يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن العلم ، و تعريف العلم ، و خصائص العلم ، و أهمية العلم ، و أهمية العلم في الإسلام ، العلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها، فهو نور يُستضاء به، واللبنة الأولى للازدهار والعلو والرفعة، وهو منبت الفضائل، والطريق إلى الجنة، يقول رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة”، فطلب العلم وحبه من علامات توفيق الله للإنسان.

موضوع عن العلم

موضوع عن العلم
موضوع عن العلم

العلمُ مصنعُ العقول، والمنارةُ التي يسترشدُ بها الناس للوصول إلى التطوّر والتقدّم، فالعلم هو أساس نموّ المجتمعات والدول؛ لأنه يُمهّد الطريق لاكتشاف كلّ ما هو مفيد للإنسان، وبفضلِه أصبحت الحياة أكثر سهولةً ورفاهيةً، فالعلم يُساعد في اكتشافِ الآلات وتطور الصناعات وإيجاد مزيدٍ من الطرق للتقدّم ودفع عجلة التنمية، وبفضلِ العلم أصبح العالم قريةً صغيرةً، يستطيع أيّ شخصٍ فيه الوصول للآخر بفضل اختراع شبكات الاتّصال والتواصل، التي لولا العلم لم تكن موجودة من الأساس، كما أنّ للعلمٌ دورًا بارزًا في تغيير طريقة تفكير الإنسان وجعلها أكثر جدوى وفائدة، فالإنسان بلا علم هو إنسان غارق في ظلام الجهل والتخلّف.

تعريف العلم

العِلم بكسر الأوَّل، ثمّ السكون جاءت مصدراً لمادَّة (ع،ل،م) التي معناها المَعرِفة، ويُعرَّف العِلم لُغةً بأنَّه: نقيض الجهل، وهو أيضاً: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازِماً، أمَّا العِلم اصطلاحاً فهو: مجموعة المَعارِف المُكتسَبة، وهي بعكس الجهل، والأُميّة، وقد قال بعض أهل العِلم إنَّ العِلم واضحٌ أكثر من تعريفه، ومن الجدير بالذكر أنَّه تمّ التعبير عن العِلم وتعريفه بمفاهيم أُخرى، فهو: مجموعة مُتكامِلة من النظريّات الدقيقة، والمعلومات التي تزخر بها المَراجِع العِلميّة، ويُعرَّف أيضاً بأنَّه: مجموعة من المُعلومات العِلميّة المُتوارثة، أو أنَّه: مجموعة المبادئ، والقواعد التي تشرح بعض الظواهر، والعلاقات القائمة بينها، أو أنَّه: مَنبعٌ لجميع أنواع العُلوم، ومُختلَف تطبيقاتها.

خصائص العلم

للعِلم خصائص عديدة تجعله مُهمّاً لجميع البشر، ومنها :

  • التجدُّد: العِلم يُجدِّد نفسه باستمرار؛ أي إذا شابهُ خطأ فإنَّه يُصحِّح نفسه بنفسه.
  • التنظيم: من أهمّ خصائص العِلم أنَّه يُرتِّب الأفكار، ويُنظِّمها، فهو يحرص على أن تكون القضايا العلميّة المُتعلِّقة به كاملة، ومُترابِطة، ومن الجدير بالذكر أنَّه عند ترتيب الأفكار، وتنظيمها، لا يترك الفرد أفكاره حُرَّة طليقة، بل إنَّه يبذل جهداً من أجل تحقيق أفضل تخطيط ممكن بالطريقة التي يُفكِّر فيها.
  • البحث والتحرِّي عن المُسبِّبات: لا يُمكن أن يكون التفاعُل العقليّ للأفراد عِلماً إلّا إذا تمّ توجيهه نحو الظواهر، ومُحاوَلة فهمها، وتعليلها، ولا يُمكن توضيح تلك الظواهر، وفهمها إلّا إذا تمكَّن الفرد من مَعرِفة العَوامِل المُسبِّبة لها، كما أنَّ البحث عن مُسبِّباتها يُعزِّز المُيول الفطريّ لدى الإنسان، كما يُعزِّز طريقة التحكُّم في تلك الظواهر بشكلٍ أفضل.
  • التراكُميّة: تُوضِّح هذه الخاصِّية الطُّرق المَسؤولة عن تطوُّر العِلم؛ فالمَعرِفة العِلميّة شبيهة بالبناء؛ حيث تحلُّ النظريّات العِلميّة الجديدة محلَّ النظريّات العِلميّة القديمة، وبهذه الطريقة تزداد سُرعة عجلة الحضارة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يلزم العُلماء البدء من الصفر في تفسير الظواهر، أو حلِّها، بل إنَّهم يبدؤون من المكان الذي وصل إليه العُلماء السابقون.
  • الشموليّة واليقين: إنَّ المَعرِفة العِلميّة شاملة، بمعنى أنَّه يُمكن قبولها في حالات الظاهرة جميعها، وهذا يعني أنَّ العِلم شاملٌ، وقضاياه تُطبَّق على الظواهر جميعها.
  • الدقَّة والتجريد: هذه الخاصِّية تزيد من سيطرة الإنسان على واقعه، وتُمكِّنه من فَهْم القوانين المُتعلِّقة بالواقع أكثر فأكثر، ومن الجدير بالذكر أنَّ العِلم يلجأ إلى الرياضيّات؛ ليتمكَّن من تحقيق الدقَّة، والتجريد.
  • العِلم نشاط إنسانيّ عالَميّ: فالعُلوم نشاط يَخصُّ الإنسان وحده دون غيره، وهو ليس موضوعاً فرديّاً، أو شخصيّاً، بل إنَّ الحقائق، والنظريّات الخاصَّة به يتمّ نَشْرها عالَميّاً، فتُصبِح المَعارِف مَشاعاً، ومُلكاً للجميع بمُجرَّد ظُهورها.
  • العِلم له أدواته الخاصَّة به: فالعِلم كأيّ نشاط يجب أن يمتلك أدوات، وأجهزة خاصَّة به؛ وذلك لجمع المعلومات، وقياسها.
  • العِلم يُؤثِّر في المُجتمَع، ويتأثَّر فيه: فالمُجتمعات تتأثَّر، وتتطوَّر بتأثير العِلم، كما أنَّ العِلم ينمو، ويتطوَّر بتأثيرٍ من الظروف السائدة في المُجتمعات.

أهمية العلم

تتمثل أهمية العلم بتحقيق مجموعة من الفوائد للفرد والمجتمع، ومن أبرز هذه الفوائد ما يأتي:

  • تحسين المستوى الصحي للمجتمعات، بفهم كيفية انتقال الأمراض وإيجاد علاجات لها.
  • مصدر دخل لفئة الباحثين، حيث يعتبر القيام بالأبحاث العلمية جزء من مهامهم الوظيفية.
  • إشباع الحاجة الغريزية للإنسان المتمثلة بحب الاكتشاف والمعرفة.
  • التنبؤ بالكوارث الطبيعية وتخفيف آثارها التدميرية قدر المستطاع.
  • فهم التأثيرات البشرية على النظام البيئي بعناصره المختلفة كالمياه، والهواء، ومحاولة حمايته.
  • تشجيع المنافسة بين الشركات التي تستخدم البحث العملي كوسيلة لتطوير منتجاتها أو إيجاد منتجات جديدة.

قد يهمك:

أهمية العلم في الإسلام

حظي العلم على اهتمام كبير من قبل الإسلام، ومما يدل على ذلك نزول أول آية في القرآن لتحث على القراءة والعلم، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]، ونزلت العديد من الآيات التي تدعو إلى استخدام العقل، والسعي إلى طلب المعرفة، فبالعلم يتعرف الإنسان على الله تعالى، ويُطبق مهمته في الأرض المتمثلة بالاستخلاف، ولقد فرق الله تعالى بين من يعلمون، ومن لا يعلمون، وذلك بقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ) [الزمر: 9].

للعلماء مكانة خاصة في الإسلام تجعلهم بمركز أعلى من غيرهم في الدنيا، وفي الآخرة، فيتميز أهل العلم بسرعتهم في إدراك الحق، وفي الإيمان، فهم يحكمون عقلهم في كافة الأمور مما يجعلهم من السباقين إلى الإيمان.