يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث سورة هود ، و عدد آيات سورة هود ، و سبب نزول سورة هود ، و معجزات سورة هود ، و المحاور التي احتوت عليها سورة هود ، و فوائد سورة هود ، و خاتمة بحث عن سورة هود ، سورة هود هي من السور القرآنية التي نزلت ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة أي إنّها سورة مكيّة مدنيّة، وتقع هذه السورة في الجزء الثاني عشر من أجزاء القرآن الكريم، وقد عالجت هذه السورة بعض المواضيع التي تهمّ الإنسان من أهمية الإيمان باليوم الآخر، وحوت على قصص لأنبياء الله تبارك وتعالى مع أقوامهم وسميت هذه السورة باسم هود لأنّه لأحد أنبياء الله الذين ذكرت قصتهم بهذه السورة وقد أرسله الله تعالى إلى قوم عاد.

مقدمة بحث سورة هود

مقدمة بحث سورة هود
مقدمة بحث سورة هود

سورة هود هي سورة مكية، نزلت قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، تتألف من مائة وثلاث وعشرين آية قرآنية، وتضمنت مواضيع متنوعة وعديدة، وذكرت عدداً من قصص الأنبياء، مثل نبي الله هود ونوح -عليهما السلام-.

عدد آيات سورة هود

يبلغ عدد آيات سورة هود 123 آية كريمة ابتدأها الله تبارك وتعالى بقوله: {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}.

سبب نزول سورة هود

قالوا في سبب نزول قول الله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}،وهي الآية الخامسة من سورة هود، أنّها نزلت في الأخنس بن شريق، وقد ذكرت المصادر أنّ الأخنس كان رجلًا ذا كلام طيب جميل وهو حلو المنظر يلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما عذُب من الكلام وقلبه منطوياً على كثير من الكره والحقد، أي إنّ قلبه عامر بكره النبي عليه الصلاة والسلام.

معجزات سورة هود

لا يوجد معجزة خاصة بسورة هود وقد شاعت بعض الأحاديث المكذوبة على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل قوله: “من قرأها يوم الجمعة يتم محو كل الذنوب والخطايا له يوم القيامة وتحميه من عذاب نار جهنم”، ولكنّ ذلك غير صحيح ولا ينبغي للمسلم أن يعمل به ولا أن يعتقد فيها لأنّها من الأحاديث المكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام كما بُيّن سابقًا.

قد يهمك:

المحاور التي احتوت عليها سورة هود

احتوت السورة الكريمة على عدد من المحاور، ومنها ما يأتي:

  • الدعوة إلى توحيد الله، والرجوع إليه، قال -تعالى-: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ).
  • بيان الأجر المترتب على الإنابة إلى الله، وما ينتظر المشركين، الذين أصروا على كفرهم من العذاب.
  • التعرض لقدرة الله -تعالى- في خلقه للسماوات والأرض، والمدة التي تمت فيها خلق السماوات والأرض، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ).
  • بيان الطبيعة البشرية إلى جُبلت عليها من القلق والعجلة.
  • الطلب من منكري القرآن الكريم بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم، قال -تعالى-: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
  • التنبيه على أنَّ الله -تعالى- لا يخفى عليه شيء من أمر العباد، وتقدير الله -تعالى- الأرزاق لكل من في السماوات والأرض.
  • الإخبار عن الأمم السابقة عن عصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • الإخبار عن شيء من الأخبار اللاحقة، من مثل عجز العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ).[٦]

فوائد سورة هود

إنّ لسورة هود فوائد جليلة عظيمة لا ينبغي للمسلم التغافل عنها بل عليه السعي من ورائها حتى يعلمها ويقف معها، ومن تلك الفوائد:

  • إنّ سورة هود تحمل الكثير من العبر لذكرها الأمم السابقة والأقوام السالفة وخير للمسلم أن يعتبر بغيره من أن يعتبر بنفسه.
  • إنّ في سورة هود تثبيتاً لقلوب المؤمنين الذين يلقون أصنافًا من العذاب على أيدي الكفار والمشركين، فيعلم المؤمن في آخر الأمر أن لا عاصم له إلا الله ولا معين له إلا هو.
  • إنّ سورة هود تدعو المسلم للتفكر في الدار الآخرة والسعي من أجل العمل الصالح في دار الدنيا التي ما جعلها الله إلا دار الاختبار.
  • إنّ سورة هود تُثبت قلب المؤمن على الحق كما ثبت هود -عليه السلام- في وجه قومه عاد وهو لوحده ولم يقدروا على أن يمسوه بعذاب أو بسوء، وتلك آية الله له وللمؤمنين ليعتبر أولو الأبصار.
  • إنّ سورة هود نزلت لتثبيت قلوب المؤمنين، فيعلموا أنّ الله لم يرفع الباطل ويزهق الحق، ولو كان للباطل جولة، فإنّ للحق ألف جولة والأمر لله من قبل ومن بعد.

خاتمة بحث عن سورة هود

في ختام الحديث عن سورة هود على المسلم أن يعلم أنّ العاصم الوحيد له في هذه الدنيا والآخرة هو الله تبارك وتعالى، ولم يُنزل الله لقرآن على المسلمين حتى يقرؤوه فقط بل هو من أجل التفكر والتدبر والاعتبار، ومعرفة أنّ الله يرفع الأمم المؤمنة العادلة، ولو أخذ منها الضعف مأخذًا عظيمًا.