يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن القناعة ، و مفهوم القناعة ، و مظاهر القناعة ، و أهمية القناعة ، القناعة كنز ليست مجرد كلمة تقال ولكن القناعة هي كنز السعادة لأن الشخص القنوع دائماً يشعر بالرضا بما يقسمه الله له وبالتالي هذا يشعره بالسعادة التي هي الكنز الحقيقي.

موضوع عن القناعة

موضوع عن القناعة
موضوع عن القناعة

لقد بنى الإسلام نظرته الخاصَّة لموضوع القناعة، فهو لم يبنِ مصطلح القناعة على ما يملك الإنسان من مال بين يديه، أو ما يملكه من أمور الحياة الزَّائلة، بل بنى مصطلح القناعة على الأمور والخواطر القلبية، وعرَّفها بأنَّها: هي ما وجدها المؤمن في قلبه من رضا عن اللَّه فيما آتاه وعندها سيعيش في طمأنينة وراحة بال.

قد أكدَّ الإسلام على أنَّ القناعة لا تتعارض مع العمل والكسب الحلال، فعلى المؤمن أن يسعى من أجل تأمين حاجاته، ولكن بشرط ألَّا يفرِّط بالفرائض الإسلاميَّة في سبيل الحصول على بعض المنافع الدُّنيويَّة، فهنا نظر الإسلام إلى القناعة ألَّا يسعى الإنسان في سبيل التَّكالب على أمور الحياة حتَّى ولو كان العمل غير محرم، وإنَّما يقتصر على ما آتاه الله من رزق ولو كان قليلًا.

قد وردت القناعة في العديد من الآيات والأحاديث القرآنية، قال تعالى في سورة النَّحل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، ولقد فسَّر الصَّحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الحياة الطَّيبة هي القناعة، وهذا ما ذهب إليه محمد بن كعب والحسن البصري، وقال تعالى في سورة الانفطار: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} ، وقد فسَّر المفسرون أن النَّعيم الوارد في هذه الآيات هو القناعة والرِّضى بالإضافة للتَّوكل على الله، وممن ذهب إلى هذا القول النيسابوري والرَّازي.

أمَّا القناعة من منظور السُّنة النَّبوية وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عنها الكثير، فقد قال عبد الله بن عمرو إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ”، وقد فسَّرالمناوي بأنَّ الرزق الكفاف هو عدم التَّطلع نحو الزِّيادة وطلبها، أمَّا المباركفوري فقد ذهب إلى الكفاف بالعيش هو أن يؤمن المسلم من خلاله حاجيَّاته.

مفهوم القناعة

يمكن توضيح مفهوم القناعة من خلال التطرق للمعنى اللغوي والاصطلاحي للكلمة؛ نبينهما كما يأتي:

  • القناعة لغةً

من المصدر قَنِع، يقنع قُنوعاً، وقناعةً عند الرضا، والقُنوع يعني الرضا باليسير من العطاء، وسبب تسميتها بالقناعة هو إقبال الشخص على الأمر بنفسٍ راضيةٍ.

  • القناعة اصطلاحاً

هي رضا الشخص بما أعطاه الله -تعالى-، وعدم الاهتمام بما عند الناس ممّا يزيد عنه، وتختلف القناعة عن الزهد؛ بأنّ الزهد هو الاقتصار على الزهيد والقليل، وهي قريبةٌ من معنى القناعة إلّا أنّ القناعة تظهر برضا النفس.

مظاهر القناعة

وللقناعة العديد من الفوائد التي تعود على الشَّخص إذا تخلَّق بهذا الخلق كما أنَّه تظهر عليه آثار ومظاهر القناعة ومن هذه المظاهرماسيرد فيما يأتي.

امتلاء قلب المسلم ثقة بالله

فعندما يكون الإنسان على قناعة بما آتاه الله سبحانه وتعالى وقسمه له من أرزاق فسيمتلئ قلبه رضى وإيمانًا بالله -سبحانه وتعالى- بأنَّه سيعطيه رزقه بشكل كاملٍ ولن يستطيع أحدٌ أن يأخذ رزقه الذي قسمه الله له، فقد قال الفضيل بن عياض إنّ الزهد هو القناعة والرِّضا عن الله سبحانه وتعالى وعن قسمته، كما أنَّ الحسن -رضي الله عنه- قد حذَّر أن يكون الإنسان خائفًا على رزقه الذي لم يأتِ بعد ومتطلِّعًا للرزق الغيبيِّ بخوف.

الشعور بالاطمئنان والحياة الطيبة

لقد قال ابن عباس أنَّ الحياة الطَّيبة التي يرزقها الله لعباده هي القناعة أي الرِّضى عن النِّعم التي وهبه الله إياها، وهذا ما ورد في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ،وقد ابن الجوزي في هذا الموضع بأنَّ المسلم القنوع سيرزقه الله طيب العيش، على عكس من لم تظهر عليه القناعة فستطول حياته في الطَّيش والضَّياع والبحث عن المفقود.

اعتياد الشكر

إنَّ الإنسان الذي قنع فيما آتاه الله ورزقه سيكون حال لسانه دوام اللهج بشكر الله تعالى وحمده على تلك النِّعم التي وهبه إياها، أمَّا من لم يرض ويقتنع بما أعطاه الله فسيكون دوام حاله التَّسخط والتَّذمر وتعداد ما ينقصه ويتمناه، وفي هذه الحالة سيصبح كمن يشكو الله ورحمته للخلق الذين لا يملكون له رحمةً ولا نفعًا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “كُنْ ورِعًا تكنْ أعبدَ الناسِ وكُنْ قَنعًا تكن أشكرَ النَّاسِ”.

الطهارة من أمراض القلوب والشعور بغنى الروح

فالإنسان الذي لا يقنع بحياته سيكون دائم التَّذمر والذي قد يجره هذا الأمر إلى الغيبة والنَّميمة نتيجة الحسد الذي سيغزو قلبه، وذلك لأنَّ يتطلع إلى ما في أيدي النَّاس، وهذه الأمراض تأكل الحسنات، فإنَّ من يقتنع بما أعطاه الله سبحانه وتعالى ولا يتطلع إلى نعم وعطاء غيره سيشعر بأنَّه أغنى النَّاس كافَّةً، ولقد ورد لفظ الغنى في قوله تعالى بسورة الضُّحى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}، فذهب العلماء إلى أنَّ الغنى هنا هو غنى الرُّوح.

قد يهمك:

أهمية القناعة

إنَّ للقناعة أهميَّة كبيرةٌ في حياة الإنسان على جميع الأصعدة ومن أهميَّة القناعة ما يأتي:

  • الابتعاد عن الحسد: فعلى المستوى الأسري إن الإنسان الذي يقنع بحياته وبما قسمه الله له من رزق، سيحول هذا الأمر بينه وبين النَّظر إلى معيشة الآخرين الذين يفقونه بالمستوى المادي أو حسدهم عليه.
  • عدم الاستدانة: فإنَّ الاقتناع بالرِّزق المقسوم سيحول بين المرء وبين استدانة المال، فمن المعروف أنَّ الإنسان الذي لا يقنع بحياته، سيحاول استدانة المال لإرضاء رغباته أو رغبات زوجته.
  • الشَّعور بالرَّاحة: عندما يقتنع الإنسان بحياته سيشعر براحة في داخله كما أنَّ هذا الأمر سيحول بينه وبين الشَّعوربهمَّ الدَّين وكيفيَّة سداده.