يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن العدل ، و تعريف العدل في الإسلام ، و أنواع العدل ، و أهمية العدل ، و أحاديث عن العدل ، و العدل في الإسلام ، يعبّر مفهوم العدل عن الإنصاف، وتلقّي معاملة متساوية بين جميع الناس والابتعاد عن الانحياز والظّلم والعنصرية، ولتحقيقه يتحتّم على المجتمع وضع قوانين وتشريعات اجتماعية وجنائية من أجل المُحافظة على تطبيق مفهوم العدالة بين الناس؛ حيث يُحاول المجتمع من خلال هذه القوانين الاجتماعيّة تطبيق الإنصاف بين أفراد المجتمع في عدّة مجالات، ومنها الصحّة، والعمل، والتعليم العام المجّاني بغضّ النظر عن الجنس والعرق، بالإضافة إلى القدرة على حماية الأفراد في المَجالات السياسيّة، والاقتصادية، والاجتماعية، ومنح فرصٍ مُتساوية للجميع.

موضوع عن العدل

موضوع عن العدل
موضوع عن العدل

موضوع عن العدل

العدل كلمة صغيرة لكن معناها عظيم، ومفهوم العدل يعني: القصد في الأمور ووضعها في ميزانٍ صحيح وإتيان كلّ ذي حقٍ حقه، والعدل ضد الجوروالظلم، وهو منح الحقوق لأهلها وافية كاملة دون أيّ نقصان أو زيادة، وعدم التجنّي على الآخرين واستقامة القضاء، والعدل مشتق من أسماء الله الحسنى، فالله هو العادل الذي لا يُظلم عند أحدًا، لذلك يجب أن يكون الإنسان عادلًا في جميع شؤون حياته وألّا يتجنى على أحد أو يأخذ حق أحد، وألّا يتسبب في وقوع الظلم على الآخرين مهما كانت مكانتهم، فالبعض يستهين الظلم للضعفاء والمساكين ولا يأبه به، ويتعامل بالعدل مع أصحاب الجاه والمال.

تعريف العدل في الإسلام

تعريف العدل لغةً: ضدّ الجور، وشرعًا: “هو فصل الحكومة على ما في كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-” وهو أيضًا: “بذل الحقوق الواجبة وتسوية المستحقين في حقوقهم، وإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه” ويجب التنبيه على عدم الخلط بين المصطلحات، أو تبديل كلمة وضعها الله تعالى في كتابه؛ بكلمة من بنات أفكار الناس وتجاربهم، ومنها أن الله -سبحانه وتعالى- أمر بالعدل، فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

ومن خلال تعريف العدل، يتّضح أنه لا يعني المساواة أبدًا، فوضع أناس كلمة مساواة بدل كلمة عدل، فأصبحوا يقولون الإسلام دين المساواة وهذا تغيير لجوهر الدين، لأن المساواة قد تقتضي التسوية بين شيئين، تقتضي الحكمة التفريق بينهما، مثلًا أصبحوا يقولون بالتسوية بين المرأة والرجل في كل شيء؛ مع أن الله -سبحانه وتعالى- فطر المرأة والرجل وجعل لكل منهما ما يناسبه من الحقوق، وبهذا يسير الركب حتى وصلوا إلى قولهم بالمساواة بين الحاكم والمحكوم بمعنى أن ليس لأحد حقوق على أحد.

أنواع العدل

  • عدل الحاكم: فالحاكم مسؤول عن إقامة العدل في مجتمعه، وعليه الحرص على منع الظلم والقهر وعدم المساواة بين الرعية، وقد أمر الإسلام بعدل الحاكم في أكثر من آية وحديث دليلًا علىأثر العدل على الفرد و المجتمع وصلاحه.
  • العدل في الحكم بين الناس: على الفرد أن يتحلى بقيمة العدل في حكمه بين الناس، فيحكم بالعدل بينهم إذا شهد عليهم ولا يظلمهم ليحقق آثار العدل في المجتمع.
  • العدل بين الزوجات: اهتمَّ الإسلام بقيمة العدل في حياة الزوج مع زوجته، وضبط ذلك في التعدد من خلال المساواة بينهن في النفقة والمبيت والكسوة والإيواء وغير ذلك، وحرّم الله على الزوج ظلمه لهن وهذا من أبهى صور العدل وأروعها.
  • العدل بين الأبناء: عدل الآباء بأبناءهم خير مثال على إنشاء جيل مُعافى وسليم من كل أمراض الجور والظّلم، فإذا بدأ الآباء بالعدل من بيوتهم انتشر العدل في كل مكان في المجتمع؛ لينشأ جيل عادل يخشى الظلم ويعملبثمار العدل ويطبقها.
  • العدل في القول: يكمن العدل في القول بأن لا يقول المرء إلا الحق وأن لا يشهد على باطل لكي لا يظلم أحدًا بقول الزّور وكتمان الحق.
  • العدل في الميزان: تطبيق قيمة العدل في التجارة، فلا يبخس المرء في الميزان ويسلب الناس حقوقهم لأن ذلك ينافي مقاصد العدل.
  • العدل مع غير المسلمين: أمر الإسلام بالعدل مع غير المسلمين؛ لأن من فوائد العدل مع غير المسلمين دخولهم الإسلام دين الرحمة والعدل والمساواة؛ ولأن الله ينصر الأمة العادلة ولو كانت كافرة وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى.

أهمية العدل

العدل صفة أخلاقية مهمّة يجب أن يَتحلّى بها الأفراد والمجتمعات، فلا تستقيم أمّة إلا بقيمة العدل، فبالعدل يتحقّق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة، ويقسم العدل من حيث أهميته إلى قسمين بالنسبة للفرد وبالنسبة للمجتمع، وإليك تفصيل ذلك:

أهمية العدل بالنسبة للفرد

  • الشعور بالراحة والاطمئنان لدى الفرد الذي يمارس قيمة العدل، لينعكس ذلك عليه وعلى أسرته ومحيط عمله لتصل آثار العدل إلى المجتمع.
  • الزيادة من إنتاج الفرد وحبه لعمله ووطنه، لأن تطبيق العدل على كل فرد في عمله يجعله أكثر التزامًا بتحقيق القوانين لإتمام عمله على أكمل وجه، فالعلاقة طردية كلما زاد العدل على الفرد زاد الإنتاج.
  • الموازنة في العدل تجعل الفرد يشعر بأن لنفسه حقٌ وللآخرين أيضًا فكل شيء بمقدار.

أهمية العدل بالنسبة للمجتمع

  • انتشار المساواة والرحمة بين أفراد المجتمع الواحد ليكونوا متعاونين متحابين.
  • زيادة مستوى المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.
  • شعور المواطن بالأمان والاطمئنان بوجود العدل في المجتمع، مما يدفعه إلى الإلتزام بالأنظمة والقوانين.
  • ضمان الأفراد عقوبة لمرتكبي الأفعال المخالفة للقوانين بوجود قيمة العدل، فيعم السلام.
  • زيادة الخير في المجتمع واختفاء الظلم والجور.

أحاديث عن العدل

حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على العدل و المساواة في الكثير من الأحدايث ومنها

  • عن عبادة بن الصامت رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: (بايَعْنا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ في المَنْشَطِ والمَكْرَهِ، وأَنْ لا نُنازِعَ الأمْرَ أهْلَهُ، وأَنْ نَقُومَ أوْ نَقُولَ بالحَقِّ حَيْثُما كُنَّا، لا نَخافُ في اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.)..
  • عن النعمان بن بشير رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: (أَعْطَانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَوَاحَةَ: لا أرْضَى حتَّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: أعْطَيْتَ سَائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟، قالَ: لَا، قالَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلَادِكُمْ، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ).
  • قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ثلاثةٌ لا تردُّ دعوتُهُم الصَّائمُ حتَّى يُفْطِرَ والإمامُ العادلُ والمظلومُ).
  • قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (القضاةُ ثلاثةٌ : واحدٌ في الجنةِ ، واثنان في النارِ ، فأما الذي في الجنةِ فرجلٌ عرَفَ الحقَّ فقضى به ، واللذان في النارِ رجلٌ عرفَ الحقَّ فجارَ في الحُكمِ ، ورجلٌ قضى في الناسِ على جهلٍ).
  • قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (أفضَلُ الجِهادِ كلمةُ عَدلٍ عندَ سُلطانٍ جائرٍ. أو أميرٍ جائرٍ).
  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إنَّما أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أقَامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).
  • قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ).

قد يهمك:

العدل في الإسلام

يعتبر العدل من القيم الإنسانية التي حثّ عليها الإسلام، وجعلها من أساسيات الحياة الفردية، والاجتماعية، والأسرية، والسياسية، وقد جعل الإسلام إقامة العدل هدفاً لجميع الرسالات السماوية؛ فبالعدل أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل كتبه، كما قامت الأرض والسماوات بالعدل، وبيّن الإسلام أيضاً أن العدل لا يتأثر بالحب أو الكره، ولا بالحسب أو النسب، ولا يفرّق بين مسلم وغير مسلم، بل يُمنح لجميع المتواجدين على الأرض بغض النظر عن المال والجاه، أو ما كان بينهم من مودة أو بغض، كما حرّم الإسلام الظلم، سواء كان ظلماً للنفس أم ظلماً للآخرين، وخاصة ظلم القوي للضعيف؛ فكلما كان الشخص ضعيفاً زاد إثم ظلمه على من ظلمه.

من الجدير بالذكر أيضاً أنّ العدل مع النصارى وغير المسلمين يعد واجباً على كلّ مسلم، والتشريع الإسلامي لا يعرف الظلم؛ حيث إنّ الله تعالى حرّم الظلم حتّى على نفسه، كما في قول الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه:(يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا )