يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الكذب ، و تعريف الكذب ، و حكم الكذب في الإسلام ، و عقوبة الكذب ، و أسباب الكذب ، و أضرار الكذب ، و علاج الكذب ،الكذب عكس الصدق أي عدم قول الحقيقة، وهو قول الزور ومجانبة الحقائق وتغييرها أو تزييفها، وهو من الأخلاق السيئة التي نهى عنها الله تعالى ورسوله الكريم، فالكذب منافٍ للأخلاق الكريمة، وهو من صفات المنافقين الذين يدّعون الإيمان وقلوبهم في الحقيقة كاذبة، ويفعلون عكس ما يقولون، ولهذا فإنّه من العادات المشينة التي ينبغي التخلص منها، وقد نهى الإسلام عن هذا الخلق السيء، واعتبره من الأخلاق التي تُسبّب انحدار صاحبها إلى مرتبة سيئة بين أهله ومجتمعه، خاصة أنّه يُدمّر المجتمعات والأفراد.

موضوع عن الكذب

موضوع عن الكذب
موضوع عن الكذب

الكذب، هو عدم قول الحقيقة، أو تزييفها، أو التغاضي عن قولها، ومن أقبح الصفات على الإطلاق، ومن الأشياء التي حرّمها الله سبحانه وتعالى. وردت الكثير من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة التي حرّمته ونهت عنه، فهو من صفات المنافقين، الذين أعدّ الله سبحانه وتعالى لهم أشدّ أنواع العقاب يوم القيامة.

يعتبر الكذب أيضاً من الأخلاق الذميمة، الذي ترفضه المجتمعات وينبذه الأفراد، ولم يتصف به أي نبيٍ أو رسول أو صحابي، حتى أن الرسول عليه السلام كان يُلقّب بالصادق الأمين لشدة صدقه.

تعريف الكذب

يُعرّف الكذب لغة واصطلاحاً بما يأتي:

  • الكذب في اللغة

عرّفه ابن منظور بأنّه خلاف الصدق.

  • الكذب اصطلاحاً

يُطلق الكذب في الاصطلاح الشرعيّ على ما يكون من الإخبار بالشيء على خلاف حقيقته، سواء أكان ذلك الإخبار من باب القصد والعمد، أم من باب الخطأ، وقال النووي: “هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمداً كان أو سهواً، سواء كان الإخبار عن ماضٍ أو مستقبل”.

حكم الكذب في الإسلام

أجمع علماء الأمّة على حُرمة الكذب، وقد جاء النهي عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويُعدّ الكذب من أعظم الذنوب وأكبر العيوب التي يتصف بها صاحبها، وقد عدّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- علامة من علامات النفاق، فقال: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).

ونهى الله -تعالى- عنه في القرآن فقال: (وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا)، ووصف رسول الله الكاذب فقال: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).

عقوبة الكذب

توعّد الله الكذاب باللعن، قال -تعالى-: (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)،فهو كبيرة من كبائر الذنوب، وأشدّ أنواع الكذب ما يكون على الله ورسوله، فمن كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد تبوّأ مقعده من النار، واعتقاد حلّ الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُخرِج صاحبه من ملّة الإسلام، والكذب على الله -تعالى- يكون بالقول عمّا حرّمه الله حلالاً.

وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا علم أنّ أحداً من أهل بيته كذب، فلا يزال مُعرضاً عنه حتى يتوب من كذبته، فهذا يدل على أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- حاربَ الكذب محاربةً شديدةً.

وعقوبة الكذّاب شديدة بعد الموت، وهو ما أخبر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيْتَ عليه، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ)، فالعذاب بالقبر شديد، ويوم القيامة أشدّ.

أسباب الكذب

تتطرّق النقاط الآتية إلى بيان أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة الكذب:

  • حماية القيمة الذاتية: وجد باحثون أنّ الناس يلجأون إلى الكذب لتجميل صورتهم العامّة أمام الآخرين، والحفاظ على تقدير النفس، خاصةً إذا ما شعروا بأي تهديد مُحتمل، ويلاحظ أن هذا الدافع هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لحالات الكذب بين زملاء المهنة الواحدة.
  • تحسين الحالة النفسية للطرف المقابل: تبيّن أن النساء أكثر ميلاً لاستخدام الكذب كوسيلة للترويح عن نفوس الآخرين، وتقديم المجاملات الزائفة بهدف تحسين حالة الطرف المُقابل بشكل عام.
  • حماية الخصوصية: يبدو هذا الدافع لدى البعض مبرراً للكذب، وينطوي عليه ضمان حماية الإنسان لنفسه، والآخرين من أي تلاعب، أو أعمال خبيثة إذا ما كُشفت أموره الشخصيّة.
  • حدوث التِباس بين الحقيقة والوهم: يُمكن أن لا يميز الإنسان في كثير من الأوقات بين الحقيقة والوهم، ولا يُدرك أنّ الكثير ممن يتلفّظ به لا يمت للحقيقة بصلة.

أضرار الكذب

إنّ للكذب أضراراً عظيمة تعود على الكاذب، ومن هذه الأضرار ما يأتي:

  • الاتصاف بصفة من صفات المنافقين.
  • تجعل الكذاب محلّ تهمة وشكّ بين الناس.
  • يُذهب الكذب الخير والبركة في عمليات البيع والشراء وتبادل السلع.
  • يُذهب الثّقة بين الناس.
  • تغيير الحقائق، وجعل باطلها صحيحاً، وصحيحها باطلاً.
  • سبب من أسباب العذاب يوم القيامة.
  • حرمان الكذاب من مرتبة الصديقية يوم القيامة.

قد يهمك:

علاج الكذب

يُمكن للإنسان التغلّب على مشكلة الكذب، حتى وإن كانت عادةً متأصّلةً في نفسه، ويكون ذلك باتباع النصائح الآتية:

  • استحضار الوازع الديني: يُعد الخوف أحد أبرز الدوافع التي تقف وراء ظاهرة الكذب، لذا فإنّ ثقة الإنسان بالله، وخوفه منه وحده يُجنّبه فخاخ الشيطان الذي يُرهبه من الأشياء والأشخاص.
  • ترويض النفس على الصدق: تنساق النفس لمشيئة صاحبها مع التدريب والتعويد، ورغم صعوبة مُجاهدتها على تحرّي الصدق إلا أنّ الأمر يستحق الصبر، والاحتمال.
  • الرضا بالأقدار والأرزاق: يلجا الكثير من الطامعين إلى الكذب لتحقيق منافع دنيويّة، فإذا رضي الإنسان بما قسمه الله من رزق، وسلّم بقدره، ومشيئته، اطمئن وجنّب نفسه الخوض بالأكاذيب.