سيعرض لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية قصيرة عن الأمانة ، و خطبة عن الأمانة ، و خطبة قصيرة جدا عن الأمانة ملتقى الخطباء ، و خطبة قصيرة عن الأمانة ، و خطبة عن الأمانة في العمل ، و خطبة عن الأمانة PDF ، الأمانة هي أحد الأخلاق التي فرضها الإسلام على المسلمين وهي فضيلة من أشرف الفضائل، والعمل بها يعني الشرف والتقوى وصلاح النفس. وكان العرب يفتخرون بالأمانة و يعدونها من أهم الفضائل وأشرفها، حتى إنهم كانوا يُطلقون على النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته لقب “الأمين”؛ لأنه اشتهر بالأمانة في القول والعمل والحال.

خطبة محفلية قصيرة عن الأمانة

خطبة محفلية قصيرة عن الأمانة
خطبة محفلية قصيرة عن الأمانة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.

الأمانة فضيلة من أشرف الفضائل، والعمل بها شرف وكرامة وتقوى وصلاح، وإيمان خالص لرب العالمين، ورحمة بالخلائق، ومن عِظَمِ شأنِها وجلال خطرِها؛ أنْ عرَضَها الله تعالى على أعظم مخلوقاته، وحملها الإنسان، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: 72]. وكان العرب يفتخرون بالأمانة ويعدونها مَكرُمَة، حتى إنهم كانوا يُطلقون على النبي صلى الله عليه وسلم – قبل بعثته – لقب “الأمين”؛ لِمَا اشتُهر عنه من الأمانة في القول والعمل والحال، فهو عليه الصلاة والسلام خير أمناء البشر، بشهادة أعدائه قريش.

والأمانة ضد الخيانة، وهي تطلق على كل ما عُهِدَ به إلى الإنسان من الواجبات الاجتماعية، والتكاليف الشرعية؛ كالعبادات، والودائع، ومن أعظم الودائع كتم الأسرار.

وجاء الأمر بحفظ الأمانات ورعايتها في قوله تعالى: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ [البقرة: 283]؛ وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا؛ أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا؛ أَتْلَفَهُ اللَّهُ» رواه البخاري. وقال أيضاً: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» صحيح – رواه أبو داود والترمذي.

وتضييع الأمانة علامةٌ على ضعف الإيمان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ» صحيح – رواه أحمد وابن حبان. بل هو من خصال المنافقين – عياذاً بالله من هذا الخُلُق السيئ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» رواه البخاري ومسلم.

عباد الله.. إن مجالات الأمانة كثيرة ومتنوعة، فمن أهمها التكاليف والحقوق التي أمَرَ الله تعالى برعايتها وصِيانتها، مما هو مُتعلِّق بالدين، أو النفوس، أو العقول، أو الأعراض، أو الأموال.

أيها الأخ المسلم.. إنَّ الأمانة في العبادة أنْ تقوم بطاعة الله تعالى مُخلِصاً له مُتَّبعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقد ائتمنك اللهُ تعالى على الطهارة قبل الصلاة، ولذا – لمَّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعضَ أصحابه تلوح أعقابهم لم يُصبها الماء فنادى: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» رواه البخاري ومسلم.

فأنت مؤتمن على صلواتك الخمس من حيث الوقت، فتُؤدِّيها في وقتها المشروع، ولا تؤخرها تكاسلاً وتهاوناً فتكون من الخاسرين. وزكاة مالك أمانةٌ في عنقك، هل أخرجتَها كاملةً تامة، وأوصلتَها لِمُستحقِّيها ديانة؟ فإنْ فعلتَ ذلك؛ كنتَ ممن أدَّى أمانةَ الزكاة. وكذا صومك أمانةٌ وسر بين وبين ربِّك، فالسعيد مَنْ حَفِظ صومَه في سره وعلانيته. والحج أمانة فتؤدي شعائرَه كما أمرك ربُّك، على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

والأمانةُ في المعاملة بأنْ تُعامِل الناسَ بما تُحب أن يُعاملوك به من النصح والبيان، وأنْ تكون حافظاً لحقوقهم المالية وغير المالية في كل ما استُؤمنت عليه لفظاً أو عُرفاً.

ومن الأمانة الواجب مراعاتها والقيام بحقِّها؛ بذلُ النصيحة لِمَن استنصح، وإبداءُ الرأي السديد لمن استشار؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» صحيح – رواه أبو داود والترمذي. وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ؛ فَقَدْ خَانَهُ» حسن – رواه أبو داود.

عباد الله.. ومن أعظم الأمانات: الأمانة في مجالات الواجبات الاجتماعية؛ فقد ائتمَنَك الله تعالى على أبويك عند كِبَرِ سِنِّهما وضَعفِ قُوَّتِهِما، وعجزِهما عن القيام بشؤونهما؛ قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. فمَنْ أهملَ أبويه أو ضيَّعهما عند كِبَرِ سِنِّهما؛ فقد خان الأمانةَ.

وأولادك أيضاً أمانة في عُنقك، من حيث التربية والرعاية والنفقة، وحفظِ إيمانهم وأخلاقهم، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]؛ فمَنْ أهملَ الأولادَ وضيَّعهم فقد خان الأمانة، وجاء في الحديث: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه مسلم.

ونفسُك التي بين جنبيك أنت مؤتمن عليها؛ لذا حذَّر الله تعالى من إزهاق النفس، بقوله سبحانه: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29، وفي الحديث: «مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» رواه البخاري ومسلم.

ومن الأمانات العامة التي يجب تقوى الله فيها: الوظائف بشتى أنواعها والمسؤوليات بِمُختَلف صوَرِها؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه – قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ! إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» رواه مسلم.

ومن الأمانة العظيمة: أمانة الدعوة إلى الله تعالى، وحَمْل هذا الدين، وإبراز محاسنه العظام وفضائله الجسام، ومن الأمانة العظيمة على العلماء تبصير المسلمين بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته رضي الله عنهم.

وعلى العلماء تَحَمُّل أمانة الفتوى، فعلى مَنْ صدَّر نفسَه للفتوى أنْ يعلم عِظمَ الأمانة، فما حصلت الانحرافات في الأُمة إلاَّ بسبب التصدر للفتوى بلا علم، وقد حذَّر الله تعالى من القول عليه بغير علم، فقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 116، 117]؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ» حسن – رواه أبو داود.

خطبة عن الأمانة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونسترشده، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، الذي كان خير من اتصف بخلق الأمانة، الذي كان من شدة أمانته يسمى بالصادق الأمين، فحري بنا أن نقتدي به، وأن نتخلق بخلقه صلى الله عليه وسلم.

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن أجسادنا على النار لا تقوى:

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم: ها هي القبائل من قريش قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، تعيد بناء الكعبة، فلما وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه في موضعه، كل قبيلة تريد أن تحظى بهذا الشرف، ثم تشاوروا في الأمر، فأشار أحدهم بأن يكون أول من يدخل من الباب هو الذي يقضي بين القبائل في هذا الأمر، ففعلوا، فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر، قال عليه الصلاة والسلام: “هلم إلي ثوبا”، فأتي به، فأخذ الحجر الأسود، فوضعه فيه بيده، ثم قال: “لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا”، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده صلوات الله وسلامه عليه، أيها الإخوة: في هذا الموقف لما رأت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم، داخلا من الباب بادرت بوصفه بأجمل الصفات التي ترتضيها منه، فقالت: هذا الأمين، وارتضت حكمه، وصفة الأمانة محمودة في كل ملة، في الجاهلية والإسلام، عند العرب والعجم، ولذلك لما جاء الإسلام أكد هذه الصفة وحث عليها، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وقال تعالى- في ذكر صفات المفلحين: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، أي: مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ اِئْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ”، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم علامات المنافق، فجعل من بينها خيانة الأمانة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”، وقلة الأمانة في الناس دليل على قرب قيام الساعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَاِنْتَظِرِ السَّاعَةَ”، بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أيها المسلمون: لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغدر بقوله: “لكل غادر لواء يوم القيامة، يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة”، وفي مقام الذم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين، ويؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش والتفحش، وسوء الجوار، وقطيعة الأرحام”، ففي آخر الزمان يكون الأمين معدومًا أو شبه معدوم بين الناس، لذا عد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك علامة على اقتراب الساعة؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة”، قيل: كيف إضاعتها، يا رسول الله؟ قال: “إذا أسند الأمر إلى غير أهله؛ فانتظر الساعة”.

قد يهمك:

خطبة قصيرة جدا عن الأمانة ملتقى الخطباء

يعتبر موقع ملتقى الخطباء من المواقع البارزة التي تقدم خطب متنوعة يقدمها علماء ومشايخ من مختلف بلدان العالم الإسلامي، وفيما يلي نقدم لكم واحدة من خطب الموقع، التي تتحدث عن الأمانة:

معاشر المسلمين: نحن في زمن قد خفَّت عقول أهله ومرجت عهودهم، وقل أمناؤهم فلا تكاد تجد أمينًا، وإن هذا لمن علامات قيام الساعة وقرب وقتها، أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن أعرابيًّا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ فقال: “إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة”. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”، وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: “سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات؛ يُصَدّق فيها الكاذب ويُكَذّب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.

عباد الله: إن الأمانة خلق عظيم، فرضها الله على عباده، لتستقيم أمورهم، ويرغد عيشهم، ولهذا تكاثرت النصوص من القرآن والسنة وسلف الأمة على الحثّ على التخلق بها والتحذير من الخيانة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الأنفال:27]؛ حتى لو كان الذي تتعامل معه خائنًا لك، فقد أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: “أَدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك”، ومتى ما خشي الإنسان من قومٍ خيانةً وجب عليه أن يُعلِمهم أنه لا عهد ولا أمان بينهم قبل أن يغدر بهم ويقطع عهدهم قال -تعالى-: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)[الأنفال:58].

خطبة قصيرة عن الأمانة

الحمد لله… عباد الله.. من أعظم ما يُؤتمن عليه الإنسان؛ الأموال العامة التي تعود للمسلمين، فقد أوجب الله تعالى حِفظَها كما يحفظ الإنسان مالَه وأشد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ؛ كَانَ غُلُولاً يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم. وفي الوقت ذاته؛ مدَحَ الأمينَ على أموال المسلمين، بقوله: «الْخَازِنُ الأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً نَفْسُهُ؛ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ» رواه البخاري.

ومن الأمانات العظيمة: أمانة الولاية، ولا تُعطى إلاَّ لِمَنْ توفَّرت فيهم شروط الصلاحية العِلمية والعَملية والأمانة على تأدية الواجبِ الملقَى؛ لذا جاء في القرآن قول يوسف – عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]؛ وجاء في القرآن أيضاً: ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وفي حديث حذيفة – رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال – لأهل نجران: «لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» رواه البخاري ومسلم. فَاسْتَشْرَفَ لَهُ النَّاسُ؛ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ -رضي الله عنه-.

أيها المسلمون.. وقد جاء تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الغدر بقوله: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلاَ وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ» رواه مسلم. وفي مقام الذم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالَتَّفَحُّشَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الأَمِينُ، وُيؤْتَمَنَ الْخَائِنُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ» صحيح – رواه أحمد والبزار. ففي آخر الزمان يكون الأمينُ معدوماً أو شِبْهَ معدومٍ بين الناس؛ لذا عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك علامةً على اقتراب الساعة؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ؛ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قيل: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ؛ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» رواه البخاري.

خطبة عن الأمانة في العمل

أيها المسلمون: اعلموا رحمني الله وإياكم أن الأمانة هي أمر عظيم في الدين، وهي جزء من السلوك الفاضل، وجانب مهم من جوانب الإسلام، بل الإسلام كله قائم على الأمانة، والأمانة تنظم مجالات كثيرة في الحياة، ومن أعظم تلك المجالات مجال العمل والوظيفة، فقد أمر الله تعالى الإنسان أن يجتهد في الأرض ليطلب الرزق، وأن يترك القعود والكسل، وهذه الحياة عبارة عن تشارك يستفيد بها الإنسان من أخيه ومساعدته له، ولن يتمكن الإنسان من أن يعيش حياة مستقرة إلا بالاستفادة من الآخرين ومن ذلك العمل والوظيفة.

أيها المسلمون: إن الأمانة والقوة، هما أهم صفتين يجب توافرهما في الموظف أو العامل، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه الكريم حيث قال: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، وقال تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}، فذكر هذا العفريت مؤهلاته لحمل عرش ملكة سبأ من مأرب إلى الشام، وهي كونه قادراً على المجيء به، وكونه أميناً على ما فيه، فهذان الوصفان: القوة والأمانة يضمنان صلاح الأعمال والوظائف، فالقوة تضمن القدرة على القيام بالعمل المطلوب حصوله وتأديته من غير تقصير، والأمانة تضمن إتقانه وحفظ ما فيه من دون لا نقص.

خطبة عن الأمانة PDF

وبسبب ما وجدنا عند الكثيرين من رغبة في الحصول على خطبة قصيرة جدا عن الأمانة مكتوبة، بصيغ مختلفة، فإننا نقدمها أيضًا على شكل ملف pdf “من هنا” والتي تتضمن مجموعة من الخطب المنوعة عن الأمانة والأمانة في العمل قصيرة وطويلة.