يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال من قائل إن الله إذا أحب عبدًا كشف له حقيقة الناس ، ودلائل محبة الله لعبده – إسلام ويب ، و الأحاديث الشريفة التي وردت في بصيرة المؤمن ، صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله، نظراً لانتشاره بين الناس وكثرة الأقاويل أنه ورد عن رسول الله، أصبح تساؤل يدور بين الكثيرين هل هو حديث ثَبُت عن النبي، أم قول مأثور أو هو من الأمثلة الدارجة بين العامة.

من قائل إن الله إذا أحب عبدًا كشف له حقيقة الناس

من قائل إن الله إذا أحب عبدًا كشف له حقيقة الناس
من قائل إن الله إذا أحب عبدًا كشف له حقيقة الناس
  • عند البحث عن مدى صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله، نجد أنه من الأقوال المأثورة، وأنه لم يرد تماما عن النبي، ولم يرتق لدرجة حديث ضعيف أو غير صحيح.
  • المقصود هنا من هذه المقولة، أن العبد القريب من الله، الكثير الذكر والصلاة، يمنحه الله قدر كبير من الشفافية والبصيرة، مما يجعله يرى حقيقة الخلق كما هم، وليس كما يَدَعون.
  • فبعض الناس يَدَعي المحبة والفضيلة لمن حوله وهو من داخله يكن له العداوة كما قال المولى جل وعلى” وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ”.
  • فكلما ازداد الإنسان قُرباً من الله عن طريق النوافل والعبادات وصفاء القلب لله سبحانه، كلما باعد الله بينه وبين كل خبيث من البشر أو ممن سواهم، ووجهه الله لما يكشف له حقيقة من هو مخدوع فيهم، ويظن فيهم الخير، وهم يحملون له كرها لا ينتهي، بل ويكيدون له المكائد والخطط حتى يقع في مشاكل في أسرته أو عمله.
  • ولا يعلمون أن الله مُطلِع لكيدهم، وأنه تعهد سبحانه بحفظ عباده المؤمنين، لذا يُسبب الأسباب لكي يكشفهم ويكشف كيدهم أمام عباده المؤمنين كما قال سبحانه وتعالى”وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ”.

دلائل محبة الله لعبده – إسلام ويب

فقد قال الشيخ التويجري في (موسوعة فقه القلوب): علامة محبة الله للعبد أن يقربه الله من نفسه، ويحبب له طاعته، والإيمان به، ويُكرِّه له المعاصي، ويدفع الشواغل والمعاصي عنه، ويوحشه من غيره، ويحول بينه وبين ما يقطعه عنه، كما قال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ . فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحجرات: 7، 8] … وإذا أحب الله عبداً ابتلاه .. فإن صبر اجتباه .. فإن رضي اصطفاه. اهـ.
وقال الشيخ محمد عويضة في (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب): العلامات التي إذا وجدت في العبد أو أحس بها تدل على أن الله يحبه:

  1. حسن التدبير له، فيربيه من الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان في قلبه، وينور له عقله، فيجتبيه لمحبته، ويستخلصه لعبادته، فيشغل لسانه بذكره، وجوارحه بطاعته، فيتبع كل ما يقربه إلى محبوبه وهو الله عز وجل، ويجعله الله نافراً من كل ما يباعد بينه وبينه، ثم يتولى هذا العبد الذي يحبه بتيسير أموره من غير ذلّ للخلق، فييسر أموره من غير إذلال، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً بحيث تشغله محبته عن كل شيء.
  2. الرفق بالعبد، والمراد اللين واللطف، والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع.
  3. القبول في الأرض، والمراد قبول القلوب لهذا العبد الذي يحبه الرب، والميل إليه، والرضا عنه، والثناء عليه، كما جاء في الحديث أن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
  4. الابتلاء: فإنه من علامات محبة الله تعالى للعبد، كما جاء في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”. … وهذا الابتلاء على حسب قدر الإيمان ومحبة الله للعبد بنص السنة الصحيحة، كما جاء في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة”…
  5. يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت بنص السنة الصحيحة، كما جاء في الحديث أن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “إن الله إذا أحب عبداً استعمله، قالوا: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت”… اهـ.

قديهمك:

الأحاديث الشريفة التي وردت في بصيرة المؤمن

  • تحدث النبي عن قدرة المؤمن بنور الله أن يكتشف حقيقة من حوله، فقال عليه الصلاة والسلام” 
  • اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله” ثم قرأ ( إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَاتٍ للمُتُوسِّمِين) (سورة الحجر : 75) 
  • وفي حديث آخر روى الترمذي الحكيم عن أنس قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،:”إن لله عزّ وجلّ عبادًا يعرِفون الناس بالتوسُّم”، وصف رسول الله في هذا الحديث حال عباد الله، أصحاب القلوب المتعلقة بالله.
  • فمن الصعب خداعهم من شرار خلقه، وذلك لأنهم يملكون نور في قلوبهم يُنير لهم ظلمات الدنيا، فكما وصفهم أهل الصوفية بأنهم يمتلكون عين ثالثة، يكشف بها الله لهم كل سوء فيمن حولهم.
  • وفي حديث آخر لرسول الله، نجده قائلا ً عليه الصلاة والسلام”لولا أن الشياطينَ يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوتِ السموات”.
  • فهو عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث، يتحدث عن حال الإنسان الذي ملأ حب الدنيا قلبه، وانشغل في حب الدنيا عن ذكر الله، فلولا تمكن الشيطان من هذه القلوب لاستطاعت أن ترى الكثير، فالذنوب عندما تملأ القلب فإنها تُضعف بصيرة العبد.