يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث في علم القراءات ، و أنواع القراءات القرآنية ، و القراء العشرة ، و أسباب اختلاف القراءات القرآنية ، و الحكمة من تعدّد القراءات ، قد اصطلح العلماء على تعريف علم القراءات بأنّه: “العلم الذي يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا واختلافًا مع عزو كل وجه لناقله”. وقد اتفق علماء القراءات على تحديد أركان القراءة الصحيحة بأنّها: “كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالاً، وتواتر سندها”.

مقدمة بحث في علم القراءات

مقدمة بحث في علم القراءات
مقدمة بحث في علم القراءات

علم القراءات هو فرع من علوم القرآن يُعرف به كيفية نطق كلمات القرآن الكريم، وكذلك طرائق أدائها سواء كان ذلك اتفاقًا أم اختلافًا، مع إرجاع كلّ وجه من وجوه تلك القراءات إلى صاحبه، وهذه القراءات هي قراءات توقيفيّة وليست باختيار الناس على عكس ما رأى الزمخشري وجماعة معه في أنّها قراءات اختارها الفصحاء والبلغاء، ومن فوائد دراسة علم القراءات أنّه يصون كلام القرآن من التحريف والتزييف والتغيير وغير ذلك من الفوائد، ومن خصائص علم القراءات أنّه:

  • يُبيّن حُكمًا مُجمعًا عليه.
  • يُرجّح به حُكمًا اختُلِفَ فيه.
  • يُوضّح حكمًا يقتضي الظّاهر خلافه.
  • يُستَنبط منه المسائل الفقهية وما يتفرّع منها من الخلاف.
  • يُحافظ على لهجات القبائل العربية.

وأوّل من دوّن في علم القراءات كان أبو عبيد القاسم بن سلّام 224هـ في كتابه “القراءات”، ثمّ جاء بعده علماء كثر اقتفوا أثره رحمهم الله تعالى.

أنواع القراءات القرآنية

تتفرّع القراءات القرآنيّة من حيث طُرقها وإسنادها إلى أربعة أنواعٍ، بيانها فيما يأتي:

  • القراءات المتواترة

وهي القراءات التي تحقّق فيها شرط التواتر، من نقل الجَمْع عن الجَمْع، بحيث يُؤمن تواطؤهم على الكذب، ويتمثّل ذلك فيما اتّفق عليه جميع رواة الأسانيد، في نَقْله عن القرّاء، وينحصر هذا النوع في القراءات العَشْر، وحصره بعض العلماء في القراءات السَّبْع.

  • القراءات المشهورة

وهي القراءات التي لم تَصْل حدّ التواتر، إلّا أنّها صحيحة السند، واشتُهرت وعُرِفت بين القرّاء، ويُشترط فيها أن تكون موافقةً للغة العربية، مع موافقة رسم المصحف العثمانيّ.

  • القراءات الآحاد الصحيحة

وهي صحيحة السند، لكنّها خالفت شرط المشهورة؛ بمخالفة الرَّسْم العثمانيّ، أو اللغة العربية.

  • القراءات الشاذّة

وهي التي لم يصحّ سندها.

  • القراءات الموضوعة

وهي القراءات التي تُنسب إلى قائلها دون أصلٍ.

  • القراءات المُشابهة لمُدرج الحديث

وهي القراءات التي تقع الزيادة فيها، على وجه تفسير بعض كلمات القرآن.

القراء العشرة

بعد أخذ لمحة عن علم القراءات بقي أن يُذكر أسماء القُرّاء الذين أُخِذَت عنهم هذه القراءات مع رواتهم الذين اتّصل سند القراءة بهم حتى صار الناس يحفظون اسم الراوي عن القارئ أكثر من القارئ نفسه، واشتُهِرَ رواة أكثر من قُرّاء حتى ظُنّ أنّ هذه القراءة لذلك الراوي لا للقارئ، والقرّاء العشرة هم:

  • نافع قارئ المدينة المنورة: وهو نافع أبو رُؤيم، من تابعي التابعين، كانت وفاته سنة 196هـ في المدينة، والرواة الذين نقلوا عنه هما راويان: قالون المدني واسمه عيسى بن مينا، وورش المصري وهو عثمان بن سعيد.
  • ابن كثير قارئ مكة المكرمة: وهو من التابعين واسمه عبد الله بن كثير وهو غير ابن كثير الدمشقي، توفي في مكة سنة 120هـ، وراوياه هما: البزّي واسمه أحمد بن محمد بن بزة المكي، وقنبل واسمه محمد بن عبد الرحمن المكي.
  • أبو عمرو بن العلاء البصري: واسمه زبّان بن العلاء وقد توفي في الكوفة سنة 154هـ، وراوياه هما: الدّوري وهو حفص بن عمر، والسوسي وهو صالح بن زبّان.
  • ابن عامر: وهو عبد الله بن عامر، وهو تابعي دمشقي توفي في دمشق سنة 118هـ، وراوياه هما: هشام بن عمّار الدمشقي، وابن ذكوان وهو عبد الله بن أحمد القرشي.
  • عاصم بن أبي النجود: وهو قارئ الكوفة، وكان أحد التابعين، توفي في الكوفة سنة 128هـ، وراوياه هما: شعبة وهو أبو بكر بن عيّاش الكوفي، وحفص بن سليمان البزّار الكوفي.
  • حمزة بن حبيب الزيّات: وهو أحد قرّاء الكوفة، توفّي فيها سنة 156هـ، وراوياه هما: خلف بن هشام البزّار، وخلّاد بن خالد الصيرفي.
  • الكسائي: وهو النحوي المعروف شيخ الكوفة علي بن حمزة، وهو من قرّاء الكوفة، توفي في الكوفة سنة 189هـ، وراوياه هما: أبو الحارث الليث بن خلد، وحفص الدوري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء.
  • أبو جعفر: واسمه يزيد بن القعقاع، تابعي من المدينة المنورة، وقد توفي فيها سنة 128هـ، وراوياه هما: ابن وردان وهو عيسى بن وردان المدني، وابن جمّاز واسمه سليمان بن جمّاز.
  • يعقوب بن إسحاق الحضرميّ البصريّ: توفي في البصرة سنة 205هـ، وراوياه هما: رُوَيْس وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤي، ورَوْح بن عبد المؤمن البصري.
  • خلف بن هشام البزار البغدادي: توفي في بغداد سنة 229هـ، وراوياه هما: إسحاق بن إبراهيم الورّاق، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد، ومعه تكون قد تمّت أسماء القرّاء العشرة الذين تلقّت عنهم الأمّة قراءات القرآن الكريم، وكذلك يكون قد تمّ مقال علم القراءات وقد توضّح فيه علم القراءات وأسماء القرّاء ومكان قراءتهم، والله أعلم.

قد يهمك:

أسباب اختلاف القراءات القرآنية

جمعت الأمة على تعدّد القراءات، واعتبار المتواتر منها وحياً الهياً ثابتاً، والاختلاف فيها مصدره التّلقّي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان اعتماد القراءات على المشافهة، وقد كان خلوُّ المصحف العثماني من النقاط وحركاتها مُعيناً في استيعاب القراءات الصحيحة ووجوهه المتعدّد.

وذهب أهل العلم إلى أنّ المقصود بسبعة أحرفٍ سبع لهجاتٍ أو كيفيّاتٍ للقراءة؛ وذلك من باب التسهيل والتيسير، فكان المسلمين يقرؤون ما تعلّموه دون أن ينكر أحدٌ على الآخر، وقد اختلفت قراءة كلّ بلدٍ من البلاد بحسب قراءة الصحابة؛ إذ أرسل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لكلّ بلدٍ صحابيّاً يعلّمهم القرآن وأحكامه.

الحكمة من تعدّد القراءات

تكمُن الحكمة من تعدّد القراءات واختلافها في العديد من الأمور، فيما يأتي بيان البعض منها:

  • التسهيل والتيسير على المُسلمين في قراءة كتاب الله، بما يُوافق لهجاتهم، فالحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرفٍ مراعاةً لاختلاف لهجات العرب.
  • الإضافة والزيادة في المعاني المُستنبطة من كتاب الله، وبذلك اعتمد العلماء في الترجيح بين الأقوال في كثيرٍ من المسائل الفقهيّة، بناءً على القراءة التي فيها زيادة بيانٍ أو استدلالٍ للمسألة، فتقوم القراءة مقام الآية المستقلّة، في إضافتها لمعانٍ وأحكامٍ جديدةٍ.
  • زيادة الثواب المترتّب للأمّة بالنظر إلى مسؤوليّتها في حِفْظ القراءات، وتعليمها، ونشرها، ونقلها، مع كامل الضبط والإتقان.
  • إثراء اللغة ببيان الأوجه المتعدّدة الصحيحة لبعض المسائل اللغوية، والاستدلال عليها بشواهد قرآنيّةٍ.
  • بيان وإبراز إعجاز القرآن الكريم؛ فرغم اختلاف القراءات فيه؛ فإنّه لم يستطع أحدٌ إيجاد أيّ خللٍ أو عيبٍ فيه.