يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث في علم اللغة ، و مجالات علم اللغة ، و أقسام علم اللغة ، والفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة ، كرم الله العرب بأن جعل رسول الأمة وهاديها منهم، واختار له القرآن الكريم معجزة، وجعل لغته الفصيحة -ذات السهولة الممتنعة- أداة التواصل والمعرفة بين البشر، ومن ناحيةٍ أخرى هي نظامٌ متكامل من الكلمات والجمل والفقرات التي يربط بينها النحو والصرف والدلالة والصوت، تهدف إلى إيصال المعلومات، وفهم المعاني المبهمة فهماً صحيحاً سليماً.

مقدمة بحث في علم اللغة

مقدمة بحث في علم اللغة
مقدمة بحث في علم اللغة

هو العلم الذي يهتم بدراسة اللغة بأسلوب علمي، ويعرف أيضاً، بأنه: تصنيف اللغة كموضوع من المواضيع العلمية، فيدرسُ بناء اللغة، وكيفية تركيب مفرداتها، وتكوين الكلمات فيها، ومعرفة الأصوات الخاصة بكل كلمة، وطبيعة نطقها.

لكل لغة من اللغات في العالم، علم لغوي يهتم بدراستها، وتوضيحها، حتى تصبح أكثر فهماً من قبل الأشخاص الذين يحرصون على تعلمها، واكتشاف لغات جديدة، تختلف عن لغتهم، أو حتى يتمكن الإنسان من الحصول على معلومات أكثر عن لغتهِ الأصلية.

مجالات علم اللغة

لعلم اللغة مجموعة من المجالات التي يختص بدراستها، وتساهم في تمييز اللغات عن بعضها البعض، وتتوزع هذه المجالات على النقاط التالية:

  • الأصوات: هي ما يُسمع من صوت للكلمات، التي يتم نطقها، وتعد جزءاً من أجزاء الكلام، ووسيلة من وسائل التواصل بين الأفراد، فكل لغة من اللغات تحتوي على العديد من الأصوات، التي ترتبط بحروفها، وكلماتها، ولكل كلمة دلالة خاصة بها، يساعدُ صوتها في التعرف عليها.
  • البناء: هو الشكل الذي تتخذه الحروف بعد ربطها معاً، ويعرف أيضاً بأنه: الوسيلة التي تعمل على تكوين الكلمات، والجُمل، لذلك يقسم إلى نوعين، وهما: بناء الكلمة، وبناء الجُملة.
  • الدلالة: هي المعنى الذي تدل عليه الكلمة، ويُفهم من خلال سياق النص، فقد تتشابه الكلمات شكلاً، أو لفظاً ولكنها تختلف في الدلالة بينها، مثال: كلمة (جمل)، إذا حُركَ حرف الجيم بحركة الفتحة، تدلُ على (الجَمل)، وهو من الحيوانات، أما إذا حُرك حرف الجيم بحركة الضمة، تدلُ على (الجُمل)، وهي جمع الجُملة، وتظهر هذه المميزات واضحة في أغلب لغات العالم.

قد يهمك:

أقسام علم اللغة

يتكون علم اللغة من العديد من الأقسام، أو العلوم اللغوية الفرعية، ومنها:

علم اللغة المُقارن

هو العلم الذي يهتم بدراسة مجموعة من اللغات، التي تتنسب إلى أصل لغوي واحد، وظهر هذا العلم في بداية القرن التاسع عشر للميلاد، ويقوم على مبدأ المقارنة بين اللغات، التي تختلف عن بعضها البعض بشكل ظاهري، ولكنها تتشابه معاً في المضمون، أي أنها نُسبت إلى أصل واحد؛ لأنها تفرعت من لغة واحدة، وتغيرت، وأضيفت إليها كلمات أخرى، مما أدى إلى تغير نبرتها الصوتية، لينتج عن ذلك ظهور لغة جديدة.

علم اللغة الوصفي

هو العلم الذي يهتم بدراسة لغة واحدة فقط، أو لهجة عُرفت سابقاً، أو ما زالت معروفة، فيقوم هذا العلم بوصف اللغة، أو اللهجة، وتحديد طبيعتها، والظروف التي أدت إلى ظهورها، فيهتم بوصف نوع الصوت الخاص بالكلمات، في اللغة الواحدة، كما أنهُ يهتم بمعاجم اللغة للتعرف على المعاني الخاصة بالمفردات.

علم اللغة التاريخي

هو العلم الذي يهتم بدراسة تاريخ كل لغة، ومراحل التطور التي مرت بها، ولا يستخدم هذا النوع من علوم اللغة، من قبل بعض الباحثين اللغويين، وذلك بسبب رفضهم لفكرة التطور اللغوي، واعتبارهم أن اللغة تظل كما هي، ولا تتطور مع التطور الزمني، ولكن ترى فئة من الباحثين اللغويين أنه من الممكن أن تواكب اللغة التطورات الزمنية، ويعتمدون بذلك على ظهور اللهجات كجزء من التطور اللغوي.

الفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة

هناك الكثير من الباحثين لا يُميزون بين فقه اللغة وعلم اللغة، لكن الدّروس اللغويّة الحديثة أظهرتْ الفرق بينهما بشكلٍ واضح، ويكمن هذا الفرق بينهما في عددٍ من النقاط، هي:

  • تختلف منهجيّة فقه اللغة عن منهجيّة علم الكلام؛ حيث إنّ فقه اللغة يدرس اللغة على أنها وسيلةٌ لدراسة الأدب أو الحَضارة من خلال اللغة، وهنا يجب التفريق بين المُصطلحين: فقه اللغة وعلم اللغة، للتفريق بين دراسة اللغة على اعتبار أنّها وسيلة، وبين دراستها على اعتبار أنّها غاية في حدّ ذاتها، ويقول الباحث دي سوسير: إنّ علم اللغة الوحيد والصحيح هو اللغة في حدّ ذاتها ولأجل ذاتها.
  • تُعتبر مَيادين فقه اللغة أشمل وأوسع، وغايتها في النهاية هي دراسة الأدب والحضارة، والبحث في الحياة العقليّة بكافةِ وجوهها ومن جميع جوانبها، لهذا فإنّ فقهاء اللغة صبوا جُلّ اهتمامهم لتقسيم اللغات ووضع مقارنةٍ بينها، إضافةً لشرح العديد من النّصوص القديمة وصياغتها بهدف معرفة ما تحويه من مضامينَ لغويّة وحضاريّة من كافةِ جوانبها، وهنا يتبيّن لنا أنَّ فقه اللغة هو تلك المساحة الشّاسعة المُمتدّة بين علم اللغة من جانب وبين كافة الدّراسات الإنسانيّة والأدبيّة من جانبٍ آخر.

علم اللغة يُركّز على تركيب اللغة، وتحليلها، ووصفها باعتبارها ميدانه الرّئيسي، وعندما يُعالج علماء اللغة المعنى فإنّهم يتوسّعون في ميدانهم حد الاقتراب من مجال فقه اللغة.

  • يُعتبر اصطلاح فقه اللغة هو الأقدم من النّاحية الزمانيّة، أمّا علم اللغة جاء لإيضاح التركيز اللغوي، وهُنا يكمن الفرق الأساسي بين المصطلحين؛ حيث إنّ فقه اللغة مقارن، أمّا علم اللغة فهو شكلي أو تركيبي؛ أي يُركّز على اللغة من ناحية الشّكل والتركيب فقط، ولا تعنيه مجالات اللغة الأخرى وما يدور حولها.
  • وُصف علم اللغة منذ لحظة نشأته على أنّه علمٌ حسب المفهوم الدقيق له؛ حيث إنّ مُعظم علماء اللغة قد شدّدوا على هذه النّاحية اللغويّة، لكن لم يتصف فقه اللغة كونه علماً.
  • عَمَلُ علماء اللغة هو وصفيٌ تقريري، أما فقهاء اللغة فهو عملٌ تاريخيٌ مقارن في غالبيته.