يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الكلمة الطيبة ، و مفهوم الكلمة الطيبة ، و أهمية الكلمة الطيبة ، و أثر الكلمة الطيبة ، و الكلمة الطيبة في القرآن ، لا شك أنّ للكلمة الطيبة أهمية عظيمة في الإسلام، وقد حثّ الإسلام على التجمّل بها؛ لما لها من أثر عظيم على نفس الإنسان، فقد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به في نار جهنم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تآلف القلوب، وشيوع المحبة بين الناس، فيوضع لصاحبها القبول في الأرض.

موضوع عن الكلمة الطيبة

موضوع عن الكلمة الطيبة
موضوع عن الكلمة الطيبة

للكلمة الطيبة مكانة كبيرة في الإسلام، فهي صدقة كما وصفها نبينا العظيم محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ لهذا من أراد أن يضع في صحيفة حسناته كلمة صادقة لا يزول أثرها ويدوم أجرها ولا يدفع ثمنها نقودًا أبدًا، فما عليه إلا أن يكثر من قول الكلمات الطيبة التي تزيل الهم وتمسح الغم عن نفوس الناس.

ينبغي أن يحرص أيضًا على أن تكون هذه الكلمة طيبة وصادقة في الوقت نفسه، وخالية من المعاني السلبية، وأن يحرص من يقولها على بث الفرح والأمل والتفاؤل في القلوب، وأن يكون مثالًا في قول الكلام اللطيف الجميل للناس.

الكلمة الطيبة تصل إلى القلوب والعقول وتُحررها من اليأس والحزن، كما أنّها تندفع الناس للحماس والعمل والجدّ والاجتهاد؛ لأنّها تشعرهم بقيمتهم وقدرتهم المعنوية الكبيرة.

إنّ الكلمة الطيبة تجعل الناس يفكرون بطريقة إيجابية، وينظرون إلى النصف الممتلئ من الكأس ويتركون النصف الفارغ، فهم بذلك يمتلئون بالنشاط ويشعرون أنّهم قادرون على التغيير، وكلّ هذا بسبب كلمة طيبة خرجت من نفس طيبة، وكانت مغلفةً بالنية الخالصة لله تعالى بأن تبني ولا تهدم.

قول الكلمة الطيبة عبادة جميلة وسهلة يستطيع أن يُمارسها الجميع، وهذا كلّه بالطبع من أفضل ما يقوم به الإنسان تجاه الآخرين، وهو أن يُشجعهم ويأخذ بيدهم ولو بالكلمة، ولا يترك في نفوسهم أثرًا للكلمات الجارحة أبدًا.

مفهوم الكلمة الطيبة

يتكوّن مصطلح الكلمة الطيبة من كلمتين، الأولى هي الكلمة؛ وتعني اللفظ الذي يستخدمه الإنسان ليعبّر به عما في داخله، واللفظ الثاني هي الطيبة؛ حيث إنّ الكلمة قد وُصفت بأنّها طيبة، والطيب هو ضد الخبيث، ومعناه ما استقام واستقر، وعليه فإنّ الكلمة تفيد التعبير والطيبة تفيد الحلال، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)، أي كلوا مما أحلّ الله لكم، ثمّ إنّ معنى الكلمة الطيبة أي الكلمة التي أحلّها الله تعالى، ومعناها عند الفقهاء: هو التعبير المشروع الذي يجوز للمسلم أن يعبّر به، لأنّ الكلمة لا تقتصرعلى المراد من اللفظ فقد، فهناك من هو محرومٌ من الكلام فيعبّر بالإشارة، وهناك من يعبّر بالفعل دون أي إشارة.

أهمية الكلمة الطيبة

تكمُن أهمية الكلمة الطيبة في العديد من الأمور الحسنة والثمار المترتبة عليه، يُذكر منها:

  • الكلمة الطيبة تُعد غذاء للروح وشفاء؛ لما في الصدور من أمراض.
  • الكلمة الطيبة تُعد أساساً متيناً تبنى عليه علاقات الحب، والمودة، والرحمة، والإنتاج، والتربية بين الناس.
  • الكلمة الطيبة تهيِّىء المناخ الملائم لنمو العلاقات الطيبة بين الناس؛ والتي تؤدي إلى ثمار عظيمة تحقق سعادة وفرح وبهجة، ومعاني الخير بين الناس.
  • الكلمة الطيبة تعمل على تأليف القلوب، وتعارفها، والكلمة الخبيثة تعمل على إثارة الحروب والنزاعات والفتن بين الناس.
  • بالكلمة الطيبة يعود النفع والخير على صاحبها في حياته وبعد مماته.
  • بالكلمة الطيبة تزداد القلوب سعادة وبهجة وألفة.
  • بالكلمة الطيبة تنقذ النفوس من النار، وتهدى إلى نور الإيمان ودروب الخير والصلاح.
  • الكلمة الطيبة سبب لنيل رضى الله ومحبته، ورفع درجة المؤمن، وبالتالي دخول الجنة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ)، رفع الله بها درجات أي: يرفع الله بها درجاته، أو يرفعه الله بها درجات.
  • الكلمة الطيبة بها يثبت الله الذين آمنوا في القبر، وعند بعث الناس من قبورهم للحساب، وبقدر فهم معانيها، والعمل بمقتضاها تزداد وتقوى جذورها، وتبسق فروعها، ويطيب أكل ثمارها.

أثر الكلمة الطيبة

إن للكلمة الطيبة خصائص وفوائد وآثار، وفيما يأتي بيانٌ لها بشكلٍ مفصّلٍ:

  • شعبة من شعب الإيمان، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من كان يُؤْمن باللَّه واليوم الآخرِ فَليقل خيراً، أو لِيصمت).
  • صفة من صفات المؤمنين الصادقين والدعاة، وشعار لهم.
  • الكلمة الطيبة صدقة؛ فالصدقة لا تختصّ بالمال فقط، وإنّما تشمل كل ما يقرّب العبد إلى الله؛ لأنّ فعله يدلّ على صدق فاعله في طلب رضوان الله عزّ وجلّ.
  • تؤلِّف بين القلوب، وتُصلح النفوس، وتُذهب الحزن، وتُزيل الغضب، وتُشعر بالرضا والسعادة، وتؤدّي إلى اجتماع الكلمة.
  • موافقتها للشرع، وفيها ما يدعو إلى التوحيد، وينافي البدع والمنكرات، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
  • اللمة الطيبة انتصاراً على الشيطان، فإن لم يلتزم المؤمنون بالكلام الطيب أثناء تحاورهم، ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والبغضاء، لأنّ الشيطان حريصٌ على إفساد ذات البين.
  • تحقّق المغفرة من الله تعالى، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • صعودها إلى السماء، فتُفتح لها أبواب السماء، قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ).
  • هدايةٌ من الله إلى العبد، وفضلٌ منه عليه.
  • كل إحسانٍ لا يكون جزاؤه إلا الإحسان، فمن ردّ سوءاً عن أخيه المسلم، ردّ الله وجهه النار يوم القيامة.

قد يهمك:

الكلمة الطيبة في القرآن

بيّن القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة، وبيّن أثرها الطيب المترتب عليها، والخير المستمر بها، وبيّن بالمقابل خطورة الكلمة الخبيثة والضرر المترتب عليها، والكلمة الطيبة والتي هي لا إله إلا الله وهي كلمة التوحيد قال الله -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ).

وقد شبهها الله -تعالى- بشجرة النخلة الطيبة الأصل ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، وهي كلمة الإيمان الثابتة في قلب المؤمن، وبها يُرفَع عمله إلى السماء، وبها ينال ثوابه عند ربه في كل وقت وحين.

والكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد؛ كلمة لا إله إلا الله، وقد سميت بالشجرة الطيبة، والتي هي النخلة الموصوفة بصفات الكمال والتمام، والمتمثلة في أنّها:

  • شجرة طيبة في الشكل، والمظهر.
  • والرائحة والطعم.
  • والفائدة الصحية والغذائية، والتلذّذ بالأكل منها، وإطعام الآخرين منها، وبالتالي تحقيق منافع عامة لجميع الناس بإطعامهم من هذه النخلة الطيبة المباركة.