يقدم لكم موقع إقرأ أقوى قصائد ابو تمام ، و لماذا سمي أبو تمام بهذا الاسم ، و قصائد أبو تمام في الحكمة ، و قصائد أبو تمام في الغزل ، و قصيدة أبو تمام في فتح عمورية ، و شعر أبو تمام في المدح ، و شعر أبو تمام في الرثاء ، كتب أبي تمام قصيدة فريدة من قصائده وكانت هذه القصيدة فتح جديد في الشعر العربي،حيث وضع فيها المعاني الحربية وكانت في مدح المعتصم بالله بن هارون الرشيد لأنه رفض الأموال التي وضعها ملك الروم للمعتصم فوقعت معركة انتصر فيها المعتصم بالله واسُر الروم آنذلك، فقد وصف الشاعر أبو تمام المعركة وصفاً دقيقاً وقد سميت هذه القصيدة فتح عمورية؛ لأنّ أبي تمام انتظر حتى ينضج العنب والتين لكي يستطيع فتح عمورية.

قصائد ابو تمام

فيما يلي نموذج قصيدة أبي تمام فتح عمورية يمدح فيها المعتم بالله، حيث قال :

قصائد ابو تمام
قصائد ابو تمام

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُبِ
في حَـدِّهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في
مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
والعِلْـمُ فـي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لا في السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَـةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُـومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّقَةً
لَيْسَتْ بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـدَّتْ ولا غَــرَبِ
عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً
عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
وخَوَّفُوا النـاسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ
إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـبِ
وَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيا مُرَتِّبَةً
مَـاكَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلةٌ
مادار فـي فلَـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
لـو بيَّنـتْ قـطّ أَمـراً قبْل مَوْقِعِه
لم تُخْـفِ ما حـلَّب الأوثـانِ والصُّلُـبِ
فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيطَ بِهِ
نظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَاءِ لَهُ
وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـبِ
يَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ في صعَدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
أُمٌّ لَهُـمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا
فـدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَب
وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُهَا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـاكَفُّ حَادِثَةٍ
وَلاتَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْقَبل ذَلِكَ قَدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
حَتَّـى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا
مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً
مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ
جرَى لَهَـا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَدْ خَرِبَتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ
قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطِّي مِنْ دَمِه
لا سُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـبِ
لَقَـدْ تَرَكـتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها
لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى
يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ
عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها
عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى
يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِ
وَوكلا بِيَفَـاعِ الأرْضِ يُشْرِفـُهُ
مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِـفَّـةِ الطـرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ
أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
يا رُبَّ حَوْبَـاءَ لمَّـا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ
طابَتْ ولَوْضُمخَتْ بالمِسْـكِ لم تَطِـبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ
حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
والحَرْبُ قائمَـةٌ في مأْزِقٍ لَجِـجٍ
تَجْثُوالقِيَامُ بِه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها
إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً
تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيضٌ إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا رَجعَتْ
أَحَـقُّ بالبيض أتْـرَابـاً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ
جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبَ
نُصرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها
تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ
مَوْصُـولَةٍ أَوْ ذِمَـامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا
وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَرالمِمْرَاضِ كاسْمِهمُ
صُفْـرَالوجُـوهِ وجلَّتْ أَوْجُـهَ العَرَبِ

قد يهمك :

لماذا سمي أبو تمام بهذا الاسم

  • اسمه الكامل حبيب بن أوس الطائي صليبية الملقب بـ أبو تمام، ولقب بأبي تمام لوجود تمتمة في كلامه ولقب هو والمتنبي بالحكيمان لحكمتهما وفطنتهما الشديدة وهو شاعر من الزمن العباسي.
  • ونظراً لبراعته في إلقاء الشعر وتقليد الشعراء منذ أن كان صغيراً تحوّل من ساقي مسجد عمرو بن العاص في مصر إلى واحد من أشهر الشعراء العرب، وذلك لقوة شعره وجزالته.
  • وكتب أبو تمام الشعر في المديح والرثاء والغزل والعديد من المواضيع الأخرى، وكان يعمل في بداية حياته بحياكة الملابس.

قصائد أبو تمام في الحكمة

نماذج شعر الحكمة لدى أبو تمام

نقِّل فؤاد حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل

وحديثه في التشجيع على الترحال والاغتراب:

وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة
إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

كما ظهرت الحكمة جلية في قصيدته:

أَلِلعُمرِ في الدُنيا تُجِدُّ وَتَعمُرُ
وَأَنتَ غَداً فيها تَموتُ وَتُقبَرُ
تُلَقِّحُ آمالاً وَتَرجو نَتاجَها
وَعُمرُكَ مِمّا قَد تُرَجّيهِ أَقصَرُ
وَهَذا صَباحُ اليَومِ يَنعاكَ ضَوؤُهُ
وَلَيلَتُهُ تَنعاكَ إِن كُنتَ تَشعُرُ
تَحومُ عَلى إِدراكِ ما قَد كُفيتَهُ
وَتُقبِلُ بِالآمالِ فيهِ وَتُدبِرُ
وَرِزقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
عَلى حالَةٍ يَوماً وَإِمّا مُؤَخَّرُ

ومن الحكم التي تضمنتها قصائده حثه على الصبر:

أَنوحَ بنَ عَمروٍ إِنَّ ما حُمَّ واقِعٌ
وَلِلأَجنُبِ المُستَعلَياتِ مَصارِعُ
أَلَم يُختَرَم عَمرٌو وَعَمرٌو فَوَدَّعا
وَلاقى الحُوَيّانِ المَنايا وَماتِعُ
فَصَبراً فَفي الصَبرِ الجَلالَةُ وَالتُقى
وَلا إِثمَ إِن خُبِّرتُ أَنَّكَ جازِعُ
فَقَد يَأجُرُ اللَهُ الفَتى وَهوَ كارِهٌ
وَما الأَجرُ إِلّا أَجرُهُ وَهوَ طائِعُ

والحكمة في حديثه عن العقل وأنه لا فائدة إذا لم يُزيَّن بالمال:

ما يَحسِمُ العَقلُ وَالدُنيا تُساسُ بِهِ
ما يَحسِمُ الصَبرُ في الأَحداثِ وَالنُوَبِ
الصَبرُ كاسٍ وَبَطنُ الكَفِّ عارِيَةٌ
وَالعَقلُ عارٍ إِذا لَم يُكسَ بِالنَشَبِ
ما أَضيَعَ العَقلَ إِن لَم يَرعَ ضَيعَتَهُ
وَفرٌ وَأَيُّ رَحىً دارَت بِلا قُطُبِ
نَشِبتُ في لُجَجِ الدُنيا فَأَثكَلَني
مالي وَأُبتُ بِعِرضٍ غَيرِ مُؤتَشَبِ

قصائد أبو تمام في الغزل

من روائع قصائد أبو تمام في الغزل ، القصيدة التالية :

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه……….. و لكن من يبصر جفونك يعشق .
أغرك مني أن حبك قاتلي……….. و أنك مهما تأمري القلب يفعل .
يهواك ما عشت القلب فإن أمت ……….. يتبع صداي صداك في الأقبر .
أنت النعيم لقلبي و العذاب له ……….. فما أمرّك في قلبي و أحلاك .
و ما عجبي موت المحبين في الهوى ……….. و لكن بقاء العاشقين عجيب .
لقد دب الهوى لك في فؤادي……….. دبيب دم الحياة إلى عروقي .
خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما ……….. قتيلا بكى من حب قاتله قبلي .
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ……… و لا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً .
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة……….. فيعلم ما يلقى المحب من الهجر .
عيناكِ نازلتا القلوب فكلها……….. إما جريح أو مصاب المقتلِ.
و إني لأهوى النوم في غير حينه……….. لعل لقاء في المنام يكون.
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق……… ولكن عزيز العاشقين ذليل.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى……….. ما الحب إلا للحبيب الأول.
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي…….وجه من تهوى جميع المحاسن.
لا تحارب بناظريك فؤادي……….. فضعيفان يغلبان قويا.
إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً……… وحقك يا روحي سكرت بلا شرب.
كتب الدمع بخدي عهده……….. للهوى و الشوق يملي ما كتب.
أحبك حُبين حب الهوى……….. وحباً لأنك أهل لذاكا
رأيت بها بدراً على الأرض ماشياً…….ولم أر بدراً قط يمشي على الأرض.
قالوا الفراق غداً لا شك قلت لهم…..بل موت نفسي من قبل الفراق غداً.
قفي و دعينا قبل وشك التفرق ……..فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي.
قبلتها و رشفت خمرة ريقها……….. فوجدت نارَ صبابةٍ في كوثر.
ضممتك حتى قلت ناري قد انطفت………فلم تطفَ نيراني وزيد وقودها.
لأخرجن من الدنيا وحبكم……….. بين الجوانح لم يشعر به أحد.
تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى……جرى الحب مجرى الروح في الجسد.
أحبك حباً لو يفض يسيره على……….. الخلق مات الخلق من شدة الحب.
فقلت : كما شاءت و شاء لها الهوى………قتيلك قالت : أيهم فهم كثر.
أنت ماض و في يديك فؤادي………..رد قلبي و حيث ما شئت فامضِ
ولي فؤاد إذا طال العذاب به……….. هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه.
ما عالج الناس مثل الحب من سقم ……….. و لا برى مثله عظما ًو لا جسداً.
قامت تظللني و من عجب……….. شمس تظللني متن الشمس.

قصيدة أبو تمام في فتح عمورية

من مشهور شعره قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم ، القصيدة :

السَّيْـفُ أَصْـدَقُ أَنْبَـاءً مِـنَ الكُتُـبِ
فـي حَـدهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِـفِ فـي
مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
والعِلْـمُ فـي شُهُـبِ الأَرْمَـاحِ لاَمِعَـةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لافـي السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَـةُ بَـلْ أَيْـنَ النُّجُـومُ وَمَـا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّـقَـةً لَيْـسَـتْ
بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـــدَّتْ ولاغَـــرَبِ
عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّــامَ مُجْفِـلَـةً
عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
وخَوَّفُوا النـاسَ مِـنْ دَهْيَـاءَ مُظْلِمَـةٍ
إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـب
وَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيـا مُرَتِّـبَـةً
مَـا كَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلـةٌ
مادار فـي فلـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
لـو بيَّنـت قـطّ أَمـراً قبْـل مَوْقِعِـه
لم تُخْـفِ ماحـلَّ بالأوثـانِ والصُّلُـبِ
فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيـطَ بِــهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَـاءِ لَــهُ
وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـب
يَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّـةَ انْصَرَفَـتْ
مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ فـي صعَـدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
أُمٌّ لَهُـمْ لَـوْ رَجَـوْا أَن تُفْتَـدى جَعَلُـوا
فدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَبــوَبَ
رْزَةِ الوَجْـهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُـهَـا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـا كَـفُّ حَـادِثَـةٍ
وَلا تَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْـدَرٍ أَوْ قَبـل ذَلِـكَ قَـدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
حَتَّـى إذَا مَخَّـضَ اللَّـهُ السنيـن لَهَـا
مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَـةُ الـسَّـوْدَاءُ سَــادِرَةً
مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَـةَ الكُرَبِـج
رَى لَهَـا الفَـألُ بَرْحَـاً يَـوْمَ أنْـقِـرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَـاتِ والرِّحَـب
لمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَـدْ خَرِبَـتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِـنْ فَـارسٍ بَطَـلٍ
قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطـي مِـنْ دَمِــه
لاسُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـب
لَقَـدْ تَرَكـتَ أَميـرَ الْمُؤْمنيـنَ بِـهـا
لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْـلِ وَهْـوَ ضُحًـى
يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
حَتَّى كَـأَنَّ جَلاَبيـبَ الدُّجَـى رَغِبَـتْ
عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَـاءُ عاكِفَـةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْـسُ طَالِعَـةٌ مِـنْ ذَا وقـدْ أَفَلَـتْ
والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريـحَ الْغَمَـامِ لَهـا
عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيـهِ يَـومَ ذَاكَ علـى
بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ
مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ
ولا الْخُـدُودُ وقـدْ أُدْميـنَ مِـنْ خجَـلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـا العُيـون بِـهـا
عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ
وحُسْـنُ مُنْقَـلَـبٍ تَبْـقـى عَوَاقِـبُـهُ
جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ
لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِـنْ أَعْصُـرٍ كَمَنَـتْ
لَـهُ العَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ
تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِـمٍ لِـلَّـهِ
مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ
ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَـمْ تَكْهَـمْ أَسِنَّـتُـهُ
يوْماً ولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـب
لَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَـمْ يَنْهَـدْ إلَـى بَلَـدٍ
إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـب
لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَـوْمَ الْوَغَـى، لَغَـدا
مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ
رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَـا فَهَدَّمَـهـا
ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ
مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوهـا واثقيـنَ بِهَـا
واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ
وقـال ذُو أَمْرِهِـمْ لا مَرْتَـعٌ صَــدَدٌ
للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ
أَمانياً سَلَبَتْهُـمْ نُجْـحَ هَاجِسِهـا ظُبَـى
السُّيُـوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّـلُـبِ
إنَّ الحِمَامَيْنِ مِـنْ بِيـضٍ ومِـنْ سُمُـرٍ
دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ
لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْـتَ لَـهُ
كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ
عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـورِ المُسْتَضَامَـةِ عَـنْ
بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ
أَجَبْتَهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً وَلَـوْ
أَجَبْـتَ بِغَيْـرِ السَّيْـفِ لَــمْ تُـجِـبِ
حتّى تَرَكْـتَ عَمـود الشـرْكِ مُنْعَفِـراً
ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـب
لَمَّا رَأَى الحَـرْبَ رَأْيَ العيـن تُوفَلِـسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ
غَـدَا يُصَـرفُ بِالأَمْـوال جِرْيَتَـهـا
فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُـورُ بِـهِ
عن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لاغـزْو مُكتسِـبِ
لـمْ يُنفِـق الذهَـبَ المُرْبـي بكَثْـرَتِـهِ
على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
إنَّ الأُسُـودَ أسـودَ الغـيـلِ همَّتُـهـا
يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَـمَ الخطـيُّ مَنْطِـقَـهُ
بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الـرَّدَى ومَضـى
يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِـم
وَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُـهُ مِـنْ خِفّـةِ
الخَـوْفِ لامِــنْ خِـفَّـةِ الـطـرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَـا عَـدْوَ الظَّلِيـم، فَقَـدْ
أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
تِسْعُونَ أَلْفـاً كآسـادِ الشَّـرَى نَضِجَـتْ
جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُـمْ طابَـتْ
ولَـوْ ضُمخَـتْ بالمِسْـكِ لـم تَـطِـبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيـضُ السُّيُـوفِ بِـهِ
حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
والحَرْبُ قائمَةٌ في مـأْزِقٍ لَجِـجٍ تَجْثُـو
القِيَـامُ بِـه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَـا مِـن سَنـا قمَـرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَـاب الرقَـاب بِهـا
إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُـبُ الهنْـدِي مُصْلَتَـةً
تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيـضٌ، إذَا انتُضِيَـتْ مِـن حُجْبِـهَـا،
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جـازَى اللَّـهُ سَعْيَـكَ عَـنْ
جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبِـبَ
صُرْتَ بالرَّاحَـةِ الكُبْـرَى فَلَـمْ تَرَهـا
تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
إن كـان بَيْـنَ صُـرُوفِ الدَّهْـرِ مِـن
رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـب
فبَيْـنَ أيَّامِـكَ اللاَّتـي نُصِـرْتَ بِهَـا
وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـب
أَبْقَـتْ بَنـي الأصْـفَـر المِـمْـرَاضِ
كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

شعر أبو تمام في المدح

نموذج شعر أبو تمام في المدح :

قُل لِلأَميرِ الَّذي قَد نالَ ما طَلَبا
وَرَدَّ مِن سالِفِ المَعروفِ ما ذَهَبا
مَن نالَ مِن سُؤدُدٍ زاكٍ وَمِن حَسَبٍ
ما حَسبُ واصِفِهِ مِن وَصفِهِ حَسَبا
إِذا المَكارِمُ عُقَّت وَاِستُخِفَّ بِها
أَضحى النَدى وَالسَدى أُمّاً لَهُ وَأَبا
تَرضى السُيوفُ بِهِ في الرَوعِ مُنتَصِراً
وَيَغضَبُ الدينَ وَالدُنيا إِذا غَضِبا
في مُصعَبِيّينَ ما لاقَوا مُريدَ رَدىً
لِلمُلكِ إِلّا أَصاروا خَدَّهُ تَرِبا
كَأَنَّهُم وَقَلَنسى البيضِ فَوقَهُمُ
يَومَ الهِياجِ بُدورٌ قُلنِسَت شُهُبا
فِداءُ نَعلِكَ مُعطىً حَظَّ مُكرُمَةٍ
أَصغى إِلى المَطلِ حَتّى باعَ ما وَهَبا
إِنّي وَإِن كانَ قَومٌ ما لَهُم سَبَبٌ
إِلّا قَضاءٌ كَفاهُم دونِيَ السَبَبا
وَكُنتُ أَعلَمُ عِلماً لا كِفاءَ لَهُ
أَن لَيسَ كُلُّ قِطارٍ يُنبِتُ العُشُبا
وَرُبَّما عَدَلَت كَفُّ الكَريمِ عَنِ ال
قَومِ الحُضورِ وَنالَت مَعشَراً غَيَبا
لَمُضمِرٌ غُلَّةً تَخبو فَيُضرِمُها
أَنّي سَبَقتُ وَيُعطى غَيرِيَ القَصَبا
وَنادِبٌ رِفعَةً قَد كُنتُ آمُلُها
لَدَيكَ لا فِضَّةً أَبكي وَلا ذَهَبا
أَدعوكَ دَعوَةَ مَظلومٍ وَسيلَتُهُ
إِن لَم تَكُن بي رَحيماً فَاِرحَمِ الأَدَبا
اِحفَظ وَسائِلَ شِعرٍ فيكَ ما ذَهَبَت
خَواطِفُ البَرقِ إِلّا دونَ ما ذَهَبا
يَغدونَ مُغتَرِباتٍ في البِلادِ فَما
يَزَلنَ يُؤنِسنَ في الآفاقِ مُغتَرَبا
وَلا تُضِعها فَما في الأَرضِ أَحسَنُ مِن
نَظمِ القَوافي إِذا ما صادَفَت حَسَبا

شعر أبو تمام في الرثاء

لم يترك أبو تمام غرضًا شعريًّا إلا وكتب فيه الكثير من القصائد التي تتميز بصدق العاطفة وسلاسة اللغة، ومن ذلك قصائده التي قالها في الرثاء ، وسنخصص فيما يلي أشهر قصائد الرثاء :

ﻛَـﺬﺍ ﻓَـﻠﻴَﺠِﻞَّ ﺍﻟﺨَﻄﺐُ ﻭَﻟﻴَﻔﺪَﺡِ ﺍﻷَﻣﺮُ
ﻓَـﻠَﻴﺲَ ﻟِـﻌَﻴﻦٍ ﻟَـﻢ ﻳَﻔِﺾ ﻣﺎﺅُﻫﺎ ﻋُﺬﺭُ
ﻭَﻣـﺎ ﻛـﺎﻥَ ﺇِﻟّﺎ ﻣـﺎﻝَ ﻣَـﻦ ﻗَﻞَّ ﻣﺎﻟُﻪُ
ﻭَﺫُﺧـﺮﺍً ﻟِـﻤَﻦ ﺃَﻣﺴﻰ ﻭَﻟَﻴﺲَ ﻟَﻪُ ﺫُﺧﺮُ
ﻓَـﺘﻰً ﻛُـﻠَّﻤﺎ ﻓـﺎﺿَﺖ ﻋُـﻴﻮﻥُ ﻗَﺒﻴﻠَﺔٍ ﺩَﻣـﺎً
ﺿَﺤِﻜَﺖ ﻋَﻨﻪُ ﺍﻷَﺣﺎﺩﻳﺚُ ﻭَﺍﻟﺬِﻛﺮُ
ﻓَـﺘﻰً ﻣـﺎﺕَ ﺑَﻴﻦَ ﺍﻟﻀَﺮﺏِ ﻭَﺍﻟﻄَﻌﻦِ ﻣﻴﺘَﺔً
ﺗَـﻘﻮﻡُ ﻣَﻘﺎﻡَ ﺍﻟﻨَﺼﺮِ ﺇِﺫ ﻓﺎﺗَﻪُ ﺍﻟﻨَﺼﺮُ
ﻭَﻗَـﺪ ﻛـﺎﻥَ ﻓَﻮﺕُ ﺍﻟﻤَﻮﺕِ ﺳَﻬﻼً ﻓَﺮَﺩَّﻩُ
ﺇِﻟَـﻴﻪِ ﺍﻟـﺤِﻔﺎﻅُ ﺍﻟـﻤُﺮُّ ﻭَﺍﻟـﺨُﻠُﻖُ ﺍﻟﻮَﻋﺮُ
ﻭَﻧَـﻔﺲٌ ﺗَـﻌﺎﻑُ ﺍﻟـﻌﺎﺭَ ﺣَـﺘّﻰ ﻛَﺄَﻧَّﻪُ
ﻫُـﻮَ ﺍﻟﻜُﻔﺮُ ﻳَﻮﻡَ ﺍﻟﺮَﻭﻉِ ﺃَﻭ ﺩﻭﻧَﻪُ ﺍﻟﻜُﻔﺮُ
ﻓَـﺄَﺛﺒَﺖَ ﻓـﻲ ﻣُـﺴﺘَﻨﻘَﻊِ ﺍﻟﻤَﻮﺕِ ﺭِﺟﻠَﻪُ
ﻭَﻗـﺎﻝَ ﻟَـﻬﺎ ﻣِﻦ ﺗَﺤﺖِ ﺃَﺧﻤُﺼِﻚِ ﺍﻟﺤَﺸﺮُ
ﻏَـﺪﺍ ﻏَـﺪﻭَﺓً ﻭَﺍﻟـﺤَﻤﺪُ ﻧَـﺴﺞُ ﺭِﺩﺍﺋِﻪِ
ﻓَـﻠَﻢ ﻳَـﻨﺼَﺮِﻑ ﺇِﻟّﺎ ﻭَﺃَﻛـﻔﺎﻧُﻪُ ﺍﻷَﺟﺮُ
ﺗَـﺮَﺩّﻯ ﺛِـﻴﺎﺏَ ﺍﻟـﻤَﻮﺕِ ﺣُﻤﺮﺍً ﻓَﻤﺎ ﺃَﺗﻰ
ﻟَـﻬﺎ ﺍﻟﻠَﻴﻞُ ﺇِﻟّﺎ ﻭَﻫﻲَ ﻣِﻦ ﺳُﻨﺪُﺱٍ ﺧُﻀﺮُ
ﻓَﺘﻰً ﻛﺎﻥَ ﻋَﺬﺏَ ﺍﻟﺮﻭﺡِ ﻻ ﻣِﻦ ﻏَﻀﺎﺿَﺔٍ
ﻭَﻟَـﻜِﻦَّ ﻛِـﺒﺮﺍً ﺃَﻥ ﻳُـﻘﺎﻝَ ﺑِـﻪِ ﻛِـﺒﺮُ
ﺃَﻣِـﻦ ﺑَـﻌﺪِ ﻃَـﻲِّ ﺍﻟـﺤﺎﺩِﺛﺎﺕِ ﻣُﺤَﻤَّﺪﺍً
ﻳَـﻜﻮﻥُ ﻟِﺄَﺛـﻮﺍﺏِ ﺍﻟـﻨَﺪﻯ ﺃَﺑَـﺪﺍً ﻧَﺸﺮُ
ﻣَـﻀﻰ ﻃـﺎﻫِﺮَ ﺍﻷَﺛﻮﺍﺏِ ﻟَﻢ ﺗَﺒﻖَ ﺭَﻭﺿَﺔ
ﻏَـﺪﺍﺓَ ﺛَـﻮﻯ ﺇِﻟّﺎ ﺍِﺷـﺘَﻬَﺖ ﺃَﻧَّـﻬﺎ ﻗَﺒﺮُ
ﻋَـﻠَﻴﻚَ ﺳَـﻼﻡُ ﺍﻟـﻠَﻪِ ﻭَﻗـﻔﺎً ﻓَـﺈِﻧَّﻨﻲ
ﺭَﺃَﻳـﺖُ ﺍﻟـﻜَﺮﻳﻢَ ﺍﻟـﺤُﺮَّ ﻟَﻴﺲَ ﻟَﻪُ ﻋُﻤﺮُ