يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الظلم والاستبداد ، و حكم الظلم ، و بعض صور الظلم ، و عاقبة الظلم ، يُعدّ الظلم فعلاً شائناً يهدّد حقوق العدالة والمساواة للأفراد، بل إنّه يهدّد حقوقهم جمعاء، فالظلم قد لا يحترم أيّ حقّ من الحقوق، وقد يتعرض الإنسان للظلم في كل الأوقات، وعليه محاولة رفع الظلم الواقع باتخاذ المواقف المناسبة واللجوء للعدالة والقانون.

موضوع عن الظلم والاستبداد

موضوع عن الظلم والاستبداد
موضوع عن الظلم والاستبداد

الظلم لغةً وضع الشيء في غير موضعه، وهو مجاوزة الحدّ والجور، أما اصطلاحًا فهو وضع الشيء في غير موضعه الخاص به بزيادة أو نقصان، أو بحَيد عن مكانه أو وقته، ويعرف أيضًا بأنّه التعدي عن الحق إلى الباطل، والتصرف في ملك الآخرين.

حكم الظلم

الظلم حرام في الكتاب والسّنة النبوية والقياس، والإجماع، والعقل، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)،وكان النبيّ عليه الصلاة والسلام يستعيذ من الظلم، وقد جعل من تلك الاستعاذة ورداً يوميّاً، وأمر المسلمين أن يستعيذوا من الظلم كلما خرجوا من بيوتهم، وما ذلك إلّا إشارة إلى خطورة الظلم بأنواعه، فالخروج من المنزل يزيد فرصة احتكاك المرء بالناس والتعامل معهم، وبالتالي هناك خوف من حدوث ظلم بينهم.

بعض صور الظلم

تتعدد صور الظلم الذي يقعُ من الإنسان، إلا أن أعظمَ أنواع الظلم أن يشرك الإنسانُ بالله أحدًا، وذلك لقوله -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، والظلم قد يكون من الإنسان في حق نفسه، أو منه في حق الغير، وله الكثير من الصور، ونذكر بعضًا منها من خلال النقاط الآتية:

  • أن يظلم الإنسان نفسه بارتكاب المعاصي والذنوب، يقول -تعالى-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)، وأعظم ظلم للنفس إيقاعها بالشرك والكفر -والعياذ بالله-.
  • قتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، والإنسان ما يزال في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حرامًا، كما أنّ أكل مال اليتيم ظلم فكأنما يأكل الشخص نارًا في بطنه، وأكل أموال الناس بالباطل عمومًا محرم وظلم كبير، كعدم الوفاء بسداد الديون، أو اغتصاب الأراضي، أو الرشوة، ونحوه من طرق أكل أموال الناس بالباطل.
  • من أنواع الظلم أيضًا ما يحصل من إفساد بين الزوجين بمختلف الطرق، سواء بإفساد الزوجة على زوجها أو العكس.
  • من أنواع الظلم ما يحصل من تلاعب في البيع والشراء، كحلف اليمين الكاذب لبيع السلع، أو الغش في التجارة، وعدم الدقة والأمانة فيها، ونقص المكاييل والميزان.
  • من أنواع الظلم ظلم المعلم لبعض طلبته، والتعدي عليهم بالشتم أو التجريح أو الضرب، وعدم تعليم الجاهل وكتم العلم عنه.
  • من أنواع الظلم أيضًا عدم إنجاز معاملات الناس، وعدم إعطاء العمال حقوقهم المالية، وكذلك القذف والحديث في أعراض الناس، وعدم العدل بين الزوجات.
  • من أشد أنواع الظلم ظلم الجار وظلم الزوجة، وأيضًا إيذاء المسلمين في الطرقات، وسباب المسلمين وشتمهم، وعدم العدل بين الأولاد، وظلم الوالدين وعقوقهم.

قد يهمك:

عاقبة الظلم

حذّر الله -سبحانه وتعالى- من عواقب الظلم التي تلحق الظالم في الدنيا والآخرة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، كما حذّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من عواقبه في السنّة النبويّة، وفيما يأتي بيانها:

  • الظّلم سبب للبلاء والعقاب، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ).
  • الظالم تصيبه دعوة المظلوم، فعن عبدالله بن عباس -رضيَ الله عنهما- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّها ليس بينَها وبينَ اللهِ حِجابٌ).
  • الظّالم عليه اللّعنة من الله، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
  • الظّالم لا يُفلح أبداً، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
  • الظّالم مصروف عن الهداية، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّـهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ).
  • الظّالم يُحرم من الشفاعة، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ).