يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن العبودية ، و مفهوم العبودية ، و مفهوم العبودية في الإسلام ، و أنواع العبودية ، يعتبر مفهوم العبودية واحداً من أهم المفاهيم، وأكثرها تعرّضاً للدرس، والبحث، والتدقيق؛ فهو مفهوم شامل تداخل ولا يزال إلى يومنا هذا مع كثير من أفكار العلوم الإنسانية المتنوعة، هذا عدا عن تطبيقاته العملية المختلفة بين الثقافات. تعارفت الإنسانية على معنى مُعيّن للعبودية أمّا في الشريعة الإسلامية فهناك معنى آخر إلى جانب المعنى الإنساني المتعارف عليه، وفيما يلي تفاصيل ذلك.

موضوع عن العبودية

موضوع عن العبودية
موضوع عن العبودية

استخلف الله سبحانه وتعالى آدم وذريته في الأرض لعبادته حقّ العبادة، وتطبيق شرعه فيها، وقد كان من متطلبات هذا الاستخلاف الشرعي تحقيق مفهوم العبودية لله تعالى، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثاً، بل وضع لهم المنهج الواضح، والشريعة المحكمة التي تضمن لهم إن استقاموا عليها حياة السعادة والهناء في دنياهم وآخرتهم.

مفهوم العبودية

يطلق مفهوم العبودية لغةً على التذلل والخضوع والانقياد، فالإنسان على سبيل المثال عندما يكون خاضعاً لغيره، ممتثلاً لأوامره ونواهيه، راهناً نفسه لإرادته ومشيئته، لا يتحرك إلّا بإذنه، ولا يهتدي إلّا بتوجيهه، كان في تلك الحالة عبداً لهذا الإنسان، وقد ظهر مفهوم العبودية هذا قبل الإسلام وفي عصور الظلام عندما كان الناس يساقون إلى العبودية، بحيث تُرتهن إرادتهم، وتُعتقل حريتهم، ويُصادر اختيارهم، لتحقيق مصالح مادية آنية لأشخاص ملأ الطمع والجشع قلوبهم، وأعمى أبصارهم.

مفهوم العبودية في الإسلام

في المفهوم الإسلامي الخاص يقصد بالعبودية التوجه إلى الله تعالى وحده بالعبادة، وإفراده بالربوبية، والألوهية، والصفات، والأسماء، وعدم إشراك أي شيء معه في العبادة، أو في الاعتقاد. والعبودية لله هي الأساس الذي بنيت عليه الديانة الإسلامية، وهي المصدر الذي انبثقت منه سائر أنواع العبادات من: صلاة، وزكاة، وحج، وصوم، وتسبيح، وذكر، واستغفار، وهي الفلك الذي تدور فيه أركان الإيمان من إيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر. العبودية لله تعالى في المنظور الإسلامي تحرر الإنسان من شتى أنواع العبودية للبشر، وللنفس، والهوى، فمن كان عبداً مخلصاً لله لم يكترث لأي شيء آخر، كما أن العبودية لله تساعد الإنسان على التطور والارتقاء، فهي تدفع الإنسان نحو الإكثار من الأعمال الصالحة، الخيِّرة، وهذا يتمثل ويتضح في التشريعات الإسلامية المختلفة التي حثت الناس على تزكية النفس، والإتيان بالأعمال البارة الصالحة.

قد يهمك:

أنواع العبودية

للعبودية نوعان، هما:

  • عبودية خاصة: هي عبودية خاصة بالمؤمنين، وتظهر من خلال المحبة والانقياد والطاعة، فيعظم مقام العبد ويتشرف بها، وقد وردت في عدة آيات، منها قوله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، ويتفاوت الناس في هذه العبودية تفاوتًا بيّنًا، ومعيار ذلك شدة الانقياد لشرع لله وحبه وتنفيذ أوامره، وأعظم الناس تحقيقًا لتلك العبودية هم الرسل والأنبياء، وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ )، وكمال العبودية يكون بتمام الافتقار إلى الله، وتمام الاستغناء عن الخلق.
  • عبودية عامّة: أن تكون عامّة وشاملة لجميع الخلق، فلا يخرج عنها أي مخلوق، وتعرف بعبودية الخلق، إذ إنّهم كلهم عبيد، يجري فيهم حكم الله، وينفذ فيهم قضاؤه، فلا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، فإن لم يعبد الإنسان الله باختياره فهو عبدٌ له قهرًا.