يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الوضوء ، و فرائض الوضوء ، و سنن الوضوء ، و شروط الوضوء ، و مكروهات الوضوء ، و نواقض الوضوء ، و فضل الوضوء ، الوضوء أول مقصد للطهارة، ومن أهم شروط الصلاة، ولا تقبل الصلاة من دون وضوء، وقد ذكر في القرآن بقوله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6). فيما يلي موضوع عن الوضوء.

موضوع عن الوضوء

موضوع عن الوضوء
موضوع عن الوضوء

موضوع عن الوضوء ، الوُضوء في اللّغة بضمّ الواو، هو لفظٌ مشتقٌّ من الوَضاءة، أي النّظافة والطّهارة، والوَضوء بفتح الواو، هو الماء المُعدّ للوضوءِ، وتعريفه في الاصطلاح: هو استخدام الماء الطّاهر على أعضاءٍ حدّدها الشرع، وهي الوجه واليدين والرّأس والرّجلين، من أجل رفع كلّ ما يمنع عن الصّلاة، والوضوء واجبٌ من أجلِ الصّلاة، سواءً كانت الصّلوات فرائض أو نوافل، وقد ثبتت مشروعيّته في القرآن الكريم، قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، وفي السنّة النّبويّة قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تُقْبَلُ صَلاةُ مَنْ أحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأ)، كما ثبتت مشروعيّته بإجماع العلماء على أنّ الصّلاة لا تصحّ دون الوضوء لِمن تيسّر له.

فرائض الوضوء

فَرائِضُ الوضوءِ هِي أركانُهُ؛ وذلكَ وِفقاً لِما اِصطَلَحَ عليهِ الفُقهاءُ الأربعةُ مِن أنّ الفَرض والرّكنَ هما وجْهانِ لعملةٍ واحدة، وهوَ بِهذا المعنى: مُجموعة الأشياءِ الّتي يَكُونُ بِها الشّيءُ، إِذ تَختلِفُ حقيقَتُه بِتَخَلُّفِ أحَدِ هذهِ الأشياء -أي مكوناته-، وهي هنا مَجموعةُ الأفعالِ الّتي إذا تَخَلّف أحدها بَطُلَ الوضوء، وهذهِ الفرائِضُ سِتةٌ، مِنها ما ثَبَتَ بالقرآنِ، ومِنها ما ثَبَتَ بالسّنةِ الشَّريفة، نذكرها فيما يأتي:

  • الفريضة الأولى: النية؛ وهيَ فريضةٌ ثابتةٌ بالسّنة النّبوية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، ويُشتَرَطُ لِصِحَّتِها الإسلامُ والتّمييز، وطَريقَتُها أن يَنوي المُتَوَضِّئُ رَفْعَ الحَدَثِ أو ينوي الطّهارةَ للصلاةِ، ويُستَثنى الأحناف من اعتبارها فرضاً من فرائض الوضوءِ، إذ يجعلونها تَبَعاً لسُنَنِ الوضوءِ، ويصحُّ عندهم الوضوءُ دون نيَّةٍ.
  • الفريضة الثانية: غسلُ ظاهرِ الوجه؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ)، والوجْهُ ما كانَ طولاً بينَ مَنبَتِ الشَّعرِ إلى أسفلِ الذّقنِ، وعَرْضاً ما بين الأذنين، ويَدْخُلُ فيه ظاهر العينينِ، والشفتينِ، والأنفِ، وشعر الحاجب، والشّارب، وشعر الوجه، و الأهداب -رمش العين-، والسوالِف -ما نبت عند الأذنين من جهة الوجه-، وكلُّ ما هو من حدود المنطقة المذكورة.
  • الفريضة الثالثة: غسل اليدينِ مع المرفقين؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)، واليدُ ما كانت أصليّةً أو زائدةً، والمِرفَقُ هو مِفْصَلُ ساعِدِ اليد، ويَدخُلُ في حُكمِه ما عليها من شعرٍ كَثُرَ أو قلَّ.
  • الفريضة الرَّابعة: مسحُ شيءٍ منَ الرّأسِ؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)، ويَكفي فِيه إيصالُ البَلَلِ إلى الرَّأس وإن كانَ قليلاً، ولا يَجِبُ فِيهِ استيعابُ الرّأسِ كُلّهِ، إلّا أنّ في ذَلكَ تَفصيلٌ عند الفقهاءِ؛ إذ يَكتفي الأحنافُ فيه بإيصالِ الماءِ إلى رُبْعِ الرّأسِ، بينما يَجِبُ مَسحُهُ كلّه عند المالكيَّةِ والحنابلة، وذلك للرِّجال، أمّا النّساءُ فَيُجَوِّزونَ الاكتفاءَ بمقدّمةِ الرّأسِ، أمّا الشافعية فالواجبُ عندهم مَسحُ بَعْضِ الرّأسِ ولو كانت شعرة واحدة.
  • الفريضة الخامسة: غسل الرِّجلينِ مع الكعْبين؛ قال -عز وجل- في آية الوضوء: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، ويُذكَرُ فِيها ما يُذكرُ في غسل اليدين، كما يُراعى فِيها ضرورة التّخلُّصِ من شَمْعِ القدمين المُتَجمّع بين الأصابع.
  • الفريضة السادسة: الترتيب؛ وهو رُكنٌ ثابتٌ بالسُّنة، إذ ثبتَ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يُغَيِّر ترتيبَ أفعالِ الوضوءِ قط، ولو لم يكن ذلك فرضاً لغيَّر فيه -صلى الله عليه وسلم-، إلّا أنّ المالكية والحنفيَّة يكتفونَ بِجَعلِ التّرتيبِ سُنَّةً، ولا يَضعونهُ مع أركانِ الوضوءِ، إذ يَصِحُّ الوضوءُ عندهم على خِلافِ الترتيبِ المعهود.

سنن الوضوء

للوضوء عدّة سُننٍ يُثاب فاعلها، ولا يُعاقَب تاركها، وهي:

  • السِّواك: وهو ما يُستعمَل لتطهير الأسنان من عود الأراك ونحوه، ويُسَنّ قبل غسل الكفَّين أو قبل المضمضة.
  • التسمية: وتُسَنّ عند غسل الكفَّين أوّل الوضوء، وأقلّها قول: “بسم الله”، والأفضل قول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، ويُسَنّ أن تكون مقرونةً بالنيّة؛ فيكون لسانه بالبسملة، وقلبه بالنيّة، وإذا نَسِيَ البسملة أوّل الوضوء أتى بها في أثنائه؛ فيقول: “بسم الله أوّله وآخره”.
  • غَسل الكفَّين إلى الرُّسغَيْن: والرسغ هو المِفصل بين الساعد، والكفّ.
  • المضمضة والاستنشاق: والمبالغة فيهما لغير الصائم.
  • تكرار غَسل كلّ عُضوٍ ثلاث مرات.
  • مَسح الرأس كلّه.
  • مَسح الأذنَين ظاهرهما، وباطنهما بماءٍ جديدٍ غير الماء الذي مُسِح به الرأس.
  • تخليل أصابع اليدَين بالماء.
  • الموالاة: أي تتابُع غَسل الأعضاء.
  • التيامُن: أي تقديم العُضو اليمين على اليسار.
  • إطالة الغرّة والتحجيل: ويُقصَد بإطالة الغرّة غَسل مُقدّمة الرأس، والأذنَين، والعنق مع الوجه، أمّا إطالة التحجيل، فيُقصَد بها غسل البعض من العَضُدَين، والساقين؛ بغَسل اليدَين، والقدمَين.
  • البدء بغَسل الوجه من أعلاه والبدء بالأصابع في غَسل اليدَين، والرجلَين.
  • تحريك الخاتم: وذلك لإيصال الماء يقيناً.
  • استقبال القِبلة.
  • عدم التكلُّم إلّا لمصلحةٍ.
  • عدم ضَرب الوجه بالماء.
  • الذِّكر والدعاء عَقِب الوضوء: وذلك بقول: “أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين”؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ).
  • صلاة ركعتين عقب الوضوء.

شروط الوضوء

يشترط لصحّة الوضوء عدّة شروط -والشرط ما لا يتمّ الشيء إلّا به، ولا يكون داخلاً في حقيقته- بيّنها أهل العلم، ويمكن إجمالها فيما يأتي:

  • الإسلام: إذ إنّ الوضوء عبادةٌ.
  • التمييز: فلا يصحّ الوضوء من مجنونٍ، أو صبيّ غير مُميّزٍ؛ لأنّهما ليْسا أهلاً للعبادة، والتمييز: السنّ الذي يستطيع الفرد فيه التفريق بين النافع والضارّ.
  • العلم بفرضيّة الوضوء: فلا يصحّ الوضوء حال التردُّد في فرضيّة الوضوء، أو الاعتقاد بأنّ أحد فروضه سُنّةً.
  • الطهارة من الحَيض والنفاس: إذ إنّهما ينافيان حقيقة الطهارة.
  • الماء الطهور: إذ لا بُدّ أن يكون طاهراً حتى يكون الوضوء صحيحاً.
  • عدم وجود مانعٍ من وصول الماء إلى البشرة: فلو كان على عُضوٍ ما مانعٌ من وصول الماء إلى البشرة؛ كالأشياء التي تُشكّل طبقةً، أو الأوساخ التي تحت الأظافر، فإنّ وضوءه يُعَدُّ غير صحيح، ولا يَضرُّ أثر الحِنّاء؛ لأنّه لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة.
  • جريان الماء على العُضو: لا بدّ من وصول الماء إلى العضو كاملاً.
  • النيّة: وهي شرطٌ عند المذهب الحنبليّ فقط.
  • دخول الوقت: وهو شرطٌ خاصٌّ بدائم الحَدث، سواءً أكان الحَدث أصغر، أم أكبر.
  • الموالاة: ويُقصَد بها التتابُع في أعمال الوضوء، أو التتابُع بين الوضوء والصلاة لمَن كان دائم الحَدث الأصغر، أو الأكبر.

مكروهات الوضوء

يُكرَه في الوضوء ما يأتي:

  • الإسراف في ماء الوضوء.
  • تخليل اللحية للمُحرِم بالحجّ، أو العُمرة.
  • الزيادة في غَسل الأعضاء عن ثلاث مرّاتٍ.
  • الاستعانة بغيره في غَسل الأعضاء إلّا لعُذرٍ.

نواقض الوضوء

موضوع عن الوضوء ، يبطلُ الوضوء بعدّة نواقضٍ؛ وهي الأسباب التي تُنهيه، والحدث أمرٌ اعتباريّ يقوم بالبَدن، ويمنع من صحّة الصلاة، والنواقض هي:

  • الخارج من أحد السبيلَيْن (القُبل، والدُّبُر): سواءً كان رِيحاً، أو غائطاً، أو بولاً، أو دماً، وغير ذلك ممّا يخرج، إلّا المَنيّ؛ لأنّه يُوجِب أعظم الطهارتَيْن؛ وهو الغُسل، فلم يُوجِب الأخفّ وهو الوضوء، ويجب أن يكون مَنيّ الشخص نفسه، فإن كان منيّ غيره انتقض الوضوء.
  • زوال العقل: أي زوال التمييز؛ بنومٍ، أو جنونٍ، أو سُكْرٍ، أو إغماءٍ، إلّا النوم جلوساً مُتمكِّناً ممّن كان على وضوءٍ.
  • التقاء بشرتَي رجلٍ وامرأةٍ: أي ذَكرٍ وأنثى بالغَين حَدّ الشهوة عند ذوي الطباع السليمة، وليس بينهما محرميّة بنَسبٍ، أو مصاهرةٍ، أو رضاعٍ، ومن غير حائلٍ، فينتقض وضوء اللامس، والملموس، ولا يُنقَض بالتقاء غير البشرة، كالظفر، والشَّعر، ولا بلَمس رَجلَين، أو بلمس امرأتَين، ولا باللمس فوق الحائل، ولا بلمس صغيرٍ أو صغيرةٍ، ولا بلَمس المحرم من نسبٍ، أو رضاعٍ، أو مصاهرةٍ، و قال الحنفيّة بعدم نقض الوضوء بملامسة الذكر والأنثى، وذهب المالكيّة إلى نقض الوضوء باللمس مع وجود الشهوة بين الذكر والأنثى.
  • مَسّ القُبل: أي ذَكر الرجل، وفرج الأنثى من الشخص نفسه أو من غيره، بباطن اليد، والأصابع، ويُنقَض وضوء الماسِّ دون المَمسوس، وقال الحنفيّة بعدم نقض الوضوء بمَسّ الذكر.
  • القيء والقهقهة: ذهب الحنفيّة إلى أنّهما من نواقض الوضوء.
  • غَسل الميّت: ذهب الحنابلة إلى أنّ غسل الميّت ناقضٌ للوضوء، سواء كان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى.

قد يهمك:

فضل الوضوء

موضوع عن الوضوء ، للوضوء العديد من الفضائل والمزايا، والتي منها:

  • سببٌ لنَيل مَحبّة الله -عزّ وجلّ-؛ وذلك لما يكون فيه من الطهارة، والتطهُّر، وهي أمورٌ يُحصِّل بها العبدُ محبّةَ ربّه؛ حيثُ قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، فكان هذا ما يحمل العبد على ملازمة الوضوء، والحرص عليه؛ لئلّا تفوته محبّة ربّه -عزّ وجلّ-، ألا وهي الغنيمة الكُبرى في الدنيا، والآخرة، ومن نالَها أصاب حظّاً وافراً، ونال سعادةً في الدارَين، ومن الجدير بالذكر أنّ الطهارة تشمل الأمور الحسّية؛ وذلك بالحرص عليها من النجاسات، والرذائل، والأمور المعنويّة؛ وذلك بالتزام الأخلاق الحَسنة.
  • سببٌ في دخول الجنّة، وقد جاء حرص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واضحاً في الأحاديث؛ فقد ورد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَتْ عليْنا رِعايَةُ الإبِلِ فَجاءَتْ نَوْبَتي فَرَوَّحْتُها بعَشِيٍّ فأدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ: ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ قالَ: فَقُلتُ: ما أجْوَدَ هذِه! فإذا قائِلٌ بيْنَ يَدَيَّ يقولُ: الَّتي قَبْلَها أجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فإذا عُمَرُ، قالَ: إنِّي قدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ. وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ: مَن تَوَضَّأَ فقالَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)؛ والحديث يُبيّن شدّةُ رعاية النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لفريضة الوضوءِ، وبيان صفتها في تعليمها لصحابته -رضوان الله عليهم-، وحَضّ المسلمين على تعلُّم صفة الوضوء الصحيحة؛ بياناً لمكانة الصلاة العظيمة.
  • سببٌ في رَفع الدرجات، وبيان هذا ما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه- حيث قال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)؛ وفي هذا الحديث الشريف أهمّية واضحةٌ، وتأكيدٌ على فضل إتمام الوضوء عند صعوبة ذلك؛ مثل الوضوء وقت البرد؛ فبِه رِفعة درجات المسلم عند ربّه يوم القيامة، ورِفعة المسلم في درجاته في الجنان كنزٌ ثمينٌ يحرص المسلم عليه أشدّ الحرص؛ حتى يرتقيَ بمنزلته في مدارج العُلوّ، ويفوز بوعد ربّه في جنّات السموّ.
  • سببٌ للورود على حوض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ). والشاهد في قوله: “غرّاً مُحجَّلين منَ الوضوء” حيث تتجلّى فضيلةٌ الوضوء وعظمةُ أجره؛ وهذا تأكيد على أنّ الصلاةَ التي يعدّ الوضوء شرط لصحتها ستكون سبباً في ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
  • سبب من أسباب تكفير الذنوب، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)، والفضل المُترتِّب على ذلك جماليّة التطهُّر والتحلّي بالوضوء قبل الخروج إلى المسجد، وهذا ممّا يُشجّع المسلم على الطهارة في خروجه من بيته؛ حتى يحطَّ اللهُ من ذنوبه، وخطاياه.
  • دليلٌ من الأدلّة على الإيمان؛ فالمسلم الذي يحافظ على وضوئه، ويأتيه حُبّاً يسمو بمرتبته إلى مرتبة الإيمان، فيغدو العلم عملاً مُطبَّقاً، ممّا يُحقّق الإيمان، ويقودُ إليه.
  • النوم على وضوءٍ من أسباب الموت على الفطرة؛ إذ إنّ نوم المسلم على طهارةٍ يُعَدّ من الآداب القَيِّمة كما ثبت في حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذ قال: (ذا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَهْبَةً ورَغْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنْ مُتَّ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ فاجْعَلْهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ).
  • الوضوء قبل النوم من أسباب إجابة الدعوات؛ فقد رُوِي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (ما من مسلمٍ يَبِيتُ على ذِكْرٍ طاهرًا فيَتعارَّ من الليلِ فيسألُ اللهَ خيرًا من الدنيا والآخرةِ إلا أعطاه إياه).