يقدم لكم موقع إقرأ فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله ، و من ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا ، و تدبر من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ، قوله تعالى: {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا} هذه رحمة من الله تعالى لأنه متول على جميع الخلق غني بذاته عنهم، ومع هذا يجعل طاعتهم له سلفا منهم له، وقال في سورة براءة: {إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة} ووصفه بالحسن في كميته وكيفيته. وقرضا إن كان مصدرا فهو مجاز، سنتعرف في مقالنا التالي على مجموعة فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله ومعلومات اخرى عن الاية تابعوها معنا.

فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله

صدَر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب، وهو الاستفهام المتضمن لمعنى الطلب .. وهو أبلغ في الطلب من صيغة الأمر. والمعنى: هل أحد يبذل هذا القرض الحسن فيجازى عليه أضعافًا مضاعفة ، اليكم فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله.

فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله
فوائد الايه من ذا الذي يقرض الله
  • من فوائد الآية: الحث على الإنفاق في سبيل الله عز وجل لقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي﴾ والاستفهام هنا للتحضيض والحث.
  • ساعة تسمع {يقرض الله} فذلك أمر عظيم؛ لأنك عندما تقرض إنسانا فكأنك تقرض الله، ولكن المسألة لا تكون واضحة، لماذا؟ لأن ذلك الإنسان سيستفيد استفادة مباشرة، لكن عندما تنفق في سبيل الله فليس هناك إنسان بعينه تعطيه، وإنما أنت تعطي المعنى العام في قضية التدين، وتعاملك فيها يكون مع الله. كأنك تقرض الله حين تنفق من مالك لتعد نفسك للحرب.
  • ومن فوائدها أيضًا: أن الله عز وجل أوجب على نفسه مجازاة هذا الذي أقرضه قرضًا حسنًا، وجه الإلزام أنه سمى الإنفاق قرضًا، والقرض قد ألزم المقترض نفسه بوفائه.
  • ومن فوائدها: ملاحظة الإخلاص، وأن يكون الإنسان مقرضًا لله عز وجل على سبيل الإخلاص، وطِيب النفس، ومن مالٍ حلال، ولا يتبع إنفاقه منًّا ولا أذى لقوله: ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾.

قد يهمك :

من ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا

تفسيرات من ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا :

من ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا
من ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا
  • قال بن أبي حاتم ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) قال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله ، وإن الله ليريد منا القرض ؟ ” قال : ” نعم ، يا أبا الدحداح ” . قال : أرني يدك يا رسول الله ، قال : فناوله يده ، قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي – وله حائط فيه ستمائة نخلة ، وأم الدحداح فيه وعيالها – قال : فجاء أبو الدحداح فناداها : يا أم الدحداح ، قالت : لبيك . فقال : اخرجي ، فقد أقرضته ربي ، عز وجل – وفي رواية : أنها قالت له : ربح بيعك يا أبا الدحداح . ونقلت منه متاعها وصبيانها ، وإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ” كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح ” . وفي لفظ : ” رب نخلة مدلاة عروقها در وياقوت لأبي الدحداح في الجنة ” .
  • قوله : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ) قال عمر بن الخطاب : هو الإنفاق في سبيل الله ، وقيل : هو النفقة على العيال ، والصحيح أنه أعم من ذلك ، فكل من أنفق في سبيل الله بنية خالصة ، وعزيمة صادقة دخل في عموم هذه الآية ; ولهذا قال : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) كما قال في الآية الأخرى : ( أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ) [ البقرة : 245 ] أي : جزاء جميل ورزق باهر – وهو الجنة – يوم القيامة .
  • قوله : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) يحث تعالى عباده على الإنفاق في سبيله ، وقد كرر تعالى هذه الآية في كتابه العزيز في غير موضع . وفي حديث النزول [ أنه يقول تعالى ] ” من يقرض غير عديم ولا ظلوم ” وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) قال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله وإن الله ليريد منا القرض ؟ قال : ” نعم يا أبا الدحداح ” قال : أرني يدك يا رسول الله . قال : فناوله يده قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي . قال : وحائط له فيه ستمائة نخلة وأم الدحداح فيه وعيالها . قال : فجاء أبو الدحداح فناداها : يا أم الدحداح . قالت : لبيك قال : اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل . وقد رواه ابن مردويه من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعا بنحوه .
  • قال أبو جعفر : يعني – تعالى ذكره – بذلك : من هذا الذي ينفق في سبيل الله ، فيعين مضعفا ، أو يقوي ذا فاقة أراد الجهاد في سبيل الله ، ويعطي منهم مقترا؟ وذلك هو القرض الحسن الذي يقرض العبد ربه . وإنما سماه الله – تعالى ذكره – ” قرضا ” لأن معنى ” القرض ” إعطاء الرجل غيره ماله مملكا له ، ليقضيه مثله إذا اقتضاه . فلما كان إعطاء من أعطى أهل الحاجة والفاقة في سبيل الله ، إنما يعطيهم ما يعطيهم من ذلك ابتغاء ما وعده الله عليه من جزيل الثواب عنده يوم القيامة ، سماه ” قرضا ” إذ كان معنى ” القرض ” في لغة العرب ما وصفنا . وإنما جعله – تعالى ذكره – ” حسنا ” لأن المعطي يعطي ذلك عن ندب الله إياه وحثه له عليه ، احتسابا منه . فهو لله طاعة ، وللشياطين معصية . وليس [ ص: 283 ] ذلك لحاجة بالله إلى أحد من خلقه ، ولكن ذلك كقول العرب : ” عندي لك قرض صدق ، وقرض سوء ” للأمر يأتي فيه للرجل مسرته أو مساءته.

تدبر من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا

من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لم يذكر القرآن القرض إلا وصفه بالحسن وهو أن يكون نقياً حلالاً خالصاً من شوائب الرياء والمن وأن يكون عن طيب نفس ، وأن يتحرى أفضل الجهات التي فيها نفع للمسلمين ، تدبر من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا.

  • عبر الله تعالى بِالْإِقْرَاضِ، لأن التَّعْبِيرُ بِالْإِقْرَاضِ يَقْتَضِي أَنَّ الْقَرْضَ لَا يَضِيعُ وذلك مثل من يشتري أذون خزانة، الذي يشتري أذن خزانة هو يقرض الحكومة، ولذلك يقولون أنه قرض مضمون، صفر مخاطر، لأنك تقرض الحكومة، فما بالك بمن يقرض الله تعالى
  • والتعبير عن الصدقة بالقرض من تلطف الله تعالى بعابده، سواء تلطفًت بمن يقرض، كقوله تعالى في الحديث القدسي: “إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟
  • أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما على أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي “.
  • وجه آخر، أن الإقراض يشعر بِحَاجَةِ الْمُسْتَقْرِضِ إِلَى الْمُقْرِضِ، فاذا إستقرضك الله تعالى، فينبغي أن تستحي منه تعالى فلو أن مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا خَاطَبَكَ بِمِثْلِ هَذَا الْخِطَابِ فِي التَّلَطُّفِ، فلن تتردد في اقراضه ولذلك يقول الإمام “محمد عبده”: هَذِهِ الْآيَةُ لَوْ أُنْزِلَتْ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ هَيْبَةِ اللهِ تَعَالَى وَالْحَيَاءِ مِنْهُ اما (قَرْضًا حَسَنًا) أن يكون من مال حلال خالص ليس فيه حرام، أن لا يتبعه مناً ولا أذى، وألا يكون فيها رياء.