يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال قصة قصيرة عن الصلح بين المتخاصمين ، و كيفية الإصلاح بين الناس ، و فوائد الصلح بين الناس ، و منزله الصلح بين الناس ، و الإصلاح بين الناس من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الإصلاح بين الناس هو من أهم الصفات الجميلة، التي تتواجد في ديننا العظيم، ولقد لاحظنا أن هناك العديد من الأزمات الأخلاقية، التي قد انتشرت في تلك الفترات، ولذلك استطعنا أن نقوم بالإصلاح بين الناس، لكي نزيد من المحبة والود، وأن نعمل على إزالة الحقد الذي يتواجد في النفوس، وأيضا الكراهية التي تصيب القلب. كما أن الإصلاح بين الناس هو من أفضل الأشياء التي تحتاج إليها الأمة في تلك الأيام، لكي تزيل كافة الأسباب الخاصة، والخصومة، والعداوة بين الأشخاص، وهي التي تعد من الصفات الحميدة والأخلاق العظيمة، التي لابد من التحلي بها في زماننا هذا، ولقد أصبح هناك الكثير من الأقارب يقومون بالنزاع فيما بينهم أو الأصدقاء أيضاً، أو بعض من الأشخاص الأقرباء، ولذلك لابد من الإصلاح بين الناس والنصح بعدم الهجرة أو القطيعة

قصة قصيرة عن الصلح بين المتخاصمين

من عظيم رحمة الله وعفوه بعباده وخلقه أنه يصلح يوم القيامة فيما بين المؤمنين حيث ورد عن أنس بن مالك أنه قال:

قصة قصيرة عن الصلح بين المتخاصمين
قصة قصيرة عن الصلح بين المتخاصمين
  • (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال له عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي ؟ فقال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة ، فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي ، فقال الله ـ تبارك وتعالى ـ للطالب : فكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء ؟ قال : يا رب فليحمل من أوزاري ، قال : وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال : إن ذاك اليوم يحتاج الناس إلى من يُحمل عنهم من أوزارهم ، فقال الله تعالى للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان ، فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا ؟ أو لأي صديق هذا ؟ أو لأي شهيد هذا ؟ قال : هذا لمن أعطى الثمن ، قال : يا رب ومن يملك ذلك ؟ قال : أنت تملكه ، قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك ، قال : يا رب فإنى قد عفوت عنه ، قال الله عز وجل : فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ” اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله يصلح بين المؤمنين).

كيفية الإصلاح بين الناس

يعد الإصلاح بين الأشخاص المتخاصمين فن، وموهبة يمتلكها البعض الناس، بينما يصعب على البعض القيام بتلك المهمة، فلربما حاول شخص الإصلاح بين اثنين، فكانت النتيجة تعقيد الأمر أكثر، وهناك عدة طرق يجب أن يتبعها الشخص الذي يحاول أن يصلح بين الأشخاص، حتى تؤتي عملية الصلح ثمارها المرجوة، بكل سهولة ويسر.

1- إظهار الفوائد التي ستنتج من التصالح

يجب على من يقوم بإجراء عملية التصالح أن يُعلم المتخاصمين بالفوائد التي ستنجم من تلك العملية، وأن تلك الفوائد لن تعود على طرف دون الأخر، وإنما ستعود على كلا الطرفين معا، حيث أن ذلك التوضيح سوف يعمل على تفادي قيام أحد الطرفين بالتحيز لآرائه،  والتمسك بأفكاره مما سيصعب من عملية التصالح في النهاية وربما أدى لاستحالتها،  كما يجب عليه أيضا أن يحاول تقريب وجهات النظر الخاصة بكلا الطرفين، لأن ذلك سوف يصب في مصلحة الاثنين اللذان يجرى من أجلهما عملية التصالح.

2- يجب أن يتمسك من يقوم بعملية التصالح بالهدوء التام

لابد أن يحاول من يقوم بعملية الإصلاح بين المتخاصمين، أن يتحلى بالصبر والهدوء، حيث أنه في النهاية كل ما يحرص عليه وما يهمه ، هو نجاح عملية التصالح، ولكن إذا لم يلزم الهدوء، فإن ذلك سيعمل على تعقيد الأمر، والإضرار بالجميع بلا استثناء، فيجب عليه أن يبني بينه وبين الأفراد المتخاصمين علاقة ودوده أسسها الاحترام والتقدير المتبادل، وألا يلجأ للعصبية والانفعال مما حدث.

3- الأسس التي سيدور حولها موضوع التصالح

لابد أن يبين الشخص الذي سيقوم بعملية التصالح، لكلا الطرفين مجموعة الأسس أو المضمون الذي سوف يدور حوله النقاش بينهم، حتى يتم التركيز على تلك النقاط، أثناء النقاش دون الخروج عنها والتطرق إلى أمور ليس لها علاقة، بالموضوع الذي تدور حوله المشكلة، وحتى يسهل عليهم الوصول لنتائج تنتهي عندها المشكلة المطروحة.

4- فن توجيه الأسئلة

ينتج عن تلك العملية، وهي عملية طرح الأسئلة من قبل الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح، على كلا الطرفين، أن كل شخص منهما سوف يتمكن من إيضاح وجهة نظرة وبالتالي سوف يستطيع الطرف الأخر فهم وجهة نظر الشخص المتخاصم معه مما سيكون سبب في حل المشكلة، ومن الأفضل اختيار الأسئلة التي يمكن من خلالها، أن يحس أحد الطرفين المتخاصمين بأنه هو المخطئ، لأن هذا سوف يساعد بشكل كبير في حل المشكلة وبأسرع وقت، ولكن هناك أمور يجب مراعاتها عند طرح الأسئلة على كلا الطرفين، أولا أن يكون طرح الأسئلة بلين واحترام للشخص المسئول، وعدم التحيز لشخص دون الأخر، مهما كان موقفه، لأن تلك الأمور سوف تزيد من صعوبة المشكلة.

5- لكل طرف من الطرفين حقه في التحدث

يجب أن ينتبه الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح، إلى كونه يعطي لكل طرف مساحة كافية للتحدث، فإلى جانب الفائدة التي سوف تعود من ذلك على كلا الطرفين، من إبداء كلا منهما لوجهة نظره وتوضيح موقفه، فهو أيضا يفيد الشخص الذي يقوم بعملية الإصلاح في كونه يتمكن من معرفة وجهة نظر كل طرف من الطرفين، مما يسهل عليه القيام بعملية الإصلاح بينهما.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا

فوائد الصلح بين الناس

الإصلاح بين الناس في الدين الإسلامي من أعظم العبادات وأفضلها وأجمل ما قد يتقرب به العبد إلى خالقه سبحانه حيث قال تعالى في سورة النساء الآية 128 ( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، بالفقرة الآتية نذكر أبرز فوائد الصلح بين الناس على كلاً من الأفراد والمجتمعات:

فوائد الصلح بين الناس
فوائد الصلح بين الناس
  • يساعد الإصلاح على أن تكون الأمة الإسلامية متماسكة متحدة ومترابطة فيما بينها يصعب إضعافها أو إصابتها بالخلل وانعدام الاتزان، وبسعي جميع أفرادها على الإصلاح دوماً فيما بينهم سوف يقوى رباطها واستقامتها.
  • يترتب على الإصلاح بين الناس ثمار عظيمة منها التأليف بين القلوب واجتماع المسلمين على كلمة واحدة دون خلاف بل على أساس من المودة والمحبة والتراحم.
  • يمثل الإصلاح عنوان الإيمان فيما بين الإخوة وهو ما ورد الدليل عليه في قول الله تعالى بسورة الحجرات الآية 10 (إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ).
  • عدم اتباع أساليب الإصلاح بين المتخاصمين يترتب عليها فساد الأسر والبيوت، وهلاك الشعوب، انتهاك الحرمات، وتبدد الثروات.
  • من لا يسعى في الصلح أو لا يقبل به هو قاسٍ قلبه ضعيف الإيمان، يتصف في الدين الإسلامي بفساد الخلق وسوء النوايا يميل إلى الشر أكثر من اتباعه للخير.
  • الساعي في الصلح القابل له من أطهر القلوب عن الله وأنقاها، يبذل ماله ووقته من أجل الإصلاح بين المتخاصمين وله منزلة عظيمة عند الله سبحانه.

قديهمك:

منزله الصلح بين الناس

 إن للصلح بين الناس منزلة كبيرة جداً، وذات مكانة عالية، كما أن الصلح هو الذي يعبر عن الخلق الكريم، والذي يعد فضله عظيم جداً، وأن الله قدم إليه أجراً كبيراً يستطيع الشخص أن يحصل عليه، من خلال الحسنات على الأفعال الخاصة بالصلح، لأن الصلح بين الناس هو الذي يجلب للنفوس الكثير من الطمأنينة، وأيضا الهدوء، ويعمل على توفير الأمن والاستقرار، ويعمل على أنتشار المحبة والتعاون، ويقلل من النزاع والهجر.

كما أن عند الله عز وجل يكون الصلح هو الخير، عن النزاع لما في النزاع من انتقام شديد، وهو غير محبوب، لذلك الأشخاص الذين يقومون بالإصلاح بين الناس، يكون لهم عظيم الأجر والثواب، وأن صفة الإصلاح هي من أهم العبادات، التي يقوم الفرد بتأديتها، حيث أن النتائج التي تترتب على العداوة بين الأشخاص، والعناد والنزاع هي من أكثر الأشياء، التي تضر بالدين الإسلامي، وتقلل من الأجر الخاص به، لأن كثرة المشكلات، والنزاعات تؤدي إلى الفجور، والافتراء، وتلك العلامات هي من العلامات الخاصة بالنفاق، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من صفة النفاق، وأنها تعد من علامات النار.

الإصلاح بين الناس من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم

نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بالإصلاح بين الناس، وكان من أكثر الأشخاص الذين يتبعون الصلح، وهو الذي يباشر هذا الصلح في الكثير من الأماكن، والمواطن المختلفة بنفسه، لكي يستطيع أن يحث الأشخاص على المصالحة، وعدم النزاع بينهم وبين الأخرين.

كما أنه كان يذهب إلى الكثير من المسافات البعيدة، لكي يقوم بالإصلاح بين الناس، وكان يفعل ذلك الأمر لما فيه من ثواب عند الله عز وجل، وحتى يستطيع الصحابة من بعده، والأمة الإسلامية أن تتبعه في ذلك الأمر، وأن تكون بداية الإصلاح بين الناس، حيث أن المصالحة هي التي تعد من التجارات الرابحة مع الله عز وجل.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب رضي الله عنه ( ألا أدلك على تجارة قال بلى يا رسول الله قال تسعى في الإصلاح بين الناس، إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا) وهذا الحديث يوضح لنا أهمية الإصلاح بين الناس وأننا يجب أن نسعى إلى تحقيق ذلك، لكي نفعل كل ما أمرنا به الله عز وجل ورسوله المصطفى.