يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ ، و قصص عن أكل مال الناس بالباطل في زمن الرسول ، و عقوبة أكل أموال الناس بالباطل في الدنيا ، و صور لأكل أموال الناس بالباطل ، و هل يغفر الله أكل أموال الناس ، و حديث عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ ، يعرف أكل أموال الناس بغير الحق في كل ما يأخذه الشخص أو يستولى عليه من أموال ورزق الآخرين بغير وجه حق، إما عن طريق السرقة بالإكراه، أو الظلم والعدوان على الآخرين، أو الغش والاحتيال، وغيرها من الأفعال التي حرمها الدين الإسلامي وحذر من مخاطرها، ومن قصص أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ ما يلي:

قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ

قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ
قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ

قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ ، يقول الشيخ محمد راتب النابلسي في إحدى محاضراته أنَّه روى له أحد الأخوة قائلاً: “كان هناك بدوي يعيش في جدة وعندما توسعت جدة اقتربت من أرضه فارتفع سعرها؛ فباعها لمكتب عقاري بثمن بخس دون أن يعرف السعر الذي تستحقه أرضه، ثم قام هذا المكتب ببناء مكون من عشرة طوابق فوق هذه الأرض.”

“وأصحاب هذا المشروع هم شركاء ثلاثة، وقع الأول عن الطابق العاشر للأرض فمات والثاني دُهس بسيارة، فانتبه الثالث وبحث عن صاحب الأرض الأصلي حتى وجده، فأعطاه ثلاثة أمثال حصته أي إنَّه أعطاه الثمن الحقيقي لها”، والشاهد من القصة أنَّ هذا العبد قد تم أخذ أرضه بالباطل بثمن بخس، ولكن لم يهنئ من اشتروها إلى أن أرجعوا له حقه.

قصص عن أكل مال الناس بالباطل في زمن الرسول

بيان بعض القصص التي تتحدث عن أكل أموال الناس بالباطل في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:

  • حدث في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه استعمل رجلاً من الأُسد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، حتى قام رسول الله آنذاك وألقى خطبة مفادها تحريم قبول الهدية للعامل، قائلاً: فليجلس هذا العامل في بيت أبيه، أو بيت أمه وينظر هل ستأتيه هدية أم لا ؟

مُصرحاً بأنَّ هذه الهدية إنما هي رشوة أُدخلت تحت مسمى الهدية وهي حرام؛ لأنَّ فيها ظلماً وأكلاً لحقوق الناس بالباطل وفيها إعانة للظلم والعدوان وهي كسب غير مشروع وخبيث، فيه أكل لحقوق العباد في حال لم يكن مال الزكاة كاملاً.

  • كان رسول الله جالساً فجيء بثلاث جنازات متفرقة، فعندما جاءت الأولى قالوا: صلِّ عليها يا رسول الله، فسأل إذا كان عليه دين، فقالوا: لا، فسأل إذا ما ترك شيئاً، قالوا أيضاً: لا، فصلى عليه، ثم جيء سأل هل ترك شيئاً قالوا: نعم ثلاث دنانير، فصلى عليها.

فجيء بالثالثة فقالوا:صلِّ عليها، قال:هل ترك شيئاً، قالوا: لا، قال: أعليه دين؟ قالوا: ثلاثة دنانير، فقال رسول الله: صلوا على صاحبكم فحمل الدين الصحابي أبو قتادة، فصلى رسول الله على الجنازة.

وسؤال النبي-صلى الله عليه وسلم- أعليه دين، دليل على أنَّ الدين ذو أهمية شديدة؛ فهو أحد صور أكل أموال الناس بالباطل في حال لم يتمَّ سداده، فكان -صلى الله عليه وسلم- لا يصلي على أحد مات وعليه دين ولم يترك شيئاً يمكن به سداد دينه.

قديهمك:

عقوبة أكل أموال الناس بالباطل في الدنيا

أوجب الله -سبحانه وتعالى- النّار على كل من يأكل أموال النّاس بغير حق؛ ذلك لأنّه يُعدّ من الظلم العظيم، فقال الله -تعالى-: (وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا)،

وينبغي على من أكل أموال النّاس بغير حقٍّ؛ أن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً، ويُرجع المال إلى صاحبه إن تمكّن من ذلك، وإن كان ما أخذه قد تعرّض للتلف؛ فينبغي عليه أن يدفع قيمته لصاحبه، وإن لم يتوافر المالك الحقيقي لهذا المال يقوم بدفعه إلى ورثته، فإن تعذّر الدفع للورثة يقوم بالتبرع بالمال لجهةٍ من جهات الخير لتقوم بصرفه والتبرع به؛ مثل جهات البرّ التي تتكفّل بالإنفاق على الفقراء والمساكين.

صور لأكل أموال الناس بالباطل

هناك أشكال ومظاهر عديدة لأكل أموال الناس بالباطل، فقد حرمه الإسلام وحمى الناس منه لما له من مخاطر جسيمة وعواقب وخيمة في الدنيا وما بعدها، ومن هذه الصور ما يلي:

صور لأكل أموال الناس بالباطل
صور لأكل أموال الناس بالباطل

السرقة بالإكراه

هذا مرض يصيب مجتمعنا اليوم، حيث تُغتصب أموال الناس وتُسرق تحت تهديد الخناجر والسيوف، وتُرتكب أبشع جرائم القتل والجرح والتشويه، ولهذا أكد الإسلام عليه ووضع حدًا له.

اغتصاب الأرض والاستيلاء عليها: عندما لا يكون هناك خوف من الله، تصبح القوة والإبداع آفة لصاحبها الذي يستخدمها في القهر والعدوان، والاستيلاء على أموال الآخرين وهضم حقوقهم، ولقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم اغتصاب الأرض والاستيلاء عليها من صاحبها بأكبر قدر من الترهيب.

الرشوة

الرشوة هي كل ما يدفعه الإنسان لمن يفعل عملاً إسلامياً ليحقق شيئاً لا يجوز له، ولها الكثير من الصور، ومن أعظمها ما يُعطى لإلغاء حق، أو إتمام كذب، أو إلحاق ظلم بشخص ما، وأحد أشكالها هو دفع المال مقابل حساب الفائدة، والتي يجب على الشخص المسؤول عنها أن ينفقها بدون هذه الرسوم، ويشمل ذلك أيضًا الرشاوى لمنح ما ليس لديه أو لدفع حق ملزم بدفعه، أو الرشاوى التي يجب أن تمنح معاملة تفضيلية أو تُمنح لأشخاص آخرين يحق لهم القيام بذلك.

وحرم الدين الإسلامي وحذر من الرشوة سواء كانت أخذًا  أو عطاءً، ونقل من عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يلعن الراشي والمرتشي، والرشوة مكسب خبيث يستهلك أموال الناس بصورة غير مشروعة ويزيد من الظلم والعدوان ويهدر كرامة الإنسان.

والرشوة سلوك قبيح، وتساعد على نشر الرذيلة والفساد، وإطلاق العنان لرغبات النفوس، ونشر الاختلاس والتزوير، واستغلال السلطة والالتفاف على النظام، مما يخلّ بمصالح المجتمع ويطغى عليه الشر والظلم والبؤس والفقر، وينتشر البؤس فيه، لذلك حرم الإسلام الرشوة حتى لو حملها صاحبها كهدية.

الغش في البيع والشراء

ومن التجار الذين يكذبون على الناس ويخدعونهم ويقسمون عليهم ببيعهم بيمين كاذب لإغراء الآخرين ببضائعهم، وهذا ظلم واستهلاك غير مشروع لأموال الناس، وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف أن ثلاثة أنواع من البشر لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة من بينهم الذي يبيع سلعته بالحلف الكاذب ليتحايل على الناس.

ومن أنواع الغش أيضًا الغش في الكيل الميزان، وهي مسألة يهملها كثير من الناس، فإذا كانوا يقومون بالبيع يفقدوا وينقصوا في الوزن ، وإذا كانوا يشترون يزيدوا في الوزن بغير حق.

ويشمل الغش أيضًا إخفاء عيوب البضائع وكتمها عند بيعها، فكثير من البائعين اليوم، الذين لا يخشون الله، لا يشرحون عيوب البضائع التي يبيعونها، بل يستخدمون جميع أنواع الحيل لإخفائها، وهذا من النواهي التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث.

أكل مال اليتيم

من كان عنده مال لليتيم يأكل أو ينكر أنه يأكل مال الناس بالباطل، وقد وعده الله تعالى بأشد التحذيرات، فمن يرعى اليتيم بمال عليه أن يدفع ماله كاملا عندما يكبر ويحسن السلوك.

أكل مال الأجير والعمال

ويتم ذلك من خلال عدم منح العمال والعاملين أجرهم وحقوهم بعد إتمامهم لعملهم، وهذا يعني أن المدير أو صاحب العمل ينتهك حق العامل وينكره، أو أن حقه قد تم التقليل من شأنه وعدم منحه بالكامل، أو يضيف إليه عملاً إضافيًا دون مقابل، أو يتردد فيه ولا يدفع له إلا بعد الجهد والحاجة، فويل لهذا الظلام من عذاب يوم مؤلم ومن خصومة رب العالمين.

عدم الوفاء بالديون

هناك نوع من البشر يأخذون الدين ويريدون عدم سداده أو تأجيل رده إلى صاحبه.ط، إن حقوق العباد عظيمة عند الله فلا مفر من دفعها وإعادتها لأصحابها قبل أن يأتي اليوم الذي لا يدفع له بالدينار أو الدراهم ولكن يحل محلها الحسنات والسيئات.

كما أن قطاع كبير من الناس يقترضون باستهانة، بلا حاجة ولا ضرورة، لكن رغبةً في التوسع ومواكبة الآخرين، والتسامح في الاقتراض يؤدي إلى تأخير في السداد أو إهدار أموال الآخرين،  وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم كثير من عواقب هذا الفعل في الدنيا والآخرة.

سؤال الناس بغير حاجة

وهم من يتجولون حول التجار ويزعمون أن لهم الحق في الزكاة وهم يكذبون عليهم، أو يسألون الناس في المساجد والشوارع وهو ليسوا صادقين، فهؤلاء يأكلون أموال الناس بالباطل.

هل يغفر الله أكل أموال الناس

  • أكل أموال الناس بالباطل من المحرمات التي تستلزم من مرتكبيها الاستغفار والتوبة إلى الله فقد حث الله في كتابه الكريم على الاستغفار والتوبة عند ارتكاب المحرمات في قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً).
  • كما أن باب التوبة مفتوح لكل من يرغب في التوقف عن المعاصي التي نهى الله عنها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.
  • وفي حالة التوبة عن أكل أموال الناس بالباطل فيجب رد الأموال إلى أصحابها، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه:” مَن كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم؛ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه؛ فحمل عليه”.
  • كما أنه بجانب التوبة فيجب الإكثار من القيام بالأعمال الصالحة.
  • أما عن مغفرة الله لهذا الذنب فإن الحالة الوحيدة التي لا يغفر فيها الله لعباده حالة الشرك وفقًا لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ).

حديث عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ

وردت عدة أحاديث في السنة النبوية عن أكل مال الناس بالباطل؛ منها ما يتعلق بعقوبة أكل مال الناس بالباطل، ومها ما ينهى عن أكله.

حديث عن عقوبة أكل مال الناس بالباطل

ذكرت السنة النبوية عدّة أحاديث تبين عقوبة آكل مال الناس بالباطل، منها ما يبين إفلاسه يوم القيامة، ومنها ما يقول بإتلاف الله له، ومنها ما يشير إلى غضب الله عليه، ومنا ما يذكر أنه له النار، وفيما يأتي بيان لهذه الأحاديث:

  • آكل أموال الناس بالباطل يكون يوم القيامة مفلساً من الحسنات

ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ).

  • إتلاف الله له

ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ).

  • غضب الله عليه

ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن اقتطَعَ مالَ امرئٍ مُسلمٍ بغيرِ حَقٍّ، لَقيَ اللهَ -عزَّ وجلَّ- وهو عليه غَضبانُ).

  • آكل أموال الناس بالباطل له النار يوم القيامة

ثبت عن خولة الأنصاريّة -رضيَ الله عنها- قالت: سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: (إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ).

وروي عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا كعبُ بنَ عُجْرةَ إنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ لحمٌ ودمٌ نبَتا على سُحتٍ النَّارُ أَوْلى به).

حديث عن حرمة أكل مال الناس بالباطل

بيّن الرسول الكريم حرمة أكل مال الناس بالباطل في عدّة أحاديث، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:

  • ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل المسلم على المسلم حرام: دمُه وماله وعِرْضُه).
  • ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ يَومَ النَّحْرِ فَقالَ: يا أيُّها النَّاسُ أيُّ يَومٍ هذا؟، قالوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قالَ: فأيُّ بَلَدٍ هذا؟، قالوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قالَ: فأيُّ شَهْرٍ هذا؟، قالوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قالَ: فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، فأعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ).