يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الكرم ، و مفهوم الكرم ، و الكرم في الإسلام ، و الكرم في القرآن الكريم ، و نماذج من الكرم في حياة النبي عليه الصلاة والسلام ، و فوائد الكَرَم ، الكرم هو تقديم منفعة مشروعة لكل محتاج لها مثل المال والطعام والملابس وكل ما يحتاج إليه في حياته اليومية، ومن المعلوم أن صفة الكرم عكس البخل، وهو من أشرف الصفات التي قد يتحلى بها إنسان فكل كريمٍ يُخلّد اسمه، وقد امتدح النبي الكرم والكرماء وأخبر التاريخ عنهم وقدّرهم أعظم تقدير، كما ورد ذكر الكرم في الشعر العربي، فليس لأفراد المجتمع سعادةٌ ولا اطمئنان ولا حلاوة ولا سلام، ولا استشعار للراحة والرخاء إلا بالكرم، فالكرم هو استشعار روح التعاطف والتراحم، والشعور بالغير في أوقات سعادتهم وشقائهم، وبذلك يصبح المجتمع قوة مترابطة وبنيانًا مرصوصًا يشد بعضه بعضًا، خاصة وأن الموسرين في المجتمع يُغدقون على الفقراء والبؤساء، ويخففون عنهم عوزهم وفقرهم، ويشدون أزرهم بما فتح الله عليهم.

موضوع عن الكرم

موضوع عن الكرم
موضوع عن الكرم

كان الإنسان العربي يمتاز بصفة الكرم منذُ القِدَم، فكانت هذه الصفة ممّا يتفاخر بها العرب قديمًا، وبعد مجيء دين الإسلام صارت هذه الصفة محل اهتمام وتكريم من الشريعة الإسلامية؛ لما لها من امتيازات تقرّب الناس بعضهم من بعض، فكانت صفة الكرم إحدى الصفات النبيلة التي تجعل صاحبها سيِّدًا في قومه وأحد الوجوه البارزة عند الشدائد.

هذه الصفة لشرفها وكرمها فإنّ الله تعالى قد سمّى بها نفسه، فهو تعالى الأكرم على إطلاق العبارة، وهذا الاسم من شأنه أن ينبّه الناس إلى إحياء حياتهم بالكرم والجود دون إفراط أو تفريط.

مفهوم الكرم

الكرم هو الجود والسخاء، وتوصف الأخلاق بالكرم بمعنى النبل وسمو النفس، ويُقال رجل كرم أي كريم، وأرضٌ كرم أي أرضٌ طيبة، ويُقال كرُم السحاب أي جاء بغيث غزير، والكرم كمصطلح يعني العطاء، ولكن ليس أي عطاء؛ بل العطاء بطيب نفس، ويعد الكرم أحد الأخلاق والسجايا الأصيلة عند العرب، والتي عُرِفت في الجاهلية واشتهر بها العرب في كلّ ناحية وقطر، ثمَّ جاء الإسلام فأثبت هذا الخلُق، وحثَّ عليه، ووضع له الضوابط التي تسهّل التخلُّق به وتحويله إلى ممارسة يومية.

الكرم في الإسلام

قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنما بُعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق”، وقد حرِص الإسلام على كلِّ ما فيه منفعة للإنسان، فرغَّب في التحلي بالأخلاق الحميدة، ونفَّر من الأخلاق السيئة، كما حرص على تنمية الروح التعاونية والتشاركية بين المسلمين، ومن هذا الباب شجَّع الإسلام على صفة الكرم التي كانت حاضرة وأصيلة أصلاً في جملة الأخلاق العربية، لكن الإسلام عمل على ضبطها بآدابها وقواعده لجعلها أكثر فاعلية والتزاماً.

الكرم في القرآن الكريم

حثَّ القرآن الكريم على التحلي بالكرم، ومنه الإنفاق عن طيب خاطر في آياتٍ كثيرة نذكر منها:

  • قال تعالى: “وما تنفقوا من خير يعلمه الله”.
  • قال تعالى: “لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقوا مما تُحبون، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم”.
  • قال تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة، والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون”.

نماذج من الكرم في حياة النبي عليه الصلاة والسلام

ضرب الرسول عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في الكرم والعطاء، ليحقق بذلك دوره كمعلّم وقدوة للأمة في سائر شؤون حياتها، ومن هذه الأمثلة ما يأتي:

  • كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُعطي ويؤثر في العطاء، حتى يكاد يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيته نار، أي كان يعطي رغم قلة ما يملك ويؤثر في عطائه الآخرين.
  • كان كرم النبي عليه الصلاة والسلام في محله؛ فقد كان صلى الله عليه ينفق لله وبالله، للفقراء والمحتاجين، أو لتأليف القلوب على الإسلام، أو تشريعاً للأمة.
  • ومن قصص الكرم ما ورد في السيرة أنّ امرأة أهدت إلى النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام كساء من صوف، فقالت له: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام محتاجًا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل مِن الصَّحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه! فاكْسُنِيها، فقال: «نعم»، فلمَّا قام النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجًا إليها، ثمَّ سألته إيَّاها، وقد عرفت أنَّه لا يُسْأَل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لعلِّي أكفَّن فيها.

قد يهمك:

فوائد الكَرَم

  • الكَرَم والجُود والعطاء مِن كمال الإيمان وحُسْن الإسلام.
  • دليل حُسْن الظَّن بالله تعالى.
  • الكرامة في الدُّنْيا، ورفع الذِّكر في الآخرة.
  • الكريم محبوبٌ مِن الخالق الكريم، وقريبٌ مِن الخَلْق أجمعين.
  • الكريم قليل الأعداء والخصوم؛ لأنَّ خيره منشورٌ على العموم.
  • الكريم نفعه متعدٍّ غير مقصور.
  • تثمر حُسْن ثناء النَّاس عليه.
  • تبعث على التَّكافل الاجتماعي والتَّواد بين النَّاس.
  • الكَرَم يزيد البركة في الرِّزق والعمر.
  • يولِّد في الفرد شعورًا بأنَّه جزء مِن الجماعة، وليس فردًا منعزلًا عنهم إلَّا في حدود مصالحه ومسؤولياته الشَّخصيَّة.
  • تزكِّي الأنفس وتطهرها مِن رذائل الأنانيَّة المقيتة، والشُّح الذَّميم.
  • حلُّ مشكلة حاجات ذوي الحاجات مِن أفراد المجتمع الواحد.
  • إقامة سدٍّ واقٍ يمنع الأنفس من سيطرة حبِّ التَّملُّك والأثرة.