يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصص بوليسية حقيقية ، و قصص بوليسية حقيقية مكتوبة ، قصص بوليسية مكتوبة بالعربية ، و قصص بوليسية قصيرة ، و قصة بوليسية عن السرقة ، لعشاق قراءة اجمل قصص بوليسية قصيرة يمكنكم الآن تابعوا معنا المقال التالي لتتعرفوا على مجموعة قصص بوليسية حقيقية.

قصص بوليسية حقيقية

قصص بوليسية حقيقية
قصص بوليسية حقيقية

هناك بلا شك ما لا يعد ويحصى من الجرائم التي وقعت في أرجاء هذا العالم الواسع , ربما لم نسمع بها , لكنها ليست بعيدة عن أيدي وعقول صائدي القصص , هي بالنسبة إليهم كالكنز , ينبغي استثماره بأفضل صورة . وقصتنا لهذا اليوم هي واحدة من تلك الكنوز التي كانت ومازالت مادة دسمة لأفلام ومسلسلات الغموض والجرائم .طبعا قد تخال عزيزي القارئ بأننا نتحدث عن جريمة دموية راح ضحيتها العشرات , أو عن سفاح رهيب كان يتلذذ بتقطيع وتمزيق أجساد ضحاياه بلا رحمة .لكن أسمح لي أن أخيب ظنك ..فجريمتنا لهذا اليوم فيها قاتلان وقتيل واحد فقط . جريمة قد تبدو عادية وتافهة , ربما كان مقدرا لها أن يطويها النسيان حالها حال مثيلاتها التي تحدث كل يوم في مختلف بقاع الأرض . لكنها على العكس من ذلك أصبحت مثار اهتمام الناس والصحافة لفترة طويلة من الزمن .طيب لماذا كل هذه الضجة ؟.

السبب ببساطة يكمن في الدافع الغريب وراء الجريمة , وفي هوية القتلة وطبيعة انتمائهم الطبقي وتحصيلهم العلمي , فبطلا قصتنا لم يكونوا من أرباب الجنايات والسوابق , ولا من أفراد عالم شيكاغو السفلي حيث تتصارع عصابات الجريمة المنظمة , ولا من مدمني المخدرات أو المهووسين بالمومسات .. لا لم يكونا أيا من ذلك ..بل كانا شابان ألمعيان , مشهود لهما بالتفوق والذكاء ويتحدران من أثرى العائلات في شيكاغو .

ناثان ليوبولدناثان ليوبولد (1905) كان نابغة بكل معنى الكلمة , نطق أول كلماته وهو بعمر أربعة أشهر فأذهل مربيته وأفزع والديه ! .. دخل الجامعة بسن 15 عاما وتخرج منها وهو لم يبلغ العشرين من عمره بعد , ويقال بأنه حينها كان يتكلم 27 لغة , وبلغ معدل ذكائه 210 (الإنسان العادي بين 90 – 110) … بيد أن هذا النبوغ المبكر كانت له مساوئه أيضا , فليوبولد كان يفتقر للمهارات الاجتماعية , كان اخرقا تماما عندما يتعلق الأمر بالصداقات والعلاقات , ربما لأنه كان يشعر , بسبب ذكاءه الخارق , بأن الآخرين أقل منه قدرا . كما كان متأثرا بشدة بأفكار الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه , خاصة فكرته عن “الإنسان الأعلى” , ذلك الإنسان المتفوق والمتحرر من الوهم والخرافة , والمتسلح بالقوة والذكاء , الذي يسمو فوق القوانين والأعراف التي تسري على بقية البشر .

ريتشارد لوببطل قصتنا الآخر يدعى ريتشارد لوب (1904) , كان ذكيا أيضا , لكنه لم يكن بنبوغ زميله ليوبولد . كان تفوقه الدراسي بالأساس يعود إلى أسلوب التربية المتزمت والقيود التي فرضتها عائلته عليه . هو أيضا دخل الجامعة مبكرا , وكانت الجامعة بالنسبة إليه فرصة للتحرر من قيود العائلة والانغماس في حياة اللهو والملذات . وعلى العكس من ليوبولد , كان لوب بارعا على المستوى الاجتماعي , كان وسيما وذو شخصية جذابة ومحببة , لكنه كان يخفي جانبا آخر لشخصيته لم يكن الآخرون يعلمون عنها شيئا , كان متمردا يتطلع لتحطيم القيود وكسر المحرمات . وهكذا فقد أدمن السرقة منذ سن مبكرة , لا لذات السرقة , فهو لم يكن بحاجة للمال , لكنه وجد فيها متنفسا لرغبات روحه المشاغبة , وكان يحلو له أن يقوم بتخريب وتحطيم الأشياء وإشعال الحرائق , حتى داخل منزله , ويجد متعة ما بعدها متعة في الإفلات من العقاب .الجامعة هي التي جمعت بين الشابين , وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى شكل شاذ ومنحرف . ليوبولد الذي كان يفتقد الأصدقاء والعلاقات وجد ما يفتقده في شخصية صديقه الوسيم الاجتماعي فهام به حبا وتبعه مثل ظله , أما لوب فقد وجد في ليوبولد رفيقا وتابعا مثاليا يساعده في تنفيذ جرائمه الصغيرة , كالسرقة والتخريب وإشعال الحرائق .

غير أن هذا المزيج الغريب والمتفجر من الذكاء والشذوذ ونيتشه والروح المتمردة لم يجد ما يشبع غروره في تلك الجرائم الصغيرة والتافهة , كانت هناك طموحات أكبر وأخطر نضجت بالتدريج في رأس الصديقين .

ارادا ان يبرهنا بأنهما فوق البشر ..لقد أرادا أن يبرهنا بأنهما فوق البشر , ولا يخضعان لقوانين البشر , وبأنهما مثال حي على إنسان نيتشه المتفوق والخارق , ولإثبات هذه الفكرة المجنونة قررا أن يرتكبا ما يعرف ب “الجريمة المثالية أو الكاملة” , أي أن يقترفا جريمة وينجوان من العقاب بشكل كامل . وانهمكا لعدة شهور في وضع خطة متكاملة لجريمتهما , رسما خطوطها بدقة , كانت تقوم على استئجار سيارة باستعمال أسماء مزيفة , ثم استخدام هذه السيارة في خطف احد الأطفال الأغنياء , على أن يكون المخطوف صبيا , ثم يقومان بقتل هذا الطفل في نفس اليوم ويرميان بجثته في احد القنوات أو الجداول الصغيرة خارج المدينة , ثم يطلبان من عائلة الصبي فدية مالية مقال وعد بإطلاق سراحه .ولم يطل المقام حتى وضع الشابين خطتهما موضع التنفيذ , ففي يوم 21 أيار / مايو عام 1924 استأجرا سيارة وراحا يتجولان بها في شوارع الحي الراقي الذي يقطنان فيه بحثا عن فريسة . لم يفكرا بشخص معين , كان الأمر بالنسبة لهما أشبه بجولة صيد , وشاءت الأقدار أن يلمحا عند الساعة الخامسة من عصر ذلك اليوم صبيا يعرفانه جيدا , أنه بوبي فرانكس , أبن المليونير جاكوب فرانكس . كان صبيا في الرابعة عشر من عمره يمت بصلة قرابة للوب . وكان في طريق عودته من المدرسة إلى منزله حين توقفت قربه سيارة الشابان اللذان دعواه للركوب معهما , فصعد إلى السيارة وجلس في مقعد الراكب الأمامي من دون تردد لأنه يعرفهما جيدا .

الضحية بوبي فرانكسولم تمر سوى لحظات على حركة السيارة حتى تعرض بوبي لضربة مباغتة وقوية على رأسه من الخلف بواسطة أزميل , لا يعرف على وجه الدقة من الذي وجه الضربة , ليوبولد أم لوب , فقد زعم كلاهما بأنه كان يقود السيارة في ذلك اليوم وبأن الآخر هو الذي أجهز على بوبي . لكن أيا كان من فعل ذلك فأنه لم يقتل بوبي في الحال , كان حيا حينما سحبوه للمقعد الخلفي ودسوا في فمه جورب أحدهم , ثم أسجوه على أرضية السيارة ووضعوا أقدامهم فوقه حتى لفظ المسكين أنفاسه الأخيرة جراء النزيف أو ربما اختناقا بالجورب . وبعد أن تأكدا من موته قاما بنزع ملابسه ونثراها على جانب الطريق , ثم سكبا بعض الحمض فوق وجهه كي يصعب التعرف عليه , وتركاه لقرابة الساعة في السيارة ريثما تناولا عشاؤهما في أحد المطاعم , وأخيرا أخذا الجثة إلى خارج المدينة ورمياها تحت قنطرة صغيرة . بعدها عادا إلى المدينة حيث غسلا الدم عن ملابسهما ونظفا السيارة ثم أعاداها إلى صاحبها .كل شيء تم كما كان مخططا له , كانت جريمة متقنة , خطفا الصبي وقتلاه ودارا بجثته في شوارع المدينة المزدحمة من دون أن يفطن لهما أحد . وحان الآن وقت الجزء الثاني من الخطة .. الفدية .في ساعة متأخرة من ذلك المساء أتصل القاتلان بعائلة بوبي من هاتف عمومي , لم يكن في المنزل سوى فلورا , والدة بوبي , فالجميع كانوا قد ذهبوا للبحث عن بوبي بعدما تأخر في العودة إلى المنزل . القاتلان أخبرا فلورا بأنهما خطفا أبنها فسقطت المسكينة مغشيا عليها في الحال .وفي صباح اليوم التالي وصل ظرف بريدي إلى منزل عائلة بوبي , كانت يحتوي على رسالة, وتضمنت الرسالة وعدا بإعادة بوبي إلى المنزل سليما مقابل فدية مقدراها عشرة آلاف دولار , على أن يكون المبلغ من عملات نقدية قديمة فئة عشرين دولارا , وأن يوضع المبلغ كله في علبة سيجار ويلف جيدا بشريط لاصق , ثم على والد بوبي أن يحمل المبلغ إلى عنوان محدد في الرسالة وينتظر هناك بالقرب من هاتف عمومي . وتضمنت الرسالة تهديدا بقتل بوبي في حال إبلاغ الشرطة .

الرسالة التي بعثاها لعائلة بوبي ..خطة ليوبولد ولوب كانت تقضي بالأتصال بوالد بوبي مجددا بعد وصوله إلى الهاتف العمومي الذي حدداه في رسالتهما , كانا سيطلبان منه أن يدخل إلى محطة القطارات القريبة ويقطع تذكرة إلى مدينة أخرى , وفي مرحلة معينة من الرحلة , عند نقطة محددة , على والد بوبي أن يتوجه إلى مؤخرة القطار ويرمي بالنقود إلى الخارج , فيأتي القاتلان ويلتقطانها من دون أن يعرضا نفسيهما لأي خطر ..كانت خطة عبقرية ..وبالفعل عند الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم أتصل القاتلان بالهاتف العمومي الذي حدداه لوالد بوبي . لكن أحدا لم يرد . أعادا الاتصال عدة مرات .. لكن لا رد .. فنظر أحدهما إلى الآخر بقلق .. ماذا حدث ؟ .. هل فشلت الخطة ؟ .ما لم يدركه الشابان في ذلك الوقت هو أن أحد المزارعين عثر على جثة بوبي في صباح اليوم التالي للجريمة . طبعا الشرطة لم تكن تعلم من هو القتيل , لكنها بحثت في البلاغات المقدمة مؤخرا عن فقدان صبي مراهق ولم يكن هناك سوى بلاغ واحد مقدم من عائلة بوبي فاتصلت الشرطة بهم وذهب خال بوبي لمعاينة الجثة في المشرحة .وفي عصر ذلك اليوم , بينما كان والد بوبي يتأهب لركوب سيارته للذهاب إلى المكان الذي حدده القاتلان لتسلم مبلغ الفدية , أتصل به شقيق زوجته من المشرحة وأخبره بأن الجثة تعود لبوبي .لكن القاتلان لم يعلما بعثور الشرطة على جثة بوبي إلا بعد يومين عندما نشرت الصحف المحلية الخبر , وبالرغم من فشل الجزء الثاني من خطتهما إلا أنهما لم يهتما كثيرا , فالمال لم يكن غايتهما , ولا يوجد أبدا ما يمكن أن يقود الشرطة إليهما , حتى الآلة الكاتبة التي طبعا عليها طلب الفدية قاما بتحطيمها ودفنها , كانا موقنين بأنهما لم يتركا ورائهما أي دليل أو أثر .لكنهما كانا على خطأ .

النظارة التي اوقعت بالقتلة ..فرغم أن تحقيقات الشرطة كانت تسير في اتجاه خاطئ وبعيد تماما عن القتلة الحقيقيين , حيث حامت الشبهات حول معلمي بوبي في المدرسة وجرى بالفعل احتجاز اثنان منهم . لكن يد الأقدار تدخلت لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح . فالشرطة كانت قد استدعت والد بوبي من اجل سؤاله عن بعض الأمور , وبعد انتهاء التحقيق , بينما كان والد بوبي يتأهب للمغادرة , سلمه المحقق نظارة قائلا أنها نظارة بوبي عثروا عليها بجوار جثته , فتعجب والد بوبي من ذلك وقال بأن أبنه لم يكن يرتدي نظارة . فعلمت الشرطة عندئذ بأن النظارة تعود للقاتل . وفي الحقيقة كانت النظارات تعود لليوبولد , وقد سقطت منه أثناء نقل الجثة إلى أسفل القنطرة .الشرطة لم تعطي هذا الدليل أهمية كبيرة , فهناك ملايين الناس يرتدون النظارات , ومن المستبعد أن تقود النظارة إلى كشف القاتل . لكن عندما عرضوا النظارة على خبير العدسات أخبرهم بأن عدساتها مصنوعة بآلية نادرة جدا , وبالرجوع إلى السجلات تبين أن هناك ثلاث أشخاص فقط في شيكاغو يمتلكون مثل هذه النظارات , أحدهم هو ناثان ليوبولد , والذي أصبح المشتبه به الرئيسي في القضية لأن يسكن في نفس الحي ولديه معرفة قديمة ببوبي وعائلته .

القت الشرطة القبض عليهما ..عند سؤال الشرطة لليوبولد عن نظارته قال بأنها سقطت منه أثناء ممارسته لهوايته في مراقبة الطيور البرية , وعند سؤاله عن مكان تواجده خلال ليلة مقتل بوبي زعم بأنه كان بصحبة لوب وبأنهما قضيا المساء برفقة مومسين . فأخذت الشرطة تحقق مع لوب أيضا , وبسؤال الاثنين على انفراد ظهر بعض التناقض في أقوالهما . فأدرك المحققون بأنهما يخفيان شيئا ما , وبالضغط عليهما أكثر بدءا ينهاران , وكان لوب هو أول من أعترف, زعم بأنه لم يقتل بوبي , قال بأنه كان يقود السيارة وبأن ليوبولد هو الذي وجه الضربة القاتلة للفتى , وحين اخبروا ليوبولد بذلك لم يجد هو الأخر مناصا من الاعتراف , فزعم هو أيضا بأنه لم يكن القاتل , وبأن لوب هو الذي قتل بوبي . ومن غير المعروف حتى يومنا هذا أيهما كان صادقا وأيهما كان يكذب .أخبار القبض على القاتلين سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم , كانت جريمة غريبة نالت اهتماما واسعا , فالقاتلان أعترفا بأنهما لم يكونا بحاجة إلى المال , وبأن الدافع من جريمتهما لم يكن سوى لذة القتل نفسها , وتحقيق فكرة “الجريمة المثالية المتكاملة” التي استحوذت عليهما .

في المحكمة مع المحامي ..محاكمة الشابين سميت بمحاكمة القرن , وقد توقع الجميع بأن يحصلا على عقوبة الإعدام , لكن والديهما الثريين قاما بتعيين أحد أشهر وأفصح وأنجح المحاميين في أمريكا آنذاك , المحامي كلارنس دارو , أوكلاه مهمة الدفاع عن أبنيهما . وكان دارو معروفا بمناهضته الشديدة لعقوبة الإعدام , وخلال المحاكمة ألقى واحدة من أروع المرافعات في تاريخ القضاء الأمريكي , فنجح في إنقاذ رقبة موكليه من حبل المشنقة , وعوضا عن ذلك نال كل منها حكما بالسجن المؤبد .حياة السجن لم تكن سهلة بالنسبة لشابين مترفين . ففي عام 1936 لقي لوب مصرعه ذبحا بالموس خلال شجار مع زميل آخر في الحمام أراد الاعتداء عليه جنسيا . أما ليبوليد فقد أمضى 33 عاما في السجن , ولم يطلق سراحه إلا في عام 1958 بعد حصوله على عفو .

أطلق سراحه بعد 33 عاما ..ليوبولد واجه صعوبة في الاندماج مع المجتمع من جديد , وظلت أشباح الماضي تلاحقه وكان الناس يتحاشونه , فحاول الابتعاد عن كل ذلك بالهجرة إلى بورتوريكو حيث تزوج هناك من أرملة وعمل لسنوات كمدرس رياضيات . وألف قبل موته كتابا عن الطيور في بورتوريكو .ناثان ليبولد مات بالسكتة القلبية عام 1971 .موت ليوبولد لم يعني موت قصته , فالجريمة التي أقترفها مع صديقه لوب مازالت موضع اهتمام الدارسين والباحثين في مجال العلوم الجنائية والنفسية والقانونية . فهذه الجريمة تؤكد بأن دوافع القتل لا تكون دوما متعلقة بالفقر أو التربية الخاطئة أو الدوافع الجنسية كما يحسب معظم الناس , فهناك من يقتل لا لشيء إلا من أجل متعة ولذة القتل .قصة ليوبولد ولوب تم اقتباسها في الكثير من الأفلام والمسلسلات , أشهرها فلم الحبل لألفريد هتشكوك عام 1948 وفلم أكراه عام 1959 .

ختاما .. هل كانا ذكيين حقا ؟ ..أنا شخصيا بعد قراءتي لهذه القصة رحت أتسأل مع نفسي , هل كان ليوبولد ولوب بهذا الذكاء الموصوف عنهما حقا ؟ .. لماذا لم يقوما بدفن الجثة بدل إلقائها تحت قنطرة ؟ .. لو فعلا ذلك , ربما لنجوا بفعلتهما .

لكن قد يكونا تعمدا عدم دفن الجثة .. ربما كان الأمر بالنسبة لهما بمثابة تحدي .. أن يرتكبا جريمة قتل وتكون ظاهرة وينجوان بفعلتهما . هناك من يقول بأن قضية ليوبولد ولوب هي دليل على أنه لا توجد جريمة كاملة .. لكني أظنه على خطأ , فهناك فعلا جرائم لم تعرف هوية القاتل فيها أبدا . أشهرها قضية جاك السفاح والداليا السوداء والسفاح زودياك وغيرها الكثير الكثير من القضايا التي بقيت بلا حل حتى يومنا هذا ..لا بل إن هناك بلدانا يقتل الأبرياء فيها كل يوم وينجوا القتلة من أي عقاب .. ولا عزاء للضحايا سوى الأمل في عدالة وعقاب الآخرة .

قصص بوليسية حقيقية مكتوبة

قصة الأخ القاتل

في عصر يوم الجمعة، كانت الشمس ساطعة ودافئة، كانت الطيور تغرد والاجواء هادئة،  وقد كان فلوران يأكل داخل منزله، وإذ به ينتهى من وجبته وفجأة يسمع صوت لدى الجيران وكأن شخص يصرخ، فيقوم فلوران بترك منزله ومن ثم يذهب إلى باب جاره، ويرى فلوران أن بان منزل الجار مكسور، وقد رأى جثة أفضل جار وصديق له ملقاة على الأرض جثة هامدة، عندما رجع لمنزله، لمح فلوران للحظة قصيرة شخصًا يجري مسرعاً خارج المنزل، قيقوم فلوران بالشروع في ركض خلفه ولكن لم يتمكن من اللحاق به للأسف، فقد كان لدى فلوران الرغبة في مراقبته حتى يمكن أن يصف ملامحه جيدًا للشرطة، لهذا السبب قرر فلورنت الذهاب إلى الشرطة للإبلاغ عن حدوث جريمة القتل بالمنزل المجاور له، في اليوم التالي شرعت الشرطة في التحقيق، ولقد وجدوا دليلًا أحزن فلوران، كان الدليل هو زوج من القفازات، وكان يعلم أن هذه القفازات تخص شقيقه مارك، فقرر فلوران التحدث مع أخيه مارك، وحين وصل أمام باب منزل شقيقه مارك، لاحظ أن الباب نصف مفتوح، وإذ به يرى شقيقه يجري ومعه سكين وحقيبة كبيرة يحملها فوق ظهره، ففهم فلوران أن شقيقه هو القاتل، فقام فلوران بإخبار الشرطة، وبعد مرور يومين، سمع فلوران أن مارك تم قتله على يد شرطي.

قد يهمك:

قصص بوليسية مكتوبة بالعربية

قصة البيت الغامض

كا يوجد بعض الاطفال يلعبون داخل منزل مهجور في مدينتهم، لقد أحبوا شعور بأنهم يلعبون دون أن يمنعهم أحد، وقد كانوا يرفضوا أن يصدقوا ان يمكن في يوم يسكن هذا المنزل، فقد كان هذا البيت مسكون من قبل وهذا ما يظهر بعض الجدران التي فسدت بمرور الزمن وقاومت الكثير من عوامل الزمن، فقد انهار سقف المنزل منذ سنوات ولا يوجد به نوافذ أو الأبواب، كنا الأطفال يجلسوا في غرفة المعيشة بالمنزل وكانوا يلعبون بأنهم يعيشوا في عصر آخر، كان يجلس بالمنزل شخصاً كبيراً على كرسي ضخم له ذراعين وكان بجواره مصباح، وكان يقرأ بعض من القصص على الاطفال، وكان يقرأها بصوت عالٍ والاطفال تسمع له باهتمام شديد لأنهم كانوا أصغر منه جدًا ولا يجيدوا القراءة بعد، كانوا يحبون صوته وقصصه كثيراً.

وفي أحد الأيام ظهراً عندما كان الاطفال ذاهبون إلى المنزل، وجدوا طوق بلاستيكي بأسوار ضخمة تغطي المنزل بالكامل، ويحاصره الكثير من رجال الشرطة وأغلقوا المنزل، كان الرجل الذي يحكي القصص جالسًا على الأريكة، ولكن بدلاً من قراءة القصص، كان ينظر إلى الأرض ويدون دفتر الملاحظات الذي كان دوماً معه، بينما قام بعض من رجال الشرطة برسم دوائر حمراء على جدران المنزل.

قام الاطفال بالاقتراب من رجال الشرطة وسألهم من اقتحم منزلنا؟ فقامت الشرطة بطرد الاطفال، فقد كنا أطفالًا ولم نكن نفهم شيء لكن قولنا للشرطي، أننا عشنا هنا كثيراً ومنذ فترة طويلة، وأننا أمضينا فترات بعد الظهر بين تلك الجدران وأنه إذا حدث شيء ما في هذا المنزل، فيجب أن نعرف كل تفاصيله.

قال أحد الاطفال بجرأة: “ربما يمكننا أن نساعدكم”.

نظر إلينا الشرطي وهو يحمل روح سخرية في عينيه وقام يستجوب الاطفال، وفقال لهم هل تعرفوا رجلاً يسمي نفسه غاغو كافو؟

بدا هذا الاسم مألوفًا للاطفال، لكن لم نكن يعرفوا حقًا متى أو أين أو لماذا سمعه، ثم قالوا للشرطي إذا سمحت لنا برؤيته، يمكننا الإجابة عليك، فسألوا الشرطي أين هو أو ماذا فعل؟ لقد تفاجئوا بشكل كبير ولكن لزموا الشجاعة التي تمكنهم من مواجهة هذا الموقف، لم يخبرونهم من هو، ولكن قررنا يجب أن نذهب ولا نعود إلى هناك، وأخيرًا غادرنا لأنهم هددوا بإطلاق النار علينا وفخافنا حتى الموت، وذهب كل منا إلى بيته وهو خائفاً وقلقاً.

ثم تمر الكثير من الأيام، وربما شهور دون أن ذهب هؤلاء الاطفال إلى المنزل، وفي ظهيرة أحد الأيام، قرروا الذهاب للبيت فأن الوقت قد مضى وأن بإمكاننا العودة إلى ملجئنا القديم وبالفعل قاموا بذلك.

لم يكن هناك أي من رجال شرطة ، ولا أطواق الحراسة حول البيت، ولا آثار للطلاء الاحمر على الجدران، لكنهم وجدوا فقط الرجلًا جالسًا وقدم نفسه لهم أنه غاغو كافو وطلب منهم أن يشاركه في هذا المكان، ويبقوا معه لأنه لم يكن لديه مكان يذهب إليه، منذ ذلك الحين ، في كل مرة نعود فيها إلى المنزل نلتقي به ويقرأ لنا قصصًا وظل الاطفال مع غاغو كافو ولم يعرفوا سر هذا البيت الغامض، ولكنهم شعروا بالحب والامتنان إلى غاغو كافو.

قصص بوليسية قصيرة

قصة لاعب مشهور 

كان يوجد لاعب مشهور جداً يلعب بالمنتخب الوطني لكرة القدم، لم يكن رجلاً عادياً، فكان كارهاً للخطأ بشدة ويواجه المخاطر دون أن يخاف قط، ولا يترك حظه للصدف، فقد كان  يحسب كل خطوة يخطوها بتركيز ودقة، ويخطط لكل أفكاره بحكمة ودهاء، وبدأ من عامين يخطط ليقتل زوجته الكبيرة في العمر حتي يأخذ ميراثها وثرائها، وحتي يستطيع أن ينفيذ خطته كان عليه أن يجد إجابات لثلاث أسئلة محورية حتي لا يتم القبض عليه، اولاً ما يخص مكان الجريمة يجب أن يكون داخل البيت حتي لا يتوفر وجود شهود يمكن أن يشوا به، وثانياً عن كيفية تنفيذ الجريمة فقد قرر أن بقوم بها بذاته لأنه كان يرى أن كثرة عدد منفذين القتل سيرفع من احتمالية فشل العملية أو انكشافها بمرور الوقت، هذا ما تعرف عليه اللاعب من القصص البوليسية كان مدمن قراءتها منذ صباه، ويبقي أهم سؤال وهو زمن تنفيذ الجريمة، فهذا عامل أخر هام جداً لتكون الجريمة كاملة أو غير كاملة، لذا قد أخذ وقتاً كبيراً في الاجابة علي هذا السؤال، في الاخير فكر بالأمر أن يقوم بخطة وسام الشياطين.

وقد توصل أن يقتل زوجته العجوز بين شوطين المباراة وهي مباراة هامة في كرة القدم التي كانت بين المنتخب الوطني ومنتخب انجلترا، فهذا التوقيت سوف يجعل من الجريمة جريمة الكاملة، فلن يتمكن أحد من معرفة لغز القتل أو التفكير حتي فيه، وبالفعل بعد أن نهاية الشوط الاول من المباراة، ذهب اللاعب مسرعاً الي غرفة تغيير الملابس حيث كان يخفي بعض ملابسه، ولبس سرواله وغير الحذاء ووضع باروكة شعر بيضاء، وخرج من نافذة الغرفة ثم من ممر سري كان قد أعده في فترة ماضية، وركب الدراجة النارية التي كان قد ركنها خارج الملعب من يومين، وذهب مسرعاً الي المنزل، حمل السكين وقتل زوجته العجوز بخمس طعنات ثم عاد للمباراة من جديد.

خمسة عشر دقيقة فقط كانت تكفي ليقوم بجريمته الشيطانيه، ثم لعب باقي المباراة وكأن شيئاً لم يحدث، وبعد أن اعلن الحكم نهاية المباراة، دخل رجال الأمن والقوا القبض علي اللاعب متهمينه بقتل زوجته، وهذا لأنه قام بلعب الشوط الثاني بدون شارة كابتين الفريق التي كان يلبسها في الشوط الأول، و التي وقعت منه في منزله حين كان يطعن زوجته العجوز ليرث مالها .

قصة بوليسية عن السرقة

تحكى غالبا القصص لأخذ العبرة و الموعظة من حدث معين أو حكمة و لكن قصص السرقة تختلف بعض الشيء فهناك قصص غريبة عن اللصوص منها ما هو مسلي و مضحك ومنها ما هو محزن و منها ما يتميز بالجنون الذي يعرف به بعض اللصوص، فرغم أنهم أشخاص يتصفون بالعنف و التصرفات الإجرامية إلا أن بعض أفكارهم تنم عن الجنون و اللامبالاة.

أولا: كارل جوجيجن هو طالب دكتوراه و حائز على الحزام الأسود في الكاراتيه، و قد استطاع هذا اللص أن يسرق 50 بنكا خلال 30 عاما، و جمع من هذه السرقات حوالي 2 مليون دولار في هذه الفترة، كان يسمى هذا اللص لدى رجال الشرطة “بسارق بنوك ليلة الجمعة” . لكن الأمر لم يدم طويلا حيث يقضي حاليا كارل عقوبة السجن لمدة 17 سنة بتهمة السرقة.

ثانيا: في عام 2008 قام لص بتحرير إعلان في موقع كريجليست من أجل طلب عمال بناء، و عندما توصل بالطلبات قال للذين استجابوا للإعلان أن يقفوا بجوار بنك أوف أمريكا مرتدين ملابس العمل، ثم ارتدى اللص نفس الملابس و دخل للبنك و سرقه و هرب من المكان في حين لم يدرك العمال ما الذي يحصل.

ثالثا:أثناء عملية للسرقة أصيب رجل عجوز بطلقة رصاصة في رأسه، لكن العجوز لم يتأثر بالرصاصة و قال للص “الآن انتهى دورك و حان دوري”، فحمل المسدس و أطلق عدة رصاصات في بطن اللص
رابعا: عرف تشارلز فلويد في سنوات الثلاثينات من القرن العشرين بأنه كان عندما يقوم بسرقة أي بنك و ينتهي من مهمته يجمع مستندات الرهن العقاري التي توجد في ملفات البنك و يقوم بإحراقها حتى يحرر الناس من الديون التي عليهم من عملية الرهن فلا يجد البنك طريقة لمعرفة أصحاب الديون.

خامسا: كانت امرأة كرواتية تقطن لوحدها في بيتها و لم يكن يعيش معها أحد فتوفيت في منزلها و لم يعلم أحد عن وفاتها إلا بعد مرور 35 عاما، عندما دخل اللصوص لشقتها في سنة 2008.

سادسا: في يوم من الأيام عاد ابن النجم “بروس لي” “براندون” إلى بيته فوجد لصا في داخله، هرب اللص فور رؤية براندون لكن صاحب المنزل لم يتنازل و طارد اللص و رغم انه أخرج سكينه في وجه براندون، إلا أنه استطاع أن يجبره على ترك سكينه و قام بربط يديه و تثبيته حتى جاءت الشرطة.

سابعا: قبل أن يتولى الرئيس السادس و العشرين لأمريكا “ثيودور روزفلت” الحكم، كان خلال رحلة صيد مع أصدقائه فسرق أحدهم القارب الذي كانوا يتنقلون به، و رغم أن الطقس كان باردا في الشتاء استطاع روزفلت و أصدقائه أن يصنعوا قاربا آخرا و انتقلوا به عبر النهر حتى تمكنوا من إلقاء القبض على اللصوص.
ثامنا: في سنة 2008 اقتحم احد اللصوص منزل رسام كرتون أسترالي، و عندما غادر اللص المنزل و هو يحمل الأشياء الثمينة و السهلة النقل، قام الرسام برسم صورة اللص بدقة و أعطاها للشرطة، الذين استطاعوا أن يعتقلوا اللص في فترة قصيرة.

تاسعا: حدثت هذه القصة المضحكة في سنة 1994 مع لص أراد سرقة متجر، و عندما خرج و رأى الشرطة تحيط بالمكان سلم نفسه، لكنه فيما بعد اكتشف أن هؤلاء الأفراد ليسوا شرطة بل ممثلين كومبارس في فيلم تم تصويره قرب المحل التجاري.
عاشرا: في سنة 1995 سرق اللص “مكاثر ويلر” بنكا و هو يضع عصير الليمون على وجهه، و كان اللص المسكين يظن أن عصير الليمون سيساعده على الاختفاء عن كاميرات التصوير لأنه عصير الليمون يستعمل في الحبر السري.