يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية عن التفاؤل ، و خطبة محفلية عن الطموح ، و خطبة محفلية عن المحبة ، و خطبة عن التفاؤل وعدم اليأس ، و خطبة عن التفاؤل في الحياة ، و خطبة محفلية عن النجاح طويلة ، قبل المرور على خطبة محفلية عن التفاؤل فإنّه من الأهميّة بمكان أن يتمّ تعريف الخطبة المحفلية، وهي اسمٌ يُطلق على نوع من الخطب التي تعدّ واحدة من الأساليب اللغوية الهامة في اللغة العربية، فأسلوب الخطابة أسلوبٌ واسع وشامل للكثير من المواضيع، والخطبة المحفلية هي كلّ خطبة تُلقى في المحافل العامّة أو حتّى الخاصّة، والتي يمكن أن تُقام وتُلقى أيضًا في اصلاح مشكلة اجتماعية أو خلافات فردية أو جماعية، ويمكن أن تكون في مناسبات فرح فتتضمّن التّهنئة والمباركة، حيث إنّ موضوع الخطبة المحفلية يتعدد ويتنوّع بتنوّع االمواضيع والمناسبات التي يشملها ويكون متمحورٌ حولها، فهي تشمل كلّ جوانب الحياة من دينية لاجتماعية لقومية لسياسية وحتى الوطنية لذلك تعدّ عنصرًا لا غنى عنه في أيّ مناسبة ممكنة. فيما يلي خطبة محفلية عن التفاؤل.

خطبة محفلية عن التفاؤل

خطبة محفلية عن التفاؤل
خطبة محفلية عن التفاؤل

خطبة محفلية عن التفاؤل ، الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي خلَق كلَّ شيء فقدره تقديرًا، ودبَّر أمور عباده على ما تقتضيه حكمتُه، وكان بهم لطيفا خبيرا، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وكان على كل شيء قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسَلَه بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليما كثيرا.

أما بعدُ معاشر المؤمنين: اتقوا الله -تعالى- حق التقوى، وراقِبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة، مراقبةَ من يعلم أن ربه يسمعه ويراه، ويعلم سره ونجواه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ: 18].

أمةَ الإسلام: إن من الصفات الحميدة، التي تبعث على الرضا والأمل، وتُدخِل الفرحَ والسرورَ على القلب؛ لِمَا تشتمل عليه من حُسْن ظَنٍّ بالله -تعالى-، وكمال توكُّل عليه، هي صفة التفاؤل، وتوقُّع الخير في المستقبل، مهما اشتدت الأزماتُ، وطالت ساعاتُ الشدائد والكربات، فترى المتفائل راضيا عن الله، مؤمنا بقضائه وقدره، يُحسن الظنَّ بتدبيره وحكمه، وأنه -سبحانه- سيَجيزه على بلائه وصبره، (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 216].

معاشرَ المؤمنينَ: إن مَنْ ينظر في سيرة الأنبياء والمرسلين يجد التفاؤل ظاهرا في سِيَرهم، بهداية قومهم، أو نصر ربهم، أو انكشاف كرباتهم وأحزانهم، فهذا نوح -عليه السلام- لَبِثَ في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، لم ييأس فيها من دعوتهم واستجابتهم، ويعقوب -عليه السلام- بعد تطاوُل السنين والأعوام، ما زال يأمل في رؤية ابنه يوسف فيقول: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[يُوسُفَ: 87]، وأمَّا إمام الأنبياء والمرسلين، فقد كان أجملَ الناس صبرا، وأحسنهم تفاؤلا وأمَلا، فحين بُعِثَ بنور الإسلام آذاه أقربُ الناس إليه، وأخرَجوه من أحب البلاد إليه، وكذَّبوه وحاربوه، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم واثقا بنصر ربه، متفائلا ببلوغ دينه، ما بلغ الليلُ والنهارُ، ففي طبقات ابن سعد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا عاد من الطائف أقام بنخلةَ أيامًا، فقال له زيد بن حارثة: “كيف تَدْخُل عليهم وهم أخرجوكَ؟ -يعني قريشًا- فقال: يا زيد، إن الله جاعلٌ لِمَا ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه”، فكان صلى الله عليه وسلم يبعَث في قلوب أصحابه معاني التفاؤل والأمل، وحُسْن الظن بالله -عز وجل-، وصِدْق التوكُّل عليه، وكمال الرجاء فيه.

وفي (صحيح البخاري) قال صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم، حين رآه مترددا في الدخول في الإسلام، قال: “يا عديُّ، هل رأيتَ الحِيرةَ؟ قلتُ: لم أرها وقد أنبئتُ عنها، قال: فإن طالت بك حياةٌ لَتَرَيَنَّ الظعينةَ ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله، ولئن طالَتْ بكَ حياةٌ لتُفتحن كنوزُ كسرى، قلتُ: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لتريَنَّ الرجلَ يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب مَنْ يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه، قال عدي -رضي الله عنه- وأرضاه: فرأيتُ الظعينةَ ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا اللهَ، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياةٌ لَتَرَوُنَّ ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم”.

إخوة الإيمان: إن التيمن والتفاؤل وتأميل الخير وصلاح الأمر من حُسْن الظن بالله -تعالى-، والثقة به -جل وعلا-، وهو دافع للعمل، بل ولإحسانه وإتقانه؛ فلذا غمَر التفاؤلُ حياةَ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وربَّى عليه صحابتَه الكرامَ، ورسَّخ ذلك بقوله وفعله، فكان إذا سمع اسمًا حسنًا أو كلمة طيبة، أو مَرَّ بمكان طيِّب انشرح صدرُه، واستبشَر بما هو عازمٌ عليه تفاؤلًا وأملًا، وحُسْنَ ظنٍّ بالله -تعالى-، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد، يا نجيح”(رواه الترمذي، بسند صحيح).

وسمع صلى الله عليه وسلم كلمةً من رجل فأعجبته، فقال: “أخذنا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ“(رواه أبو داود، بسند صحيح)؛ أي: تَفَاءَلْنَا من كلامك الحسن؛ تيمُّنًا به، وفي سفر الهجرة لَمَّا قَدِمَ صلى الله عليه وسلم المدينةَ نزَل في علوها، تفاؤلا بعلو دينه، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- إذا استسقى قلَب رداءَه بعد الخطبة؛ تفاؤلا بتحوُّل حال الجدب إلى الخصب، ولَمَّا جاء سهيل بن عمرو؛ ليتفاوَض مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحديبية، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه متفائِلًا: “لقد سَهُلَ لكم من أمركم” فكان كما أمَّل؛ حيث كان مجيء سهيل سببَ خير للإسلام والمسلمين، بل كان صلى الله عليه وسلم يُغَيِّر الأسماء المنافية للتفاؤل، ففي (صحيح مسلم) أن ابنة لعمر -رضي الله عنه- كان يقال لها: “عاصية” فسمَّاها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “جميلة”، وكانت المدينة النبوية تسمَّى في الجاهلية بيثرب، وهي كلمة ليست محمودة، فغيَّرها -صلى الله عليه وسلم- إلى “طابة”، فهي طيبة مباركة إلى يوم القيامة.خطبة محفلية عن التفاؤل

وفي (صحيح البخاري) عن ابن المسيب أن جدَّه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: “ما اسمُكَ؟ قال: حَزْنٌ، قال: أنتَ سَهْلٌ، قال: لا أُغَيِّر اسمًا سَمَّانِيهِ أبي”، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة  فينا بعدُ، والحزونة غلظة وقساوة في الخُلُق، قال ابن تيمية -رحمه الله-: “والفأل الذي يحبه -صلى الله عليه وسلم- هو أن يفعل أمرًا أو يعزم عليه متوكِّلًا على الله، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسرُّه؛ مثل أن يسمع: “يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور” ونحو ذلك، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يتوقَّع الخير ويحبه ويعجبه التفاؤلُ حين يسمعه، ويكره قبيح الأسماء، ولا يتطيَّر به، ويحب حَسَن الأسماء ويتفاءل به، ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى ولا طِيَرَةَ، ويُعجبني الفألُ الصالحُ“، والفأل الصالح الكلمة الحسنة، فكان صلى الله عليه وسلم يكره التطير والطيرة، وكل نظرة متشائمة، فإذا قال الرجل: “هلَك الناسُ، فهو أَهْلَكُهُمْ“(رواه مسلم في صحيحه)؛ أي: هو أشدُّهم هلاكا؛ بسبب يأسه وقنوطه وتشاؤمه، واحتقاره للناس وازدرائهم، والعُجْب بنفسه وتفضيلها عليهم.

فاليأس والقنوط والتشاؤم صفات مقيتة، وسمات سيئة تُضعف الإيمانَ وتُغضب الرحمنَ، وتُورِث الحسرةَ والندامةَ، فمن أساء الظن بربه، ولم يتحرَّ الخير في قوله عُوقِبَ بسوء ظنه ولفظه، فإن البلاء غالبا موكَّل بالنطق، ففي (صحيح البخاري) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخَل على أعرابي يعوده قال: “وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخَل على مريض يعوده قال: لا بأس، طَهُورٌ إن شاء الله، فقال له: لا بأس طهور إن شاء الله، قال الأعرابي: قلتَ: طهور، كَلَّا، بل هي حمى تفور، على شيخ كبير، تُزِيرُهُ القبور، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فنَعَمْ إِذَنْ”، أي: لكَ ما أحببتَ ورغبتَ به من الموت، قال ابن حجر في الفتح: “فأصبح الأعرابيُّ ميتًا”.

فيا عباد الله: ثِقُوا بربِّكم وتوكَّلُوا عليه، واجتهدوا واعملوا، وتفاءلوا بتوفيقه ونصره، وآمِنوا بقضائه وقَدَره، فمن توكَّل على ربه وأحسَن الظنَّ به وتفاءَل بمستقبل أمره، وسعى لتحقيق غايته سلَك طريق الفلَاح والنجاح، بقلب مطمئن بالإيمان، ونفس راضية عن الرحمن، فلا تزيده المحنُ إلا إشراقا وتفاؤلا، ورجاء وتوكُّلًا.

وفي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس -رضي الله عنهما-: “واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا”، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آلِ عِمْرَانَ: 173-174].

بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه كان غفَّارا.

خطبة محفلية عن التفاؤل ، الخطبة الثانية:

الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا للإسلام، ووفَّقنا لاتباع هدي سيد الأنام، أحمده -سبحانه- وأشكره، ما تعاقَبت الليالي والأيامُ، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ معاشرَ المؤمنينَ: إن اليأس والقنوط من كبائر الخطايا والذنوب، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه-: “أكبرُ الكبائرِ الإشراكُ بالله، والأمنُ من مكرِ اللهِ، والقنوطُ من رحمة الله، واليأس من روح الله”، وفي القرآن الكريم: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)[الْحِجْرِ: 56]، فالذين يعمُرون الأوطان ويبنون الحضارات هم أكثر الناس تفاؤلا وأملا، وأمَّا المتشائمون فهم لا يعمرون أرضا، ولا يبنون وطنا، ولا يصنعون حضارة.

وإن ممَّا يُعين على التفاؤل ويُثَبِّت الأملَ تقوية الإيمان في القلب، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، وتلاوة كتابه وتدبُّره، والتصديق بوعده، والإكثار من ذِكْره ونوافل عبادته، والتأمُّل في سيرة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، فاتقوا الله -عباد الله-، وأحسِنوا الظن بربكم، وأمِّلوا الخيرَ وتفاءلوا به، ولا تجعلوا لليأس طريقًا لقلوبكم، وفي الحديث الصحيح قال الله -عز وجل-: “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء“، قال القرطبي في المفهِم: “معنى ظن عبدي بي ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها؛ ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه، موقِنًا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو -سبحانه- لا يُخلف الميعادَ، فإن اعتقد أو ظنَّ أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكِلَ إلى ما ظن” انتهى كلامه رحمه الله.خطبة محفلية عن التفاؤل

اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، لك راهبين، لك مِطواعين، إليك مخبتين منيبين، ربنا تقبل توبتَنا، واغسل حوبتنا، وأَجِبْ دعوتنا، وثبِّت حجتَنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم أَعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.خطبة محفلية عن التفاؤل

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم إنا نسألك بفضلك ومنتك، وجودك وكرمك أن تحفظ بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، اللهم احفظ بلاد الحرمين، اللهم احفظ بلاد الحرمين، اللهم احفظ بلاد الحرمين، اللهم احفظها بحفظك، واكلأها برعايتك وعنايتك، اللهم أدم أمنها وإيمانها، ورخاءها واستقرارها، برحمتك يا منَّان يا ذا الجلال والإكرام، اللهم مَنْ أراد بلاد الحرمين بسوء فاجعل تدبيرَه تدميرًا عليه، فاجعل تدبيرَه تدميرًا عليه، بقوتك وعزتك وجبروتك يا قوي يا عزيز.خطبة محفلية عن التفاؤل

اللهم وفق خادم الحرمين لما تحب وترضى، واجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، اللهم اجمع به كلمة المسلمين يا رب العالمين، اللهم وفقه وولي عهده الأمين لما فيه خير للإسلام والمسلمين، اللهم وفِّق جميع ولاة أمور المسلمين لما تحبه وترضاه.

اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدود بلادنا، اللهم أيِّدْهم بتأييدِكَ، اللهم أيدهم بتأييدك، واحفظهم بحفظك برحمتك يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180].

خطبة محفلية عن الطموح

تتعدّد الكلمات والخيارات التي تُقال في سرد نصّ الخطبة المحفليّة عن الأحلام والطّموحات الكبيرة، إلّا أنّ المهم فيها هو أن تحمل مع حُروفها المشاعر الإيجابيّة لكلّ مُستمع، وجاءت وفقَ الآتي:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، بعد السَّلام وأطيب التّحايا لا بدّ لنا من الدّخول في صلب الموضوع الذي نتحدّث به إليكم بكلّ حُب، فها نحن مع مناسبة نُجدّد معها الأمل والطّموح، لأنّ الإنسان الطّموح هو الإنسان القادر على تخطّي جميع الصّعاب والمَشاكل، وقد خصّ الله تعالى الحياة بكثير من العقبات والمُنعطفات المُهمّة، والتي لا يُمكن تجاوزها سِوى بالطّموح والأمل الكبير، لأنّه المركبة التي تحمل الآمال، وتمضي بها إلى ما يُريد الإنسان أن يكونه، فلا يوجد شيء في هذا العالم قادر على أن يمنحنا تلك المشاعر، تلك اللحظة التي يصل بها الإنسان إلى قمّة الإيمان بنفسه وبقدراته، وبالأمل بالله، فاحرصوا على طموحكم واحرصوا على أن تكونوا إيجابيين في المُجتمع، وحقّقوا الأحلام الكبيرة لأنّها تستحقّ ما لها وما عليها من صعوبات وانتظار، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قد يهمك:

خطبة محفلية عن المحبة

بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا الله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله، أيها الأحباب المستمعين نبدأ خطبة اليوم بشكر الله عز وجل على نعمه الكثيرة.

خطبة اليوم عنوانها صفة من صفات الله، عنوانها المحبة، فالله هو المحبة الكاملة، لذلك علينا أن نتخذه قدوة لنا، ونحب جميع البشر على السواء، فعندما نحب البشر نشعر نتغير في حياتنا، نشعر بسلام داخلي، وراحة نفسية، وسعادة، وأمان واطمئنان، فالمحبة أسمى الصفات الإنسانية.

تتعدد أنواع المحبة وأشكالها، فالبعض يعتقد أن الحب يتخلص في حب الحبيب لحبيبته، وحب الزوجة لزوجها، لكن الحب أعم وأشمل من ذلك، هو يشمل حب الصديق، وحب القريب، وحب الجار، وحب الأسرة، وحب الزملاء في العمل، بل يشمل أيضاً حب كل فرد من أفراد المجتمع.

أن المحبة تعلم الإنسان صفات قريبة على قلب الله عز وجل، كصفة الرحمة، والتسامح، والصدقة، وتمني الخير للآخرين، حيث أن المحبة تعلو من مرتبة الإنسان عند الله عز وجل، وتقربه من دخول الجنة والفردوس، كما تبعد المحبة عن أفكارنا خطط وتدابير الشيطان، فالشيطان دائماً هدفه إبعادنا عن طريق الله، وكسر وصاياه.

خطبة عن التفاؤل وعدم اليأس

عناصر الخطبة:

١- مكانة الأمل.

٢- أركان الأمل.

٣- من الصور المشرقة في الأمل.

أولًا: مكــانة الأمــل ومصدره:

ينطلق الأمل من الإيمان بالقدر، ((واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك))؛ [رواه الإمام أحمد، وصححه الأرنؤوط].

فالمؤمن بالقدر لا يبكي على اللبن المسكوب؛ فلا تحطمه المصائب والابتلاءات؛ فهو يرجو ثوابها حتى يُرفَع بها درجات، وتُكفَّر عنه الخطيئات.

ينطلق الأمل من اليقين في الله: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]، فمع الإيمان لا يأس… مع الأمل لا حزن… مع اليقين لا قنــوط.

في أشد الظروف التي مرت بها السيدة مريم، يأتيها نداء الأمل ليبعث فيها الحياة عندما تمنَّتِ الموت: ﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [مريم: 23، 24].

قصة:

نرى الأمل حياةً في قصة السيدة هاجر وابنها إسماعيل، فلم تيأس رغم ضيق الحال، وقلة الرفيق، لماذا؟

لأن معها الله، وهو نعم المولى ونعم النصير، فقلبُها متوكلٌ عليه، وجوارحها تسعى بين الصفا والمروة، وكلها أمل في الحي أن يحييَها ويرزقها؛ فنَبَعَ الماء، وأصبح الأمل في الله حياة.

قصة:

وها هو نبي الله يعقوب يجمع بين ركني الأمل بعدما فقد ولديه الحبيبَيْنِ، فظل يزرع في ضمير أولاده الأمل في كرم الله؛ بالسعي، والتوكل، حتى رد الله عليه أبناءه، ورد الله إليه بصره؛ ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

نعم الأمل حياة؛ هكذا يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمل والاستبشار بالخير من صفات المؤمن القوي: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن “لو” تفتح عمل الشيطان))؛ [رواه مسلم]. يمتلئ القلب رجاء وأملًا حين يعرف حقيقة الدنيا؛ وصدق الله إذ يقول: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

حكم المنية في البرية جارِ

ما هذه الدنيا بدار قرارِ

بينا يُرى الإنسان فيها مخبِرا

حتى يُرى خبرًا من الأخبار

طُبعتْ على كدرٍ وأنت تريدها

صفوًا من الأقذار والأكدارِ

ومُكلِّفُ الأيامَ ضد طباعها

مُتطلبٌ في الماء جذوة نارِ

ثانيًا: ويعلمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أركان الأمل:

١- الصبر وعدم الاستعجال:

فعندما جاءه خباب بن الأرت يشكو إليه ما يلقاه من تعذيب المشركين، زرع النبي صلى الله عليه وسلم فيه الأمل قائلًا: ((والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون))؛ [البخاري]، وقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].

٢- الدعاء والاعتصام بحبل الله، والاستقامة على دين الله:

كل هذا نجده في قصة موسى في مواجهة طغيان فرعون: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴾ [طه: 24 – 26]، ظل فرعونُ عامًا وراء عامٍ يستضعف بني إسرائيل؛ يقتل، ويستعبد، ويظلم، حتى بعث الله نبيه موسى عليه السلام؛ لدعوة فرعون إلى الله، فقام سيدنا موسى يدعو فرعون وملأه، لكنهم استكبروا وجحدوا، كل هذا وسيدنا موسى لم ييأس، حتى جاءه نصر الله؛ فنجى المؤمنين وأهلك الظالمين.

ونحن في شهر الله المحرم، فيه يوم من أيام الله؛ يوم عاشوراء اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده، فلما طمع موسى عليه السلام في رحمة الله، تنزلت عليه الرحمات، ولما استنصر بالله نصره الله، وظل يوم عاشوراء يوم الأمل، يوم الانتصار على الطغيان، يومًا من أيام الله؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم؛ فصامه، وأمر بصيامه))؛ [رواه البخاري]، وقد بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعطاء الله لعباده في هذا اليوم، ويا له من عطاء يبعث على الأمل في التوبة، وغفران الذنوب! فمهما عظمت ذنوبك، فعفو الله أعظم بشرط الإنابة إلى الله؛ ﴿ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ [الرعد: 27]، وهو الركن الثالث من أركان الأمل حياة:

٣- التوبة والاستغفار:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((… وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنة التي قبله))؛ [رواه مسلم]، فلنحرص على صيام هذا اليوم؛ عسى أن يغفر الله لنا، فتلك نفحة من نفحات الله وعطاياه.

((ومن يحـول بينك وبين التوبة))؛ كلمة عالم بعثت الحياة والأمل؛ فكانت سببًا في حياة كثيرين، وتوبة قاتل المائة نفس، كان الأمل سببًا في حياة قلبه، وحياة غيـره لما تاب إلى الله.

يا رب عبدك قد أتاك

وقد أساء وقد هفا

يكفيه منك حياؤه

من سوء ما قد أسلفا

حمل الذنوب على

الذنوب الموبقات وأسرفا

ربِّ اعْفُ عنه وعافه

فلأنت أولى من عفا

ثالثًا: من الصور المشرقة في الأمل:

اليسر الذي يصاحب العسر؛ فيزول العسر، ويبقى اليسر؛ ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم أكد هذا الخبر؛ فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا مسرورًا فرِحًا وهو يضحك ويقول: ((لن يغلب عسرٌ يُسْرَيْنِ، لن يغلب عسر يسرين؛ ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]))؛ [تفسير ابن كثير].

الشفاء الذي يعقب المرض: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]؛ يقول: وإذا سقم جسمي واعتل، فهو يبرئه ويعافيه، فالمؤمن لا ييأس إن مرض؛ فهو يرجو أجر المرض، ويسأل الله العافية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يصيبه أذًى، مرض فما سواه، إلا حطَّ الله له سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها)).

الأمل في الذرية بعد العقم: المؤمن كله أمل في كرم الله؛ فهو سبحانه الوهاب، فيقتدي المسلم بالأنبياء، ويسأل رب الأرض والسماء؛ ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ﴾ [الأنبياء: 89، 90].

الأمل في الأمن بعد الخوف والنصر بعد الهزيمة: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]، تذكير من الله عز وجل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشرى لكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الأمل في الفرج بعد الضيق والكرب:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج

أبْشِرْ بخير فإن الفارج اللهُ

اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه

لا تيأسنَّ فإن الكافيَ اللهُ

الله يُحدِث بعد العسر ميسرة

لا تجزعن فإن الصانع اللهُ

فإذا بُليتَ فَثِقْ بالله وارْضَ به

إن الذي يكشف البلوى هو اللهُ

واللهِ ما لك غير الله من أحد

فحسبُك اللهُ في كلٍّ لك اللهُ

خطبة عن التفاؤل في الحياة

التفاؤل في حياة المسلم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده:

التفاؤل من الصفات الحميدة التي كان يُحبُّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من آثار حُسْنِ الظن بالله تعالى، والرجاءِ فيه، بتوقُّع الخير بما يسمعه من الكلم الطيب، ويُعتبر التفاؤل من الصفات الرئيسة لأي إنسان ينشد السعادة والنجاح.

وللتفاؤل قيمة اجتماعية مميزة؛ إذْ يرغب الناس في صحبة المتفائل، في الوقت الذي يَفِرُّون فيه من المتشائم، كما أنهم يميلون إلى سماع الأخبار والأحاديث المتفائلة أكثر من المتشائمة؛ بل كثيراً ما يُوصي الناس بعضهم البعض بالتحلي بصفة التفاؤل، والابتعاد عن التفكير التشاؤمي، وتعظم الحاجة إلى التفاؤل في أوقات الأزمات والشدائد، فأوْقِدْ جذوةَ التفاؤل، وعِشْ في أملٍ وعمل، ودعاء وصبر، ترتجي بعضَ الخير، وتحذر من الشر.

وإن سأل سائل: ما تعريف التفاؤل؟ فيقال له: التفاؤل هو توقُّع حصول الخير في المستقبل، وبضد ذلك المتشائم التي يتوقَّع حصول الشر.

ومن النصوص الدالة على مشروعية التفاؤل: قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ». قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ» رواه البخاري ومسلم.

وفي رواية: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ، الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ» رواه البخاري. وفي رواية: «وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ». قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» رواه البخاري.

قال ابن عباس – رضي الله عنهما: (الفرق بين الفأل والطِّيَرة: أنَّ الفأل من طريق حُسْنِ الظنِّ بالله، والطِّيَرة لا تكون إلاَّ في السوء فلذلك كُرِهَت).

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُحبُّ أن يُستبشر بالخير، وكان ينهى قومَه عن كلمة (لو)؛ لأنها تفتح عمل الشيطان، فهي من أوسع أبواب التشاؤم، يتَّضح ذلك في توجيهه صلى الله عليه وسلم: «اسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم.

وكان منهجه في التفاؤل يتجلَّى في تطبيقه لقول الله تعالى: ﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]؛ بل جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم اليأسَ من الكبائر؛ فلمَّا سأله رجل عن الكبائر؟ أجابه بقوله: «الشِّرْكُ بِالله، وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله» حسن – رواه البزار.

عباد الله.. إنَّ أعلى درجات التفاؤل هو التفاؤل في أوقات الأزمات، ولحظات الانكسارات، وساعات الشدائد، فتَتَوَقَّع الخيرَ وأنت لا ترى إلاَّ الشر، والسعادةَ وأنت لا ترى إلاَّ الحُزن، وتَتَوقَّع الشفاءَ عند المرض، والنجاحَ عن الفشل، والنصرَ عند الهزيمة، وتتوقَّع تفريجَ الكروب ودَفْعَ المصائب عند وقوعها، فالتفاؤل في هذه المواقف يُولِّد مشاعر الرضا والثقة والأمل.

والتفاؤل له أساسان:

الأول: حُسن الظن بالله تعالى؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله بغير سبب مُحقَّق. والمسلمُ مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال. والثاني: التوكل على الله تعالى: وهو من أسباب النجاح.

ومن صفات المتفائل: أنه منبسط الأسارير، مشرق الوجه، واسع الصدر، مبتسم الثغر. قاموسه: الأمل، النجاح، السعادة، الانتصار، الارتقاء، التعاون، الحب، التوكل على الله تعالى، وحُسن الظن به.

وأعظم مصدرٍ للتفاؤل هو القرآن الكريم، الذي يمنحنا التفاؤل والفرح والسرور، ويعطينا الأمل: فمن أسرف على نفسه بالمعاصي ووقع في فخ الشيطان؛ فعليه أن يتدبَّر قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وسيشعر بالفرحة والسرور، والبِشْر والحبور.

والذي خسر ماله؛ إذا قرأ الآيةَ الكريمة: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، كيف سيكون أثرها عليه؟

وهذا الذي يدعو اللهَ تعالى، ولم يتحقَّق دعاؤه، إذا قرأ قولَه تعالى: ﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ فالخير قد يكون في الشر، والسعادة قد تكون في الشدة، والفرح قد يكون في الحُزن.

بل كل المصائب والشدائد إذا ما قُورنت برحمة الله وفضله هانت وتلاشت، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 156، 157]. فتلك البشرى للمتفائلين الواثقين برحمة الله.

أيها المسلمون.. إنَّ الأنبياء – عليهم السلام – هم سادات المتفائلين، واقرؤوا – إنْ شئتم – قصصَ القرآن؛ لتروا التفاؤلَ بادياً في تعاملهم مع الأزمات والمحن، وقد ضرب يعقوب – عليه السلام – أروع الأمثلة في التفاؤل: فقد ادعى إخوة يوسف بأنَّ الذئب أكله، وابنه الآخَر اتُّهم بالسرقة وسُجِن، كما أخبروه، وعلى الرغم من مرور السنوات الطويلة إلاَّ أنه لم يفقد الأمل من رحمة الله تعالى، تأمَّلوا ماذا كان ردُّ فِعله؟ وبماذا أمر أبناءَه؟ قال لهم: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

والمتأمِّل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ يجدها مليئة بالتَّوكل على الله، وحُسنِ الظَّن به سبحانه – وهما أساسا التفاؤل، فلا عجب فهو إمام المتفائلين وسيدهم، ومن أوضح الأمثلة على ذلك:

لمَّا خرج صلى الله عليه وسلم لغزوة خيبر سمع كلمةً – من أحد أصحابه – فأعجبته، فقال: «أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ» صحيح – رواه أبو داود. أي: تفاءَلْنا من كلامك الحَسَن تيمُّناً به.

والتفاؤل سلوك ملازمٌ للنبي صلى عليه وسلم ومُتأصِّل فيه؛ حيث كان يتفاءل بالأسماء الحسنة؛ لِمَا لها من دلالة إيجابية على النفوس. ولما أتى المدينة كانوا يسمونها: (يثرب)، وهي كلمة ليست محمودة؛ فغيَّر اسمَها، وسمَّاها: (طابةَ)، أو سمَّاها:(المدينة)؛ وهذا هو عين التفاؤل.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما: «أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيَةُ. فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جَمِيلَةَ» رواه مسلم. فهذا الاسم هو المناسب لأنوثة هذه الفتاة.

وعن عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ عن عَمِّهِ قال: «خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ» رواه البخاري ومسلم. فَعَل ذلك تفاؤلاً بتحوُّل حال الجَدْب إلى الخِصْب.

وفي (الحديبية) لمَّا جاء سُهَيلُ بنُ عَمْرٍو يُفاوِض النبيَّ عن قريش، فتفاءل رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه، وقال: «لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ» رواه البخاري. فهذا تفاؤل مُسْتَوحى من المقام.

وتأمَّل حالَه صلى الله عليه وسلم وهو في (قَرْنِ الثَّعَالِبِ) يمشي مهموماً بعد أنْ طردَه بنو عبدِ يالِيلَ وآذوه ورجموه حتى أدموه، والملأ من قريش مصمِّمون على منع عودته إلى مكة، وقد جاءه مَلَك الجبال فقال: إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهم الأَخْشَبَيْنِ، فأجابه صلى الله عليه وسلم – وكلُّه تفاؤل وأمل، وصبر، ورحمة، وبُعد نظر، واستشراف للمستقبل: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شيئاً» رواه البخاري ومسلم.

أيها الإخوة الكرام.. ولكي يَصِلَ بنا التفاؤل إلى شاطئ السعادة والنجاح:لا بد وأن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب، وبمزيد من السعي والفاعلية، وإلاَّ كان هذا التفاؤل مُجرَّد أمنياتٍ وأحلامٍ وضربٍ من الأوهام، فالإغراق في التفاؤل بدون عمل؛ يُعتبر هروباً من الواقع، وقراءةً خاطئة له.

الخطبة الثانية

الحمد لله… عباد الله.. للتفاؤل فوائدُ كثيرةٌ ومتنوعة، لو علمناها لزال عنا كثير من الأحزان والهموم والتشاؤم، ومن أهم فوائد التفاؤل: أنه يجعلنا متوكِّلين على الله تعالى، ونُحْسِن الظن به سبحانه، ويبعث في نفوسنا الرجاء، ويقوِّي عزائمنا، ويُجدِّد فينا الأمل، ويدفعنا لتجاوز المِحَن، ويُعوِّدنا الاستفادة من المحنة لتنقلب إلى منحة، وتتحول المصيبة إلى غنيمة، ولا ننسى أنَّ التفاؤل شعبةٌ من شعب الإيمان، فالمؤمن يفرح بفضل ربه وبرحمته، ولو لم يفعل ذلك ويئس؛ فإنَّ إيمانه سينقص ولا ريب.

ويمنحنا التفاؤل القدرةَ على مواجهة المواقف الصعبة، واتخاذ القرار المناسب، ويجعلنا أكثرَ مرونةً في علاقاتنا الاجتماعية، وأكثرَ قدرةً على التعايش مع الناس؛ لذا ترى الناسَ يُحبون المتفائلين ويخالطونهم، وينفرون من المتشائمين.

ومن الفوائد العظيمة للتفاؤل: أنه يمنحنا السعادة، سواء البيت، أو العمل، أو بين الأصدقاء والأحبة؛ بل إن الدراسات العلمية المعاصرة تربط بين التفاؤل، وبين الصحة النفسية والعقلية والبدنية، ومن هنا كان التفاؤل من أعظم أسلحة الإنسان التي يتسلَّح بها من جميع الأمراض: النفسية والبدنية، والعقلية، والقلبية.

والمتفائلون سرعان ما يبرؤون من أمراضهم؛ مقارنةً بغيرهم من المتشائمين، ويقال: إنَّ التفاؤل مريح لعمل الدماغ: فالطاقة المبذولة من الدماغ -لحظة التفاؤل – خلال عشر ساعات؛ أقل بكثير من الطاقة المبذولة – لحظة التشاؤم – لمدة خمس دقائق.

عباد الله.. يجب أن نربي أنفسنا على التفاؤل في أصعب الظروف، وأقسى الأحوال، فهو منهج لا يستطيعه إلاَّ أفذاذ الرجال.

فالمتفائلون هم الذين يصنعون التاريخ، ويسودون الأمم، ويقودون الأجيال.

أمَّا اليائسون والمتشائمون، فلن يستطيعوا أن يبنوا حياةً سوية، وسعادةً حقيقية في داخل ذواتهم، فكيف يصنعونها لغيرهم، أو يُبَشِّرون بها سواهم؟ وفاقد الشيء لا يعطيه.

خطبة محفلية عن النجاح طويلة

مقدمة خطبة محفلية عن النجاح

الحمد لله العليم الخبير السميع البصير، أحاط بكلّ شيءٍ علمًا وأحصى كلّ شيءٍ عددًا، أحمده سبحانه وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم الخبير، وأشهد أن محمدًا رسول الله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد:
إنّ النجاح من أعظم جوالب السرور والراحة للنفس، وخاصّةً بعد الجهد وشدّة الطلب.

عرض خطبة محفلية عن النجاح

إنّ النجاح أيّها الأحباب، مطلب النّفوس العزيزة، وهو يمكن في ضلوع الغريزة، وللنجاح لذّةٌ كبيرة، يستطعم بها الناجح من مرارة الطريق إليه، وترى النّاجح في حياته يعيش حياةً تؤتي ثمارها كله حين بإذن ربّها، فالناجحون ينفعون وينتفعون، وهم مصابيح الخلق ونورٌ لهم بنجاحهم وبريق طموحهم.

لقد منح الله -سبحانه وتعالى- الإنسان المواهب والقدرات اللازمة ليكون ناجحًا في حياته، في دراسته في عمله في كلّ شيء، فلو استطاع الإنسان أن يوظّف قدراته وأن يكتشف إبداعاته، وأن يستغل طاقاته لاستطاع أن يكون ناجحًا نجاحًا مبهرًا، ومن الخطأ أن يقوم أيّ شخص أن يغرس في نفسه وقرارة عقله أنّه لن يقدر على النجاح، وأنّه يعجز عن أن يكون شيئًا مهمًّا في الحياة، وعليه أن يستفيد من خبرات غيره وتجارب أقرانه في الحياة ولا يعجز، فالنجاح يكون بالصبر والعزيمة، وإنّي أدعو الطّلاب جميعًا ليأخذوا بأسباب النجاح جميعها، وإنّ أفضلها التّوكل على الله في الدّراسة بعد بذل الجهد المطلوب، فلا يغترّ الطالب بحفظه وذكائه لأنّ توفيق الله أولًا وأخيرًا هو سبب النّجاح.

خاتمة خطبة محفلية عن النجاح

أيها الأحبّة إنّ النجاح لا يقتصر على أمرٍ معيّن، فقد يكون نجاحًا دنيويًا، وقد يكون نجاحًا في العمل والمهنة وقد يكون في حسن ترتيب الحياة وإدارة النفس والأسرة، وقد يكون النجاح في نفع الناس والإحسان إليهم، فلا حدود للنجاح ولا حصر لمجالاته، وقد يطول طريقه وقد يقصر فلا تسمحوا لليأس بالتّسلل للقلوب، ولنعلم جميعًا أن أساس كلّ نجاح هو الفشل، أسأل الله العظيم أن ينفع بكم وينفعكم ويلهمكم الصبر ويمنحكم القوة أجمعين لتكونوا من النّاجحين الفالحين في الدّنيا والآخرة.