يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن النظافة الشخصية ، و نظرة الإسلام للنظافة ، و أهمية النظافة الشخصية ، و طرق المحافظة على النظافة الشخصية ، و الآثار المترتبة على إهمال النظافة الشخصية ، تعرّف النظافة الشخصيّة على أنّها مجموعة العادات والطباع والممارسات التي يقوم بها الإنسان بهدف الحفاظ على رائحته وصحّته العامّة، حيث إنّ للاهتمام بالنظافة الشخصيّة العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان منها الحفاظ على نشاط الإنسان وحيويّته وصحّته، وكسب احترام الناس بعيداً عن سخريّتهم ونقدهم واشمئزازهم في حال انعدامها، وفي هذا المقال سنتحدث عن النظافة الشخصيّة.

موضوع عن النظافة الشخصية

موضوع عن النظافة الشخصية
موضوع عن النظافة الشخصية

تعرف النظافة الشخصيّة بأنّها مجموعة من العادات التي يلتزم الإنسان بها، ويحرص على اتّباعها للمحافظة على نشاطه، وحيويّته، وصحّته، ومظهره الشخصي، ولزيادة احترام الآخرين له، لذلك دعانا الإسلام للمحافظة على النظافة، كما ورد في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: 222].

نظرة الإسلام للنظافة

دعا الإسلام إلى الطّهارة والاعتناء بالنظافة، وعدّها أساساً من أسسه بل فريضةً يجبُ اتِّباعها، كما عدّها شرطاً لأكبر العبادات وأكبر الفرائض وهي الصّلاة، وقد أمر الله نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلّم- بالمداومة على قول الله أكبر، وأتبع ذلك بالأمر بالتّطهّر في قوله تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) كما تُعدّ النّظافة والطّهارة من الأخلاق الكريمة والعادات السامية في الإسلام، حيثُ جعلَ الّنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الطّهارة شطرٌ للإيمان، فقال: (الطُّهورُ شَطرُ الإيمان).

ودعا الإسلام المسلمين إلى العناية الحثيثة بطهارتهم ونظافتهم الشّخصية عند أداء الصّلاة وفي مختلف الأحوال، وبيّن كيفيتها، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

ولم يتوقّف الإسلام عند ذلك، بل ارتقى بقيمة النّظافة وأهمّيتها لمراتب أعلى، حيثُ عدّها صفةً ينالُ بها المسلم محبّة الله تعالى، قال تعالى: (…إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، كما قال تعالى: (…وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).

أهمية النظافة الشخصية

للاهتمام بالنّظافة الشّخصية والمحافظة عليها أهميّة كبيرة، منها:

تقي النظافة الشخصية من الإصابة بالأمراض

تقي النّظافة الشخصيّة جسم الإنسان من الإصابة بأمراضٍ عديدة، كالإسهال، والتَّسمم، والجرب، والالتهاب الرئوي، والتهاب العين والجلد، ومن القمل، والكوليرا، والزّحار، وتُقلّل احتماليّة انتشار الإنفلونزا. كما تُقلِّل من نسبة انتشار الجراثيم، والميكروبات، وما تسببه من أمراض، وتنعكس آثار الاهتمام بالنّظافة الشخصية على صحّة الفرد النّفسية، حيثُ تحميه من أن يُصاب بالاكتئاب، والتّوتر، وتمنحه ثقةً بنفسه.

تجعل النظافة الشخصية المظهر لائق ونظيف

تجعل النظافة الشخصية مظهر الفردِ لائقاً ورائحته زكيّة، مما لا يُنفِّر الناس ولا يؤذيهم، حيثُ إنّها تُشكِّل أول انطباعٍ عن الفرد وشخصيّته وسمةً أساسية للحكم عليه من خلالها، مما يرفعُ من قيمة احترام النّاس للفرد وينشر محبته بينهم، كما تجعلُ الآخرين يشعورن بالرّاحة أثناء الوجود معه.

تزيد النظافة الشخصية من قدرة الشخص على التركيز

تزيدُ النظافة الشخصية من قدرة الفرد على التّركيز في تنفيذ الأعمال الموكلة إليه، وإنهائها بسرعةٍ وكفاءةٍ عالية؛ لأنها تمنحُه النشاط والحيوية، وتمنحُه الشّعور بالراحة والاسترخاء، كما تُشعرُه بالانتعاش خاصةً في فصل الصيف.

تمنح النظافة الشخصية الشخص الشعور بالثقة

تمنحُ النظافة الشّخصية للفرد حُريّة التنقّل والحركة والاقتراب من الناس حوله على نحوٍ لا يُزعجهم، بعكسِ الفرد الذي لا يُحافظ على نظافته، إذ تخفف النّظافة الشّخصية من احتمالية خروج رائحة للجسم، والتي قد تُسبب الإحراج للفرد في حالات اختلاطه بالنّاس في مجتمعه.

طرق المحافظة على النظافة الشخصية

يُعدُّ جسم الإنسان مكاناً من الممكن أن تتكاثر فيه الجراثيم والطفيليات لتسبب له فيما بعد أمراضاً كثيرةً، وأكثر هذه الأماكن عرضةً لذلك الجلد وداخل وحول الفتحات الموجودة في الجسم، ولكن تقلُّ فرص تكاثر هذه الجراثيم والطفيليات لدى الأشخاص الذين يتّبعون عاداتٍ صحيّة لنظافتهم الشخصية، ومن أبرز العادات الصحية للمحافظة على النظافة الشخصية ما يلي:

  • الاغتسال يومياً قدر الإمكان، وعندما لا يكون ذلك ممكناً سواءً لنقصٍ في المياه أو لظروفٍ مُعيّنة، كالخروج في رحلة تخييم فإنّ السباحة أو غسل الجسم بإسفنجة رطبة أو قماشٍ مبلل بالماء يفي بالغرض. وبشكلٍ عام يجبُ الاغتسال 3 مراتٍ أسبوعياً على الأقل.
  • تنظيفُ الأسنان باستمرار، وبمعدّل مرة واحدةٍ يومياً على الأقل، حيثُ يُفضَّلُ غسل الأسنان بعد تناول كلّ وجبة لتجنّب احتمالية الإصابة بأمراض اللثة والتّسوس، ومن المهمّ تنظيفها بعد وجبة الإفطار، وقبل الخلود للنوم.
  • غسلُ الشّعر بسائل تنظيف الشّعر المناسب له مرّة واحدةً في الأسبوع على الأقل.
  • الحرص على ارتداء ملابس نظيفة وتبديلها حال اتّساخها، وبالأخص الملابس الدّاخلية، وتعليق الملابس بعد غسلها في الشّمس لتجفّ، لأنّ أشعة الشمس تساهم بقتل بعض الجراثيم والطفيليات.
  • الحرص على تنظيف اليدين قبل تناول الطّعام وبعده، وبعد استخدام المرحاض، وخلال ممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية كاللعب والعمل.
  • صرفُ الوجه بعيداً عن الآخرين، وتغطية الأنف والفم عند العُطاس أو السّعال، لمنع انتشار رذاذ السائل الذي يحتوي على الجراثيم إلى النّاس مسببّاً لهم العدوى.

قد يهمك:

الآثار المترتبة على إهمال النظافة الشخصية

قد يؤدي سوء العناية بالنّظافة الشّخصية إلى أضرار بسيطة، مثل رائحة الجسم الكريهة، لكن يمكن أن يتسبب بمشكلات صحيّة خطيرة، ومن الآثار السلبيّة لإهمال النظافة الشخصيّة ما يأتي:

  • الإصابة بفيروس المعدة؛ وذلك بسبب عدم غسل اليدين بانتظام.
  • مشاكل في الأسنان؛ نظرا لعدم تفريش الأسنان يوميّاً.
  • احتماليّة التسبب بمشكلات صحيّة تصل في خطورتها إلى أمراض القلب، فالعناية الجيّدة بالنّظافة الشّخصيّة متعلّقة بالحالة الصّحية، من خلال التّقليل من الإصابة بالأمراض، ومنع الإصابة بحالات أخرى، مثل: مرض الجرب، والقمل، والإسهال، والثعلبة (السّعفة)، وقدم الرّياضي.
  • تلعب النّظافة الشّخصية دوراً كبيراً في منح الشّعور بالثّقة، وعلى عكس إهمالها الذي يؤثر على ثقة الفرد بنفسه.