يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن غض البصر ، و قصة مؤثرة حول الحث على غض البصر ، و موجبات غض البصر ، و أحاديث عن غض البصر ، و فوائد غض البصر ، و خطبة عن غض البصر ، أمر الله -عزّ وجلّ- نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بغض البصر، وبواسطته أمره أن يأمر أمّته كذلك بغضّ البصر، فقال -تعالى-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). والمُراد من غض البصر؛ عدم استخدام النظر ومنعه من النظر إلى ما حرّمه الله، ذلك لأنّ غضّ البصر طريقٌ موصلٌ إلى زيادة الإيمان، وربطه الله في الآية بالحفظ من الزنا فإطلاق البصر يؤدي إلى الوقوع في الزنا، فمن التزم بأمر الله حاز على الأجر والثواب، ومن عصاه وقع فيما حرّمه الله ونهاه عنه.

قصص واقعية عن غض البصر

قصص واقعية عن غض البصر
قصص واقعية عن غض البصر
  • قصص واقعية عن غض البصر ، خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله من بلدته مسافراً ومعه رفيق له ، فانطلقوا إلى السوق ليشتري لهم طعاماً ، وقعد سليمان ينتظره
  • وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس وجهاً ، وأورعهم عن محارم الله!!
  • فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل ، فلما رأت حسنهُ وجماله انحدرت إليه ، وعليها البرقع ، فجاءت فوقفت بين يديه
  • فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : “هبني”.
  • فغض بصرهُ عنها ! وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً ، فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه
  • فلمّا رأت ذلك قالت له: لستُ اريد هذا طعاماً ، إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته!!
  • فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً : ” لقد جهزّك إبليس!!”
  • ثم غطى وجهه بكفّيه ، ودسّ رأسه بين ركبتيه ، وأخذ بالبكاء والنحيب!!
  • فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها ، سَدلَت البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها.
  • وبعد فترة ، جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم، فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطع صوته
  • قال له : مايبكيك؟!!
    قال سليمان: خيراً !! ذكرت صبيتي وأطفالي !!
  • فقال رفيقهُ : لا!! إن لك قصة!! إنما عهدك بأطفالك منذ ثلاث أو نحوها
  • فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه!! فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً
  • فقال له سليمان :وأنت مايُبكيك!!
    فقال رفيقه: أنا أحقّ بالبكاء منك!!
  • قال سليمان :ولم؟!!!
    قال: لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها!!
  • فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان!!
  • ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى ، أتى الحجر واحتبى بثوبه، فنعس ونام نومة خفيفة
  • فرأى في منامه، رجلاً وسيماً جميلاً طولاً ، له هيئة حسنة ورائحة طيبة،
  • فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله؟!!
  • قال الرجل:أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب
  • قال سليمان: إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً
  • فقال له يوسف عليه السلام: بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب!!!

قصة مؤثرة حول الحث على غض البصر

هذه قصة شاب ينظر دائما إلى الفتيات , فقدم هذا الشاب إلى شيخ فقال أي شيخ إني شاب صغير ورغباتي كثيرة ولا استطيع منع نفسي من النظر إلى الفتيات في الأسواق فماذا افعل ؟

رد الشيخ بتجربة ولا أروع أعطى هذا الشاب كوبا من الحليب وأوصى أحد تلامذته أن يرافقه وقال للتلميذ اذهب معه إلى المكان الفلاني مرورا بالسوق الفلاني وإذا انسكبت قطرة من الحليب على الأرض اضربه بقوة أمام الناس ولا ترحمه ؛ وفعلا مضي الشاب إلى وجهته حتى أوصل الكأس دون أن ينسكب منه شيء ثم جاء إلى الشيخ؛ فسأله الشيخ كم فتاة رأيت في السوق ؟ أجاب الشاب والله ما كنت أرى إلا أن ينسكب شيء من الحليب فيضربني مرافقي أمام الناس وهذا ذل وخزي لي أمامهم فكان تركيزي كله على الكأس ؛ هنا بدأ الشيخ بالشرح حيث قال: كذلك حال المؤمن فالمؤمن دائم التركيز على الآخرة و ذلها و خزيها و بالتالي و بمراقبته لله عز وجل في سكناته و حركاته يجتنب ما يغضب الجبار فينشغل بما ينفعه ويكون من الفائزين بادن الله . وأختم بقوله تعالى { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}. [النور:30].

قديهمك:

موجبات غض البصر

إنّ الله تعالى أمرَ المؤمنين بغضّ الأبصار لمّا حرّمه عليهم، وإذا وقع البصر بغير قصدٍ فليصرف المؤمنُ بصرَه سريعاً، فالبصر هو أكبر أبواب القلب، وعليه فإنّ من موجبات غضِّ البصر التالي:

  • فريضة من الله تعالى أوجبها على المؤمنين فهي أمر الله بعدم النظر إلى ما حرّم وإن فعل فعليه صرف نظره سريعاً.
  • غضُّ البصر من سُبل دخول الجنة، فالبصر باب القلب وطريق المؤمن إلى الجنة.
  • غضُّ البصر أحدُ حقوق الطرقات.
  • أحدُ أعظم وصايا الرسول.
  • غض البصر أهمُّ من حفظ اللسان.
  • عدم غضِّ البصر دليل على أنّ من قام به لا يستحي من الله تعالى.

أحاديث عن غض البصر

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إياكم والجلوسَ في الطرقاتِ . فقالوا : ما لنا بدٌ ، إنما هي مجالسُنا نتحدثُ فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالسَ ، فأعطوا الطريقَ حقَّها . قالوا: وما حقُّ الطريقِ؟ قال: غضُّ البصرِ ، وكفُّ الأذى ، وردُّ السلامِ ، وأمرٌ بالمعروفِ ، ونهيٌ عن المنكرِ)،وهنا حذّر الرسولُ من الجلوس في الطرقات وأمر بغضِّ البصر عن المارّة، وعدمِ التحديق بهم، فكيف إذا كان المارُّ امرأةً.
  • كان مجموعة من المسلمين جالسين في الأفنية، فمرّ بهم رسول الله فقال: (ما لكم ولمجالسِ الصُّعُداتِ؟ اجتنبوا مجالسَ الصُّعُداتِ، فقلنا: إنما قعدنا لغيرِ ما باسٍ . قعدنا نتذاكرُ ونتحدَّثُ . قال إما لا . فأدُّوا حقَّها: غَضُّ البصر، وردُّ السلامِ، وحسنُ الكلامِ).

فوائد غض البصر

من فوائد غض البصر الاستجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى، وتطهير النفس، واختيار ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، وغض البصر سلامة للقلب من أي شوائب، وأحد أسباب المغفرة، ومن الأمور المعينة على طاعة الله تعالى، لذا فالله -عز وجل- يعوض من قام بها بما هو خير، فيورث الوجه إشراقًا، والقلب نورًا، على عكس عدم غض البصر الذي يُسبب ظلمةً بالوجه والجوارح، ومن أبرز فوائد غض البصر ما يأتي:

فوائد غض البصر
فوائد غض البصر
  • الفراسة الصادقة فيصبح القلب ذا بصيرة، فيميز الباطل من الحق.
  • تجعل القلب يتمتع بحلاوة الإيمان، فيكون سليمًا من الشبق.
  • تُعد من أصعب الأمور التي يصبر عليها الإنسان، لأنها تبعد النفس عن النظر للأمور التي تُسبب الوقوع بالحرام.
  • تجعل القلب طاهرًا، قال تعالى: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
  • يُعد غض البصر من الأمور ذات الأجر العظيم، إذ يتمتع القائم بها بمرتبة المحسنين.
  • تخلص القلب من الغفلة، وتساعد على صرف الشيطان، لأن من يغض بصره يخالف هواه.
  • تخلِّص القلب من استحكام الغفلة به.
  • في حال كان غاض البصر رجلًا فإنه يزوج من الحور العين.
  • تعين على طاعة الله -عز وجل-.
  • تُعد دلالةً على شجاعة صاحبها.
  • تخلص القلب من الشعور المؤلم بالحسرة.
  • تكسب غاض البصر الشعور بالخشية من الله.
  • تكسب الحسنات، وذلك لأن الشخص إن كان سوف يقوم بسيئة، ولم يقم بها فتكتب له حسنة عوضًا عنها.
  • تنجي من جمر جهنم.
  • تخلق الألفة والمحبة بين المرأة وزوجها.
  • تحفظ كرامة المرأة، وتصون عفتها.
  • تساعد على كبت الشهوات.
  • تسد بابًا من أبواب جهنم.
  • تدل على سلامة إيمان الإنسان وقوته.
  • تسد كافة مداخل الشيطان للقلب.
  • تمنع النفس من حب الملذات.
  • تسد ذرائع الوصول للفواحش.
  • تسد منفذ القلب والعين، وهي من منافذ الشيطان.
  • تغلق باب المعاصي والفتن.
  • تُعد من طرق التربية على الإيمان.

خطبة عن غض البصر

الحمدلله العزيز، البصير، الشكور، الصبور، الغفور، وأشهد أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أدى الأمانة، وأتم مكارم الأخلاق أما بعد أيها الأخوة الأفاضل: إن خلق العين سر من أسرار قدرة الله عز وجل فهي رغم حجمها الصغير إلا أنها تتسع لرؤية جميع ما في هذا الكون من مخلوقات وبحار وسماوات وأراضٍ وجبال شاهقة، وقد أباح الله عز وجل للمسلم النظر بها إلى كل ما هو مباح كالتمتع بالمناظر الخلابة وحرم النظر بها إلى كل ما هو مُحرم كالنظر إلى امرأة لا تحل له أو إلى طفل جميل بقصد الشهوة، لأن النظر في كليهما قد تكون نهايته وقوع الزنا الذي هو سبب في ضياع المجتمع والمشاكل الزوجية التي قد تؤدي لتفكك الأسرة بأكملها، فالنظر إلى النساء ما هي إلا فتنة عمياء لا عاصم لها شيء من دون الله جل جلاله، إذ عن ابن عبًاس قال: (ما رأيتُ شيئًا أشبَهَ باللَّممِ مِمَّا قالَ أبو هريرةَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ كتبَ على ابنِ آدمَ حظَّهُ منَ الزِّنا أدرَكَ ذلِكَ لا محالةَ فزنا العينينِ النَّظرُ وزنا اللِّسانِ المنطقُ والنَّفسُ تمنَّى وتشتَهي والفرجُ يصدِّقُ ذلِكَ ويُكذِّبُهُ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لذلك يجب على المسلم التوجه بالدعاء إلى ربه حتى يَعصِمه منها.

أيها الإخوة كثرت في يومنا الفتن والمُغريات وعم الفساد فأصبح متاحًا بكل مكان فهو عند القدمين، وبين اليدين، وأمام العينين، ومما ساعد في ذلك انتشار الأجهزة الإلكترونية التي جعلت الصور الفاضحة بين يدي الصّغار والكبار يتصفحونها بأي وقت وفي أي مكان بل حتى وصل الحال ببعضهم إلى تصفحها في بيوت الله، وأغلبهم يجهلون أن النظر هو أصل الفتن وسبب الفواحش فهو يوهم النفس بتحقيق سعادتها ولكنه في الحقيقة يقودها إلى الآثام والمعاصي والعذاب، لذلك توجب عليهم علاج أنفسهم بالعودة لكتاب الله وسنة نبيه، والصبر على غض البصر، والتفكر في عاقبة إطلاق البصر على كل ما هو مُحرم عليهم، وتذكُر النعيم الدائم الذي أعده الله عز وجل للمتقين في الجنات من حور عين.