يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن الغيبة ، و الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة والنميمة ، و قصة العبد النمام ، و قصة عن افة من افات اللسان الكذب او النميمة او الغيبة ، الغيبة: هي ذكر المسلم بما يكره، ويلقّب أيضًا بذي الوجهين، الذي عندما يكون مع أحدهم يمدحه ويثني عليه، وعندما ينصرف عنه يبدأ بشتمه وإظهار ما يبطن ويذكره بسوء،وأمّا النميمة فهي نقل الكلام بين الناس بقصد الفتنة والإفساد بين الناس، وهي من أخطر الآفات؛ لأنّها تفتك بالمجتمع وتزيده تفكُّكًا وانقسامًا؛ فالنّمّام يجعل الصديقين عدوّين والأخوين أجنبيين، فهي خطرٌ عظيمٌ يحدق بالفرد والمجتمع والدولة، ولا بدّ من محاربته وإيقاف من يعتاشون على الفتنة والإفساد.

قصص واقعية عن الغيبة

قصص واقعية عن الغيبة
قصص واقعية عن الغيبة

دعا الإسلام الناس إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، وبيّن أنّ الأخلاق الحسنة هي التي تؤهّل العبد لنيل رضى الله -سبحانه وتعالى- ونيل محبّة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، وإنّ من أخطر الآفات التي يتعرّض لها المُجتمع: آفات اللسان، ومن أكثر ومن أكثر هذه الآفات خطرًا: الغيبةُ والنميمة، التي هي من نواقض المروءة، وهي من الأخلاق الذميمة التي لا يقول بها إلّا من في قلبه مرضٌ، وقد حدثت في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- قصصٌ تبيّن بشاعة الغيبة والنميمة وتنفير الإسلام منها، ولعلّ من أشهرها؛ عندما مرَّ النبيّ على قبرين، فقال: (إنّهما ليعذَّبان وما يُعذَّبان في كبير: ثم قال بلى، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنّميمة، وأمّا الآخر فكان لا يستنزه من بوله، ثمَّ أخذ عودًا فكسره باثنينِ، ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا)، ومن المواقف التي حدثت زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ما كان من عائشة -رضي الله عنها- حين ذكرت صفيّة -رضي الله عنها- أمام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بشيءٍ من عيوبها؛ فنهاها النبيّ وحذّرها؛ لأنّ ما قالته من الغيبة، وذلك فيما روته عائشة -رضي الله عنها- من قولها: (قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفيةَ كذا وكذا، قال: غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً. فقال: لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته).

الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة والنميمة

وردت آياتٌ وأحاديث كثيرةٌ في بيان خطر الغيبة والنميمة، وآتيًا ذكر جملةٍ منها:

  • قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
  • قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
  • قال الله -تعالى-: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ).
  • قال الله -تعالى-: (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا).
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ).
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الربا ثلاثةٌ وسبعونَ بابًا، أيسرُها مثلُ أنْ ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ، وإِنَّ أربى الرِّبا عرضُ الرجلِ المسلمِ).

قصة العبد النمام

  • في قديم الزمان كان هناك رجل من سادة القوم يمتلك الكثير من النفوذ والأموال وقد توجه ذات يوم إلى السوق لكي يقوم بشراء عبد لخدمته وخدمة أسرته، وما إن وصل السوق وبدأ في البحث هنا وهناك حتى رأى عبد رغب في شرائه ولكنه قام بسؤال البائع أولاً فيما يتعلق بعيب ذلك العبد ليجيب البائع أن عيبه الوحيد قيامه بنقل الحديث والحكايات بالكذب والباطل فيما بين الناس.
  • لم يرى الثري أن ذلك العيب يعد جسيماً بل رآه يسيراً ولن ينتج عنه تعب أو شقاء وبالفعل قام بشراء العبد مقابل مبلغ من المال حدده البائع، ومن ثم اصطحبه معه إلى المنزل لكي يبدأ في مباشرة عمله وخدمة أهل بيته، وبقي العبد في أولى أيام عمله يخدم زوجة الرجل وأبنائه بجد واجتهاد ويلبي جميع طلباتهم وأوامرهم.
  • بعد فترة ليست بالطويلة كان صاحب البيت قد خرج من المنزل متوجهاً إلى عمله وما كان من العبد إلا أن انتهز فرصة غيابه وبدأ بالتحدث مع الزوجة عن زوجها بالكذب زاعماً أنه قد علم أن الزوج يفكر بل ويخطط في الزواج من امرأة أخرى.
  • صدقت الزوجة ذلك الكلام إذ يملك العد موهبة كبيرة في إقناع من يحدثه بصدقه وقامت بسؤاله وطلب النصيحة منه فيما ينبغي عليها أن تفعل لتوقف تلك الزيجة.

نهاية كذب العبد

  • بدأ العبد في إقناعها بأخذ بعض الشعر من لحية الزوج لكي يأخذها لأحد الدجالين وهو من سيقوم بما يمنع تلك الزيجة، وفي ذلك الوقت كان ينقل للزوج أن زوجته تخطط لقتله لكي ترث أمواله، وعلى الرغم من عدم تصديق الرجل الكلام لأنه يعلم عن ذلك العبد الكذب إلا أن ذلك الحديث قد أخذ مبلغاً من تفكيره.
  • أتى الليل واستلقى الرجل على سريره محاولاً مقاومة التفكير والخلود إلى النوم دون جدوى، ولكن الزوجة كانت قد ظنت أن الزوج قد ذهب في ثبات عميق فاتجهت إليه ممسكة موس في يدها لكي تأخذ الشعرات التي طلبها العبد فاعتقد الزوج أنها ترغب في قتله فأمسك الموس من يدها وقتلها.
  • سارع العبد في الذهاب إلى أهل الزوجة وأخبرهم أن الزوج كان يخطط للزواج من أخرى غير ابنتهم وحينما علمت وتشاجرت معه قام بقتلها فصدقه أهل الزوجة وقتلوا الزوج انتقاماً لابنتهم، وقد اشتعلت حرب كبيرة فيما بين القبيلتين راح ضحيتها الكثيرون، مما يدل على مدى خطورة الكذب الذي هو أحد آفات اللسان.

قديهمك:

قصة عن افة من افات اللسان الكذب او النميمة او الغيبة

  • أراد أحد الحكماء أن يعلم ابنه الصغير درس هام وعظيم يوضح له من خلاله مخاطر النميمة على  كلاً من الفرد والمجتمع، حتى يكون لدى ذلك الصبي علم تام حول مدى خطورة ذلك الأمر، وما يحمله له من سوء كبير في حالة انتشارها بالمجتمعات.
  • اصطحب الأب ابنه إلى قمة بيت من أعلى بيوت المنطقة التي يسكنون فيها، وكان معه كيس مملوء بريش من أغلى الأنواع وهو النعام، و طلب الأب  من ابنه فتح الحقيبة وإلقاء جميع ما هو موجود بداخلها من الريش  من أعلى البيت، وعلى الفور سقط الريش كله وتناثر بالهواء وفي كل مكان.
  • وهنا طلب الأب من الابن أن يجمع ذلك الريش مرةً ثانية، وما كان من الولد إلى أن اندهش من طلب والده، لأنه يعلم أن جمع الريش الذي تناثر أمر غير ممكن وفي غاية الصعوبة،فقام الأب بإخبار ابنه أن جميع افات اللسان ومنها  الكذب والنميمة، مثلها مثل ذلك الريش حينما ينتشر يصبح من المستحيل جمعه، وقد بين لنا الله سبحانه العقوبة الشديدة التي توعد بها النمام، كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الجنة نمّام).