يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية عن القراءة ، و خطب حول فضل القراءة ، و اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خطبة ، اقرأ باسم ربك الذي خلق هي أول آية نزلت من آيات القرآن الكريم وكان فيها أول أمر وتكليف للنبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن اقرأ مجرد كلمة قيلت للنبي بل كانت منهج حياة للبشرية ودستورًا يسير عليه كل أهل الأرض، كما أن في هذه الآية دلالة على أن الرسالة الإسلامية رسالة تحث على العلم والتعلم. فيما يلي خطبة محفلية عن القراءة.

خطبة محفلية عن القراءة

خطبة محفلية عن القراءة
خطبة محفلية عن القراءة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالقراءة تعد منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها: (هنا غذاء النفوس وطب العقول).

وتعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.

والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة.

ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – هي كلمة: (اقرأ)، في قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5]. وهذا له دلالة كبيرة وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.

وإذا تأملنا بعض مواقف السيرة النبوية نجد اهتمامًا كبيرًا جدًا بقضية القراءة، منها: موقف فداء الأسرى في بدر؛ فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!!، وفي هذه الحادثة دلالة واضحة وهامة على أهمية القراءة والكتابة، لأنها احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم.

وإذا نظرنا إلى حال المسلمين أيام بدر وجدناهم في حاجة إلى الأموال وفي حاجة إلى الاحتفاظ بالأسرى للضغط على قريش، أو الاحتفاظ بهم لتبادل الأسرى إذا أسر مسلم، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يفكر بما هو أهم من ذلك كله، وهو أن يعلم المسلمين القراءة… كانت هذه نقطة هامة في فكر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يبني أمة الإسلام بناءً متكاملاً.. حتى أن الصحابي الذي يستطيع القراءة كان يُقدَّم على أصحابه.. انظر إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- الذي قُدم على كثير من الصحابة، وصار ملاصقاً للرسول – صلى الله عليه وسلم – بصفة شبه دائمة لأنه يُتقن القراءة والكتابة.. فصار كاتبًا للوحي، وكاتبًا للرسائل ومترجما للسريانية والعبرية.. وكان مبلغه من العمر ثلاثة عشر عامًا!.

لهذه المواقف – ولغيرها – غُرس حب القراءة في قلوب المسلمين، وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة: مكتبات بغداد، وقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، والقاهرة، ودمشق، وطرابلس، والمدينة، والقدس…. تاريخ طويل جداً من الثقافة والحضارة والعلم.

هذه هي قيمة القراءة في الميزان الإسلامي.. وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين..

أما في العصر الحديث:

فقد دخلت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل مواطن، فالقراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرأون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.

إن المبدعين والمفكرين:

(مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقاً؛ لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة ما لديك من معطيات، ولن يتأتّى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها).

إن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات حياتية، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا للوجود، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولذلك فمن لم يكن قارئاً فقد عطّل وسائط تفكيره وإدراكه وسبل حياته.

لقد ذُكر عن عباس محمود العقاد أنه قال: ((القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى))، هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم، وما من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا وكانت القراءة الواعية المستمرة وسيلته إلى العلم والاختراع، ومثال على ذلك: (فيلو ((Philo Franz Worth) مخترع التلفزيون، فقد كان “فيلو” تلميذاً مجتهداً ومحباً للقراءة، وقد قرأ كل ما في مكتبة المدرسة عن الصوت والضوء والسينما الصامتة، وكان همه أن يجمع بين الصوت والصورة، فظل “فيلو” يقرأ، ودرس دراسة شاقة وقرأ قراءة واسعة حتى توصل إلى ما رغب فيه، وقيد اختراع التلفزيون باسمه.

فيا أمتنا جميعا: إن لم نقرأ، لن نجد سبيلاً للتقدم والتطور لأن كل حرفة ووظيفة مهما كانت، تتطلب المعرفة، وتتطلب مزيداً منها كل يوم في ظل هذا العصر، عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المتسارعة.

وقد صدق الشاعر حيث يقول:

علومًا وآدابًا كعقل مؤيد

وخيرُ جليسِ المرءِ كتبٌ تفيده

وقال آخر:

تلهو به إن خانك الأصحاب

نعم المحدث والرفيق كتاب

وينال منه حكمة وصواب

لا مفشياً للسر إن أودعته

نسأل الله عز وجل أن يسهل لنا طرقَ العلم والمعرفة والقراءة وأن يسهل لنا طرقَ الجنة.. وأن يفقهنا في ديننا وأن يعلمَنا ما ينفعنا، وأن ينفعَنا بما علمنا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

قد يهمك:

خطب حول فضل القراءة

خطب حول فضل القراءة
خطب حول فضل القراءة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعمروا أوقاتكم بما ينفعكم من العلم النافع والعمل الصالح فإن العمر ميدان الزراعة والحرث للآخرة وهو الفرصة للأخذ بأسباب الفوز والظفر يوم القيامة حيث كلٌ خاسر إلا من آمن وعمل صالحاً قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقال تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).

وإن من أفضل وأحسن ما يستغل به الوقت القراءة النافعة فإن القراءة من أهم وسائل تحصيل العلوم النافعة، ولعظم شأن القراءة كان أولُ ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم).  فأمر الله نبيه أن يقرأ باسم ربه جلّ جلاله، وامتن على العباد أن علمهم القراءة والكتابة، ولا شك أنها نعمة جليلة لكونها الوسيلة التي يحفظ الناس بها ما يحتاجون إلى حفظه من العلوم والحقوق وغيرها. وإن مما يؤسف له أن تذهب أوقات كثير من الناس سدى وتمشي أعمارهم سبهللا أي في غير نفع ولا فائدة من أمر دين ولا دنيا ، مع أن القراءة النافعة دانية الأسباب في متناول اليد.

فيا أيها الشباب خاصة ويا أيها المسلمون عامة احرصوا على القراءة النافعة وصاحبوا الكتب وأدمنوا النظر فيها لتزدادوا علماً إلى علومكم وعقولاً إلى عقولكم، وتجارب إلى تجاربكم.

ولا بد أن يكون عند المسلم ضوابطُ لهذه القراءة لئلا تعود عليه وبالاً ودماراً: ومنها:

أولاً: أن يكون الكتاب سليماً من المخالفات العقدية فلا يقرأ كتب الملاحدة ولا كتب الفرق الضالة ككتب الروافض والخوارج والصوفية وأمثالهم من المنحرفين في الاعتقاد.

ثانياً: أن يكون موضوع الكتاب مما ينفع المسلم في أمر دينه، أو دنياه. أما أن تضيع الساعات والأيام والليالي في كتاب أو كتب لا تنفع في دين ولا دنيا فهي خسارة عمر نفيس ما كان ينبغي أن تضيع.

ثالثاً: أن يكون مستوى الكتاب مناسباً لمستوى القارئ في العلم والفهم واللغة حتى يفهم ما يقرأ. أما من يقرأ مالا يفهم فقد أضاع وقته من جهة،  وربما فهم الكتاب على غير المعنى المراد فيكون بقراءته تلك جاهلاً جهلاً مركباً وذلك أقبح صور الجهل.

رابعاً: إذا كان الكتاب من كتب المتون التي تحتاج إلى شرح ولا سيما للمبتدئ في العلم فليحرص على قراءته على معلم ناصح حاذق حتى يفهم المتن الفهم الصحيح.

إخوة الإيمان: إذا ذُكرت القراءة كان أعظم ما يوصى بقراءته هو كتاب الله فعليكم بالقرآن اقرؤوه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً في بيوتكم في مساجدكم وحيث كنتم. فإنه أعظم كتاب وأجل كتاب وأصدق كتاب وأنفع كتاب، هو كتاب الله، وهو كلام الله، هو الروح والحياة للقلوب. وهو لهذه الأمة الشرف والعز والسناء، وهو للقلوب والأبدان من أمراضها الدواء والشفاء. قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} وقال تعالى {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.

وجاء في الأثر وصف القرآن بأنّ: “فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ، قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ، أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”.

ومن القراءة النافعة قراءة كتب الحديث النبوي فإن الحديث هو الوحي الثاني الذي أوحاه الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، ومن كتب الحديث النافعة لطالب العلم خاصة وللمسلم عامة الأربعون النووية ورياض الصالحين، وعمدة الأحكام، وبلوغ المرام.

ومن الكتب النافعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ولا سيما كتاب الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد.

فاعتنوا عباد الله بهذه الكتب وامنحوها نصيباً كبيراً من أعماركم وأوقاتكم ففيها العلم النافع والإرشاد إلى العمل الصالح.

اللهم إنا نسألك العلم النافع والعمل الصالح والثبات على الحق إنك سميع الدعاء أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعتنوا بما تقرؤون وبما تكتبون فإن القراءة والكتابة جزء من عمل الإنسان الذي يحصى عليه اليوم ويحاسب عليه غداً.

إن من الشباب من يأخذه حب المعرفة وعشق القراءة إلى قراءة ما يضره ولا ينفعه فيطالع كتب الملاحدة فتعلق شبهاتهم في قلبه فيكفر بالله بعد إيمانه، ويرتد _ والعياذ بالله _ عن دينه بعد إسلامه.

ومنهم من يقرأ كتب الروافض والشيعة فيزيغُ قلبه وينقلبُ عدواً لدوداً للخلفاء الراشدين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ولعامة الصحابة إلا عدداً قليلاً منهم رضي الله عنهم أجمعين.

ومنهم من يقرأ كتب ومقالات خوارج العصر وأعداء عقيدتنا ودولتنا وعلمائنا ووطننا فينقلب عدواً لوطنه وولاة أمره وعقيدته السلفية التي تربى عليها ونشأ في رياضها، مبغضاً محتقراً للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ولدعوته السلفية التجديدية. معظماً موقراً للجماعات الخارجية الإرهابية التي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم وتفرق كلمتهم. نعوذ بالله من الخذلان.

اللهم إنا نسألك أن تحفظ علينا عقيدتنا وديننا وأمننا ووطننا وأن تحفظ شبابنا وبناتنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين اللهم جنبهم بطانة السوء وجلساء السوء يا قوي يا عزيز. اللهم انصر بهم دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خطبة

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

أما بعد  أيها المسلمون    

يقول الله تعالى في محكم آياته : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (1) :(5) العلق

إخوة الإسلام

القراءة هي مفتاح العلم , بل وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة , والأمة التي لا تقرأ ، هي أمة لا تحرف حاضرها من مستقبلها , وهي أمة لا تأخذ عبرة من ماضيها , وهي أمة لا تمتد جذورها إلى أصولها , وأي أمة لا تقرأ ، فهي أمة قد ماتت ، ويكفي الأمة الإسلامية شرفا ، أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم كلمة : (اقرأ )، قال الله تعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (1) :(5) العلق. فقد جمع الله سبحانه تعالى في هذه الآيات المباركات ، بين عنصري التعلم : وهما القراءة ، والكتابة, بل وجعل سورة كاملة من سور القرآن الكريم باسم (القلم) ، فمِن كَرَمه جل وعلا أنْ علَّم الإنسان ما لم يعلم، فشرّفه وكرّمه بالعلم، والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان، ذهني ولفظي ورسمي ، والاستمرار في طلبه وتعلّمه لا حدَّ له، قال ابن أبي غسّان – رحمه الله-: «لا تزال عالماً ما كنت متعلماً، فإذا استغنيتَ كنتَ جاهلاً». وبالعلم أظهر الله تعالى فضل آدم عليه السلام على الملائكة، وأمرهم بالسجود له، ولهذا صار التعبد لله على غير علم من أكبر المفاسد التي تقع فيها الأمة، وقد ظل سلَفنا الصالح – رضوان الله عليهم – في ظل هذه الكلمة العجيبة (اقْرَأْ) ينهَلون من منابع العلوم والمعارف الشرعية والعلمية والأدبيَّة؛ حتى استطاعوا إقامة حضارة عظيمة، انتشلوا بها البشريةَ من بحور الظلم والتخلُّف، إلى شُطآن العلوم والمعارف، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول :كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ). وأثر عن علي رضي الله عنه وعن غيره :” هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل  ،وقال الزهري: “إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العمل به حتى يذهب، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو شر غوائله “. وسئل سفيان الثوري: طلب العلم أحبّ إليك أو العمل؟ فقال: “إنما يراد العلم للعمل، فلا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم “. فالعمل هو : ثمرة العلم ، والعلم مقصود لغيره بمنزلة الشجرة ، فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به ، فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل . وعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ). أخرجه الترمذي  ، فالقراءة هي طريق العلم , فلولا القراءة ما تعلم الإنسان ، ولولا القراءة  لم يحقق الحكمة من وجوده على هذه الأرض ،وهي عبادة الله وطاعته ، وعمارة هذه الأرض ، فالقراءة هي من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى ، وعبادته ، وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ,  والقراءة سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة ، والصفات العالية ، والسلوك المستقيم ، وسبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم, وسبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة ، وفي الدار الآخرة ، قال الله تعالى :  ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (11) المجادلة . والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق ، إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية، والقدرة على القراءة نعمة من أهم نعم الله علينا ، كغيرها من الوسائل التي آتاها الله ابن آدم، وإذا أردت أن تعرف هذه النعمة العظيمة ، فما عليك إلا أن تقارن بين نفسك ، وبين من لا يقرأ من معارفك أو أصدقائك، لترى الفرق الهائل بينك وبينهم. والقراءة تفيد الإنسان فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب القارئ حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل،   والقراءة تعطي القدرة على التخيل ، وبعد النظر، وتنمي ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، والقراءة للطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.

أيها المسلمون

وإن المتأمل في واقع أمتنا العربية والإسلامية ، وما يحفل به من أدواء ، يلمس أول ما يلمس تفشي الأمية في قطاع كبير من شعوبنا ، مع أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين العلم والمعرفة، ولكن للأسف توقَّف المسلمون عن القراءة والاطلاع، حتى أصبحت أمَّة (اقرأ) لا تقرأ؛ وسبَقَها إلى ميادين القراءة والاطلاع والعلم أُممٌ وشعوبٌ أخرى، شجعتْ على التعلُّم والقراءة والاطلاع  في شتى مجالات الحياةِ؛ مما أدَّى إلى تفوُّقهم وريادتِهم، فأمة (اقرأ) التي حملت رسالة التوحيد و نور الهداية إلى مشارق الأرض ومغاربها، فأخرجت الناس من ظلم العبودية والاضطهاد إلى توحيد رب العباد، ثم ما لبث أن انتشر رسلها حاملين رسائل العلم ونور الحق إلى مختلف أصقاع المعمورة يعلمون الناس ويفقهونهم و يهدونهم سبيل الرشاد. ويوم أن تخلت الأمة عن وظيفتها “اقرا” انفصمت عراها وتبددت كبرياؤها وجبروتها وانتكست معالمها فقد ذهب النور الذي كان جذوة عزها ومجدها، فالمستقبل الثقافي لأمة «اقرأ» أصبح مظلما ولا يبشر ببصيص أمل في نهاية النفق، الأمر الذي يجعلني أقول إننا لن نتمكن من قيادة الجنس البشري على الأقل خلال المئة عام القادمة لفقدنا القدرة على إعطاء ثقافة القراءة أهمية في دولنا العربية

                            أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية (أمة اقرأ لماذا لا تقرأ؟؟ قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) 

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

أما بعد  أيها المسلمون    

ومهما كانت الأسباب الصارفة عن القراءة، فإن جدية الإنسان وهمته وإرادته، وحرصه على بناء شخصيته تُقوض كل تلك الأسباب وإن أثّرت، فهل يتنبه شبابنا وأولادنا لأهمية القراءة، ومجاهدة النفس عليها، فإن القراءة في البداية جهاد، حتى تصبح شهوة ورغبة، وهل يتفطن لهذا المربون والأساتذة فيُشعلون المنافسة بالعودة لهذه الأصول لتعود لنا المكانة والريادة. فلا شك أن القراءة ملكة وفنّ لا يجيده كلّ أحد؛ فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتاً طويلة في القراءة؛ ومع ذلك فإن حصيلتهم وإفادتهم منها قليلة جدًّا! ولذلك أسباب، منها: أولاً: قلة الصبر على القراءة والمطالعة، وهذه آفة قديمة ازدادت في عصرنا هذا، خصوصاً مع كثرة الصوارف والمشغلات الأخرى  إن ترويض النفس وتربيتها وقسرها على القراءة من أنجح السبل لبناء النفس، خاصة عند نعومة الأظفار وبداية الطلب. وقد يعجز المرء في البداية، أو تصيبه السآمة والملل، ولكنه بطول النفس وسعة الصدر والعزيمة الجادة سوف يكتسب بإذن الله تعالى هذه الملكة حتى تصبح ملازمة له لا يقوى على فراقها، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ)