يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث سورة الملك ، و تعريف سورة الملك ، و مسميات سورة الملك وسبب تسميتها ، و سبب نزول سورة الملك ، و فضل سورة الملك ، و موضوعات سورة الملك ، لقد أنزل الله ثلاثة من الكتب السماوية وهي التوراة التي نزلت على نبي الله موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على نبي الله عيسى عليه السلام، والقرآن الكريم الذي أنزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان القرآن الكريم هو خاتم الكتب وأنزل على خاتم المرسلين الذي قد بعثهم الله في الأمم، ولا شك أن جميع الكتب السماوية التي أنزلت على الأنبياء جميعهم يدعوا إلى دين التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد.

مقدمة بحث سورة الملك

مقدمة بحث سورة الملك
مقدمة بحث سورة الملك

يُطلق عليها اسم المانعة والواقية والمنجية، وهي إحدى السور المكية، وتقع بالجزء التاسع والعشرين، والذي يُعرف باسم جزء تبارك نسبة لها، أما عن عدد ايات السورة فيبلغ 30 آية، وكان النبي يحث على قراءتها في كل ليلة، وذلك لما لها من فضل عظيم، حيث ينال القارئ عظيم الثواب، وتقيه من الشرور وسوء الجزاء بالدنيا والآخرة.

تعريف سورة الملك

سورة الملك من السورة المكية، وقد نزلت بعد سورة الطور، وعدد آياتها ثلاثون آية، وسيأتي بيان أسمائها وسبب نزولها، وموضوعاتها، أما بالنسبة لعدد حروفها فهي ألف وثلاثمئة حرف، وثلاثمئة وثلاثون كلمة.

مسميات سورة الملك وسبب تسميتها

سُمّيت سورة الملك بهذا الاسم؛ لأنها تشتمل على العديد من الموضوعات التي تُبيّن آثار الملك ومنها: قدرة الله -تعالى- على الإحياء، والإماتة، والغفران، والغلبة، وتزيين البلاد، والعدل بين الرعية، واختبار أعمال الناس، ونصر من يوالي الله، وقهر من يعاديه، وغير ذلك من الموضوعات، وقد سُمّيت أيضاً بسورة تبارك.

وقد حظيت سورة تبارك على النصيب الأكبر من اسمها، لأنها تعرض بركات الله في هذه الدنيا، وتُظهر أنَّه المبدع، المدبّر، الحكيم، الرزّاق، المهيمن، الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه، وتحثّ الإنسان على التفكّر في هذا الملكوت العظيم وخلق الله -تعالى- للأرض، والسماء، والإنسان، والهواء والماء، والنبات، والفضاء، والسمع والبصر ليصل الإنسان بنفسه من خلال بحثه واستنباطه إلى قدرة الله -تعالى- وعظيم فضله على جميع المخلوقات.

وقد سُمّيت بأسماء أخرى أيضاً، فقد سماها أبو شهاب بالمجادلة؛ لأنها تجادل عن صاحبها في القبر، وسُمّيت بالمانعة؛ لأنها تقي وتمنع صاحبها من عذاب القبر أيضاً، وأُطلق عليها اسم الواقية والمنجية أيضاً. وإجمالاً فقد ذُكر لسورة الملك ثمانية أسماء وهي:

  • تبارك؛ فقد أطلق عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- اسم (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
  • الملك؛ بسبب افتتاحيتها.
  • الدافعة؛ لأنها تدفع بلاء الدنيا والآخرة عن صاحبها.
  • المُنجّية؛ لأنها تنجي قارئها من العذاب.
  • المانعة؛ لأنها تحمي صاحبها وتمنعه من عذاب القبر.
  • الشافعة؛ لأنها تشفع يوم القيامة لقارئها.
  • المجادلة؛ لأنها تجادل منكر ونكير كي لا يؤذيا قارئها.
  • المُخلِّصة؛ لأنها تُخلِّص صاحبها من زبانية جهنّم.

سبب نزول سورة الملك

جاء في آيات معيّنة في سورة الملك أسباباً للنزول، نذكر منها:

  • قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّـهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، حيث قيل إنّها نزلت عندما كان هناك مجموعة من كفّار مكة يدعون على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلى المؤمنين بالهلاك.
  • قال -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ)، قال ابن عباس إنَّها نزلت في المشركين الذين كانوا ينالون من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويخفضون أصواتهم حتى لا يسمعهم إله محمد، فنزلت هذه الآيات.

قد يهمك:

فضل سورة الملك

حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على تلاوة سورة الملك كل ليلةٍ، ورغّب في تعلّمها، وتدبّرها لفضلها، ومن فضائل سورة الملك يُذكر ما يأتي:

  • قول النبي صلى الله عليه وسلم عن سورة الملك: (من قرأ تباركَ الذي بيدِه الملكُ كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ)،وقد قال العلماء إنّ من حافظ على تلاوتها والعمل بها كلّ ليلةٍ نال الفضل الوارد في حديث النبي عليه السلام.
  • ترسيخ صفات الله -تعالى- في نفس المؤمن الذي يقرؤها كل ليلةٍ، وهي صفات الملك والقدرة.
  • حلول الشفاعة للعبد يوم القيامة لفضل سورة الملك.
  • قراءتها تُعدّ اتّباعاً لسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم.

موضوعات سورة الملك

تناولت سورة الملك موضوعات عديدة منها:

  • خلق الله -تعالى للإنسان، والحيوان، والنبات، والماء، والهواء، والفضاء، والسماء والأرض، وتوزيع الأرزاق فيها.
  • حثّت الإنسان على التفكر في عظيم هذه النعم.
  • استحقاق الله -تعالى- للملك الذي هو موضوع السورة الرئيسي.
  • مسألة الإحياء والإماتة.
  • تزيين الله -تعالى- للسماء بالنجوم والكواكب، وحفظه للطيور من السقوط بقدرته.
  • عقوبة المنكرين، وجزاء المتقين، وفرقت بين حال أهل الضلالة وأهل الهداية.
  • تهديد الله -تعالى للمشركين بزوال النعمة.
  • الدعوة إلى الإيمان بالله -تعالى- بمختلف الطرق؛ كالترهيب والترغيب والدعوة بالدليل.

وقد ابتُدِئت السورة بتعريف المؤمنين معاني عظمة الله -تعالى- وتفرّده بالملك، والتفكّر في صنعه المتقن، وانفراده بخلق العوالم العليا، وتحذير الناس من كيد الشياطين، وحثّهم على اتّباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن في ذلك نجاتهم، وفي تكذيبه الخسران لهم، وكل من يحاول إيذائه بالسر أو العلن فهو مكشوف أمام الله -تعالى-، وتحدّثت عن خلق الأرض، ودقة نظامها، وملاءمتها لحياة البشر، وأنَّ فيها سعيهم ومنها رزقهم.

ذكرت أن الله قادر على إفساد ذلك النظام فيصبح الناس في كرب وعناء ليتذكروا قيمة النعم بتصور زوالها، وذكر الله حال الضلالة التي وقع فيها المشركون، ووبّخهم على كفرهم، واستخفافهم بوعيده -سبحانه وتعالى-، والتشكيك بوقوعه، واستعجالهم موت الرسول للاستراحة من دعوته إياهم، ووعدهم الله أنهم سيعلمون ضلالتهم حين لا ينفعهم ذلك العلم يوم القيامة، وما سيحل بهم من قحط وغيره، وقد لقّن الله -تعالى- نبيّه الكريم أقوى الحجج ليقف بها أمام المبطلين الكافرين.