يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال مقدمة بحث سورة الفاتحة ، و سبب نزول سورة الفاتحة ، و سبب تسميتها بالفاتحة ، و تفسير سورة الفاتحة ، و فضل سورة الفاتحة ، و أسماء سورة الفاتحة ، و خاتمة بحث عن سورة الفاتحة ، سورة الفاتحة هي السورة الأولى الموجودة في القرآن الكريم، وهي أعظم سورة في كتاب الله، حيث أنها تضمنت مواضيع القرآن الكريم مجملة في آياتها السبعة، وما في القرآن الكريم هو تفصيل لما جاء في هذه السورة العظيمة، ولسورة الفاتحة أجر عظيم جدًا، حتى أنها ركن من اركان الصلاة التي هي عمود الدين.

مقدمة بحث سورة الفاتحة

مقدمة بحث سورة الفاتحة
مقدمة بحث سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم في كل فعل وأمر، والحمد لله تعالى رب العالمين في مالك الفعل والأمر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي العصر، وخاتم النبيين المرسلين الذي بلغ رسالته بالسر والجهر، وأما بعد: فقد أتم الله تعالى علينا رسالة الإسلام إذ رضي به لنا الدين، وجعل تمام على يد سيد الخلق وخاتم المرسلين، وأيد الله تعالى بالنصر المبين، وجعل معجزته القرآن الكريم، ففي سُوره البركة والموعظة والسلام والهداية والإرشاد والصلاح والفقه والمعرفة، وهذه الصفة وغيرها الكثير موزعة على كافة سور القرآن الكريم، ومنها ما خصها الله تعالى بالفَضل والصفات الكثيرة دون سواها، كما هي الفاتحة التي هي أعظَم سور القرآن الكريم، والتي سنتناول أهم المعلومات عنها في هذا البَحث الكامل والشامل عنها.

سبب نزول سورة الفاتحة

عن أبي ميسرة: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربا، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال : فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال: لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: قل (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين)، حتى فرغ من فاتحة الكتاب، وهذا قول علي بن أبي طالب.

سبب تسميتها بالفاتحة

تُسمّى سورة الفاتحة بهذا الاسم لأن القرآن الكريم افتتح بها، إذ هي أول ما يكتبه الكاتب من المصحف، وأول ما يتلوه التالي من القرآن الكريم، كما أنها تسمّى بأم الكتاب وذلك لأنها جمعت مقاصد القرآن الأساسية، ولها أسماء أخرى؛ كالسبع المثاني، والشّافية، والوافية، والأساس، والحمد، والكافية.

تفسير سورة الفاتحة

فيما يأتي أدرج لكم تفسيرًا مختصرًا لآيات سورة الفاتحة:

  • ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾: ذكر الله سبحانه وتعالى الرحمة في أول القرآن، وهي التي وسعت كل شيء،، وفي تكرارها مرة ثانية في السورة بقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، تنبيها لنا على أنّ أمره لنا بالاستعانة والعبادة رحمة منه سبحانه بنا، لأنه لمصلحتنا ومنفعتنا.وفي البسملة رد على القدرية الذين يقولون: “إن العبد يخلق فعل نفسه”، ولو كان كذلك لما احتاج العبد إلى طلب العون من الله.
  • ﴿ الحمد للَّهِ ﴾: تفيد استحقاق الله للحمد، وهي لا تختص بالزمان ولا بالمكان ولا بالأعيان، وجاءت الجملة اسمية لتفيد الثبوت.
  • ﴿ رب العالمين ﴾: أي رب الخلق كلهم، فالعالم اسم عام لما خلقه الله تعالى، وهو مشتق من العلامة، فهو دلالة على خالقه، وبالتالي فإن رب العالمين بمعنى رب الفلق وقد يطلق على الناس، وفي قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ رد على من قال بقدم العالم، حيث إن إثبات حمده يقتضي ثبوت أفعاله الاختيارية، وفي إثبات ربوبيته للعالمين ما يقتضي أن كل ما سواه مخلوق بالضرورة.
  • ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: ذكر سبحانه الحمد، وبَيَّن أنّه به تُنال الرحمة، فكرر: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ تأكيدًا على رحمة الله بعباده.
  • ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾: ومعنى مالك: أي صاحب الملك المتصرف به كيف يشاء، وتقرأ: ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، وهما بمعنى واحد، ويوم الدين هو يوم الجزاء والحساب، وهذا يوم عسير شديد. وفي قوله: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ رد على من أنكر البعث والمعاد الجسماني، وتأكيد على أنه محقق الوقوع لا محال، وإثبات ليوم القيامة، وإثبات لكتابة الأعمال وتدوينها وإحصائها، ومحاسبة الله للعباد ومجازاتهه على أعمالهم، وفيها الحث على الاستعداد لهذا اليوم العظيم، عن طريق الإيمان والعمل الصالح، والتحذير من الكفر والمعاصي.
  • ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾: ﴿ إِيَّاكَ ﴾: مفعول به مقدم؛ قُدِّم على عامله ﴿ نَعْبُدُ ﴾ ليفيد الحصر، أي نحن نخصك يا ربنا بالعبادة، فلا نعبد أحداً سواك، ولا نتوجه إلى غيرك كائنًا من كان، والعبادة في لغة: الذِّلة والخضوع؛ أما شرعا: (فهي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
  • ﴿ وإياك نستعين ﴾: كرّر إِيَّاكَ ليكون أدلّ على الإخلاص والاختصاص والتأكيد.
  • ﴿ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾: الهداية في اللغة هي الدلالة بلطف، وفي الشرع هي الإرشاد، وتعريف الصراط المستقيم شرعا هو دين الإسلام
  • ﴿ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾: ذكر الله سبحانه الصراط في الآية السابقة لها، وهو الصراط الذي سلكه النبيونَ والمؤمنون وهم المقصود من قوله: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، وكُرر للتأكيد والإشعار بأن الصراط المستقيم هو صراط النبيين ومن تبعهم من المؤمنين. أما في قوله: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ فقد ذكر سبحانه الغضب محذوفا فاعله والضلال منسوبا إلى من قام به، وذكر النعمة مضافة إليه، فالذي يضاف إلى الله تعالى كله خير وحكمة وعدل، أما الْمَغْضُوبُ عليهم فهم الْيَهُودُ، وَالضَّالِّينَ هم  النَّصَارَى.

قد يهمك:

فضل سورة الفاتحة

وردت الكثير من الأحاديث والأقوال لتي تُبيّن فضل سورة الفاتحة، ولعل من أهم تلك الفضائل:

  • تُعد قراءة سورة الفاتحة ركن من الأركان التي لا تصح الصلاة إلا بها، وفي ذلك يقول المُصطفى- صلى الله عليه وسلم-:”لا صَلاةَ لِمَن لم يقرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ” فصلاة دون فاتحة لا تجوز.
  • سُمّيت السبع المثاني؛ وذلك لاحتوائها على سبع آيات، وقيل لأنها تُعاد كل ركعة، والدليل على ذلك، قوله- تعالى-:”وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ” ، وقد قال بعض المفسّرين بأن المقصود بالسبع المثاني سورة الفاتحة، وفي ذلك قال المصطفى لأبي سعيد من المعلى رضي الله عنه: (لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ السوَرِ في القرآنِ، قبل أن تخرجَ منَ المسجدِ. ثم أخذ بيديَّ، فلما أراد أن يخرجَ، قلتُ لهُ: ألم تقلْ: لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ سورةٍ في القرآنِ. قال: (الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ): هي السبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُهُ).
  • جمعت سورة الفاتحة بين الحمد، والتمجيد، والشكر، وإثبات العبادة لله- سبحانه وتعالى-.

أسماء سورة الفاتحة

أُطلقت الكثير من الأسماء على سورة الفاتحة، وكل اسم من تلك الأسماء سُمّي لخصيصةٍ مُعيّنة في السورة، وبعض الأسماء توقيفية، وبعضها اجتهادية، ومن تلك الأسماء:

  • الفاتحة؛ لأن بها افتُتح القرآن الكريم.
  • السبع المثاني؛ لأنها تُقرأ كل ركعة، أو أُنزلت على تلك الامة، ولم تُنزّل على غيرها.
  • الكافية؛ لأنها تكفي عن غيرها.
  • الصلاة؛ لأن الله قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين..”
  • الحمد؛ لأنها أول كلمةٍ ابتُدأت بها السورة.
  • سورة الكنز؛ لأنها تشمل على الكثير من الكنوز العظيمة.

خاتمة بحث عن سورة الفاتحة

ومع هذه الأفضال التي ذكرناها، إضافة إلى المعلومات الشاملة التي أدرَجناها، لابد أن يتبين لنا، مدى الدرجة العليا التي خص الله تعالى بها هذه السّورة من بين سور القرآن الكريم كافة، وإنما هذا بحد ذاته فضل من الله تعالى أن جعل لنا الخير والأجر والثواب في هذه السُورة الصغيرة بحجمها، والعظيمة بثَوابها وأجرها وعملها وثقلها في ميزان المسلم، مما يحثنا على المواظبة على الاهتداء عليها حتى لا نكون من الخاسرين والمُتحسرين والنادمين ساعة لا ينفع الندم، والحمد لله تعالى فيما أنعم علينا وهدانا ووفقنا.