يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن حسن الخلق ، قصة عن حسن الخلق للنبي ، و قصص الصحابة عن حسن الخلق ، و قصص السلف في حسن الخلق ، و نماذج من حسن الخلق ، و قصص عن حسن الخلق للاطفال ، حيث أن الأخلاق هي طباع الشخص، وتربيته لها أثر كبير في ذلك، كما أن حسن الخلق من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، لذا يجب أن نقتدي به، وفي السطور التالية قصص واقعية عن حسن الخلق.

قصص واقعية عن حسن الخلق

قصص واقعية عن حسن الخلق
قصص واقعية عن حسن الخلق

قصص واقعية عن حسن الخلق، في إحدى القرى البعيدة كانَ هناك شيخ يعيشُ حياةً بسيطة، ويعتمد في تحصيل رزقِه على معالجة الناس، وكان الشيخ حَسَنَ الخلق، يحبّ الناس ولا يتكبّر عليهم، وكان يعاملهم بلطف، ويعالج من كان فقيرًا منهم دون أن يأخذ من الفقراء شيئًا مقابل معالجتهم، وكان أهلُ القرية يحبون الشيخ، ويعتبرونه مَثَلَهم الأعلى سواء كان ذلك في الجانب العلمي والطبي، أم على مستوى حسن الخلق في تعامله مع أهل القرية. وكان الشيخ يذهب في رحلات بحرية مع بعض أهل القرية الذي يعملون في الصيد من أجل أن يتزود ببعض الأعشاب والمواد الطبية الضرورية لعلاج أهلها.

وفي إحدى الليالي، بينَما كان الشيخ في بيته، إذ بباب بيته يُطرَق في ساعة متأخرة من الليل، وإذ به رجل غريب تبدو عليه علامات التعب والإرهاق، استجار بالشيخ بعد أن قُطِعَتْ به السبل وأصابه المرض الشديد، فساعد الشيخ الرجل الغريب على النهوض، وأدخله إلى بيته وعالجه واستضافه ثلاثة أيام، وكان الرجل الغريب قد طلب من الشيخ ألاّ يخبر أحدًا بوجوده عنده، فلبى الشيخ طلب الرجل، ولم يسأله عن السبب الذي دفعه إلى ذلك، وفي اليوم الرابع استيقظ الرجل الغريب قبل استيقاظ الشيخ وغادر بيته دون أن يُعلِمَ الشيخ بذلك، وعندما استيقظ الشيخ بحث عن الرجل الغريب ولم يجده، فعرف أنه قد غادر وعاد إلى بلده.

ومرّت الأيام وجاء موعد ذهاب الشيخ في رحلة عبر البحر إلى بلاد تقع على الضفة الأخرى من ساحل القرية التي يعيش فيها الشيخ، وانطلق البحارة مع بعض رجال القرية في السفينة، وما إن وصلوا إلى منتصف الطريق إذ بالماء يتسرب إلى داخل السفينة من خلال ثقب بسيط موجود في قبوها، فحاول رجال السفينة أن يغلقوا ذلك الثقب لكنه كان يزداد اتساعًا مع مرور الوقت، وهموا بالعودة إلى القرية لكن المسافة المقطوعة كانت كبيرة، فلم يتمكنوا من ذلك.

وبينَما هم على هذه الحال، ظهرت سفينة أخرى في الأفق فاستبشر رجال السفينة والشيخ خيرًا، وعندما اقتربت السفينة الغريبة أصاب رجال القرية الذين كانوا على متن السفينة الدهشة، حيث وجدوا عَلَم القراصنة الأسود يرفرف فوق السفينة الغريبة فأصابهم الفزع، وكان السفينة الغريبة كبيرة الحجم وفيها عدد كبير من القراصنة المحترفين الذي يمارسون السّطو على السفن، فاقتربوا من سفينة أهل القرية ونزلوا فيها، وبدأت عملية نهب السفينة بمن فيها.

وكان زعيم القراصنة يدعو بقيّة رجاله إلى أخذ كلّ ما لدى أفراد القرية حتى وقعت عين زعيم القراصنة في عين الشيخ فعرفه وإذ بزعيم القراصنة ذات الرجل الغريب الذي أقام عند الشيخ، وعندها أمر زعيم القراصنة رجاله بالتوقف فورًا عن أخذ أموال أهل القرية ومساعدتهم على نقل أمتعتهم إلى سفينة القراصنة قبل غرقها، وهنا أصاب الجميع دهشة من موقف زعيم القراصنة، وأدركوا أن هناك أمرًا غريبًا يحدث.

وهنا اقترب زعيم القراصنة من الشيخ وعانقه وساعده على الوصول إلى الضفّة الأخرى، وأمر رجاله بالنزول إلى قبو السفينة وإخراج الماء منها وصيانتها لتعود للعمل من جديد، وتوقَفَ عن عمليات القرصنة تمامًا، وعاش في قرية الشيخ، وهذا بسبب الأثر الطيّب الذي تركه الشيخ في القرصان، وما كان عليه من حسن الخلق عندما لجأ القرصان إلى الشيخ ذات يوم.

الدروسُ المستفادة من هذه القصّة أنّ حسن الخلق يُحبِّب الناس بمن يتمتع بالأخلاق الطيبة، وأن بذرة الخير موجودة في قلوب معظم الناس وإن كانوا أشرارًا في ظاهرهم، وهذا ما تجلى في هذه القصة، حيث ساعد زعيم القراصنة الذي عرف بشدّة البأس وبطشه في الناس رجال القرية وأنقذهم من الغرق، كما أن حسن الخلق يظهر في معاملة الإنسان لغيره، ويؤثّر في تصرفات الآخرين ليصبح الناس على خلق قويم بسبب ما ألِفُوهُ من الناس الذين يتمتّعون بالأخلاق الطيبة.

قصة عن حسن الخلق للنبي

  • كان هناك رجل يهودي يسكن بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحب أذى رسولنا الكريم.
  • حيث كان يلقي القمامة أمام بيت رسول الله، وبالرغم من ذلك كان النبي يدعو له بالهداية، ولا يؤذيه حتى بكلمه.
  • لكن في يوم من الأيام وجد النبي أمام بيته نظيف، ولا توجد قمامة، فقلق النبي على اليهودي.
  • ثم ذهب له ووجده مريض، فقال له قلقت عندما وجدت أمام بيتي نظيف.
  • لقد خجل اليهودي كثيرا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ووقتها سأل النبي ماذا أفعل لكي أعلن إسلامي.
  • لذا جعله النبي يردد الشهادة، ومات اليهودي وتكرم عليه الله عز وجل بدخوله الإسلام.
  • هذا يبين لنا أن حسن الأخلاق يغير حتى من يسيء لنا.
  • علاوة على ذلك معرفة قصه قصيره عن الاخلاق والفضائل تجعلنا على خلق أفضل، وتعرفنا على أهم الفضائل.

قديهمك:

قصص الصحابة عن حسن الخلق

قصص الصحابة عن حسن الخلق
قصص الصحابة عن حسن الخلق

قصة أبي بكر مع ضيوفه

في ذلك الزَّمان كان هناك من يُسمَّى بأهل الصُّفَّة، والصُّفَّة هو مكان بمؤخرة المسجد النبويِّ من جهة حجرات النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهم من ليس لهم أهلٌ أو مأوى فكانوا يقيمون بهذا المكان، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغِّبُ الصَّحابة في إطعام أهل الصُّفّة، ويقول: (طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ)، أي أنَّ من يوجد عنده طعامٌ يكفي اثنين فلا يضرَّ أن يأخذ واحداً منهم ليُطعمه ويُسكتَ جوعه وهكذا.

فأخذ أبو بكر الصِّديق -رضي الله عنه- ثلاثةً منهم ليُطعِمهم، فذهب بهم إلى بيته وقال لولده عبد الرحمن أن يقوم بإطعامهم حتى يذهب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فترةً ومن ثمَّ يعود، فرفض الضيوف أن يأكلوا وفضَّلوا أن ينتظروا مجيء أبو بكرٍ الصِّديق من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وعندما رجع أبو بكر الصِّديق وجد ضيوفه لم يأكلوا بعد، فظنَّ أنَّ الذَّنب على ابنه وأنَّه هو من لم يُطعمهم فغضب منه، حتى قالوا له: يا أبا بكر، لم نحبَّ أن نتناول الطعام في بيتك دون وجودك، فأَتَوْا لهم بالطعام حتى أكلوا جميعاً واستشعروا بركة الطّعام حيث ما كانوا يأكلون اللقمة حتى كان مكانها أخرى عِوَضاً عنها.

وفي هذه القصة يظهر حرص أبو بكرٍ الصديق على إكرام ضيوفه، وعدم التأخُّر عليهم في طعامهم، وذلك توجيباً لهم وإعلاءً لشأنهم ومكانتهم، وفي هذا يظهر حسن خلق أبي بكر الصديق في التَّعامل مع الضيوف.

قصة عمر مع المرأة الفقيرة

في يومٍ من الأيَّام وبينما كان الخليفة عمر -بن الخطاب- يتجوَّل في المدينة ويتفقَّد أحوال الرَّعيّة، إذ سمع صوت بكاء أطفال فأسرع ليرى ما الأمر، فرأى امرأةً تضعُ وعاءً على النَّار وكأنَّها تطهو، وعندها طفلان يبكيان، وسمِعها تشكو عمر بن الخطاب إلى الله -عزَّ وجل- من فقرها وحاجتها، ولأنَّ عمر لا يعلم بحالها.

فذهب عمر -رضي الله عنه- ليسألها عن أمرِها، وأمرِ أطفالها الذين يبكون، فقالت: لا أملك طعاماً أسدُّ به جوع أطفالي، وكلَّما همُّوا بالبكاء، قمتُ فوضعتُ ماءً في القِدر وأضعه على النار، وأقول لهم: ناموا حتى ينضج الطعام، فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك من المرأة، لامَ نفسه، كيف أنَّ هناك من هو من رعيَّته وينام في جوعه من حاجته وقلَّة حيلته.

فذهب -رضي الله عنه- و جاء بكيسين يحوِيان طعاماً وشراباً، وقام بإعداد الطَّعام لتلك المرأة وأطفالها، ولمَّا نضج الطَّعام طلب من المرأة أن توقِظ الأطفال لكي يأكلوا، فأيقظتهم وقامت بإطعامهم، وجعل عمر يُصلِّي، ويستغفر الله، ويطلبُ منه المغفرة والعفو عمَّا كانت به المرأة من حاجةٍ ومن شكواها إيّاه إلى الله -عزَّ وجل-.

يتجلَّى في هذه القصة حسن أخلاق خليفة المسلمين عمر بن الخطاب حيثُ التواضع، والإحسان، والتضرُّع والالتجاء إلى الله، فما أعظم أخلاق صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قصص السلف في حسن الخلق

قصة عثمان بن عفان مع تُجَّار المدينة عام الرَّمادة

عندما كان عام الرَّمادة، والنّاسُ يعانون القحط وجَدَبَ الأرض، والفقر، والحاجة، وقلَّة الطَّعام والشَّراب، حتى شعروا ذات يومٍ باهتزازٍ في الأرض فعرفوا أنَّ هناك قافلةً تسير إليهم، فلمَّا أقبَلت فإذ بها قافلة عثمان -رضي الله عنه- تحملُ أصنافاً ممَّا يحتاج إليه النَّاس.

فأقبل عليه النَّاس من كلِّ مكانٍ يريدون شراء بضاعته، فقال عثمان: كم تعطونني ثمناً لها؟ قالوا: نعطيك درهماً، قال لهم: هناك من دفع لي أكثر من ذلك، فقالوا: نعطيك بدل الدرهم اثنين، فقال: هناك من دفع لي أكثر، فقالوا: نعطيك بدل الدرهم ثلاثة، وكذا ردّ عليهم بأنّ هناك من أعطاه ثمناً أكثر من ذلك، فقالوا: يا عثمان، لم يسبقنا أحدٌ لشراء بضاعتك، ولا يوجد تجارٌ غيرنا هنا، فمن هذا الذي دفع أكثر منا؟ فأجابهم عثمان -رضي الله عنه-: الله -تعالى- أعطاني بكلِّ درهمٍ عشراً، ثمَّ قال: اللهمّ إنّي وهبتُها لفقراء المدينة، بلا ثمنٍ ولا مُقابل، فتصدّق -رضي الله عنه- بكلِّ ما في القافلة.

وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يدلُّ على حسن خلق صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان -رضي الله عنه وأرضاه- حيثُ لم يقبل باستغلال ظروف أهل المدينة من الفقر والحاجة وقام ببيعهم بضعف الثَّمن، بل رضي بالأجر من ربِّه -عزَّ وجل- وقام بالتَّصدُّق بقافلته.

قصة أبي هريرة وطاعته لوالدته

كانت والدة أبي هريرة -رضي الله عنه- مُشرِكةً، فقام بدعوتها إلى الإسلام ومحاولة تحبيبها فيه، فقامت بسبِّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فحزن أبو هريرة جداً من سباب رسول الله وغضب له، فذهب إليه يبكي ويقول: يا رسول الله، إنَّ أمي قامت بسبِّك، فادعُ الله لها أن يهدِيَها للإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ اهدِ أمَّ أبي هريرةَ).

ورجع أبو هريرة إلى أمّهِ حتى إذا اقترب من الباب، فسمعت أمُّه صوت أقدامه فقالت له: ابقَ مكانك يا أبا هريرة، فسمع صوت خضخضة ماء، ثمّ خرجت عليها بعد أن اغتسلت ولبست ثوبها، فقالت يا أبا هريرة: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”، فعاد أبو هريرة إلى رسول الله وهو يبكي فرحاً ليبشِّره بإسلام أمِّه، ففرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخبر وحمد الله -تعالى-، ثمَ طلب أبو هريرة منه أن يدعو له ولأمِّه، فدعى لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهمَّ حبِّب عُبيدَكَ هذا وأمَّهُ إلى عبادِكَ المؤمنينَ وحبِّبْهم إليْهما).

يعدُّ تصرُّف الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- مع أمِّه حين سبَّت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصرُّفاً نابعاً من حُسن الخلق والأدب في التَّعامل مع الوالدين، حيث غضب لرسول الله ولكنَّ غضبه لم يجعله يسيء الأدب مع والدته، بل ذهب وطلب من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أن يدعو لها.

نماذج من حسن الخلق

اللغة بأن ما يوافق الإنسان ويستريح معه بدون عنف، ويعرف الرفق بالشرع بأنه سهولة التعامل في القول والفعل، والتعامل مع الناس برفق ولين، وقد بين الله تعالى أثر الرفق في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في اجتماع الخلق من حوله، فقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾.

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الرفق زينة لكل شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ)، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرفق الله تعالى بكل من يرفق بالمؤمنين فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ).

خلق الإنصاف

يعرف الإنصاف بأنه المعاملة بالعدل، فإذا أخذ المرء حقه كاملاٌ فهذا الإنصاف، وفي الاصطلاح: الإنصاف هو أن تعطي غيرك من الحق مثلما تأخذ أنت لو كنت مكانه، وقد أمر الله تعالى بالإنصاف ولو على حساب النفس أو الوالدين أو الأقارب فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾.

ومن الإنصاف في السنة النبوية أن جعل النبي صلى الله عليه وسلم علامة إيمان المرء هي أن يحب للناس ما يحب لنفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، فالمؤمن يحب الإنصاف في الحق لغيره كما يحبه لنفسه.

قصص عن حسن الخلق للاطفال

قصص عن حسن الخلق للاطفال
قصص عن حسن الخلق للاطفال

تعود رجل صالح ان يضع أول كل شهر في المقعد الخلفي لسيارته، مجموعة كبيرة من العلب بها أغلى وأفضل أنواع الشكولاته، ثم يتجه بسيارته إلى بلدة فقيرة، تبعد عن بيته مسافة نصف ساعة بالسيارة.

وكان له جارًا بخيل رغم ثرائه، يراقب ما يقوم به كل شهر، وفي أحد المرات وأثناء تحميل الرجل الصالح العلب في السيارة، إقترب منه جاره وقال له وهو يبتسم، إلى أين ستذهب بكل هذه العلب الجميلة الأنيقة، أرى من أغلفتها أنها من أرقى أنواع الحلوى.

ابتسم الرجل وعرض على جاره أن يذهب معه ليرى بنفسه أين سيذهب، فوافق الجار وترك سيارته وركب بجانبه، وفي الطريق بدأ الرجل الصالح في قراءة القرآن بصوت جميل، ولم يتوقف عن القراءة حتى وصل إلى البلدة التي يقصدها، وطلب من جاره أن يحمل معه بعض علب الشكولاته، سدثم طرق إحد الأبواب.

ففتح له طفل صغير وعندما شاهده صرخ من الفرحة وقال لأمه وإخوته العم الطيب جاء بالشكولاته، ثم طرق على باب آخر، فخرجت له سيدة مسنة، وعندما شاهدته أخذت تدعه بأن يرزقه الله الصحة وأن يستر طريقه، ويطعمه من ثمار الجنة، كما اجبر بخاطرهم، استمر الرجل وجاره يوزعان العلب على بيوت البلدة بأكملها.

وبعد الانتهاء من التوزيع، استقل الرجل الصالح سيارته، وبجانبه جاره الذي سأله وهو في دهشة كبيرة، لماذا هذه البلدة بالذات التي تأتي إليها وتعطيهم هذه الهدايا، وكان من الأفضل أن تعطي هؤلاء الفقراء أموال بدلاً من الشوكولاته.

ابتسم الرجل وقال لجاره، هذه البلدة التي عشت فيها طفلاً فقيرًا يتمياً، وكان بعض أهلها رغم فقرهم يعطفون علي، ويأتون لي بالحلوى التي أحبها والتي لازال طعمها في فمي.

وعندما كبرت ورزقني الله عز وجل من فضله، أردت أن أرد لهم بعض ما يستحقون، أما سؤالك الثاني فافتح علبة وانظر ما بداخلها، فتح الجار العلبة فوجد مبلغ من المال، وزادت دهشته وسأل، لما لا تعطيهم المال فقط؟، أو تأتي لهم بحلوى أرخص.

قال الرجل حسن الخلق أنا أعطيهم المال داخل العلب حفاظاً على شعورهم، إذا ما أعطيتهم المال يد بيد، أما الشوكولاتة، فأنا أحب هذا النوع كثيرًا، والله عز وجل يقول”لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” صدق الله العظيم.

ظل الجار يسأل والرجل الصالح يجيب، وفجأة خرجت السيارة عن مسارها وكادت أن تصطدم في سيارتهم، لولا أن الرجل أستطاع أن يبتعد عنها في أخر لحظة، فابتسم وقال لجاره، الحمد لله لقد نجانا الله بفضل دعاء الطيبين أصحاب القلوب السليمة، وأيضًا بفضل عطفك على المساكين، من الآن سأخصص مبلغ شهري وأوزعه على المحتاجين، عسى الله أن يزيح عني وعن أسرتي ما نحن فيه من هم ومرض.