قصص اطفال اسلامية هادفة : من هو الرجل الذي قال عنه الحبيب ﷺ محمد أنه خير التابعين ولماذا؟ – قصص وعبر أكثر من رائعة نرويها لكم من خلال موقعنا و نتمنى أن تنال إعجابكم، نعرض لكم مجموعة قصص فى غاية الروعة فى نهايتهم عبر عظيمة يمكن أن تحدث أثراً عظيماً فى حياة من يقرأها ومن المحتمل أن تتغير بسببها حياته إلى الأبد، قصص عن الحياة لا تفوتوا قرائتها ، أتمنى لكم قضاء وقتاً ممتعاً ومفيداً.

قصص اطفال اسلامية هادفة : من هو الرجل الذي قال عنه الحبيب ﷺ محمد أنه خير التابعين ولماذا؟

أويس بن عامر القَرَنيّ لقب بسيد التابعين، أحد الزهاد الثمانية الذين تركوا الدنيا، ملذات الدنيا، فحفظهم الله وآتهم من فضله ورضوانه، هو من الذين قال الله فيهم: “والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا”.

ولد في اليمن، بلدة قرن، من قبيلة عربية تسمى مراد، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلتقي به، ولو أنه نظر إليه نظرة لَعُدَ من الصحابة، لكنه من لم يلقاه بعين البصيرة كما أسلفنا ولكن التقاه الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالروح، فصار من التابعين.

وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه، قال لهم: “إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة، وكان به بياض فدعا الله فأذهب عنه إلا موضع الدرهم، ثم استغفر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ل أويس، ثم أكمل حديثه وقال: يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء، الشعث رُؤوسهم المغبرة وجوههم (المغبرة وجوههم أي من كثرة السجود ) ، الخَمصة بطونهم إلا من كسب الحلال (الخميصة بطونهم أي لا يأكلون إلا القليل) ، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يُدعوا، وإن طلعوا لم يُفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يُشهدوا.

قالوا يا رسول الله: كيف لنا برجل منهم ؟! (أي ليس موجود بيننا مثله).

فقال صلى الله عليه وسلم: ذاك أويس القرني.

قالوا يا رسول الله: وما أويس القرني؟

قال -عليه الصلاة والسلام- : أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، أسمر شديد السمار، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلوا القرآن يبكي على نفسه، متزر بإزار صوف و رداء صوف، مجهول من أهل الأرض معروف من أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وتحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء -أي برص-، ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد أدخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع، فيشفع الله -عز وجل- من مثل عدد ربيعة وَمُضَر -أكبر قبيلتين في العرب- ثم التفت وقال: يا عمر ويا علي، إذا لقيتموه فطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما.!

ذاك أويس الذي يطلب منه أصحاب رسول الله وخيرة خلق الله أن يستغفر لهم، علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه- الذي يطول الحديث عنه، وعمر الذين قال عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم- لو كان بعدي نبي لكان عمر.

بعد عدة سنوات وبعد أن انقطع الوحي عن أهل الأرض بانتقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، وأظلمت الدنيا برحيله، خلفه من بعده “أبي بكر الصديق” – رضي الله عنه-، وبعد وفاته – رضي الله عنه-، خلف من بعده أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” – رضي الله عنه-. وفي خلافته، كان كلما جاءه وفد من اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ وفي ذاكرته حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتمر الأيام والسنين ومازال صاحب رسول الله يبحث عن أويس بين وفود المسافرين الوافدين من اليمن لينفذ وصية حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءه وفد من اليمن بيوم من الأيام، فسأل كعادته: أفيكم أويس بن عامر؟ قالوا نعم، فترك سيدنا عمر المسجد وذهب يبحث عنه، فوجده ينظف الرواحل ويطعم الرواحل أي المسافرين.

فقال له: ما اسمك؟

قال: عبد الله.

قال -رضي الله عنه-: كلنا عبيد لله، ما اسمك الذي سمتك به أمك؟

قال: أويس.

قال: أويس بن عامر؟

قال: نعم.

قال: من مراد ثم من قرن؟

قال: نعم.

قال: فكان بك برص فَبَرَأك الله منه إلا موضع درهم.

قال: نعم.

قال: ألك والدة؟

قال: نعم.

قال له أمير المؤمنين: سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم “أويس بن عامر” مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص ثم برأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بَرٌ بها لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي يا أويس، فاستغفر له.

قصص اطفال اسلامية هادفة : من هو الرجل الذي قال عنه الحبيب ﷺ محمد أنه خير التابعين ولماذا؟

وفي رواية أن علي وعمر – رضي الله عنهم- عندما سمعا بخبر وجوده في المدينة خرج إليه وسأله عن اسمه، وطلبا أن يدعوَ لهما فدعى للمسلمين، قالوا: خصنا بالدعاء والإستغفار، قال: ما خصصت أحد في حياتي.

أصحاب رسول الله وخلفائه والمبشرين بالجنة يطلبون من تابعي أن يستغفر لهم، وكل هذه السنين يبحث عمر -رضي الله عنه- عن أويس القرني فقط يعمل بما أوصاه به النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد أن فرح أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” – رضي الله عنه- بلقاء أويس بعد كل هذه السنين، أراد أن يبقيه بجانبه ويأنس بصحبته، خاطبه وسأله عمن ترك من أهله في اليمن، فقال له: أمي، ثم سأله إلى أين تريد؟ قال: أريد الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها -واليها-. قال: أكون في غبراء الناس أحب إليّ -أراد أن يبقى مع بقايا الناس

وليس المشهورين المتقدمين

ثم طمع أمير المؤمنين في أن يستغفر له مرة أخرى، فألح عليه وقال له استغفر لي، قال سيدنا أويس: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال له سيدنا عمر – رضي الله عنه-: استحلفك بالله أن تستغفر لي؟ قال أويس: اللهم اغفر لعمر أمير المؤمنين. فأمن أمير المؤمنين على دعائه وقال له: من اليوم أنت أخي لا تفارقني، لكن أويس رفض ذلك، ورغب في الرحيل ترك الشهرة وأراد أن يبقى مجهولاً في الأرض، فلما رأى منه ذلك أمير المؤمنين طلب منه أن ينتظره ليأتي إليه بنفقة وكسوة وقال له: هذا موعد بيني وبينك لا تخالفه، طلب منه ألا يرحل حتى يأتي له بذلك، لكن أويس قال له: لا ميعاد بيني وبينك لا تراني بعد اليوم ولا أراك، ثم قال: ما أصنع بالنفقة وما أصنع بالكسوة، إكتفى بردائه الصوف ونعاله وبعض دراهم أجرة عمله.

ذلك أويس يزهد في الدنيا ولا يريد منها شيئ، كان يستطيع أن يصبح واليا ويملك من الدنيا ما يملك لكنه زهد وترك كل ذلك ما أراد شيئاً من الدنيا، باع الدنيا لأجل رضى ربه، لأجل شراء الجنة. ثم قال أويس: يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كئودا -أي أن الطريق للآخرة صعبة للوصول- لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول -أي لا يصلها أحد نظيفاً خالياً صافياً إلا الضامر الضعيف المخف المهزول الذي لا يحمل شيئا ليس له ولا عليه- فأخف يا عمر!

وما إن سمع عمر كلامه الذي يتفطر منه القلب، فرمى ما بيده ونادى بأعلى صوته: ألا ليت أم عمر لم تلده، يا ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها، ألا من يأخذ الدنيا بما فيها ولها. فلما رآه أويس على هذا الحال هدأ من روعه وقال: يرحمك الله يا أمير المؤمنين خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا من ها هنا.

قد يهمك : قصص وعبر

على كل ما فيه عمر من زهد أيوجد من أزهد منه؟ إنها نظرة النبي – عليه الصلاة والسلام- الثاقبة لإدراكه لمخاطبة عمر لأويس والإستفادة منه بالرغم من مكانة عمر -رضي الله عنه- وقيمته أفضل من سيد التابعين أويس، إلا أن في ذلك عبرة لعدم وجود مانع أن يأخذ الأفضل من المفضول، أن يأخذ الأحسن من الحسن دروس من العلم دروس في الزهد.