يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث سورة يونس ، و سبب نزول سورة يونس ، و سبب تسمية سورة يونس ، و مواضيع السورة المباركة ، و معاني مفردات سورة يونس ، و خاتمة بحث عن سورة يونس ، هي السورة العاشرة بترتيب المصحف، وهي سورة مكيّة كلّها، وقيل مكية إلا آيتين، والقول الأول هو ما عليه الإجماع، وعدد آياتها مئة وتسع آيات، وهي من السّور التي سُمّيت بأسماء الأنبياء، إذ سميت باسم نبي الله يونُس -عليه السلام-، وسبب تسميتها بذلك؛ هو ورود قول الله -تعالى- فيها: (فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا)

مقدمة بحث سورة يونس

مقدمة بحث سورة يونس
مقدمة بحث سورة يونس

إنّ خير ما نستفتح به بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وصلّ اللهم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد:

سورة يونس سورة مكية إلا الآيات (40، 94، 95، 96) وقد كان وقت نزول سورة يونس بعد نزول سورة الإسراء وقبل نزول سورة هود، وعدد آياتها مئة وتسع آيات، ويدور موضوعها الرئيس حول إثبات أصول التوحيد وهدم الشرك وأركانه وإثبات الرسالة الخالدة المؤيدة من الله -تعالى- وأحداث اليوم الآخر من البعث والجزاء وما يتعلق بذلك من غايات الدين وقيمه وأسسه، وهي محاور السور المكية عامة.

سبب نزول سورة يونس

نزلت سورة يونُس بعد سورة الإسراء، وقبل سورة هود، وقد ذكر المفسّرون، أسباب نزول آيتين فقط فيها وهما؛ الآية الثانية (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا)،والآية الخامسة عشرة (وَإِذا تُتلى عَلَيهِم)، أمّا غيرها من آيات السورة، فلم نجد لها في كتب التفسير وعلوم القرآن سبباً للنزول.

الآية الثانية

إنّ أُولى آيات سورة يونُس، التي ورد فيها سبب نزول؛ هي الآية الثانية من السورة، وهي قوله -تعالى-: (أَكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِنهُم أَن أَنذِرِ النّاسَ وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم قالَ الكافِرونَ إِنَّ هـذا لَساحِرٌ مُبينٌ).

سبب النزول

سبب نزول هذه الآية، هو تعجّب كفار مكة، من أن يكون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بشراً، وذلك حين بعث الله -تعالى- سيدنا محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- رسولاً لهم، فقالوا متعجبين من ذلك: “الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً”، يريدون بذلك أن يكون رسولُ الله ملكاً.

وقد ذكر السّيوطي -رحمه الله- في كتابه لباب النقول في أسباب النزول: حديثاً رُوي بسندٍ منقطعٍ عن ابن عباس -رضي الله عنه-، أنّه قال: (لما بعث الله محمداً رسولاً، أنكرت العرب ذلك -أو من أنكر ذلك منهم-؛ فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً؛ فأنزل الله: (أكان للناس عجباً)).

التفسير

تبتدئ الآية بالهمزة “أكان”؛ للاستفهام الاستنكاري، الذي يفيد التعجّب من تعجّب الناس، والمراد بهم كفار مكة؛ إذ تَعرِض الآية عجبهم من أن يُنزّل الله -تعالى- وحياً، ويبعث رسولاً بشراً منهم، لينذرَ الكافرين، ويبشرَ المؤمنين أنّ لهم قدم صدقٍ؛ أي أنّ لهم فضلاً سابقاً، ومنزلةً رفيعةً، عند ربهم، قال الكافرون: إن هذا الرسول ساحرٌ واضح السحر.

الآية الخامسة عشرة

قال الله -تعالى-: (وَإِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هـذا أَو بَدِّلهُ قُل ما يَكونُ لي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسي إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ).

سبب النزول

سبب نزول هذه الآية، هو طلب الكافرين، المستهزئين بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، أن يأتيهم بقرآن غير القرآن الذي أنزله الله -تعالى-، ذلك أنّهم يريدون قرآناً على هواهم، لا يُلزِمهم التوحيد، ولا يأمرهم بترك عبادة ما كانوا يعبدون من آلهة كاللات والعزى.

وقد ذكر الإمام الواحدي -رحمه الله- في كتابه أسباب النزول، أنّ الآية نزلت في مشركي مكة، وهم خمسة نفر: عبد الله بن أبي أميّة المخزومي، والوليد بن المغيرة، ومكرز بن حفص، وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري، والعاص بن عامر؛ ذلك أنهم قالوا للنبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-: إئت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى.

التفسير

يُبيّن الله -تعالى- ردّ الذين لا يخافون البعث للقاء الله -تعالى- على ما يتلى من آيات القرآن الكريم الواضحات؛ إذ يطلبون من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحد أمرين؛ إمّا أن يأتيهم بقرآن جديد غير الذي يقرؤه عليهم، أو أن يُبدّل لهم فيه ويغيّر على هواهم.

ليأمر الله -تعالى- نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- أن يردّ عليهم بأنّه لا يحلّ له أن يُبدّل من قِبَلِ نفسه، فليس له ذلك؛ إنّما هو عبدٌ مأمورٌ، ورسولٌ مبلِّغٌ عن الله -تعالى-، فلا يتبع إلا ما يوحي الله -تعالى- له من غير زيادة ولا نقصان، ولا تبديل، وذلك خوفاً من عصيان الله -تعالى- وما يلحقه من عذاب، في اليوم الذي لا تخافونه، وهو يوم القيامة.

سبب تسمية سورة يونس

قيل بأن السبب في تسمية هذه السورة هو أن أمة النبي يونس -عليه السلام- هم الأمة الوحيدة التي آمنت جميعها بالله -جل جلاله- واتبعوا نبيهم يونس -عليه السلام-، فكان هذا من قضاء وقدره الله -جل جلاله- فيهم بخلاف الأمم الأخرى، من أجل ذلك سميت بهذا الاسم؛ دلالة على هذا الفضل.

قد يهمك:

مواضيع السورة المباركة

ذكرت السورة قضايا ومواضيع عدة؛ حيث كان أبرز هذه المواضيع ما يأتي:

  • تأمل الكون وظواهره الدالة للفطرة البشرية بحقيقة وجوهر توحيد الألوهية.
  • تأمل الأحداث والوقائع التي يعيشها الخلق، ويبصرونها بأعينهم، ومع ذلك يغفلون عنها وعن شواهدها وبراهينها في الآيات: (12، 21، 23، 31)
  • وقائع ومصائر الهالكين المكذبين، وتهديد من أنكر وجحد بمثل مآلهم في الآيات: (13، 14، 71، 74، 90، 91).
  • معالجة قضية طائفة كبيرة من الناس، وإجابتهم على أسئلتهم الكثيرة، ودفع وإبعاد التشكيك عنهم في (الإيمان بالله واليوم الآخر وأسمائه وصفاته سبحانه والثواب والعقاب…)،وذلك عن طريق التأمل في الكون وآياته، وفي حكمة صنع الله -تعالى- فيه، وبديع خلقه وتدبيره.
  • الجدل حول قضايا العقيدة.
  • توجيه النظر إلى آيات الله الكونية.
  • سنن الله في الأرض.
  • الاعتبار بمصائر الأمم السابقة.

معاني مفردات سورة يونس

وهذه معاني بعض مفردات آيات سورة يونس وهي كما يأتي:

  • الكتاب: هو القرآن الكريم.
  • الحكيم: الله -تعالى- ذو الحكمة.
  • الوحي: الإخبار الخفي لإنسان بما يخفى على غيره.
  • الإنذار: التهديد والوعيد.
  • التبشير: الإخبارالمقترن بالبشارة والسرور بحسن الجزاء.
  • الصدق:وهو مطابقة الأقوال للأفعال.
  • سحر: يؤثر في القلوب ويجذب النفوس فهو جار مجرى السحر.
  • مبين: ظاهر.
  • الخلق: لغة التقدير والإيجاد.
  • العرش: مركز التدبير ولا نعلم حقيقته ولا صفته.
  • التدبير: النظر في مآلات الأشياء وعواقبها لتقع على الوجه الحسن، وتدبير الأمر، التفكر والتأمل فيما بعده وما يراد منه وما ينتهي إليه.
  • القسط: العدل.
  • الحميم: هو الماء الساخن والشديد الحرارة.
  • الضوء والنور: وقيل الضوء لما كان من ذاته كالشمس والنار، والنور لما كان مكتسباً.
  • اللقاء: الاستقبال والمواجهة.
  • الاطمئنان: سكينة النفس إلى الشيء واطمئنانها به.
  • المأوى: الملاذ الذي يأوي إليه المتعب أو الخائف.
  • الدعوى: الدعاء والنداء، وهو للناس والطلب المتعارف عليه فيما بينهم في عموم الوسائل المسخرة لهم.
  • سبحانك: أي تنزيهاً لك وتقديساً.
  • التحية: التكرمة بقولهم حياك الله وفيها حفاوة الاستقبال.

خاتمة بحث عن سورة يونس

تحتوي سورة يونس على الكثير من العظات، وهي من السور المكية، أي التي نُزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة.