هل يجوز للزوج السفر وترك زوجته ، و أقصى مدة لبعد الزوج عن زوجته ، و أثر سفر الزوج على الزوجة ، و هل يجوز للرجل السفر لوحده ، و حكم ترك الزوج زوجته حزينة ، و التصرف الصحيح عند سفر الزوج ، و أين تقيم الزوجة بعد سفر زوجها ، السفر المباح هو الخروج على قصد قطع مسافة القصر الشرعية فما فوقها، بحيث يكون القصد منه مستحبا كالسفر لبر الوالدين أو لصلة الرحم أو طلب العلم، أو مباحًا كسفر التجارة، أو واجبًا كسفر الجهاد إذا تعين، أو مكروهًا، والزواج قائم على المودة والرحمة، وعلى أن يكون كل من الزوجين سكنًا للآخر، يقول الله تعالى:﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ، تعرفوا معنا فيما يلي هل يجوز للزوج السفر وترك زوجته ؟

هل يجوز للزوج السفر وترك زوجته

الله سبحانه وتعالى جعل الزواج سكنًا، وجعل بين الزوجين المودة والرحمة، بل إن الله، جعل المرأة سترًا لزوجها، والزوج لباسًا لها، قال تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”، ولا يخفى قوة التعبير من تشبيه العلاقة الزوجية باللباس، حيث إن أقرب شىءٍ إلى المرء هى ثيابه وملبسه ، فهل يجوز للزوج السفر وترك زوجته ؟

هل يجوز للزوج السفر وترك زوجته
هل يجوز للزوج السفر وترك زوجته
  • ينبغي أن تحرصي على التفاهم مع زوجك في هذه الأمور بشيء من الروية والهدوء، والحرص على مصلحة الأسرة عموما، ومهما أمكن أن تجتمعا معا في بلدكم، أو في البلد الذي سيسافر إليه زوجك، فهو أولى.
  • ولكن إن احتاج إلى أن يسافر وحده لترتيب أموره، ثم استقدامك للإقامة معه، أو العودة للإقامة معك، فينبغي أن تتفهمي ذلك، والمهم أن يكون الوفاق بينكما على أي من الخيارات التي قد تبدو لكما. وإن تطلب الأمر اتخاذ من يكون وسيطا بينكما يعينكما على التفاهم وتقارب وجهات النظر، فلا بأس بذلك.
  • ومن ناحية الشرع بخصوص مسألة سفر الزوج، أنه عند عدم رضا الزوجة بذلك، فلا يجوز للزوج التغيب عنها ولو لسفر مباح لمدة طويلة؛ نظرًا لحقها في الوطء. وأكدت أنه إذا أذنت الزوجة لزوجها بهذا السفر المباح الطويل الأمد فيجوز، أما إذا لم تأذن به الزوجة فليس له ذلك، وتحديد مدة الطول الذي يتوقف على إذن الزوجة يختلف باختلاف البيئات والأزمنة والأمكنة والأعراف المجتمعية.

قد يهمك :

أقصى مدة لبعد الزوج عن زوجته

  • فقد كثر كلام أهل العلم عن مسألة غياب الزوج عن زوجته، وحددوا المدة التي يحق للزوج فيها الغياب عن زوجته ولو بغير رضاها بستة أشهر، استنادا لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه سأل ابنته حفصة: كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: خمسة أشهر، ستة أشهر، فوقَّتَ للناس في مغازيهم ستة أشهر.
  • يسيرون شهراً ويقيمون أربعة ويسيرون شهراً راجعين. قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: وسئل أحمد أي ابن حنبل رحمه الله: كم للرجل أن يغيب عن أهله؟ قال: يروى ستة أشهر.
  • وقال صاحب كشاف القناع من فقهاء الحنابلة: وإن لم يكن للمسافر عذر مانع من الرجوع وغاب أكثر من ستة أشهر فطلبت قدومه لزمه ذلك.

أثر سفر الزوج على الزوجة

لسفر الزوج على الزوجة مجموعة من الاثر منها :

  • أن سفر الزوج يتسبب غالباً في خلافات زوجية كبيرة، بسبب تحمل الزوجة مسؤوليات الأبناء ومواجهتها بمفردها، بالإضافة إلى اكتساب الأبناء بعض السلوكيات السلبية بسبب عدم وجود الأب بشكل مؤقت لجلب الأموال وتحسين مستوى معيشة الأسرة أو لأحد الأسباب، لذلك بالواقع إن غياب الزوج عن زوجته وأبنائه له الكثير من الأضرار على الأسرة، حيث تتضرر الزوجة بالجزء الكبير من هذه الأضرار.
  • فقدان التفاهم كثير من الأزواج تفقد مهارة التفاهم مع زوجته وأولاده ومع مشكلاتهم وعدم تقدير الملل الذي تشعر به الزوجة أثناء غياب زوجها في عمله وأطفالها يكونوا في المدرسة وبالتالي تصطدم الزوجة بشبح الملل الشديد وبالتالي تصاب بالوحدة النفسية نتيجة عدم تقدير الزوج لمشكلاتها.
  • استمرار الشعور بالعزلة حتى بعد عودته وعدم قدرته على المشاركة في الواجبات المنزلية لاحتياجه وقتًا للتعافي من ضغوط الرحلة. ضعف الترابط بين الأبناء والزوجة مع الزوج.
  • تواجه الزوجة جميع العقبات والمشاكل في مراحل مختلفة من حياتها لوحدها خلال سفر الزوج. خصوصاً فيما يتعلق بالأطفال ومشاكلهم ومتطلباتهم. الأمر الذي يجعلها تشعر مع مرور الوقت بأنها وحيدة وأن بإمكانها البقاء لوحدها دون الزوج لتكملة حياتها مع أسرتها لوحدها.
  • يلقي سفر الزوج بآثاره النفسية السيئة على الزوجة فتضعف وتنهار أحياناً كثيرة على أتفه الأمور دون أن تجد زوجها إلى جانبها يساندها ويمدها بالقوة. ولذلك نجدها شديدة التعب والضعف في معظم الأوقات.

هل يجوز للرجل السفر لوحده

  • هل يجوز للرجل السفر لوحده ؟ فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سفر الرجل وحده فمن ذلك ما رواه البخاري مرفوعاً: لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده. وما رواه مالك في الموطأ وأحمد في المسند وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب.
  • ومحل الكراهة أو النهي -كما قال أهل العلم- إذا كان السفر ليلاً أو كان مظنة لحدوث مكروه. أما إذا كان السفر في طريق آمن ومسلوك فلا حرج في سفر الواحد فيه؛ لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، وقد علق ابن أبي شيبة في مصنفه على الحديث المذكور بقوله: قال مجاهد قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية وحده، وبعث عبد الله وخبابا سرية، ولكن قال عمر كونوا في أسفاركم ثلاثة، فإن مات واحد وليه اثنان الواحد شيطان والاثنان شيطانان.
  • “قال الخطابي: (الراكب شيطان معناه -والله أعلم- أن التفرد بالذهاب في الأرض من فعل الشيطان” أي شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه فقيل إن فاعله شيطان، وكذا الاثنان ليس معهما ثالث، فإذا صاروا ثلاثة فهم ركب أي جماعة.. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال في رجل سافر وحده: أرأيتم إن مات من أسأل عنه؟! “فإن المنفرد في السفر لو مات ما عنده من يغسله ويدفنه، ولا من يوصي إليه في ماله وأهله ويحمل خبره إليهم”.
  • ذهب ابن خزيمة (ت311هـ) رحمه الله إلى أن النهي عن الوحدة في السفر محرم، فقد بوب رحمه الله في صحيحه (4/151): “النهي عن سير الاثنين و الدليل على أن ما دون الثلاث من المسافرين فهم عصاة إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن الواحد شيطان والاثنان شيطانان ويشبه أن يكون معنى قوله: شيطان أو عاصي كقوله: شياطين الإنس و الجن و معناه عصاة الجن و الإنس”.قلت: وعليه فهو يرى النهي للتحريم.

حكم ترك الزوج زوجته حزينة

حكم ترك الزوج زوجته حزينة :

  • إذا لم ترتكب الزوجة ما نهى عنه الشرع، وكان الزوج هو سبب المشكلة: فليس على الزوجة إثم وإن غضب منها زوجها، والإثم إنما يلحقها في حال تقصيرها في واجباتها الشرعية والزوجية.
  • عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ» رواه الترمذي (رقم/360) وحسَّنه
  • وعلى الإنسان أنْ يَسْعى بأعمالِه إلى تَحصيلِ الخيرِ والنَّفعِ له في الآخِرَةِ؛ ولذلك كان يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مِن الأعمالِ الَّتي قد تُهدِرُ لصاحبِها الأجرَ والثَّوابَ

التصرف الصحيح عند سفر الزوج

تعاني المراة من العديد من المشكلات أثناء سفر زوجها وغيابه الطويل عنها وعن بيته وعن عائلته وأولاده ، فكيف يتم التصرف الصحيح عند سفر الزوج :

  • كوني مستعدة وتفهمي الوضع يحتاج سفر الزوج إلى صبر ومرونة وتفهم كبير من الزوجة حتى تكون مستعدة لكل شيء، لأنه من المحتمل أن تسوء الأمور بينها وبين زوجها بسبب بعدهما عن بعض، وقد تطرأ بعض التغيرات في خطتهما، مثل الغاء زيارته لها بسبب عمله، لذلك كوني مستعدة ولا تتخذي الأمور على محمل شخصي، ولا تغضبي منه لصيانة العلاقة بينكما.
  • انشغلي بالعمل: إذا كنتِ عاملة بالفعل فهذا أمر جيد، العمل يشغل حيزًا من وقتك كذلك ويعود عليكِ بفوائد عديدة مع الأبناء والزوج، إذ تجدين دائمًا موضوعات واهتمامات تشاركينه فيها وكذلك تشغلين وقتك حتى عودته.
  • تواصلي معه باستمرار إلى جانب التواصل الهاتفي مع الزوج وهو مسافر يمكنك استخدام بعض الوسائل والأساليب الاتصالية الأخرى التي تجعلك في تواصل دائم مع زوجك المسافر، مثل التحدث بالصوت والصورة عبر تطبيقات مختلفة على شبكات الإنترنت، مثل الماسنجر والواتس آب، أو Skype أو تواصلي معه من خلال إرسال الرسائل النصية أو التواصل عبر البريد الإلكتروني، وخصصي وقت كل يوم للتحدث مع زوجك ولا تقعي في فخ الانشغال عنه بسبب الواجبات التي تفرضها عليكِ الحياة اليومية.
  • حافظي على شرارة الحب ولكي تصل علاقتك بزوجك وهو مسافر إلى أعلى درجاتها من التفاهم والمودة، عليكِ بالحفاظ على شرارة الحب بينكما، من خلال تبادل الرسائل والأشعار الرومانسية، وإرسال باقات الزهور والورود عبر الهاتف خلال ساعات عمله، لكي يدرك الزوج أنك تفكرين به دائماً وتهون عليه آلام وتعب الغربة.
  • خصصي وقتًا للتحدث كل يوم: تحدثا يوميًا عبر وسائل الاتصال المختلفة سواء نصيًا أو بالفيديو، احرصا على هذا الأمر بمفردكما مرة وفي وجود الأبناء مرة أخرى، يحافظ الحديث على المشاركة والحميمية والاطلاع على كل جديد لدى بعضكما وتجنّب البعد والجفاء.

أين تقيم الزوجة بعد سفر زوجها

  • إذا غاب الزوج عن زوجته فالأولى أن يأذن لها في الإقامة عند أهلها، ولا سيما إذا كان ذلك أصون لها وأستر، وعليه فالأولى أن تأذن لزوجتك بالإقامة عند أهلها حال غيابك، وانظر الفتويين رقم: 51324 ورقم: 128578 وأما والدتك فاجتهد في إرضائها برفق، وبين لها أن المصلحة تقتضي إقامة زوجتك عند أهلها حال غيابك لا سيما ووالداك غير مقيمين بالبلد، فإن أصرت والدتك على رأيها فلا يلزمك طاعتها في ذلك، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، لكن على كل حال يجب عليك بر والدتك والإحسان إليها.
  • ولا حرجَ على المرأةِ أن تَمكُث في بيت أهْلِ زوجِها أثناءَ غِياب الزَّوج، بشرط أن لا يترتَّب على ذلك ارتكاب مُحرَّم من نظرٍ مُحرَّم أو خلوةٍ بأخي الزَّوج أو غيرِه من أقارب الزَّوج الذين ليسوا بِمحارم لها، فإن ترتَّب عليه شيءٌ من ذلك حرم مكوثُها عندهم ولها في هذه الحالة أن تنتظِر في بيت أهلها.
  • والأوْلى لها إذا اختارتِ المقام بالضَّوابطِ السَّابقة عدمُ الجلوس مع إخوة الزَّوج، وإن دَعَتِ الحاجة للجلوس معهم فهم كغيرهم من الأجانب، ويكون في حضور أحدٍ حتَّى لا يَصيرَ الأمرُ إلى خلوةٍ مُحرَّمة مع الالتزام بالضَّوابط الشرعية، من غضّ البصر، والتزامِها بالحجاب الشرعي، وكذلك الكلام بِالمعروف بغير خضوع مع أمن الفتنة.
  • أما إذا خيف الوقوع في مَحظور، فعندئذ يُمنَع الجلوس ولْترحلْ إلى بيت أبيها؛ فقد ثبتَ في الصحيحين من حديث عُقْبة بن عامر رضِي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “إيَّاكم والدّخولَ على النّساء”، فقال رجل من الأنصار: أفرأيتَ الحَمْوَ؟ قال: “الحمْوُ الموت”، والحَمْوِ: أقارب الزَّوج كالأخ.