود في النسب إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد ولدت أم موسى موسى في توقيت زاد به تمادى فرعون في الظلم والطغيان، وعلى وجه التحديد الظلم في بنو إسرائيل وقد زاد في الظلم عندما أخبره واحد من الكهنة المقربون إليه أنه سيولد ولد في بني إسرائيل سوف ينتهى حكم فرعون على يده.
  • وقد أقدم فرعون خلال تلك الفترة على ذبح جميع الأطفال في بني إسرائيل وعمل على استحياء النساء، وخلال تلك الفترة جاء المخاض إلى أم موسى وقد كتمت أمر ولادة الصبى خوفا عليه من أن يذبح مثل ما فعل فرعون مع باقي الأطفال وقد ألهمها الله عز وجل أن تضع الصبى الصغير في صندوق وتضعه في النهر لكى يقع في أيدي أمينة بعيدا عن فرعون وبطشة، وقد أنتهي الأمر بالصندوق أمام قصر فرعون.
  • وما أن رأت زوجة فرعون الصبى حتى وضع الله عز وجل محبته في قلبها وأمرت الجنود بعدم قتله وأنها سوف تتخذه ولدا لها ولفرعون وأمرت المرضعات بأن ترضعه فحرم الله عز وجل جميع المراضع عليه حتى جاءت أمه فرضع منها كي تقر عينها به.

حياة سيدنا موسى في قصر فرعون وخروجه من مصر

  • كانت نشأة سيدنا موسى عليه السلام في قصر فرعون وراعته زوجته السيدة آسيا حتى بلغ أشده وخلال سيره في أحد الأيام رأى مشاجرة تقع بين واحد من بني إسرائيل وواحد تابع لفرعون وقد استغاث به الرجل التابع لبني إسرائيل فضرب الرجل الآخر ضربه قتلته في الحال، وهنا تواري موسى عن الأنظار لفترة وأستغفر ربه على ما أقدم من فعل، وقد بدأ فرعون في البحث عن قاتل الرجل التابع له ليخبره واحد من المقربين له أن فرعون ومن معه يتآمرون على قتله.
  • فهرب على الفور وذهب إلى مدين وأستقر به الحال تحت شجرة بجانب البئر ووجد الناس يتوافدون على البئر للسقيا وهناك فتاتان ينتظرون حتى يفر الجميع، فقام وساعدهم، فجاءت أحدى الفتيات بعدها وطلبت منه أن يذهب إلى والدها فوافق وطلب منه الرجل أن يستأجره لمدة 8 سنوات على أن يتزوج من أحدى بناته فوافق موسى على الفور وتزوج ومكث عندهم لمدة 10 سنوات كاملة.

عودة موسى إلى فرعون بالرسالة

  • بينما كان سيدنا موسى يمشى في الصحراء وجد نار تأتي من بعيد فأراد أن يذهب إليها ليحدثه الله عز وجل ويسأله عن ما توجد في يديه ليجيب موسى أنها العصي الخاصة به فيأمره برميها على الأرض لتتحول إلى حيه كبيرة، وبمجرد أن يمسكها تعود إلى حالتها، وأمره أن يضع يده في إبطه فتخرج بيضاء بدون برص أو بهاق ويأمره بأن يذهب إلى فرعون الطاغيه ويعرض عليه المعجزات، ويطلب موسى من الله عز وجل أن يرسل معه هارون ليشد عضده.

مواجهة موسى وفرعون

  • بعد أن كلف من الله عز وجل بالرسالة والدعوة إلى الله عز وجل وعبادة الله الأحد، وبعد أن أيده بالعديد من المعجزات وبأخيه هارون ذهب موسى إلى فرعون كي يعرض عليه ما أتاه من ربه من معجزات وحديث عن دين الله وأن الله هو خالق الكون، وقد دعاه إلى العبادة و التوحيد فما كان إلا أن رد عليهم فرعون بالمزيد من التهم وقد اتهمه بالسحر وقد دعاهم إلى المبارزة أول يوم العيد أمام أعين جميع الناس.
  • وقد وافق موسى على تلك المبارزة وقد قام فرعون بالتجهيز إلى تلك المبارزة وقد أرسل إلى جميع السحرة في مصر من أجل الاستعداد إلى مقابلة موسى وقد أكدوا أنهم ليسوا بحاجة إلى أجر في حالة أن انتصروا على موسى وهارون في تلك المبارزة، حتى جاء ذلك اليوم وأمر فرعون السحرة بعرضهم وقاموا بإلقاء العصيان والحبال الخاصة بهم فتحولت إلى ثعابين في عرض أرهب جميع الحاضرين.
  • ولكن سرعان ما تلاشي ذلك السحر بمجرد أن قام موسى بإلقاء العصاه الخاصة بهم فتحولت إلى حية وقد أبتلعت السحر الخاص بهم وعندما أيقن السحرة أن ما قام به موسى ليس سحر وإنما هو الحق من الله عز وجل سجدوا له جميعا وقد غضب فرعون لما قاموا به قبل أن يأذن لهم ولكنهم كانوا مثال لقوة الإيمان والصبر.

قصة سيدنا موسى كاملة pdf

عزيزي القارئ و في ختام هذا المقال نطرح لكم رابط تحميل قصة سيدنا موسى كاملة pdf ، تابعوا معنا :