يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث سورة يوسف ، و سبب نزول سورة يوسف ، و الظروف التي نزلت بها السورة ، و أين نزلت سورة يوسف ، و أسماء سورة يوسف ، و مواضيع سورة يوسف ، و العبر والدلالات من سورة يوسف ، و خاتمة بحث عن سورة يوسف ، إن سورة يوسف من السورة المكّيّة التي نزلت قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وتضمّنت السورة عدد من العبر والآداب التي من الواجب على المسلم اتّباعها وتدبّر شأنها في حياته والتقرّب إلى الله -تبارك وتعالى- بفهم معانيها، وقد تفرّدت هذه السورة بقصة سيدنا يوسف -عليه السلام- وسمّيت باسمه.

مقدمة بحث سورة يوسف

مقدمة بحث سورة يوسف
مقدمة بحث سورة يوسف

مقدمة بحث سورة يوسف

سورة يوسف من السور المكية بالإجماع، نزلت بعد سورة هود.

وقد كان نزولها في مرحلةٍ عصيبةٍ من الدعوة المكية وبالتحديد بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، وذلك بعد أن اشتدّ أذى كفار قريشٍ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين معه، حتى أذن لأصحابه -رضي الله عنهم- بالهجرة إلى الحبشة، فنزلت السورة الكريمة تصبيراً وتسليةً للنبي عليه الصلاة والسلام، وبشرى بالفرج والتمكين بعد الضيق والاستضعاف.

كما حدث في قصة يوسف عليه السلام، ويرجع السبب في تسمية سورة يوسف بهذا الاسم إلى أن قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- هو موضوعها الأساسي، وترتيب سورة يوسف بين سور القرآن الكريم الثانية عشرة، وقد جاءت أيضاً في الجزء الثاني عشر، وعدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية.

سبب نزول سورة يوسف

ورد في بيان سبب نزول سورة يوسف عددٌ من الأقوال:

  • القول الأول:

يرى بعض أهل العلم أن سورة يوسف -عليه السلام- نزلت ابتدائيةً من غير سبب، لا سيّما أن أغلب الروايات التي استدلّ بها المفسِّرون في بيان أسباب النزول لا تصح، والذي دفعهم للاعتقاد بأن للسورة سبب نزولٍ مُعيَّن ما ورد في سياقها من الإشارة إلى أن هناك سائلين تُجيبهم هذه السورة.

كما جاء في قوله تعالى: (لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ)،

  • القول الثاني:

إن جماعةً من اليهود أرسلوا إلى كفار قريشٍ يطلبون منهم اختبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يسألوه عن نبيٍ خرج من بلاد الشام إلى أرض مصر وعن تفاصيل قصّته، فلما سأله مشركوا مكة أنزل الله -تعالى- سورة يوسف.

وجاء فيها قصة يوسف -عليه السلام- كاملةً وبالتفصيل، على الرغم من ورود العديد من قصص الأنبياء -عليهم السلام- مجزّأة في سورٍ مختلفة.

وقد بيّن الإمام القرطبي -رحمه الله- أن في ذلك حُجّةً ودليلاً على أن الله -تعالى- تحدّاهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مفرّقاً أو مجتمعاً، فعجزوا عن الإتيان بمثله في الحالتين.

  • القول الثالث:

ذكر بعض المُفسِّرين أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رجلٍ كان في الشام فارقه ولده فبكى عليه حتى عُمي، وسألوه عن خبره ومن يكون؛ فنزلت السورة.

وفي روايةٍ أخرى أن اليهود سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أسماء الكواكب التي وردت في سورة يوسف.

  • القول الرابع:

إن سبب نزول السورة الكريمة أن الصحابة -رضي الله عنهم- سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقُصّ عليهم القَصص بعدما نزل عليهم الكثير من القرآن الكريم، فأنزل الله -تعالى- قوله: (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هـذَا القُرآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلين).

وكان ذلك مصداقاً لما رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (أُنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ، فتلا عليهم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو قصصتَ علينا؛ فأنزل اللهُ تبارك وتعالى: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ؛ فتلا عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! لو حدَّثْتَنا؛ فأنزل اللهُ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً… الآية، كلُّ ذلك يُؤمَرُونَ بالقرآن).

الظروف التي نزلت بها السورة

كان نزول سورة يوسف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عوامل التثبيت، والمواساة، وتخفيف الآلام والأحزان في مرحلة الشِدَّة والوحشة، وفقد النصير بوفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في مكة.

وفي السورة الكريمة إشارةٌ إلى أن الفرج آتٍ لا محالة مهما اشتدّت المصاعب، وتكالب أهل الباطل، وذلك من خلال استعراض ما مرَّ به يوسف -عليه السلام- من شدائد وفتنٍ ومصائب ابتداءً من قصته مع إخوته، وإلقائه في البئر، ثم انتقاله إلى بيت العزيز، وتعلّق امرأة العزيز به ومراودته عن نفسه،مروراً بدخوله السجن.

وصبره على كل ما أصابه في سبيل الله، وتَحمُّل أعباء الدعوة إلى الله تعالى وبعدها انقلاب الحال وخروجه من السجن عزيزاً كريماً، وتولّيه مُلكَ مصر، وفي السورة الكريمة رسالةٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عنهم- مفادها أن الصبر طريق التمكين، وأن الله -تعالى- ينصر أولياءه وعباده الصالحين.

وذلك مصداقاً لقوله تعالى: (وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ).

قد يهمك:

أين نزلت سورة يوسف

إنّ سورة يوسف سورة مكّيّة نزلت قبل الهجرة من مكة، وهي السورة ذات الترتيب الثاني عشر بين سور القرآن الكريم، وموقعها بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وهي السورة الثالثة والخمسين من حيث النزول، بحسب ما قاله العالم بدر الدين الزركشي.

أسماء سورة يوسف

لا يوجد أسماء للسورة سوى اسم سورة يوسف، يعود سبب تسمية السورة بهذا الاسم إلى النبي يوسف عليه السلام، فهي السورة الوحيدة التي ذكرته وقدمت أحداث قصته، ومعاناته ومصائبه وكيف فرج الله تعالى عنه، ولا يوجد أي سورة أخرى تناولت شيئاً من قصة سيدنا يوسف إلا هذه السورة الكريمة.

مواضيع سورة يوسف

تناولت السورة حياة سيدنا يوسف عليه السلام بكافة تفاصيلها وأحداثها وحدها دون السور الأخرى في القرآن الكريم، وسيتمّ ذكر بعض مواضيع سورة يوسف فيما يأتي:

  • كره أخوة يوسف عليه السلام له وحقدهم الشديد.
  • أخذه من قبل السيارة في الطريق وبيعه بثمن زهيد، ومعاناته من امرأة العزيز وبطشها.
  • سجن النبي يوسف من بعد التأكد من براءته، وسعيه في الدعوة إلى الله في السجن.
  • تفسير رؤية الملك واستلام يوسف عليه السلام للحكم، ولقائه بأخوته وأبوه.

العبر والدلالات من سورة يوسف

إن العبر والدلالات التي يمكن استنباطها من سورة يوسف ما يأتي:

  • ضرورة العدل بين الإخوة؛ إذ إنّ تفضيل يعقوب لابنه يوسف -عليهما السلام- على سائر إخوته كان من أهمّ دوافع مكر إخوته به.
  • الصبر على مصائب الدنيا وبلائها دون جزعٍ، وهذا هو المعنى المقصود من الصبر الجميل الذي تحلّى به يعقوب -عليه السلام- عندما كذب أبناؤه عليه بقولهم إن الذئب قد أكل يوسف.
  • رحمة الله ولطفه بعباده الصالحين وأوليائه، والجدير بالبيان أنّ هذا اللطف قد لا يظهر إلا في آخر اللحظات التي يظن فيها المؤمن ألّا نجاة ممّا هو فيه، والدلالة على ذلك أنّ الله -تعالى- أنقذ يوسف من البئر وجعله فيما بعد ملكاً لمصر.
  • نصرة الله -تعالى- لأوليائه؛ وممّا يدل على ذلك شهادة شاهدٍ من أهل امرأة العزيز في حادثة افترائه على يوسف عليه السلام، فهي شهادة حقٍ برّأت يوسف من الاتهام الباطل.
  • الثبات على الحق، ويتضّح ذلك في صبر يوسف أمام مكر النساء، فقد ابتُلي بحب النساء له لوسامته وشدة جماله، وقابل ذلك بالابتعاد عن الفواحش وتفضيل السجن على الوقوع بمحرّم.
  • الإحسان للآخرين مدعاةً لكسب قلوبهم وتقبّلهم النصيحة، كاستقبال السجناء دعوة يوسف -عليه السلام- بالقبول لمّا رأوا حسن معاملته لهم، وهنا يجدر التذكير بضرورة اغتنام الفرص والوقت المناسب لتقديم النصيحة؛ كاغتنام يوسف -عليه السلام- لحاجة الشابّين لتفسيره الرؤيا لهما، فقدّم الدعوة إلى الله -تعالى- بالموعظة الحسنة على تفسير الرؤيا، ثمّ فسّر الرؤيا لكلٍّ منهما.
  • ظهور الحق ولو بعد حين؛ فعندما دخل يوسف السجن انتشر أنّه سُجن لأنّه كان يهوى امرأة العزيز، ولكنّ الواقع أنّه سُجن لأنّه امتنع عنها، وعلى الرغم من أنّه اتُّهم بالباطل سنين في السجن، إلا أنّ الله -تعالى- أظهر الحق على لسان امرأة العزيز بعد حينٍ باعترافها أنّها أغوته فامتنع عنها.
  • الشكوى لله -تعالى- فقط، وهذا نهج الأنبياء والمؤمنين، يرفعون دعواهم وشكواهم لله -سبحانه- القادر على كل شيء، فيعزّهم ويرفعهم، وهذا حال نبيّنا يعقوب عليه السلام، فقد كان يشكو لله -تعالى- فقط بفقد ابنه يوسف مع قدرته على الشكوى لغيره للبحث عنه.

خاتمة بحث عن سورة يوسف

يُختتم الحديث عن سورة يوسف وفوائدها العظيمة على المسلمين، فبعد التدبّر فيها وفي أحكامها يجد المسلم دروساً كثيرةً يتعلّمها من هذه السورة العظيمة، أهمّها أن يوقن الإنسان بأنّ الله وحده القادر على الإفراج عن المسلمين، وهو المنعم والمنقذ والحافظ لعباده في السراء والضراء، وأنّ هذا القرآن الكريم نزل من أجل فهمه وتدبّر آياته وتطبيق مضمونها في الحياة، ليس فقط من أجل قراءته.