يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية عن الرفق ، و خطبة محفلية عن العلم ، و خطبة محفلية عن الصلاة ، و خطبة محفلية قصيرة عن الصبر ، و خطبة محفلية عن بداية العام الدراسي الجديد ، خطبه محفليه نقدمها بسبب تعدد مناسبات الناس بين أفراح وأحزان واحتفالات، وكثُرتْ الكلمات المعبرة التي تجعل للمناسبة ذكرى وحضور في القلب لا يغيب وإن غابت هي، ومن المعروف أن خطبه محفليه هي مسمى لائق بكلماتٍ تُلقى بطريقة وأسلوب متقن ومتزن تُخلد بها المناسبة وترتقي بها الكلمات، وهنا بهذا المقال نسرد خطبة محفلية عن الرفق .

خطبة محفلية عن الرفق

خطبة محفلية عن الرفق
خطبة محفلية عن الرفق

خطبة محفلية عن الرفق ، الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ الذي دبَّرَ أُمورَ الكائناتِ بلطيفِ صُنعِه وعظيمِ قدرتِه أحسنَ تَدبيرٍ، وأَبدعَ المخلوقاتِ من غيرِ مثالٍ سابقٍ فصوَّرها أتمَّ تصويرٍ، وخصَّ الإنسانَ منها بما زيَّنَه من حُسنِ صورتِه في أعدلِ تقويمٍ وأبدعِ تقديرٍ .. أحمدُه حمدَ من تدَبَّرَ آياتِ قُدرتِه الباهرةِ، وشاهدَ دلائلَ وحدانيتِه القاهرةَ..

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له الْعَلِيّ الْكَبِيرُ، وأشهدُ أن سيِّدَنا محمداً عبدُه الهادي البَشيرُ، ورسولُه السِّراجُ المنيرُ، الذي بعثه اللهُ تعالى فأحيا به النَّاسَ إحياءَ الأرضِ بالوابلِ المطيرِ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه الطَّاهرينَ وأصحابِه الفَاضلينَ وسلَّمَ تسليماً ما لاحَ بَدرٌ مُنيرٌ ..

أما بعد: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا -أيْ: بُسْتَانًا- لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَا رَأَى الْجَمَلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ -وهو: المَوْضِعُ الذي يَعْرَقُ مِنَ البَعِيرِ خلْف الأذنِ- فَسَكَتَ، فَقَالَ: “مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟، لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟”، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: “أَفَلاَ تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ-أَيْ: تُتْعِبُهُ”.

لا إلهَ إلا اللهُ .. مهما رفعَ العالَمُ الغربيُّ والشَّرقيُّ شعارَ حقوقِ الحيوانِ وجعلوا لها الجَمعيَّاتِ .. فلن يجدوا مثلَ الإسلامِ ضمنَ للحيواناتِ حُقوقَها كما ضمنَ لكلِّ شيءٍ حَقَّه .. فها هو نبيُّ الإسلامِ والإمامُ الأعظمُ يسمعُ لشكوى جَمَلٍ، ويمسحُ عنه العَرقَ، ويُعاتبُ صاحبَه، ويحفظُ له حقَّه في الأكلِ وفي الرَّاحةِ ..

ومنه ما ذَكَرَه سَهْلُ بنُ عمرو -رضيَ اللَّهُ عنه-: أن رسولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- مرَّ ببعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ ببطْنِهِ فقالَ: “اتَّقُوا اللَّه في هذه الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكبُوها صَالِحَةً، وكُلُوها صالحَةً” ..

فلم يتقِّ اللهَ –تعالى- من لم يُحسنْ إلى هذه الدَّوابِ التي خلقَها –سبحانَه- لمنافعَ عظيمةٍ .. والتي جعلَ اللهُ –تعالى- لها مكاناً حتى في سفينةِ نوحٍ -عليه السَّلامُ- ليبقى أصلُها ونسلُها .. (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40].

بل قد يصلُ العقابُ في تعذيبِ الحيواناتِ إلى اللَّعنِ والطَّردِ من رحمةِ اللهِ –تعالى- التي وَسِعتْ كلَّ شيءٍ .. فَعَنْ جَابِرٍ -رضيَ اللَّهُ عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى حِمَارٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: “لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ”.

يا أهلَ الإسلامِ .. لقد بعثَ اللهُ تعالى نبيَّه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- رحمةً للعالمينَ .. يقولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ -طَائِرٌ صَغِيرٌ كَالْعُصْفُورِ- فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: “مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟، رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا”.

وجاءَ عَنْ عَائِشَةَ -رضيَ اللهُ عنها- أنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَمُرُّ بِهِ الْهِرَّةُ فَيُصْغِي لَهَا الْإِنَاءَ فَتَشْرَبُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا” .. فماذا عسى الكلماتُ أن تصفَ تواضعَ خيرِ البشرِ .. حتى مع الطُّيورِ والهِرَرِ!!

وهكذا كانَ أصحابُّه -رضيَ اللهُ عنهم-، حتى أن عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ الطَّائِيَّ -رضيَ اللهُ عنه- كانَ يَفُتُّ الْخُبْزَ لِلنَّمْلِ، وَيَقُولُ: “إِنَّهُنَّ جَارَاتٌ لَنَا، وَلَهُنَّ عَلَيْنَا حَقُّ الْجِوَارِ”، ثمَّ أتباعُهم بإحسانٍ من بعدِ ذلكَ، فهذا أبو إسحاقَ الشِّيرازي رحمَه اللهُ يمشي في طريقٍ ومعه صاحبٌ له، فعرضَ له كَلبٌ فزجرَه صاحبُه، فنَهاه الشَّيخُ، وقالَ له: “أما علمتَ أنَّ الطَّريقَ مُشتركٌ بيننا وبينَه؟”.

أيُّها المُسلمُ .. اعلمْ أن ما تُطعمُه الحيوانَ فلك فيه أجرٌ .. حتى ولو لم تكنْ تعلمُ .. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضيَ اللهُ عنهُما-، دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ في نخل لها، فَقَالَ: “يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، مَنْغَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟”، فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ، قَالَ: “فَلَا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا طَيْرٌ، إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَةً”.

وما هي ردَّةُ فِعلِ الإنسانِ المؤمنِ الذي يرجو اللهَ –تعالى- واليومَ الآخرِ .. عندما يعلمُ أن الإحسانَ إلى حيوانٍ قد يكونُ سبباً لمغفرةِ ذنوبِه جميعاً؟ .. قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّه، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟، فَقَالَ: “فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”.

بل ولو كانَ ذلك الإنسانُ ممَّن كَثُرتْ ذنوبُه وتعاظمتْ معاصيه .. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا –أي خفَّها- فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ”.

سبحانَ اللهِ .. زانيةٌ يُغفرُ لها خَطاياها العَظيمةُ، بسببِ شَربةِ ماءٍ لبهيمةٍ، فكيفَ تتعاملُ بعدَ ذلك مع الحيواناتِ، يا من يسعى لمغفرةِ والذُّنوبِ والخطيئاتِ؟ .. لذلك لا تعجبْ بعدَ ذلكَ إذا سمعتَ أبا الدَّرداءَ -رضيَ اللهُ عنه- يقولُ لبعيرِه عندَ الموتِ: “يا أيُّها البَعيرُ، لا تُخاصمني إلى ربِّكَ؛ فإنِّي لم أَكنْ أُحمِّلكَ فَوقَ طَاقتِكَ”. خطبة محفلية عن الرفق.

فاحذرْ يا من يؤذي الحيواناتِ .. وانتبه يا من يُعذِّبُ البهائمَ .. فلقد دخلتْ امرأةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ .. عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ” ..

 ثُمَّ “أَنَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى الْمَرْأَةَ مُعَلَّقَةً فِي النَّارِ، وَالْهِرَّةُ تَخْدِشُهَا فِي وَجْهِهَا وَصَدْرِهَا وَتُعَذِّبُهَا كَمَا عَذَّبَتْهَا فِي الدُّنْيَا بِالْحَبْسِ وَالْجُوعِ .. فلا إلهَ إلا اللهُ .. أينَ ستذهبُ من حسابِ اللهِ تعالى؟ .. فإذا كانَ الحبسُ فقط حتى الموتِ جوعاً يستوجبُ النَّارَ .. فكيفَ بمن يحرِقُ الحيوانَ أو يضربُه ظُلماً حتى يموتَ؟ .. (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ” .. فإذا كانَ يُقتَصُّ يومَ القيامةِ من الحيوانِ الذي لا تكليفَ عليه ولا حِسابَ .. بل حتى من النَّملةِ .. فكيفَ بكَ يا من قالَ له ربُّه -عزَّ وجلَّ-: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة: 7- 8].

عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضيَ اللهُ عنه-: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ جَالِسًا، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: “عَجِبْتُ لَهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ،-أي: لَيُقْتَصَّنَّ لها-“.

فإيَّاكَ وتعذيبَ الحيواناتِ .. ولقد قالَ الحقُّ سبحانَه: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

يقول الشَّيخُ السِّعدي -رحمَه اللهُ تعالى- في تفسيرِ الآيةِ: “(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) جميعُ الحيواناتِ الأرضيَّةِ والهوائيَّةِ، من البهائمِ والوحوشِ والطُّيورِ، كلُّها أممٌ أمثالُكم خلقناها كما خلقناكم، ورزقناها كما رزقناكم، ونَفُذتْ فيها مشيئتُنا وقدرتُنا، كما كانتْ نافذةً فيكم .. (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) ما أهملنا ولا أغفلنا في اللَّوحِ المحفوظِ شيئاً من الأشياءِ، بل جميعُ الأشياءِ، صغيرُها وكبيرُها، مُثبتةٌ في اللَّوحِ المحفوظِ، على ما هيَ عليه، فتقعُ جميعُ الحوادثِ طِبقَ ما جرى به القَلمُ .. وقوله: (ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) أي: جميعُ الأممِ تُحشرُ وتُجمعُ إلى اللهِ في مَوقفِ القيامةِ، في ذلك الموقفِ العظيمِ الهائلِ، فيجازيهم بعدلِه وإحسانِه، ويمضي عليهم حكمُه الذي يَحمَدُه عليه الأولونَ والآخرونَ، أهلُ السَّماءِ وأهلُ الأرضِ”.

فسيأتي يومٌ عظيمٌ .. يحاسبُ اللهُ تعالى فيه العِبادَ .. ويأخذُ حقَّ المظلومِ من الظَّالمِ .. حتى حقَّ الشَّاةِ التي ليسَ لها قرونٌ من التي نطحتْها بقرونِها .. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ”.

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، إنه جوادٌ كريمٌ، رؤوفٌ رحيمٌ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.

خطبة محفلية عن الرفق ، الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ فقدَّرَه تَقديراً، وأَتقنَ ما شرعَه وصنعَه حِكمةً وتَدبيراً، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وكانَ اللهُ على كلِّ شيءٍ قَديراً، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أرسلَه إلى الخلقِ بَشيراً ونَذيراً، وداعياً إلى اللهِ بإذنِه وسراجاً منيراً، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعَهم بإحسانٍ وسلَّمَ تَسليماً كثيراً ..

أما بعد: فلقدْ راعى الإسلامُ حقوقَ الحيوانِ حتى في طريقةِ قتلِ من أمرنا بقتلِه .. وفي ذبحِ من جازَ لنا ذبحُه .. عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ قَالَ: “إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ”.. فيجبُ القتلُ والذَّبحُ بأيسرِ وأسرعِ طريقةٍ تَزهقُ بها الرُّوحُ ويَقلُّ بها الألمُ.

ولذلك جاءَ النَّهيُ عن وسائلِ القتلِ المؤلمةِ كالحرقِ بالنَّارِ.. فلقد َرَأَى رَسُولِ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقَهَا بَعْضُ النَّاسِ، فَقَالَ: “مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟”، قُلْنَا: نَحْنُ، قَالَ: “إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ”.

وحذَّرَ من وسائلِ القتلِ التي يُعذَّبُ بها الحيوانُ قبلَ موتِه .. فعَنْ ابْنِ عُمَرَ –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي يَحْيَى رَابِطٌ دَجَاجَةً يَرْمِيهَا، فَمَشَى إِلَيْهَا ابْنُ عُمَرَ حَتَّى حَلَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ مَعَهُ، فَقَالَ: ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ عَنْ أَنْ يَصْبِرَ هَذَا الطَّيْرَ لِلْقَتْلِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ–أيْ أَنْ تُحْبَسَ وَهِيَ حَيَّةٌ لِتُقْتَلَ بِالرَّمْيِ وَنَحْوِهِ-.

بل بلغتْ رحمةُ الإسلامِ بالحيوانِ حتى في مراعاةِ مشاعرِ البهيمةِ حينَ الموتِ .. فعنْ محمدِ بنِ سيرينَ أن عُمرَ -رضيَ اللهُ عنه- رأى رجلاً يجرُّ شاةً ليَذبحها، فضرَبه بالدِّرَّةِ، وقالَ: سُقها إلى الموتِ سَوقًا جميلاً .. ولمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى رَجُلٍ وَاضِعٌ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَةِ شَاةٍ، وَهُوَ يُحِدُّ شَفْرَتَهُ وَهِيَ تَلْحَظُ إِلَيْهِ بِبَصَرِهَا، فَقَالَ: “أَفَلا قَبْلَ هَذَا؟، تُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَتَيْنِ” .. فأيُّ حقوقٍ للحيواناتِ أعظمُ من هذا؟.

اللَّهُمَّ ألِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِـنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِـنَا، وَأَبْصَارِنَا ، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِـنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعَمِكَ مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ قَابِلِينَ لَهَا وَأَتْمِمْهَا عَلَيْنَا .. اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلا دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ، وَلا مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلا مُبْتَلَى إِلاَّ عَافَيْتَهُ، وَلا ضَالاً إِلاَّ هَدَيْتَهُ، وَلا غَائِباً إِلاَّ رَدَدْتَهُ، وَلا مَظْلُوماً إِلاَّ نَصَرْتَهُ، وَلا أَسِيراً إِلاَّ فَكَكْتَهُ، وَلا مَيِّتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ، وَلا حَاجَةً لَنَا فِيهَا صَلاحٌ وَلَكَ فِيهَا رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا بِفَضْلِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، خطبة محفلية عن الرفق .

خطبة محفلية عن العلم

الحمد لله الذي خلق الانسان واحسن تقوميه وامده بالفهم والمعرفة وكرمه على سائل خلق الله وامتن عليه بعلمه ما لم يكن يعلم : ” وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا “

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الملك الحق المبين اعز العلم وأهله وأذل الجهل أما بعد :

العلم يرفع صاحبه درجات ويعطيه قيمة احتاج الناس إليه والإقبال عليه للانتفاع بعلمه , العالم كله في الفترة الاخيرة يتبع نهج العلم والتعليم خصوصا في هذه الأيام التي زاد فيها الملتصقين بالعلم والداعين بالعلماء غدرا وشرا .

فقد اهتم الإسلام بالعلم وجعلها أولى الآيات التي نزلت على النبي فقال الله تعالى :

سورة العلق ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “

وهنا أقسم الله عز وجل بالقلم وهذا يدل على أهمية التعليم ويوضع فضله وعلو مرتبة طالب العلم .

ومن فضل العلم وكرامته طلب سيدنا موسى من العبد صالح صحبته من أجل التعلم منه فقال الله تعالى :

في سورة الكهف “قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا” اية 65

وهذا يدل على اهمية العلم طلب الانبياء للعلم مهما كانت مكانتهم ولم يجعل كليم الله من نفسه رتبة ولكنه جعل منها تابع من أجل طلب العلم وهذا يدل على اهمية العلم وان الدين الاسلامي يحث عليه .

فالعلم لا يحمله إلا كرام الناس وأهل الأمانة فقد قال رسول الله : يحمل هذا العلم من كل خلف عدولة ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين “

رفع الله درجات طلاب العلم وجعله طريق الجنة ونعيمها فيا أيها المؤمن السعي إلى طلب العلم والمعرفة فهي من احد طرق الجهاد وسبل الجنة

قد يهمك:

خطبة محفلية عن الصلاة

الحمد لله رب العالمين من برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضّالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عمّا يفعل وجميع عباده يُسألون، وأشهد أن محمدًا رسوله الله، ترك المسلمين على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنّ خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي وصّىانا بعبادة الله، والذي نتحدّث اليوم عن واحدة من أعظم العبادات وهي الصلاة.

أيّها النّاس، إنّ الصّلاة ركنُ الإسلام وعموده، وهي ثاني أركانه، ومن تركها قد خرج من الملّة، فقد قال الرّسول الأعظم -صلى الله عليه وسلم- فيما قاله: “العهدُ الذي بيننا وبينهم تركُ الصلاةِ، فمن تركها فقد كفرَ”. ولا يوجد في الإسلام ما يكفر تركه غير الصلاة، وذلك لأهميّتها، فهي أوّل ما يُسأل عنها المرء يوم القيامة، فإن قُبلت قُبل سائر العمل، والصلاة أوّل ما فُرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، وقد فُرضت في أشرف مكانٍ وأرفع موضع، حيث أنّها فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج في السّموات العلا، وكانت الصلاة من وصيّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على فراش الموت يوصي المسلمين “الصلاة الصلاة” ومن حافظ على الصّلاة فإنّها له نورٌ وبرهانٌ ونجاةٌ يوم القيامة، ومن لم يُحافظ خاب وخسر ونال غضب الله وعقابه، فالصلاة واجبةٌ على الرجال والنساء المكلّفين، ولا تسقط عنهم أبدًا بل تُقضى لو تأخروا عنها لظروفٍ صارمة، حتّى في الحرب لا تسقط ولم يرخّص الله لعباده بتركها، فكيف في السلم يتركها الجاهلون.

أخيرًا وليس آخرًا، أقول وأنبّه على ضرورة المحافظة على الصلاة والحرص كلّ الحرص على عدم تضييعها، بل على كلّ مسلم أن يحرص على صلاة الجماعة فهي العلامة الفارقة بين النفاق والإيمان، عباد الله إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسلمًا، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، واذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

خطبة محفلية قصيرة عن الصبر

بسم الله الرحمن الرحين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين رسولنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن والاهم أجمعين، أما بعد:

فإن الصبر خلق عظيم، وقد حضنا الله سبحانه وتعالى على الصبر في أمورنا كلها، فالمؤمن يصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى، فهو لا يمل من أداء العبادات بل تراه أول من يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، وأول من يبادر في أمور الطاعة كلها، كما أنه يصبر على شهوات نفسه، فيبتعد عن الشهوات رغبة فيما عند الله نعالى من الأجد. والمؤمن يحرص كل الحرص على نشر الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة ويصبر عليها، وهو عند الشدائد تراه صابرًا محتسبًا أجره عند الله مقتديًا برسول الله وسائر الأنبياء عليهم السلام والسلف الصالح من بعدهم.

وأخيرًا أقول: إن الصبر يحمل في طياته بشرى جميلة وعظيمة، فبالصبر أنت تنال الأجر والثواب من رب العالمين بالإضافة إلى الفرج الكبير بإذنه، عليك فقط أن تتوجه إليه بالدعوات والصبر الجميل، وسوف ترى من الله عطاءً لا عطاء بعده سبحانه.

خطبة محفلية عن بداية العام الدراسي الجديد

بسم الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق محمّد، الصّادق الوعد الأمين، الذي اصطفاه وأرسله بنور الحق، ليُظهره على الدّين كُلّه ولو كره الكافرين، والحمد لله حمدًا يُوافي النّعم ويكافئ مزيدها، ويدفع نقمها، واللهم صلّي على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد، كما صلّيت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين، ومن والاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد:

إنّ من نِعمة الله على عِباده أن يُكرمهم بالفُرص المُتلاحقة، ويمنحهم البدايات الجديدة التي تصطلح بها أمور الدّنيا، لأنّ رحمة الله واسعة وهي أوسع من العذاب، وقد منَّ الله على النّاس أجمعين بنعمة العلم، وأرسل الأنبياء والرُسل في تلك الرّسالة العظيمة، وقد اختصّ الله عزّ وجل أنبياءه بتلك السِمة، فهم المعلمون، وهم أصحاب تلك القيمة العظيمة التي ترتقي بها الدّنيا، ليتفاعل معها المُسلم بكثير من الاهتمام، ومع تكرار الأعوام الدراسيّة وتجدّدها نستشعر رحمة الله تعالى بنا، ونستشعر الفرص الكبيرة التي منّ الله بها علينا، ونعود إلى بداية العام، لنكون أهلًا طيبين وحريصين على إنشاء جيل متعلّم وقادر على النّهوض بالأمة وتحسين أحوالها، فقد قال الشّاعر: “العلم يرفع بيتًا لا عماد له، ويهدم الجهل بيت العزّ والشّرفِ” ونعود أيضا مع تلك البداية إلى حديث الحبيب المُصطفى الذي رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ، وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ“ والذي شدّد فيه على أهميّة العلم، وأهمية التماس كافّة السُبل التي تؤدّي إلى العلم، لأنّه جوهر الدّين، فالإنسان المُتعلّم هو الإنسان القادر على فهم آيات الله وأحاديث المُصطفى، إخوة الإيمان، احرصوا في بداية العام الدراسي على غرس القيم النبيلة التي تزيد من تعلّق قلوبهم بالعلم، واحرصوا على أن تشعلوا شمعة النور في قلوبهم فلا تخفت تلك الشّمعة مهما تمادت الأيّام، ليعود لذه الأمّة مجدها، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوزًا للمُستغفرين.