يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن النادرة ، و مفهوم النادرة في أدب الجاحظ ، و أنواع النادرة في أدب الجاحظ ، و مضامين النادرة في أدب الجاحظ ، النادرة: مواقف هزلية تربوية قصيرة و تعرض ا بأسلوب طبيعي مع استخدام ألفاظ عامية وكثرة استخدام أسلوب الحوار. النادرة شكل من أشكال القصص القديم الذي عرف به الجاحظ في كتاب البُخلاء.

موضوع عن النادرة

موضوع عن النادرة
موضوع عن النادرة

تعبر النادرة عن مواقف هزلية تربوية قصيرة وأخبار قصيرة وهي في الغالب الهدف منها معالجة القضايا الاجتماعية بأسلوب هزلي وفكاهي ويتم في أخر هذا النوع من القصص من انتصار أبطالها الذين يستعملون في الغالب استخدام الذكاء والحيلة والخداع والهدف هو السخرية من شخصيات مجتمعية في محاولة لإلقاء الضوء عليها وأخذ العبرة منها وتبينه المجتمع من هذه الصفات التي قد تكون في المجتمع ومحاولة القضاء عليها بأسلوب ساخر وجريء يضفي على القصة نوع من المرح والفكاهة والاستهزاء لتوصيل أفكار معين قد تمس ببعض الشخصيات الواقعية بالرغم من أن هذه الشخصيات التي تكون في القصة تكون خيالية .

مفهوم النادرة في أدب الجاحظ

اعتمدَ الجاحظ في تأليف النادرة على طريقة التّوليد، حيث لجأ إلى تأليفِ النادرة ونِسبتِها إلى أشخاص آخرين ليقوموا بروايتها، أو أنه ألّفها ذاكرًا أشخاصًا -حقيقيين أو وهميّين- متواجدين فيها محرِّكين الحدث الرئيس فيها، ولعلّ لجوء الجاحظ إلى هذه الطريقة في تأليفه للنوادر يُعلَّل بأن طريقة التأليف في عصره كانت في بدايتها، وكانت تعتمد على الرواية وذكر الأسانيد.

رأى الجاحظ أن اتّباع طريقة التوليد في تأليف النادرة من شأنه أن يضاعِف حسنها، ويغلظ من حقّها، وأنها تُكسِب المنسوبة إليه نضارةً ورفعة؛ لذلك كان يمتنع عن نسبة النوادر لنفسه وينسبها لغيره، وكان له دورٌ أساسيّ في صياغتها وترتيبها محققًا هدفه الفني في إمتاع قرّائه.

أنواع النادرة في أدب الجاحظ

عبّر الجاحظ عن أنواع النادرة بمصطلحات وضّح من خلالها مراده، إذ إن النادرة عنده على ثلاثة أنواع كما يأتي:

  • النادرة الباردة جدًّا

وهي التي قد تفتقر لعناصر الإضحاك، إلا أنها لغرابتها قد تكون مضحكة جدًّا.

  • النادرة الفاترة

وهي التي قد لا تحتوي على أيّ عنصر من عناصر الإضحاك، أو التي لا تثير بموضوعها، أو أنها التي لا تفاجئ القارئ أو السامع بما تثيره من ضحك.

  • النادرة الحارة

هي التي تضحك من يسمعها أو يقرأها بشدّة.

قد يهمك:

مضامين النادرة في أدب الجاحظ

دارت مضامين النادرة في كتب الجاحظ ومؤلفاته في أفلاك متعددة، نذكر منها ما يأتي:

نوادر الأعراب

أبدى الجاحظ إعجابه بنوادر الأعراب، وخلال عرضه لها اهتمّ بذكر ما فيها يدلّ على فصاحة الأعراب، وجهلهم مع ذلك بقواعد النحو، فهم أهل اللغة ومعدنها، فلا حاجة لهم بتلك القواعد، كما أن بعض هذه النوادر تظهر ما اتّصف به الأعراب من صراحة وجرأة عند الحديث.

نوادر البخلاء

ظهر بخلاء الجاحظ في نوادره كثيري الكلام، مجادلين، يتّصف حوارهم بالمبالغة في حين أن مضمونه تافه، يتعلق بالبخل، وقد عرض الجاحظ هذه النوادر في كتابيه: البخلاء والحيوان، وقامت هذه النوادر على ثلاث آليّات، كما يأتي:

  • الالتباس

فهؤلاء البخلاء ليسوا فقراء ولا هم قليلو المعرفة، بل هم على مستوى عالٍ من المعرفة، فكيف يكون الإنسان بخيلًا وذا معرفة واسعة.

  • الذهول

يعني في نظر الجاحظ أن المسخور منه مذهول عن المقام، فيخفق في توجيه الحجة لا في استجلابها، وهو يعني الغفلة أحيانًا.

  • التوريط

فالخطاب الساخر ليس إخباريًّا يطابق الواقع، ولا وعظيّا يتصدّى للعيوب، بل إنه يسعف الاعوجاج ويصفّق له.

نوادر الحمقى والمغفَّلين

جاءت نوادر هؤلاء مضحكة؛ لأن كلامهم وأفعالهم تفتقرللعقل والمنطق، حيث يقومون بأفعال غريبة، وفي بعض الأحيان يتفوهون بالحكمة التي من العجيب أن تصدر عن مجانين مثلهم.

نوادر المُدَّعين

تصّفح الجاحظ على -حدّ وصفه- النفوس الإنسانية، فكان خبيرًا بها، ويمتلك القدرة العالية على كشف زيف المدَّعين والمخادعين من غيرهم.

نوادر القصّاص

ادّعى الكثير من القصَّاص العلمً، في حين أنهم في حقيقة الأمر جاهلون، وقد دفع الجاحظ في كثير من هذه النوادر إلى التندّر بجهلهم وتصرفاتهم العجيبة.

نوادر الخطباء

التفت الجاحظ إلى عدم استحقاق بعض الأشخاص إلى الوقوف في موقف الخطابة؛ لعدم خبرتهم في هذا الأمر، فصدرت عنهم أقوال وتصرفات مضحكة حريّة لتوليد النادرة فيهم.