يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال موضوع عن الظلم ظلمات يوم القيامة ، و تعريف الظلم وحكمه ، و صور الظلم ، و أسباب الظلم ، و عواقب الظلم ، الظلم هو الجور وعدم الإنصاف، وهو انتهاك حقوق الآخرين بوضع الشيْ في غير موضعه، وهو من الأفعال البغيضة التي ترفضها السَجيّة السليمة، وقد حذرت الشرائع السماوية كلها من الظلم وأولها الإسلام، إذ جعله من الكبائر، فحرَّمه الله على خلقه ونفسه ولم يجعل لارتكابه مسوغاً أو ضرورة، فقد جاء في الحديث القدسيّ: (يا عبادي إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تظَّالموا) فالظلم مرتعه وخيم، وعذابه أليم في الدنيا والآخرة.

موضوع عن الظلم ظلمات يوم القيامة

موضوع عن الظلم ظلمات يوم القيامة
موضوع عن الظلم ظلمات يوم القيامة

أخرج مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:“اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ”.

كان النّبي -عليه الصلاة والسلام- حريصًا في إرشادنا إلى محاسن الأخلاق وتحذيرنا من مساوئها، ويخبرنا -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث عن الظلم ويحذرنا منه بصوره وأنواعه، إذ إنّ عواقب الظلم وخيمة في الدنيا والآخرة، وأن الظالم يعود ظلمه عليه يوم القيامة بالظلمات التي ستحيط به فلا يهتدي بسببها، وكذلك يخبرنا عن البُخل، فيأمرنا -عليه الصلاة والسلام- بتجنبه والابتعاد عنه؛ فإنّ البخل كان سببًا في هلاك الأمم السابقة وأدّى بهم إلى سفك دماء بعضهم واستحلال محارمهم، فهذه بعض عواقب البُخل وإنّ بذل المال ومواساة الآخرين سبيلٌ للتّحابّ والتواصل بين النّاس.

تعريف الظلم وحكمه

يعرّف الظلم بأنه: مجاوزة حدّ الاعتدال ووضع الأمور في غير موضعها الصحيح، والاعتداء على ما لا حق للإنسان فيه، كاعتدائه على نفس شخص أو عرضه أو ماله، وإنما يقعُ الظلم من العبد بسبب ظلمة في قلبه تجعله لا ينتبه إلى تصرفاته، ولا يبالي بما يأكله من حق للغير، ويغفل عن عاقبة الظلم الوخيمة.

والظلم محرّم بإجماع الأمة بأكملها، ولا يحلّه أحد من العلماء، ولا بأي شكل من أشكاله، فإن فيه وضعًا للشيء في غير موضعه، كما أنّ عواقبه ذميمة ووخيمة على الظالم، وقد جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي إني قد حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه محرَّمًا بينكم فلا تظَالموا).

صور الظلم

تتعدد صور الظلم الذي يقعُ من الإنسان، إلا أن أعظمَ أنواع الظلم أن يشرك الإنسانُ بالله أحدًا، وذلك لقوله -تعالى-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، والظلم قد يكون من الإنسان في حق نفسه، أو منه في حق الغير، وله الكثير من الصور، ونذكر بعضًا منها من خلال النقاط الآتية:

  • أن يظلم الإنسان نفسه بارتكاب المعاصي والذنوب، يقول -تعالى-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ)، وأعظم ظلم للنفس إيقاعها بالشرك والكفر -والعياذ بالله-.
  • قتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، والإنسان ما يزال في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حرامًا، كما أنّ أكل مال اليتيم ظلم فكأنما يأكل الشخص نارًا في بطنه، وأكل أموال الناس بالباطل عمومًا محرم وظلم كبير، كعدم الوفاء بسداد الديون، أو اغتصاب الأراضي، أو الرشوة، ونحوه من طرق أكل أموال الناس بالباطل.
  • من أنواع الظلم أيضًا ما يحصل من إفساد بين الزوجين بمختلف الطرق، سواء بإفساد الزوجة على زوجها أو العكس.
  • من أنواع الظلم ما يحصل من تلاعب في البيع والشراء، كحلف اليمين الكاذب لبيع السلع، أو الغش في التجارة، وعدم الدقة والأمانة فيها، ونقص المكاييل والميزان.
  • من أنواع الظلم ظلم المعلم لبعض طلبته، والتعدي عليهم بالشتم أو التجريح أو الضرب، وعدم تعليم الجاهل وكتم العلم عنه.
  • من أنواع الظلم أيضًا عدم إنجاز معاملات الناس، وعدم إعطاء العمال حقوقهم المالية، وكذلك القذف والحديث في أعراض الناس، وعدم العدل بين الزوجات.
  • من أشد أنواع الظلم ظلم الجار وظلم الزوجة، وأيضًا إيذاء المسلمين في الطرقات، وسباب المسلمين وشتمهم، وعدم العدل بين الأولاد، وظلم الوالدين وعقوقهم.

أسباب الظلم

من اهم اسباب الظلم :

  • عدم الاستشعار بعظيم قدرة الله والاستخفاف بانتقامه، وإيقاع العقوبة القاصمة في حقّ الظّالم في نفسه وماله وولده.
  • التّربية السيئة في بيئةٍ يغيب عنها الخوف من الله واستحضار عظمته وجبروته، كما غياب القُدوة الصّالحة العادلة بل على النّقيض وجود القدوة الظَّالمة المُستبدة.
  • توفر مصادر القوة بين يديّ المرء ممّا يحدو به إلى الافتراء على الآخرين، مستنداً إلى هذه القوّة من مالٍ ومنصبٍ وجاهٍ وولدٍ وقوةٍ جسديّةٍ.
  • ترك الفاسدين والظّالمين ومن يعيثون في الأرض فساداً دون حسابٍ أو مُساءلةٍ من حاكمٍ أو مسؤولٍ أو من جهاتٍ رقابيّةٍ وقضائيّةٍ محايدةٍ.
  • الغفلة عن العواقب الوخيمة التي تنزل بالظّالم في الدّنيا والآخرة؛ فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجابٌ وأنّ الله يُمهِل ولا يُهمل.
  • الجهل بالدِّين ممّا يدفع المرء إلى ارتكاب الظُّلم في حقّ نفسه وحقّ غيره.
  • الاعتقاد بأنّ أفضل وسيلةٍ لاتقاء شر النّاس وأذاهم؛ بأن تسبقهم إلى الشّر والظُّلم فبذلك تحمي نفسك ومن تعول من أنْ يُظلموا.
  • الصِّراع على المال والثّروات وامتلاك الأراضي.

قد يهمك:

عواقب الظلم

للظلم عواقب وخيمة تعود على صاحبها بالسوء والهلاك في الدنيا والآخرة، نلخصّها فيما يلي:

  • سببٌ لغضب الله تعالى، وتسليط أنواع من العذاب عليه في الدنيا والآخرة.
  • سببٌ لحرمان شفاعة النّبي -عليه الصلاة والسلام- يوم القيامة.
  • سببٌ لظلمة القلب وسواده، وكثرة المشاكل والعداوات.
  • سببٌ لتعجيل العقوبة في الدنيا، فإنّ للمظلوم دعوة لا تردّ، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النّبي -عليه الصلاة والسلام- قال:”اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، إنَّها تصعَدُ إلى السَّماءِ كأنَّها شِرارٌ“.