قبل أن يتعلم الأطفال الكلام والحركة فهم لا يعرفون كيفية التعبير عن آلامهم واحتياجاتهم إلى بالبكاء والصراخ، فيصرخ ويبكي الأطفال كثيرًا في أعمارهم الأولى وذلك بسبب برائتهم الزائدة وانعدام كيفية تحريك عضلة اللسان ليخرج ببعض الأحرف ليتكلم بها طالبًا الطعام، أو بعض الاهتمام، والاحتضان من الأم أو الأب، ولكن هنالك ما لا تفهمه الأمهات وهو لماذا يبكي طفلي ويصرخ قبل النوم؟ إن الإجابة عليه سهلة جدًا عزيزتي.

 فإن كان لسانك معقودًا هل ستعبرين بغير الصراخ أو البكاء؟ إن البكاء قبل النوم عزيزتي هو في الأغلب يكون بسبب حاجة طفلك إلى النوم، فهو تعب جدًا ويشعر أن جسمه مرهق حقًا ولا يستطيع التعبير عن هذا، وعادةً ما يبكي الأطفال قبل النوم لاحتياجهم للطعام أو لتأمين الظروف المناسبة للنوم، فإن كان طفلك جائعًا وقد قمت بتأكيد الملجأ الصحيح لأخذ قسط من الراحة فهذا يعني أنه لم يأخذ ما يحتاج إليه من الطعام، وقد تلاحظين أنه فور الحصول على ما يحتاج إليه من الطعام وما يسكت جوعه فهو سيذهب برحلة إلى الأحلام.

وقد أكدت العديد من الدراسات أن بكاء الطفل قبل النوم لا يمكن أن يضرهم بل هو ينفعهم ويدفعهم للاستقرار النفسي، ولذلك عزيزتي ليس عليك التحايل عليه أو البقاء بجانبه لإسكاته بل اتركيه إلى أن ينتهي من البكاء وحده، ولكن إن زاد الأمر عن دقائق معدودة وما زال بكاؤه متواصلًا فهو بحاجة إلى رعاية، فإما أن يرفض الطفل النوم أو إن آلامه تسيطر عليه وعلى وجه الخصوص عزيزتي إن كان الطفل قد فطم نفسه عن حليبك الطبيعي منذ الصغر، ولا وسيلة لإطعامه إلا من الحليب المجفف الخاص بالأطفال فإن هذا الحليب يصيبه بالإمساك، ومن الطبيعي أن يبكي ويصرخ في هذه الحالة فإن هذا دليل على أنه مصاب بالآلام في منطقة الشرج وعليك الإسراع به إلى الطبيب المختص. 

عزيزتي الأم  إن بكاء الطفل لا يمكن أن يؤثر سلبيًا عليه قبل النوم بل هو طريقة لطلب الراحة وعليك فور البدء بالبكاء عدم المباشرة بتهدئته وإعطائه بعض الوقت ليهدأ، وفور بدء مرحلة هدوئه عزيزتي عليك الابتعاد عنه، حيث عليك ترك طفلك ليتفرغ من بكائه لما لا يقل عن خمسة دقائق ولا يزيد عن خمس عشرة دقيقة، ومن ثم عليك بالعمل على استراتيجية الابتعاد التدريجي، بحيث عليك أيتها  الأم الابتعاد عن سرير طفلك ولكن تدريجيًا؛ أي أن تبتعدي عنه عندما تشعرين أنه قد هدأ وأصبح النوم يأخذ مساره إلى جسده. 

 ولكن عزيزتي قبل التأكد من أن طفلك لا يحتاج غير الراحة عليك مراعاة أن الألم قد يكون هو المسبب، ففي بعض الأحيان وحين يبلغ الطفل الثلاثة شهور تبدأ أعراض بروز الأسنان، وهي مصاحبة لآلام في اللثة، وفي حين كان طفلك قد بدأ بمرحلة ظهور الأسنان فعليك الإسراع إلى الطبيب لتسكين آلامه وإعطائه ما قد يقلل منها.