يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الوحدة ، و أسباب الوحدة ، و كيف تتخلص من الوحدة ،و كيف نقي أنفسنا من الشعور بالوحدة؟ ، قد يشعر البعض بشعور الوحدة والرغبة في البقاء وحيداً بعيداً عن الآخرين، ويمكن اعتبار الوحدة بأنّها عاطفة إنسانية يصعب فهمها، فهي قد تختلف من شخصٍ لآخر، وهي شعور سيئ وفي نفس الوقت لها آثارها التي تنعكس سلباً على الشخص المصاب بالوحدة؛ سواءً من الناحية الصحية كالتغيّر في وظائف المخ، والإصابة بمرض الزهايمر، والإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، أو من الناحية السلوكية؛ كإدمان تعاطي المخدرات أو الكحول، وزيادة مستويات التوتر، كما قد تصل الأعراض إلى الاكتئاب، ممّا يستدعي ضرورة البحث عن طرق للخروج من الوحدة في حال مرّ الشخص بذلك الشعور.

موضوع عن الوحدة

موضوع عن الوحدة
موضوع عن الوحدة

الوحدة هي الرغبة الداخلية بالبقاء وحيداً والشعور بالانطواء والانعزال عن الآخرين والمحيط، حيث إنّ الغريزة الداخلية لا تُحفز على الذهاب وإنشاء علاقات والتواصل مع الناس، قد يشعر الذين يعانون من الوحدة بالرغبة بمخالطة الآخرين في بعض الأحيان ولكن لفترات قصيرة ويُفضلون البقاء في دائرة أصدقاء قليلة العدد، وحسب الدراسات فإن الوحدة من المشاعر الإنسانية التي تُعد من المشاعر الغريبة والأكثر تعقيداً وذلك لعدم وجود سبب مُحدد يُسفر سبب هذه الحالة، بل تختلف من شخص لآخر وبناءً على ذلك يختلف العلاج من شخص لآخر باختلاف المُسبب، وفي دراسات أُخرى فقد عُرفت الوحدة بأنها حالة ذهنية تصيب بعض الأشخاص ويشعرون من خلالها أنهم يرغبون بالعزلة وأنهم فارغون تماماً من الداخل.

أسباب الوحدة

التعرض للرفض من قبل الآخرين

يتعرّض البعض للإيذاء والرفض من قبل الآخرين، من خلال الكذب عليهم، والسخرية منهم، وإهمالهم، بالإضافة إلى رفضهم من قبل العائلة أو الأصدقاء، كما يشمل الإيذاء إخبار الشخص بأشياء مُسيئة؛ مثل: “أنت شخص سيء” أو “نحن لا نريدك”، وفي حالات الاعتداء اللفظي والنفسي هذه يُحاول الشخص عزل نفسه عن تلك البيئة في مُحاولة منه لحماية نفسه منهم، وغالباً ما يرفض اقتراب الجميع منه، بما فيهم أولئك الذين يُمكنهم مُساعدته والوقوف إلى جانبه.

فقدان شخص عزيز

تحدث الوحدة في كثير من الأحيان نتيجة للحزن على فقدان وفراق شخص عزيز، وهو أمر طبيعي، حيث إنّ الكثير من الأشخاص أصبحوا وحيدين بعد فراق وخروج شخص كان مُميّزاً بالنسبة لهم من حياتهم، وخاصّةً إذا تفكّكت تلك العلاقة ولا يزالون يُحبونه ويتذكّرون مواقفهم معه، فكلّ إنسان يُحبّ أن يكون لديه أشخاص قريبون منه، لذا فإنّ تفكّك تلك العلاقة مع ذاك الشخص يُمكن أن يُسبّب مشاعر الحزن والوحدة الشديدَيْن.

الذكاء

يُعتبر الذكاء والتطوّر الفكري أحد أسباب الوحدة في بعض الأحيان، حيث إنّ هناك أشخاص لديهم ذكاء وتفوّق عقلي يجعلهم يجدون صعوبة في قضاء بعض الوقت مع أشخاص ليسوا أذكياء مثلهم، فينعزلون عن من حولهم؛ لاعتقادهم بأنّهم لا يستطيعون التواصل مع أشخاص لا يفهمون الطريقة التي يُفكّرون بها، أو لا يفهمون مدى تفوّق قدراتهم العقليّة، وهذا يجعلهم يشعرون بالاختلاف الذي يمنعهم من الانسجام في المواقف الاجتماعيّة، ممّا يُسبّب الشعور بالوحدة.

أسباب أخرى للوحدة

توجد مجموعة أسباب أخرى للشعور بالوحدة، ومنها ما يأتي:

  • عامل الوراثة.
  • الانتقال إلى مكان جديد، وعدم القدرة على التأقلم.
  • الطلاق والانفصال.
  • الاضطراب النفسي مثل الاكتئاب.
  • انخفاض احترام الذات.
  • عدم الثقة بالنفس.

كيف تتخلص من الوحدة

إنشاء طقوس اجتماعية

يمكن للشخص الذي يشعر بالوحدة أن يضع طقوساً اجتماعية للاختلاط بالآخرين، فمثلاً بإمكانه تخصيص ساعة أسبوعياً يقوم خلالها بالاتصال بأشخاص يعرفهم عن طريق إجراء مكالمات هاتفية معهم، أو إرسال رسائل نصية، أو التواصل عبر البريد الإلكتروني للاطمئنان عليهم أو لتحديد موعد زيارة، كما يُمكن تحديد يوم خلال الشهر يقوم فيه بالتعرّف على أشخاص جدد.

التعرف على أصدقاء جدد

يُشار إلى أنّ اختفاء الصداقات من حياة الإنسان يؤدّي إلى شعوره بالوحدة، وتسبب الوحدة زيادة في معدّل ضربات القلب وضغط الدّم، وبالتّالي ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّموية، وذلك وفقاً لما أشارت إليه جولين لونستاد أستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ، ويُشار إلى إمكانية التعرّف على أصدقاء جدد عن طريق التفكير بالطريقة التي تمّ فيها التعرّف إلى بعض الأصدقاء المفضّلين، هل تمّت خلال التطوّع في إحدى الأماكن أو خلال إحدى الفصول الدراسية أو عند اللعب ضمن فريق، كما يُمكن إنشاء صداقات جديدة عن طريق الاشتراك في نادٍ رياضي، واختيار نادٍ جديد بين الفترة والأخرى، إلى جانب محاولة الانضمام إلى فريق منظّم؛ بحيث يُصبح الشخص مجبراً على الحضور وقتما يُطلب منه ذلك.

العمل التطوعي

يُعدّ العمل التطوعي واحداً من الأعمال الجيّدة التي يُمكن ممارستها خلال وقت الفراغ، وفيه يقوم الشخص بتقديم مساعدة للآخرين، ويُشار إلى إمكانية القيام بالعديد من الأعمال التطوعية، مثل: تقديم المساعدة في أحد المطاعم المحليّة، أو تنظيف إحدى الطرقات، أو مساعدة شخص في التخلّص من التوتر والقلق وغيرها.

القراءة

إنّ القراءة واحدة من الطرق الفعّالة لتعزيز الإنتاجية وقضاء الوقت فيما هو مفيد؛ فهي تُحفّز نشاط العقل، وتُمكّن القارئ من معرفة المزيد من المعلومات المتعلّقة بالعالم المحيط، والناس الذين يعيشون فيه، وقد تؤدّي القراءة إلى تغيير مجرى حياة الشخص إذا تمّ اختيار المناسب من الكتب، ويُشار إلى إمكانية قراءة الكتب بأنواعها الخيالية أو غير الخيالية.

قد يهمك:

كيف نقي أنفسنا من الشعور بالوحدة؟

فيما يلي بعض الطرق التي تساعدك في وقاية نفسك من الشعور بالوحدة:

  • احرص على ممارسة الأنشطة المتنوعة وضمّنها في حياتك اليومية، كالقراءة، أو العزف، أو الرسم، وغيرها.
  • مارس الرياضة، فهي تحسّن من الصحة العقلية وتحسّن المزاج ممّا يقي من الشعور بالوحدة.
  • اقضِ بعض الوقت في الطبيعة، إذ إنّ أشعة الشمس والهواء الطلق يساعد في زيادة هرمون السيروتونين في الجسم، ممّا يحسّن من المزاج، ويمكنك ممارسة أنشطة جماعية في الهواء الطلق كعمل مسيرة جماعية أو رياضة جماعية فذلك له فائدة أكبر في تحسين المزاج والوقاية من الوحدة.
  • اهتم بصحتك، فقد يكون قلّة النوم، أو تناول أطعمة غير صحية، أو قلّة النشاط البدني، هي ما يسبب الخمول والرغبة في البقاء وحيداً، لذا حاول أن تُحدث تغييرات إيجابية على نمط حياتك بحيث تحسّن من صحتك، كأخذ قسط كافٍ من النوم بما يقدّر بنحو ثماني ساعات لكلّ ليلة، وممارسة الرياضة يومياً لمدة ثلاثين دقيقة تقريباً، وتجنّب تناول الأطعمة غير الصحية، والاهتمام بتناول الخضار والفواكه ممّا يزيد من طاقتك ويحسّن من نظرتك الإيجابية نحو الأشخاص والحياة عموماً.
  • امتلك حيواناً أليف واعتني به -في حال كنت من محبي الحيوانات ولا تجد المانع في اقتنائها-، فإذا لم ترغب في قضاء وقتك مع الآخرين فيمكنك شراء حيوان أليف كقطة أو كلب أو طائر معين والاعتناء به وقضاء وقتك برعايته، فذلك يساهم في الوقاية من الوحدة.