يقدم لكم موقع إقرأ أجمل قصائد ابن زيدون ، و خصائص شعر ابن زيدون ، و قصائد ابن زيدون في الغزل ، و شعر ابن زيدون في وصف الطبيعة ، و قصيدة قل لأبي حفص ولم تكذب ، و شعر ابن زيدون في الحب ، الشاعر ابن زيدون هو من اشهر الشعراء في الاندلس، والذي تميز عن غيره من الشعراء في هذا العصر بقصة حبه لولادة بنت المستكفي، والذي ابدع في وصف قصة حبهما في شعره.

قصائد ابن زيدون

نعرض لكم باقة من أجمل قصائد ابن زيدون ، يزخر التاريخ العربي بالعديد من الشعر ممن نبغوا بأقوالهم وفصاحة ألسنتهم ليخلدهم التاريخ على مر العصور.

قصائد ابن زيدون
قصائد ابن زيدون

هَلْ تذكُرونَ غريباً عادَهُ شَجَنُ
مِنْ ذِكْرِكُمْ وجفَا أجْفانَه الوَسَنُ؟
يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ
فقدْ تساوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ
يا وَيلَتاهُ، أيبْقَى في جوانِحِه
فؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ؟
وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ
ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ
فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها
و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ
يَاهَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم
كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا؟
أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها
إنَّ الكرامَ بِحفظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ
إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى
بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ
وأَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِبَّته
فباتَ يُنْشِدُها مما جنى الزَّمَنُ
بِمَ التَّعلُّل؟ لا أهلٌ ولا وطنٌ
ولا نَديمٌ، ولا كأسٌ، ولا سَكنُ

عَرَفتُ عَرفَ الصَبا إِذ هَبَّ عاطِرُهُ
مِن أُفقِ مَن أَنا في قَلبي أُشاطِرُهُ
أَرادَ تَجديدَ ذِكراهُ عَلى شَحَطٍ
وَما تَيَقَّنَ أَنّي الدَهرَ ذاكِرُهُ
نَأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانِيَةٌ
يا حَبَّذا الفَألُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ
خِلّي أَبا الجَيشِ هَل يَقضي اللِقاءُ لَنا
فَيَشتَفي مِنكَ قَلبٌ أَنتَ هاجِرُهُ
قِصارُهُ قَيصَرٌ إِن قامَ مُفتَخِراً
لِلَّهِ أَوَّلُهُ مَجداً وَآخِرُهُ

أَكرِم بِوَلّادَةٍ ذُخراً لِمُدَّخِرٍ
لَو فَرَّقَت بَينَ بَيطارٍ وَعَطّارِ
قالوا أَبوعامِرٍ أَضحى يُلِمُّ بِها
قُلتُ الفَراشَةُ قَد تَدنو مِنَ النارِ
عيَّرتُمونا بِأَن قَد صارَ يَخلُفُنا
فيمَن نُحِبُّ وَما في ذاكَ مِن عارِ
أَكلٌ شَهِيٌّ أَصَبنا مِن أَطايِبِهِ
بَعضاً وَبَعضاً صَفَحنا عَنهُ لِلفارِ

قد يهمك :

خصائص شعر ابن زيدون

فيما يأتي عرض لأبرز خصائص شعر ابن زيدون :

  • وصف الطبيعة كان ابن زيدون من أروع الشعراء الأندلسيين الذين وصفوا الطبيعة في شعرهم، فقد اهتم بتصوير الخيال مع العواطف المثيرة والجياشة والكبيرة، وجاء وصفه للطبيعة نابضًا بالخيال، وأصبح شعر الطبيعة عنده ممتزجًا بمرارة الحب وذكرياته، فكان وصفه مليئًا بالصور الجميلة والمشاعر الدافقة.
  • حسن استخدام المعاني فقد أبدع ابن زيدون في استخدام المعاني الجديدة والتي استوحاها من طبيعة الأندلس الخلابة، فقد ساعدته الطبيعة على استخدام المعاني بطريقةٍ تتميز بالإبداع.
  • تنوع قصائده الشعرية من حيث الطول عند دراسة شعر ابن زيدون نجد أنه نوع في أطوال القصائد، فمنها ما كان طويلًا، ومنها ما كان قصيرًا، كما أننا نجد في ديوانه المخمسات والمربعات والمقطعات الشعرية، ونجد في قصيدته أرجوزةً واحدةً فقط.
  • الثقافة الواسعة والنضج فقد اتسم أسلوب ابن زيدون بالثقافة الواسعة والوعي الكامل مع النضج، فهو يصيغ أسلوبه بشكلٍ راقٍ؛ ولذا كان أسلوبه بديعًا.
  • العذوبة والرقة والعاطفة في شعره الغزلي نجد أن شعر الغزل يحتل ثلث الديوان حتى في قصائد المدح التي تبدأ بمقدمات غزلية.
  • ويتميز شعر ابن زيدون الغزلي بالرقة والعاطفة القوية والمعاني التي لا نجدها إلا عند الشعراء المتخصصين بالغزل مثل: عمر بن أبي ربيعة، والعباس بن الأحنف.

قصائد ابن زيدون في الغزل

نموذج قصيدة قصائد ابن زيدون في الغزل :

أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،
ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا
ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا
حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ داعينا
مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ
حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا
أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،
أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا
غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا
بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا
فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،
وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا
وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،
فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا
يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،
هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا
لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ
رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا
ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا
كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،
وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا
بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا
شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا
نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا
حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ
سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا
إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،
ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا
وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً
قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا
ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما
كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا
لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،
أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!
واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً
مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا
واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا
إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا
ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا
من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا
فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً
مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا
رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ
مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا
أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ
مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا
إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،
تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا
كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،
بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا
كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،
زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا
ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً
وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟
يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا
ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،
مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا
ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا
لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،
وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا
إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ
فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا
يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها
والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا
كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،
والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا
إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ
في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا
سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،
حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا
لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ
عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا
إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً
مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا
أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ
شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا
لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ
سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا
ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،
لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا
نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً
فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا
لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا
سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا
دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا
فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا
ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا
ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا
أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،
فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا
وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ
بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا
عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ
صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا

شعر ابن زيدون في وصف الطبيعة

نعرض لكم باقة من أبرز قصائده في السطور التالية قصائد ابن زيدون في وصف الطبيعة :

إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقاً والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ في أصائِلِهِ كأنهُ رَقّ لي فاعْتَلّ إشْفَاقَاًً
والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ ك ما شقَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَاً
يَوْمٌ كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ بتْنَا لها حينَ نامَ الدّهرُ سرّاقَاً
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ جالَ النّدَى فيهِ حتى مالَ أعناقَاً
كَأنّ أعْيُنَهُ إذْ عايَنَتْ أرَقى بَكَتْ لِما بي فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَاً
وردٌ تألّقَ في ضاحي منابتِهِ فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ إشراقَاً
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَاً
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا إليكِ لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ فلم يطرْ بجناحِ الشّوقِ خفّاقَاً
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَا بكمُ لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَاً
يا علقيَ الأخطرَ الأسنى الحبيبَ إلى نَفسي إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَاً
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ مذ زمَن ميدانَ أنسٍ جريْناً فيهِ أطلاقاً
فالآنَ أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ سلوْتُمُ وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍

قصيدة قل لأبي حفص ولم تكذب

الديوان » العصر الأندلسي » ابن زيدون » قل لأبي حفص ولم تكذب

قُل لِأَبي حَفصٍ وَلَم تَكذِبِ
يا قَمَرَ الديوانِ وَالمَوكِبِ
ما لِأَبي صَفوانَ مَألوفِنا
أَبرَقَ في الأُلفَةِ عَن خُلَّبِ
وَلَم يَعُد إِلّا كَما يَتَّقي
مُستَرِقُ السَمعِ مِنَ الكَوكَبِ
عَنِّفهُ بِاللَهِ عَلى فِعلِهِ
وَاِشتِم وَإِن لَم يَستَقِم فَاِضرِبِ
وَعاطِهِ صَهباءَ مَشمولَةً
يَرى لَها المَشرِقَ في المَغرِبِ
وَليَشرَبِ الأَكثَرَ مِن كَأسِهِ
وَاِعمِد إِلى فَضلَتِهِ فَاِشرَبِ
عُقوبَةٌ أَحسِن بِها سُنَّةً
في مِثلِهِ مِن حَسَنٍ مُذنِبِ
وَباكِرا الطيبَ وَروحا لَهُ
فَأَنتُما في زَمَنٍ طَيِّبِ

شعر ابن زيدون في الحب

كتب فيها ابن زيدون أجمل أشعار الحب والفراق والشوق، وسيذكر هذا المقال بعضًا من شعر ابن زيدون في الحب ومن هذا الشعر القصائد الآتية :

شعر ابن زيدون في الحب منه الأبيات الآتية :

أَيوحِشُني الزَمانُ وَأَنتَ أُنسي وَيُظلِمُ لي النَهارُ وَأَنتَ شَمسي
وَأَغرِسُ في مَحَبَّتِكَ الأَماني فَأَجني المَوتَ مِن ثَمَراتِ غَرسي
لَقَد جازَيتَ غَدراً عَن وَفائي وَبِعتَ مَوَدَّتي ظُلماً بِبَخسِ
وَلَو أَنَّ الزَمانَ أَطاعَ حُكمي فَدَيتُكَ مِن مَكارِهِهِ بِنَفسي

قصيدة امتزج فيها الحب مع وصف الطبيعة مع لوعة الفراق :

إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقًا وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا

قصيدة قصيرة لابن زيدون في الحب يقول فيها :

أَغائِبَةً عَنّي وَحاضِرَةً مَعي أُناديكِ لَمّا عيلَ صَبرِيَ فَاسمَعي
أَفي الحَقِّ أَن أَشقى بِحُبِّكِ أَو أُرى حَريقاً بِأَنفاسي غَريقاً بِأَدمُعي
أَلا عَطفَةٌ تَحيا بِها نَفسُ عاشِقٍ جَعَلتِ الرَدى مِنهُ بِمَرأىً وَمَسمَعِ
صِلينِيَ بَعضَ الوَصلِ حَتّى تَبَيَّني حَقيقَةَ حالي ثُمَّ ماشِئتِ فَاصنَعي

قصيدة ثانية في الشوق والحب :

يا مُعطِشي مِن وِصالٍ كُنتُ وارِدَهُ هَل مِنكَ لي غُلَّةٌ إِن صِحتُ واعَطَشي
كَسَوتَني مِن ثِيابِ السَقمِ أَسبَغَها ظُلماً وَصَيَّرتَ مِن لَحفِ الضَنى فُرُشي
إِنّي بَصَرتُ الهَوى عَن مُقلَةٍ كُحِلَت بِالسِحرِ مِنكَ وَخَدٍّ بِالجَمالِ وُشي
لَمّا بَدا الصَدغُ مُسوَدّاً بِأَحمَرِهِ أَرى التَسالُمَ بَينَ الرومِ وَالحَبَشِ
أَوفى إِلى الخَدِّ ثُمَّ اِنصاعَ مُنعَطِفاً كَالعُقرُبانِ اِنثَنى مِن خَوفِ مُحتَرِشِ
لَو شِئتَ زُرتَ وَسَلكُ النَجمِ مُنتَظِمُ وَالأُفقُ يَختالُ في ثَوبٍ مِنَ الغَبَشِ