يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن العنف ضد المرأة ، و قصص عن العنف الجسدي ضد المرأة ، و أشكال العنف ضد المرأة ، و أسباب العنف ضد المرأة ، و نسبة العنف ضد المرأة في العالم ، و آثار العنف ضد المرأة ، يعرّف العنف ضد المرأة على أنّه أي سلوك عنيف يمارس ضدّها، ويقوم على التعصّب للجنس، ويؤدّي إلى إلحاق الأذى بها على الجوانب الجسديّة، والنفسيّة، والجنسيّة، ويُعدّ تهديد المرأة بأيّ شكل من الأشكال، وحرمانها، والحدّ من حريتها في حياتها الخاصّة أو العامة من ممارسات العنف، ويشكّل العنف ضدّ المرأة انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان؛، فهو يمنعها من التمتّع بحقوقها الكاملة، ويجدر بالذكر أنّ عواقب العنف ليس على المرأة فقط، بل تؤثّر أيضاً على الأسرة والمجتمع بأكمله، وذلك لما يترتّب عليه من آثار سلبية اجتماعيّة، واقتصاديّة، وصحية وغيرها، والعنف ضدّ المرأة لا يرتبط بثقافة، أو عرف، أو طبقة اجتماعيّة بعَينِها، بل هو ظاهرة عامة.

قصص واقعية عن العنف ضد المرأة

قصص واقعية عن العنف ضد المرأة
قصص واقعية عن العنف ضد المرأة

قصة شوق: “ليس حتفي الأخير”

تكتب شوق (28 عاماً) مذكراتها عن أسوأ أيام حياتها. كانت الكتابة ملاذها الوحيد بعدما تعرّضت لكافة أنواع التعذيب، ومحاولات القتل، ونجاتها من الانتحار. “لم تكن تلك اللحظة نهاية العالم، ليست حتفي الأخير، رغم أنها التهمت الكثير من قلبي وأخذت أجزاءً من روحي، ولكن أنا قويّة”.

تقول “شوق” لـ”خطيرة”: “تزوجت بطريقة تقليدية في عمر 18 عاماً. وبعد أسبوعين، تحوّل زواجي إلى جحيم. لم يخبرني أحد قبل الزواج أنّ زوجي يعنّف أخواته. إضافة إلى بخله، كان يعنّفني لفظياً وجسدياً وجنسياَ لأي سبب تافه، ثمّ يحبسني كي تختفي آثار الضرب”.

لم تجرؤ شوق على إخبار أهلها بما يحدث، لأنّ حماتها هددتها وشجعت ابنها على تعنيف زوجته. “سكنت مع عائلته، لم أحظَ بالخصوصية. كنت طفلة خفت من المجتمع والتهديدات. كان يعاملني بأحسن صورة أمام أهلي، فحتى لو شكيت، لن يصدقوني”.

تحمّلت شوق العنف لخمس سنوات وحاولت الانتحار ثلاث مرات، حتى حملت بطفلها. تقول: “كلما زرت عيادة، كان يقال لي إنّ نسبة حملي ضعيفة، ولن أنجب ولكن تكهنات العلم تُخطئ أحياناً. حملت وفاجأته بالخبر، فاتهمني بالخيانة وتبرأ من الطفل. انهال عليّ بالضرب بوحشية وحاول حرقي وتشويهي بالمكواة حتى سمعني الجيران وتدخّلوا”.

استطاعت شوق الهرب وقضت فترة حملها في بيت أهلها، حتى انجبت. تدخّل الأهل للصلح، فعادت إلى زوجها، بعد وعده بتغيير معاملته. “بعد عودتي تطوّر الأمر لخيانتي في منزلي وعلى سريري. صوّرت لي جاراتي نساء يدخلن منزلي معه بغيابي. وجدت ملابسي مستعملة، مكياجي، عطوري. جنّ جنوني، صارحته فأنكر، طلبت الطلاق فلكمني وضربني على كل أنحاء جسمي بأدوات ثقيلة أنا وطفلي. هربت إلى غرفتي واتصلت بأهلي لإسعافي”.

عانت شوق من كسور في الرأس ورضوض في الجسم، وقضت شهراً في المستشفى تحت تأثير الأدوية والمسكنات، ثمّ رفعت طلب تفريق وقضية تعنيف وأنهت الإجراءات بأسبوع. 

تخبرنا: “بررت حماتي خيانته وقالت لي بعد خروجي من المستشفى “تستاهلين عشانك حرمتيه من جسمك”. لم يحضر طليقي جلسات المحكمة فأمر الشيخ بتطليقي منه فوراً بعد رؤية آثار العنف عليّ”.

حُكم على طليقها بالسجن لثلاثة أشهر وغرامة بقدر خمسين ألف ريال سعودي (حوالي 13 ألف دولار). لم يخضع للمحاكمة، وبقي هارباً لثلاث سنوات حتى تنازل والد شوق عن الدعوى. “حزنت حين علمت بالأمر وحقدتُ على أبي، ولكن لم أستطع التصرف لكونه والدي. حتى اليوم أتمنى أن ينصفني القانون بأخذ حقي منه”.

قصص عن العنف الجسدي ضد المرأة

تعد ظاهرة العنف ضد المرأة من أخطر الآفات الاجتماعية التي تجتاح مجتمعات العالم ولا سيما مجتمعنا العربي. وصار العنف ضد المرأة ظاهرة اجتماعية تعكس الجانب الانحراف المهدّد للبنية الاجتماعية للأسرة والمجتمع، خصوصاً أن الأضرار الجسيمة التي تلحق هذه الظاهرة سواء على المستوى النفسي أو الجسدي أو الاجتماعي تهدّد أمن المجتمع وطمأنينته افراده.

 تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بقضايا عديدة، ومن هذه القضايا قضية الزواج المبكر التي اعتبرها البعض من القضايا الهامة جداً؛ لما يترتب عليها من أبعادٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ وصحيةٍ ونفسية.

 فقد لاقى هذا الموضوع اهتماماً كبيراً، وأصبح مدار جدلٍ ونقاشٍ عام؛ لأنّ الأسرة هي أساس المجتمع، وهي المؤسسة التربوية التي ترتقي بها الأمم وتزدهر، وقد ظهر للزواج المبكر العديد من الآراء فيما يتعلق بإجازته أو منعه، فكانت الآراء متباينة بين المجيز له، والمحبب والمشجع، وبين المانع والرافض له، ولكلا الطرفين المانع والمُجيز وجهة نظرٍ في ذلك الأمر

تروي المواطنة فاطمة البالغة من العمر 23سنه قصتها مع العنف , اذ ان اهلها أخرجوها من المدرسة وزوجوها رغما عنها عن عمر يناهز 16سنة. فلم تملك حق الاختيار وحق اكمال دراستها,  الان لديها طفلان ذكر وانثى… ولكن ومع الاسف لاقت اسوأ المعاملة من قبل زوجها.

فتعرضت للضرب والاهانة والشتائم والاهمال… لها ولأولادها، وهي  الان تجلس وحيدة في بيتها مع أطفالها اذ ان زوجها  يسكن مع زوجته الاولى، لا يؤمن لهم متطلبات الحياة ومصاريفها. .. حيث تجلس حائره مكتوفة الأيدي مغلوب على أمرها لا تعرف ماذا تفعل. 

قديهمك:

أشكال العنف ضد المرأة

لا ينحصر العنف ضدّ المرأة في شكل واحد، بل يتّخذ عدّة أشكال، منها:

  • العنف الجسدي: يُعدّ من أكثر أنواع العنف وضوحاً، ويشمل ممارسة القوة الجسدية ضدّ المرأة، وذلك باستخدام الأيدي، أو الأرجل، أو أي أداة تلحق الأذى بجسدها، ويتّخذ عدّة أشكال، فقد يكون على شكل ضرب، أو صفع، أو غيرها.
  • العنف النفسي: يرتبط العنف النفسي بالعنف الجسدي، إذ إنّ المرأة التي تتعرّض للعنف الجسدي تعاني من آثار نفسية كبيرة، وقد يُمارس هذا الشكل من العنف من خلال عدّة طرق، منها إضعاف ثقة المرأة بنفسها، والتقليل من قدراتها وإمكانياتها، وتهديدها، وقد يظهر أثره على المرأة عن طريق شعورها بالخوف، أو الاكتئاب، أو فقدان السيطرة على الأمور من حولها، أو القلق، أو انخفاض مستوى تقديرها لذاتها.
  • العنف اللفظي: يعدّ من أكثر أشكال العنف تأثيراً على الصحة النفسية للمرأة، وهو النوع الأكثر انتشاراً في المجتمعات، وقد يكون من خلال شتم المرأة بألفاظ بذيئة، أو إحراجها أمام الآخرين، أو السخرية منها، أو الصراخ عليها.
  • العنف الاقتصادي: يشمل محدودية وصول المرأة إلى الأموال، والتحكّم في مستوى حصولها على الرعاية الصحية، والعمل، والتعليم، بالإضافة إلى عدم مشاركتها في اتّخاذ القرارات المالية، وغيرها الكثير.

أسباب العنف ضد المرأة

تعود أسباب العنف ضد المرأة إلى دوافع اجتماعية، ونفسيّة، واقتصاديّة موضّحة كما يأتي:

  • الدوافع الاجتماعيّة: تتمثّل في الأعراف الاجتماعية التي تستثني وتقلّل من فرص المرأة في الحصول على التعليم، والعمل، بالإضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية التي تشمل تقبّل العنف ضد المرأة كوسيلة لحلّ وتسوية الخلافات بين الأشخاص.
  • الدوافع النفسية: تشمل تعرّض الشخص أثناء طفولته للإيذاء، ومشاهدته العنف بين والديه، بالإضافة إلى غياب الأب عن الأسرة.
  • الدوافع الاقتصادية: تُعدّ من أهمّ دوافع وأسباب العنف ضدّ المرأة، ويعود السبب في ذلك إلى ضغوطات الحياة، والظروف الاقتصادية الصعبة، وإسراف المرأة في الاستهلاك أحياناً.

نسبة العنف ضد المرأة في العالم

تبذل الوكالات والمنظّمات العالمية جهوداً كبيرة للتوصّل إلى أرقام دقيقة حول ظاهرة العنف ضدّ المرأة، وفيما يأتي أبرز الإحصائيات التي توصّلت إليها كلّ من منظّمة الصحة العالمية، وكلية الطب وطب المناطق المدارية في لندن، ومجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا:

  • تعرّضت أكثر من 35% من نساء العالم للعنف الجسدي أو الجنسي على يد الشريك أو غيره من الأشخاص.
  • تعرّضت نحو 30% من نساء العالم للعنف الجسدي على يد شريكهم في العلاقة.
  • تعرّضت 7% من نساء العالم للاعتداء الجنسي من قِبَل شخص لا تربطهم به علاقة.
  • تصل احتمالية ولادة النساء اللواتي تعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي لأطفال ذوي وزن ناقص إلى 16%، كما تصل احتمالية إصابتهنّ بالاكتئاب إلى الضعف.

آثار العنف ضد المرأة

يبيّن ما يأتي أبرز الآثار المترتّبة على المرأة، والأسرة، والمجتمع نتيجة ممارسة العنف ضد المرأة:

  • الآثار الصحية والنفسية: يمكن أن ينجم عن العنف ضدّ المرأة العديد من الإصابات، بالإضافة إلى الصداع، وآلام في الظهر والبطن، واضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي، ومحدودية الحركة، واعتلال الصحة بشكل عام، ويمكن أن تشمل الآثار النفسية للعنف ضد المرأة الإصابة بالاكتئاب، والشعور بالإجهاد، ومشاكل في النوم، واضطرابات في الأكل، كما يمكن أن يقود المرأة أحياناً إلى محاولات الانتحار.
  • الآثار الاجتماعية والاقتصادية: يُشكّل العنف ضد المرأة عائقاً أمام مشاركتها في الأنشطة المنتظمة، فقد تعاني النساء نتيجة العنف من العزلة، وعدم القدرة على العمل، وبالتالي فقدان الأجر، كما يمكن أن ينتج عن العنف عدم تمكّن المرأة من الاعتناء بنفسها وأطفالها بالشكل الصحيح.