قصة رائعة : كيف نجا سيدنا يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت ؟ – ذكر الله تعالى في كتابه العزيز المقصد من قص القصص القرآنية على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)،[١] فتثبيت فؤاد النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابن عاشور زيادة في يقينه بموعود الله تعالى، وتسلية عن قلبه مما يلقاه من التكذيب من قومه، كما أنّ المطلع على كتاب الله يجد فيه من المواعظ النافعة البالغة، والقصص النافعة، والمشاهد المؤثرة، ما فيه أعظم عبرة وعظة.

قصة رائعة : كيف نجا سيدنا يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت ؟

أرسل الله تعالى عبده يونس نبيا ورسولا إلى أهل نينوا في العراق ليدعوهم لترك عبادة الأصنام وليعبدوا الله وحده لا شريك له.

فذهب إليهم ليبلغهم رسالة ربهم ولكن أهل نينوا أصروا على كفرهم وكذبوه ولم يستجيوا لدعوته ظل نبي الله يونس بين قومه صابرا على الأذى يذكرهم ويعضهم ويشرح لهم طريق الهداية ثم حذرهم من العذاب.

وأنه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا به ويتبعوا طريق الله ولكن لم يلقى منهم إلا عنادا و إصرارا على كفرهم.

ولما يأس نبي الله يونس من عنادهم وعدم إيمانهم خرج غاضبا منهم لكفرهم قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج وظن أن الله لن يؤاخده على هذا الخروج وتركه لأهل هذه القرية وهجره لهم قبل أن يأمره الله تعالى .

حين خرج نبي الله يونس وترك أهل القرية إقترب الذاب من قومه في الصباح وظهرت السحب السوداء في السماء وثارالدخان الكثيف وعندما تأكدوا أن الهلاك والعذاب واقع بهم طلبوا يونس عليه السلام فلم يجدوه وألهمهم الله التوبة فأمنوا بالله ورسوله يونس .

وصل نبي الله يونس الى شاطئ البحر فوجد قوما في سفينة فطلب من اهلها أن يركب معهم فركب معهم وعندما أصبحوا في وسط البحر جاءت رياح شديدة وهاج البحر وكاد الجميع أن يتعرض للغرق .

عند ذلك قال من في السفينة إن عدد الركاب أصبح كثيرا ويجب أن نلقي واحدا منا في البحر لينجوا الباقون ولذلك سنجري القرعة ومن يقع عليه السهم سنلقيه في البحر ثم اجريت القرعة فوقع السهم على نبي الله يونس فلم يسمحوا لأنفسهم أن يلقوه في البحر.

قد يهمك : قصص و حكايات

تتمة القصة

قصة رائعة : كيف نجا سيدنا يونس عليه السلام لما ابتلعه الحوت ؟

ولما أعادوا القرعة مرة ثانية وثالثة وقعت عليه مرة أخرى , فما كان من يونس عليه السلام إلا أن القى بنفسه في البحر المظلم.

فأرسل له الله له حوتا عظيما إبتلعه ومعه عناية الله عز وجل ولم ويظر ولم ويجرح زظل نبي الله يسبح الله ويستغفره قائلا ما ورد في القرآن الكريم : لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

” وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ” سورة الأنبياء

فأخرجه الله بقدرته من بطن الحوت وغطى جسمه بورق القرع ليمنع الذباب عنه ويصيبه بأذى , ثم عاد سيدنا يونس عليه السلام الى قومه بعد أن علم أن ما أصابه حدث إبتلاء له بسبب إستعجاله وخروجه عن قومه

ولما وصل الى قومه وجدهم تائبين ومؤمنين بالله وفي إنتظاره عودته ليسمعوا اوامره ويتبعوا طريق الهدى ففرح سيدنا يونس علي السلام بإيمانهم وباستقبالهم وظل معهم يعلمهم ويرشدهم في طريق الخير ختى توفاه الله تعالى.

” فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) ” سورة يونس