يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة قصيرة عن العدل ، و قصص عن العدل في حياة الرسول ، و قصص من عدل الصحابة ، و قصص عن العدل والظلم ، و أهمية العدل بين الناس ، العدل هو اسم من الأسماء التي اختص الله عز وجل نفسه بها ومن الصفات التي لابد من أن يتصف بها البشر اليوم، حيث يجب العمل به فالعدل من مكارم الأخلاق وهو الشيء الوحيد الذي تستقيم الحياة على الأرض به، بدون عدل لا يوجد مساواة وسوف يسود الظلم ولن تكون هناك حياة على الإطلاق، ويوجد اليوم منظمات للعدل على مستوى العالم من شأنها جلب حقوق الأشخاص والدول الضعيفة والتي لا يتم بها الكيل بمكيالين فالناس جميعا أمامها سواء.

قصة قصيرة عن العدل

وردت الكثير من القصص الواقعية عن العدل من بينها القصص التي حدثت للأنبياء أنفسهم ومنها قصص قد حدثت للبشر بشكل عام مما أظهر قيمة العدل وأهميته في الحياة بشكل كبير، فيما يلي قصة قصيرة عن العدل.

قصة قصيرة عن العدل
قصة قصيرة عن العدل

قصة يارب أرني عدلك

قصة قصيرة عن العدل ، قال سيدنا موسى عليه السلام ذات يوم يارب أرنى عدلك فقد ورد عن حديث قدسي أن سيدنا موسى أن الله عز وجل قد أمر موسى بالذهاب إلى مكان كا فذهب ووجد بذلك المكان عينا وشجرة فقام بالجلوس تحتها حتى يتخفى من الناس، وما هي إلا فترة بسيطة ومر فارس بتلك العين ونزل وشرب منها وترك كيسا بجانبها يحتوي على 1000 دينار، وجاء بعده صبى صغير في العمر وأخذة ومر أيضا رجل أعمى وتوضأ من العين، ومرت فترة وتذكر الفارس أنه نسيى كيس الأموال الخاص به فعاد مرة أخرى إلى العين ليأخذه.

 ووجد الرجل الأعمى في المكان وسأله عن الكيس فأجابه أنه لم يرى شيئا وظن الفارس أن الرجل يكذب فضربه ضربة أودت بحياته، فتعجب سيدنا موسى عليه السلام من الأمر وأوحى إليه الله عز وجل بما حدث وقال له أعلم ياموسى ان الصبي قد أخذ حقه فقد قام الفارس من قبل بأخذ 1000 دينار من والد الطفل، والأعمى قد قام بقتل والد الفارس منذ فترة فقد أوصلت كل ذي حق إلى حقه وهذا هو عدل الله في الأرض.

قصة السارق

حدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قامت إمرأة من شرفاء القوم بالسرقة فخافت على عائلتها ونسها من الفضيحة وأرسلوا إلى أسامة بن زيد لكونه من المقربين إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وأكد لهم أن من قبلهم قد أهلكهم الله عز وجل لظلمهم فكانوا يقيموا حدود الله على الفقراء والمستضعفين ويتركون الشريف منهم، وأقسم لو أن فاطمة أبنته سرقت لقطع يدها تعبيرا منه على أن العدل لا يفرق بين الناس.

قصص عن العدل في حياة الرسول

الإسلام هو دين العدالة، وإنَّ أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، وكان نموذجًا في أعلى درجاته، وأقامه خلفاؤه من بعده.

  • فقد ورد ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزيَّة حليف بني عدي ابن النجار قال: وهو مستنتل من الصف، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه، وقال: استو يا سواد. فقال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالعدل، فأقدني. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقد. قال: يا رسول الله، إنَّك طعنتني، وليس عليَّ قميص. قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: استقد قال: فاعتنقه، وقبَّل بطنه، وقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضرني ما ترى، ولم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير))
  • وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ((أنَّ قريشًا أهمَّهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلِّم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟! فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال أما بعد: فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني -والذي نفسي بيده- لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )) ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها.

قصص من عدل الصحابة

قصص من عدل الصحابة
قصص من عدل الصحابة

عمر بن الخطاب والرجل المصري

وفي وقت هذه القصة وهذا الحدث، كان عمر بن العاص أميرًا على مصر، وكان قد ولاه عمر بن الخطاب، ليقوم بمتابعة شؤون العباد وتحقيق مصالحهم، والقصة ابتدأت عندما أجرى عمرو بن العاص سباقًا للخيول، فيظهر كلّ من في مصر مهاراته في الفروسية، ومن ضمن الذين تقدموا للسباق، ابن عمر بن العاص، واسمه محمد، وفي نهاية السباق كان خيل المصري قد سبق خيل ابن العاص، فغضب لنفسه، وضرب المصري بالسوط وقال: خذها وأنا ابن الأكرمين، فما كان من المصري إلا أن يذهب إلى أمير المؤمنين يشكو مظلمته، ليردَّ له حقه، فأتى عمر بن الخطاب بأمير مصر عمرو بن العاص وولده.

فأمر ابن الخطاب المصري أن يضرب ابن عمرو بن العاص بالسوط الذي ضُربَ فيه بمصر، وقال: دُونَكَ الدِّرَّةُ فَاضْرِبْ بِهَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ! اِضْرِبْ ابْنَ الأَكْرَمِينَ، وأما عن جزاء أمير مصر عمرو بن العاص فقد قال له القول المشهور: أَيَا عَمْرُو، مَتَى اسْتَعْبَدْتُم النَّاسَ وَقَدْ وَلَدَتهُم ْأُمَّهَاتُهُم أَحْرَارًا، وقد وردت هذه القصة بكتب التاريخ والأخبار وعلى ألسنة الناس.

عمر بن الخطاب وخطاب نهيه لأهل بيته

كان عمر بن الخطاب شديدًا في خطابه لأهل بيته، وشديد العناية والرقابة على التزامهم بأحكام الدين، فكان حرصه بسبب معرفته أن الناس تنظر له ولأهله وتترقب أفعله، بالإضافة إلى أنه يجب عليهم أن يكونوا مثلًا لهم في الالتزام والحرص، وفيما ورد عن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان عقب أن ينهى الناس عن شيء توجه لأهله وقال: إني نهيت الناس عن كذا وكذا، والناس إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع في شيء مما نهيت عنه الناس إلا أضعفت له العقوبة لمكانه مني، فمن شاء فليتقدم، ومن شاء فليتأخر.

وكان عمر بن الخطاب قد منع أهله من الاستفادة من المرافق التي تقيمها الدولة لعامة الناس والمحتاجين، وفيما ورد عن عبد الله ابن عمر، أنه اشترى إبلًا وذهب بها إلى أرض مخصصة لرعاية الإبل، فعندما زاد وزن الإبل وسمنت عاد بها إلى السوق، وعندما مرّ عمر بن الخطاب ورأى هذه الإبل وعلم أنها لولده وبخه، مخافة أنها سمنت بسبب حرص القائمين عليها على إبل إبن أمير المؤمنين وأمره بإبقاء رأس ماله والتبرع بالباقي لبيت مال المسلمين.

عمر بن الخطاب وإقامة الحد على ابنه

الحد الذي أقامه عمر بن الخطاب، على ابنه عبد الرحمن بسبب شربه للخمر في مصر، فقام أخوه بأخذ عبد الرحمن ليقام عليه الحد عند أمير مصر عمرو بن العاص، ولكن أقاموه سرًا، وقد كان الحد حينها يقام علنًا وأمام الناس وعلى مرأى الجميع، فعندما علم ابن الخطاب بذلك أرسل بابنه إلى المدينة وأقام عليه الحد أمام العالمين، ولم يأخذ بوجوب سقوط الحد الأول، ذلك لأنَّه أقيم سرًا، فكأنه لم يكن، وعاش عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب مدة ثم مرض ومات، ولم يكن مرضه بسبب الجلد.

قديهمك:

قصص عن العدل والظلم

قصص عن العدل والظلم
قصص عن العدل والظلم

حكاية ملك كسرى

أما عن قصة ملك كسرى، فقد كان الخليفة عمر بن الخطاب قبل أن يعلن إسلامه يتجول ببلاد الفرس، وقد كان الملك يقيم إحتفالاته بشكل مستمر أمام قصره، ولكن هذه الإحتفالات كانت تتوقف تماماً عندما تمر سيدة عجوز أمام القصر.

وفي يوم كانت السيدة تمر أمام القصر كالمعتاد وتسحب معها بقرتها، ولكن البقرة قد تغوطت بالأرض أمام قصر الملك، وأثار ذلك غضب أحد حراس القصر والملك، وإستخدم سيفه وإندفع ليقطع رقبة البقرة وقد غضبت السيدة وحزنت على البقرة لكونها مصدر رزقها.

وفي المقابل عندما علم الملك ما حدث للسيدة فإستل سيفه وقطع رقبة الحارس الذي قتل البقرة للعجوز، وكان قد إعتذر منها على نكس أحد أتباعه بوعده لها، وعندما تسائل عمر عن سبب ما حدث قص عليهِ أحد الجنود، أن الملك كان يرغب بعمل توسعات بالقصر خاصته، وكان من ضمن المساحات التي يرغب الملك بإمتلاكها لتوسيع القصر أرض تمتلكها هذه العجوز، وعندما عرض الملك عليها أن يقوم بشراء أرضها رفضت السيدة تماماً لكون هذه الأرض مصدر لرزقها.

وقد عرض عليها الملك أن يمنحها أرضاً أكبر من أرضها وأكثر منها خصوبة ويمكنها أن تدير عملها بسهولة أكثر، ولكنها رفضت مجدداً، معللة رفضها بأنها تخاف أن تمنحه أرضها فيمنعها من المرور من أمام القصر، ولكن ملك كسرى وعدها بألا يتعرض لها أحداً من أتباعه أثناء مرورها أمام قصره، وبالفعل وافقت السيدة على منحه أرضها وإنتقلت للأرض الجديدة التي منحها إياها ملك كسرى.

وعندما أخل أحد أتباع الملك بالوعد الذي وعده الملك إياها فقد أصر على تحقيق العدل وأطاح برقبته كما أطاح الحارس برقبة البقرة التي تمتلكها السيدة العجوز، وقد أُعجب عمر بن الخطاب من رد فعل ملك كسرى، وهدد عمرو بن العاص بجملته وأجفله مهدداً بقطع رقبته كما حدث بكسرى إذا لم يعيد الحق إلى أصحابه ويعيد للسيدة أرضها.

وظهر من خلال هذا الموقف كم كان الخليفة عمر بن الخطاب محباً للحق مطبقاً للعدل حتى ولو كان على غير المسلمين، وتعلمنا منه السماحة وإعطاء الحق لأصحابة وإحترام حقوق الآخرين، وقد كان جدياً في قطع رقبة والي مصر في سبيل إرجاع الحق لسيدة مسيحية ترعى الأيتام.

أهمية العدل بين الناس

تطبيق العدل في الحياة من أهم الشروط التي وضعت في الأرض حتى تستمر بنا الحياة والظلم عكس العدل و الظلم ظلمات يوم القيامة، حيث يعاقب الله عز وجل الشخص الظالم في يوم الحساب نتيجة لما أقدم عليه من ظلم للضعفاء، ويعد العدل اليوم من بين أهم الأحكام الحقوقية نظرا لما يحتوي عليه من الفوائد والتي من بينها ما يلي.

  • على الإنسان أن يعدل في كافة أمور الحياة حتى تتمكن من الحصول على رضوان من الله عز وجل.
  • العدل هو الوسيلة الوحيدة التي يقوم عليها الأمن المجتمعي الأمر الذي يقود الإنسان إلى الطمأنينة والراحة.
  • العدل يمنع كافة أشكال الظلم في الحياة وهو من أفضل الصفات التي من الممكن أن توجد في شخص على الإطلاق.
  • في تطبيق أحكام العدل يصبح جميع الناس سواء أمام القانون.
  • والعدل يساهم بشكل كبير في انتشار التعاون المجتمعي من خلال التماسك الذي يحدث بين طبقات المجتمع وبعضها البعض.
  • العدل هو أساس الملك وكلما زاد العدل وانتشر في مكان ما كلما زاد الملك بها وانتشر.
  • العدل يعطى الفرصة أمام الجميع من أجل الابتكار وإخراج كل ما يوجد في جعبته من أفكار تساهم في تقدم ورقى المجتمعات.
  • العدل يعزز الاستقرار السياسي مما يساهم في النهوض بالمجتمع كله.