يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة وخاتمة عن الدولة العثمانية ، و تعريف الدولة العثمانية ، و أسباب سقوط الدولة العثمانية ، و فتوحات الدولة العثمانية ، و أشهر خلفاء الدولة العثمانية ،الدولة العثمانية من أشهر الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ وأكثرها قوة وسيادة، إذ اشتمل الحكم العثماني على بلدان عدة. فقد بسط سيادته على مناطق شاسعة من قارات أفريقيا وآسيا وكذلك أوروبا.

مقدمة وخاتمة عن الدولة العثمانية

مقدمة وخاتمة عن الدولة العثمانية
مقدمة وخاتمة عن الدولة العثمانية

الدولة العثمانية

الدولة العثمانية هي آخر دولة إسلامية حكمت بلاد المسلمين، واستمر حكمها حوالي ستمئة سنة، بعد أن أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، وتعود أصولها إلى الأتراك، وبلغت أوج قوتها وعزها ومجدها في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وامتدت إماراتها لتشمل أهم قارات العالم القديم وهي آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأطلق عليها عدة أسماء أخرى مثل السلطنة العثمانيّة، والدولة العلويّة.

قيام الدولة العثمانية

يعود أصل العثمانيون إلى الأتراك، وقد تقسم لقبائل وعشائر كثيرة منها عشيرة قايي التي انتقلت للعيش في مراعي غربي أرمينيا، وبقيت هناك فترة من الزمن، وكان منهم أرطغرل الذي انتقل مع عائلته إلى إزرينجان التي كانت نقطة الاشتباك بين السلاجقة والخوارزميين، ليحارب تحت إمرة السلطان علاء الدين سلطان قونيه، وعند نجاحهم في معاركهم كافأه السلطان بتمليكه بعض الأراضي في أنقرة، وعاش هو وعائلته هناك، واستمر وعائلته في إثبات ولائهم للسلاجقة، وشجاعتهم الكبيرة في المعارك، حتى إنّ السلطان أطلق على أرطغرل لقب محافظ الحدود، ولكنه كان ذا آمال أكبر من ذلك، فبدأ بمهاجمة الولايات البيزنطيّة المجاورة لهم والسيطرة عليها حتى توفّي، واستلم الإمارة من بعده ابنه عثمان، فأظهر هو الآخر شجاعة وحنكة سياسيّة كبيرة، حيث تمكّن من فتح مجموعة من الإمارات، وعقد تحالفات مع جيرانه، وعندما استطاع المغول القضاء على السلاجقة أعلن استقلاله عنهم، وبذلك بدأت الدولة العثمانيّة.

مراحل نمو الدولة وازدهارها

بدأ عثمان بن أرطغرل بالفتوحات، وتبعه في ذلك ابنه أورخان وخضعت له آسيا الصغرى، ومقدونيا، والدردنيل، وعندما استلم الحكم السلطان مراد الأول الذي كان فارساً شجاعاً قرر أن يشنّ الحرب على الدول الأوروبية، فوصل إلى أدرنة وجعلها عاصمة له، وفتح بلغاريا، وجزءاً من اليونان، وعزم على فتح القسطنطينيّة، وأرغم سلطانها على دفع الجزية، وتبعه في شجاعته وسرعته في الفتوحات ابنه بايزيد الذي انتصر في معركة نيقوبولس، وحاصر القسطنطينيّة، ولكن هولاكو بدأ بشن هجمات على الدولة العثمانية فاضطر إلى فك الحصار عنه.

وكان من أكبر الانتصارات التي حققتها الدولة العثمانية هي فتح القسطنطينية بقيادة محمد الفاتح في القرن الخامس عشر للميلاد، بعد محاولات كثيرة سبقته لفتحها والتي بدأت منذ القرن السابع الميلادي، وأصبحت قوة عظمى في عهد السلطان سليمان الأول.

تعريف الدولة العثمانية

الدولة العثمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات التي كان لها نصيب حكم البلاد الإسلامية في الفترة ما بين عام 1299 الميلادي وعام 1923 الميلادي. ويرجع الفضل في تأسيس هذه الإمبراطورية العريقة إلى عثمان الأول بن أرطغرل الذي وضع حجر الأساس لها ودامت من بعده ما يقارب 600 عام.

ويُجدر الإشارة إلى أن الدولة العثمانية اشتهرت بأسماء أخرى منها الدولة العلية وكذلك الدولة العثملية، ولقبت بالإمبراطورية العثمانية ودولة آل عثمان وكذلك السلطنة السنية.

وعُرفت الدولة العثمانية بهذا الاسم نسبة إلى العثمانيين وهم من الأتراك، ويقال أنهم فصيلة تابعة إلى العرق المغولي، وكانوا من سكان آسيا حيث استوطنوا المناطق الموجودة في محيط كل من جبال ألطاي والناحية الغربية من بحر قزوين.

أسباب سقوط الدولة العثمانية

ثمّة أسبابٌ وعوامل عديدةٌ تظافرت وأدّت إلى سقوط الدولة العثمانية، وفيما يلي ذكر أبرزها لا على سبيل الحصر.

إغلاق باب الاجتهاد

في أواخر الخلافة العثمانية، أصبحت دعوى فتح باب الاجتهاد من التهم الكبيرة، والمسائل الخطيرة، فعندما يغلق باب الاجتهاد تتجمّد الحياة عن النمو والاتساع، ثمّ تخرج عن قوالب الشريعة، ولذا كان الضعف يتسرّب إلى الدولة العثمانية بالتدريج، حتى تمكّن منها؛ فخرجت الأمور عن السيطرة.

البعد عن العقيدة السليمة

فقد ظهرت الانحرافات والبعد عن العقيدة السليمة الثّابتة في القرآن الكريم وصحيح السنّة النبويّة، وكان ذلك سببًا مباشرًا من أسباب ضعف الدولة العثمانيّة.

شيوع الظلم في الدولة

يعدّ الظلم من أكثر العوامل المسبّبة لانهيار وسقوط أيّ دولةٍ في العالم؛ وكان لتفشي الظلم في الحكم من الأسباب المباشرة لسقوط الدولة العثمانيّة؛ فقد اقترف بعض المسؤولين في الإمبراطورية أفعالًا لا تناسب النظام العثمانيّ، فسفكوا الدماء، ونهبوا الأموال، واعتدوا على الأعراض، كما ظلم بعضهم أهل مصر، وأهل الشام، والحجاز، حتى انقلب العالم عليهم، ونصر الله تعالى بعدله المظلومين، فزالت الخلافة.

الانغماس بالشهوات والترف

تذكر كتب التاريخ أنّ الدولة العثمانيّة في بداياتها وعندما كانت في أوج قوّتها وعزّها، كان سلاطينها وخلفاؤها بعيدين عن الانحرافات والترف، حتّى أوصى محمد الفاتح وليّ عهده بالحفاظ على أموال بيت المال من التبديد، ونهاه عن صرف أموال الدولة في اللهو والترف، وأخبره أنّ الترف من أسباب الهلاك، إلّا أنّ الخلافة انغمست في الشهوات في أواخر عهدها؛ حتى أنّه يُذكر أنّ السلطان مراد بن سليم الثاني احتفل بختان ابنه، فأقام له احتفالًا لم يقع لأحدٍ من قبله؛ الأمر الذي أضاع مقوّمات بقاء الإمبراطورية، وكان سببًا مباشرًا في سقوط الدولة.

توريث المناصب

عانت الدولة العثمانية في أواخر خلافتها من آفة توريث المناصب العلميّة؛ فأصبحت مناصب التدريس، والفتوى، والإمامة، والقضاء تورَّث لمن ليس أهلًا لها؛ حيث كانت تورّث للأبناء وأبنائهم، أو الإخوة، أو أحد الأقارب، وإن لم يكونوا أهلًا لهذه المناصب، فصار الجهل يموج بينهم لغياب أهل العلم الحقيقيّين.

قد يهمك:

فتوحات الدولة العثمانية

بدأت فتوحات العثمانيين للدول العربية بعد أن قام السلطان محمد الفاتح بفتح القسطنطينية عام 1453م، حيث استبشر العرب بفتحه وأقيمت الاحتفالات بالقاهرة عاصمة الدولة المملوكية فرحًا بالقضاء على آخر مظاهر الدولة البيزنطية وبانتشار الإسلام ودخوله أوروبا عبر القسطنطينية التي سُميت بعد الفتح بإسطنبول، ومن أهم فتوحات الدولة العثماني في البلاد العربية ما يأتي:

فتح سوريا ولبنان

في 24/8/1516 م دخلت القوات العثمانية حلب، وفي هذا التاريخ حدثت معركة مرج دابق، بين العثمانين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قانصوه الغوري، انتصر العثمانيون في هذه المعركة وهذا النصر كان سببًا لدخول الأتراك دمشق وبهذا أصبحت سوريا تابعة للعثمانيين، ونتيجة لهذا النصر وفد إلى حلب أمراء طرابلس وبيروت ودروز جبل لبنان وبايعوا السلطان سليم الأول على الخلافة.

فتح غزة/ فلسطين

في 30/11/1516م وصل السلطان سليم الأول غزة ومنها فتح فلسطين كلها، وأصبح بعد فتح حلب ينادى عليه بلقب خادم الحرمين الشريفين.

فتح مصر

في 29/1/1517م وبعد معركتين حاسمتين إحداهما قبل شهر من هذا التاريخ قرب بيسان فلسطين كانت السبب في دخول العثمانيين سيناء بعد فوزهم فيها، والأخرى في الريدانية (القاهرة) انتصر فيها العثمانيون على طومان باي السلطان المملوكي، بعد أن رفض جزء كبير من جيش المماليك مقاتلة العثمانيين ووقف الفلاحين المصريين مع العثمانيين بعد أن أمنهم سليم الأول.

بعد تسليم القاهرة قام طومان باي بمعركة أخيرة لكنه خسرها أيضًا، بينما قام الولاة وقادة العشائر بمبايعة العثمانيين وأصبحت مصر دولة عثمانية في 9/4/1517م وكذلك البلاد الإفريقية التي كانت تتبع حكم المماليك.

فتح بلاد الحجاز

في تموز 1517م بايع أمير مكة محمد الهاشمي السلطان سليم الأول وأرسل له مفاتيح الكعبة.

فتح العراق

انضمت العراق سلميًا بالغالب للحكم العثماني على مراحل متعددة بين الأعوام 1514-1534م.

فتح الجزائر

دخلت تحت الحكم العثماني بشكل غير رسمي عام 1518م من خلال وقوف الدولة العثمانية مع الجزائرين ضد الحكم الإسباني ويعتبر المؤرخون عام 1533م هو الانضمام الرسمي للجزائر للدولة العثمانية.

أشهر خلفاء الدولة العثمانية

  • أرطغرل بن سليمان شاه الذي كان له الفضل الكبير في إنشاء هذه الدولة وتأسيس جيش قوي لها عرف بجيش الانكشارية.
  • عثمان الأول بن أرطغرل ويعتبر مؤسس الدولة العثمانية.
  • أورخان بن عثمان بن أرطغرل وكان من السلاطين العثمانيين الذين شهدت فترة توليه الخلافة العثمانية الكثير من الفتوحات والتي كان أشهرها بورصة.
  • مراد الأول وكان يولي اهتمام كبير لأمر الجزية المفروضة وعُرف عن عهد هذا الخليفة بناء المساجد ذات التراث المعماري المميز وكذلك المدارس في الولايات المتنوعة.
  • سليم بن بايزيد استطاع أن يعيد كل من مصر وفارس إلى دائرة الحكم العثماني مرة أخرى، ووقف صامدًا أمام محاولات الأسبان ومن بعدهم البرتغاليين من أجل الاستيلاء على الجزائر.
  • سليمان خان الأول بن سليم خان الأول، عاشر السلاطين العثمانيين. بلغت الدولة العثمانية في فترة حكمه أقصى اتساع لها. واتبرت أقوى دولة في العالم آنذاك. وسليمان صاحب أطول فترة حكم بين السلاطين العثمانيين، حكم في الفترة ما بين 6 نونبر 1520م و7 شتنبر سنة 1566م، تاريخ وفاته. أطلق عليه الغرب اسم سليمان العظيم، وسماه الشرق سليمان القانوني. والسلطان سليمان أحد أعظم الملوك في التاريخ فحكمه امتد على أراضي دول كثيرة جدا حتى ضم الكثير من كبريات العواصم التاريخية كبغداد والقاهرة ودمشق وأثينا وصوفيا وإسطنبول وبودابست وبلغراد وبوخارست وتبريز وغيرها العديد.