يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية عن الزواج ، و مقدمة خطبة عن الزواج ، و كلمات لخطبة محفلية عن عفة الزواج ، و خطبة عن تسهيل الزواج ، و خطبة محفلية عن اختيار شريك الحياة ، أهمية الخطبة المحفلية للزواج من أهم الخطب المحفلية، وتوضح الخطبة المحفلية الخاصة بالزواج مدى قدسية الزواج هو عبارة عن أساس بناء الزواج والمجتمعات وتربية أجيال في المستقبل على القيم والدين والأخلاق، ويجب عند إلقاء الخطبة المحفلية عن الزواج تكون شاملة على إرشاد الزوج والزوجة لاخبارهم مدى أهمية إقبالهم على هذه الخطوة وتوجيه الزوج على أهمية معاملة الزوجة بقيم وآداب طيبة لتكون بينهم مودة ورحمة. فيما يلي سنعرض لكم خطبة محفلية عن الزواج.

خطبة محفلية عن الزواج

خطبة محفلية عن الزواج
خطبة محفلية عن الزواج

ليس الزواج مُجرد عُرس جميل.. وطلة باهية للعروس، وغناء وسعادة من الأقارب وحسب، إنما هو عقد شراكة لمدى الحياة، وعلى الرغم من أنه يحق للشريكين إنهائه، إلا أن الأصل فيه أن يبيّتا النية بأن يكون أبد الدهر، فيأمن كل منهما الآخر.

خلق الله آدم عليه السلام.. وخلق منه زوجه، ثم جئنا جميعًا لهذه الأرض لنُعيد الفطرة من جديد، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” سورة النساء.

كما قال في سورة النجم: “وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى” خلقهما سُبحانه ليكونا لبعضهما أمانًا.. يتحابا ويعملا معًا على بناء بيت يُذكر فيه اسم الله، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون سورة الروم.

شرّع الله لنا الزواج، وشرّع معه تعاليم عِدة، فأمر الرجال ألا تُواعد النساء بل يقدمون على الزواج مباشرة بعقد بيّن، قال تعالى: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ”. سورة البقرة.

الزواج ليس بتكرار لعادة مجتمعية، إنما هو شرع الله الذي قصد به أن يجد كل مسلم أنيسًا ورفيقًا له، فلم يخلق البشر إلا ليكونوا بمجتمعات متآلفة، ويغلب الظن أن ما يُعرقل الشباب عن هذه الخطوة هي الأوضاع المادية.

إلا أن الأصل في هذا أن يسعى الشاب للحلال، والله سبحانه هو من يعينه بذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: “حَقٌّ علَى اللهِ عونُ مَنْ نَكحَ التِماسَ العَفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ” رواه أبو هريرة.

مقدمة خطبة عن الزواج

إنّ الحمد لله، نحمده -سبحانه-، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلن تجد له وليّا مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل الزواج سنّة ماضية في الخلق، ومنهجاً حميداً في البشر، وهو آية عظيمة من آيات الله لقومٍ يتفكّرون، قال -سبحانه-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

وأشهد أنّ سيّدنا وقائدنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيّه مِن خلقه وخليله، خير نبي اجتباه، وهدىً ورحمة للعالمين أرسله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات الله وسلامه عليك وأنت توصي شباب الأمة بالزواج؛ تحصيناً لأنفسهم ومجتمعاتهم من الانحدار في مهاوي الرذيلة والفساد؛ فقلت: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ).

نشهد -سيدي يا رسول الله- أنّك قد بلّغت الرسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وأزحت عن وجهها الظُلمة؛ فجزاك الله عنّا خير ما جزى نبياً عن قومه، اللهم أحينا على سنته، وأمتنا على ملّته، ولا تفرّق بيننا وبينه يوم لقائك، إذا اشتدّ الخطب وعظُم الكرب يا رب العالمين.

قد يهمك:

كلمات لخطبة محفلية عن عفة الزواج

كلمات لخطبة محفلية عن عفة الزواج
كلمات لخطبة محفلية عن عفة الزواج

بخضم خطبتنا المحفلية عن الزواج من الجدير بنا أن نُدرك جليًا قيمته في الإسلام، فقد أمرنا به الله عز وجل، وحثنا عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد عنه: “كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ.

فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاء صحيح البخاري.

بما يعني أن الرجل وإن كان فقيرًا عليه بالزواج إن كان بإمكانه ذلك، وليس فقط الرجل الفقير من يحق له أن يجد زوجًا يؤنسه، إنما النساء أيضًا، حيث قال تعالى: “وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”. سورة النور.

فالزواج ليس مُقتصرًا على غنيّ أو فقير، إنما هو حقٌ مشروع للجميع، على أن يكون عفة للإنسان كالأصل فيه.

خطبة عن تسهيل الزواج

الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

عباد الله: إن من نعم الله عز وجل على عباده أن خلق لهم من أنفسهم أزواجا، ليحصل بهم السكن والطمأنينة والمودة والعطف والرحمة والمحبة والألفة.

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

شرع الله لنا النكاح وحث على ذلك قال تعالى:

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3].

وحث نبينا صلى الله عليه وسلم على الزواج ورغب فيه ودعا الشباب إلى ذلك، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»

ولذلك فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من امتنع عن الزواج وانقطع للعبادة وذكر أن الزواج من سنته صلى الله علبيه وسلم فقال:

((أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))

وذلك لما في الزواج من مصالح وفوائد منها: الإعفاف والتحصين وغض البصر عما حرم الله، وحصول الأنس والاستقرار، وطلب الذرية، وغيرها من المصالح الشرعية والحياتية.

عباد الله: مع كل هذه المصالح من الزواج والحث عليه إلا أن هناك من المعوقات في طريق زواج البنين والبنات لعلنا نذكر شيئاً منها وكيف نتغلب عليها من أجل تيسير وتسهيل أمور الزواج، منها:

أولاً: عزوف البعض عن الزواج وتأخيره من الذكور والإناث بحجة إكمال الدراسة أو الحصول على الوظيفة أو عدم الرغبة في الارتباط المبكر وتحمل المسؤولية والإنفاق وتربية الأولاد وغيرها من الأسباب، وهؤلاء فوتوا على أنفسهم مصالح كثيرة بسبب تأخرهم عن الزواج، وقد تكفل الله جل وعلا بأرزاق العباد وإعانتهم، إذا اخذوا بالأسباب التي تعينهم على ذلك.

قال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ “.

ثانياً: من العقبات في زماننا هذا غلا المهور وتكاليف الزواج، مما جعل الزواج أمر شاق ولا يطاق بسبب تلك التكاليف الباهضة.

أيها المسلمون إن صداق المرأة أمر مطلوب شرعا قال تعالى: ((وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً )) ولكن لا ينبغي المغالاة التي تكون عقبة في طريق الزواج وتيسيره.

وإن سنة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تيسير أمر الزواج، وعدم المبالغة فيه، فكانت مهور زوجاته وبناته صلى الله عليه وسلم في غاية التواضع واليسر والسهولة.

عن أبي العَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قال:

خَطَبَنَا عمر رحمه الله، فقال:

(ألا لا تُغَالُوا بِصُدُقِ النساء؛ فإنها لو كانت مَكْرُمَةً في الدنيا، أو تقوى عند الله؛ لكان أولاكم بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

ما أصدق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأةً من نسائه، ولا أُصْدِقَتِ امرأةٌ من بناته أكثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً))

وقد زوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا بما معه من القرآن وقال لآخر «التمس ولو خاتما من حديد»

فالمقصود من ذلك كله التيسير والتسهيل وضبط الأمور وعدم الإسراف والتبذير والمغالاة والزيادة في تكاليف الزواج.

ثالثا: إن من المعوقات عضل المرأة وذلك بمنعها من الزواج بالكفء إذا طلبها، ورغب كلُّ واحد منهما الأخر، أو الحجر عليهن ظلما وعدوانا، وقد قال الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

أن من العدل والرحمة أن يقوم ولي أمر المرأة بما يراه من مصلحة من ولاه الله أمرها، وقد أعطى الإسلام المرأة المكانة في اتخاذ قرار الزواج.

قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلاَ تُنْكَحُ البِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: «أَنْ تَسْكُتَ».

وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».

أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم.

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد: عباد الله: اتقوا الله حق التقوى..

يقول الله تبارك وتعالى أمرا عباده بالتعاون على البر والتقوى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

إن من التعاون على البر والتقوى إن يجتمع الناس ويتعاونون على تسهيل أمر الزواج وتيسيره وحل كل العقبات عن طريقه، لما في ذلك من المصالح الدينية والدنوية، حيث يصبح المجتمع والفرد نقيا طاهرا مصان العرض نظيفا، وفي ذلك استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، إنني ادعوكم عباد الله من على هذا المنبر أن تكونوا عونا لكل من أراد النكاح والزواج والعفاف، فاتقوا الله عباد الله وكونوا دعاءة خير وبركة ومفاتيح خير وسعادة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أردنا وأراد بلادنا بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره، الله ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبه وترضاه يا رب العالمين، ووفق جميع ولاه أمر المسلمين ياذا الجلال والإكرام، اللهم انصر جنودنا وسدد رميهم وثبت أقدامهم وكن عونا لهم واحفظ بلادنا من كل شر ياذا الجلال والكرام، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

خطبة محفلية عن اختيار شريك الحياة

شرّع الإسلام أن الأصل اختيار زوج مسلم، أو زوجة مسلمة، وأن يكون الخلق الكريم هو سيد الموقف، فقال صلى الله عليه وسلم: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” رواه أبو هريرة | المحدث: مسلم.

كما حثّ -سبحانه وتعالى- بكتابه الكريم على حسن الاختيار فقال في الذكر الحكيم: وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ *وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ* أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة البقرة.

هذا هو الحق الذي يجدر به أن يتبع، فالإنسان جزوع ينسى دائمًا وقد تلهيه الدنيا عن عبادته سبحانه، لهذا أمرنا بأن يكون الأصل بالزواج هو شريكٌ يُعيننا على طاعته، فهذا هو الهدف الأساسي من الحياة.

كما جعل لكل ما بين الزوجين ثواب إذا كانت النية رضا الله عز وجل، فالأصل في الأعمال النيات، فيجب أن ينوي المسلم من الزواج العفة والتماس رضا الله سبحانه وتعالى.

على إثر هذا جاء حديث نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: “إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ” رواه سعد بن أبي وقاص.

من الجميل أن ننهي خطبتنا المحفلية عن الزواج.. بأن نؤكد على كونه نعمة من الله عز وجل، فلنبارك لكل من ظفر بها، ولندعو لكل من لم يرزقه الله بعد بأن يُقر عينه بزوجٍ يكون له أنيسًا طيبًا.