يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب ، و خطبة محفلية جاهزة ، و خطبة محفلية عن الوطن ، و خطبة محفلية من مقدمة وعرض وخاتمة ، و خطبة محفلية عن العام الدراسي الجديد ، قبل الخوض في سرد خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب كان لا بدّ من التعريف بشكلٍ أكبر بالخطبة المحفليّة، فهي ما يلقى في المحافل العامّة أو الخاصّة، والتي تُقامل لتكريم أو تأبين أحدٍ ما أو جماعةٍ ما، أو حتّى أنّها تقام في تهنئةٍ عامّةٍ أو خاصّة، كما تُلقى الخطب المحفلية في علاج المشاكل الاجتماعيّة أيضًا، ومواضيعها لا تنحصر في جانبٍ معيّنٍ، ولكنّها تتبع للمحفل المراد إلقاء هذه الخطبة فيه، فإذا كان محفل سياسيّ كانت الخطبة سياسيّة، وإذا كان محفلًا وطنيًّا كانت الخطبة قوميّة، وإذا كانت في صلحٍ أو زواجٍ كانت الخطبة اجتماعيّة، ونحو ذلك من الأنواع والمواضيع الكثيرة التي تصلح كتابتها في الخطبة المحفلية. فيما يلي خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب.

خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب

خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب
خطبة محفلية عن افتتاح معرض الكتاب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالقراءة تعد منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني والتي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها: (هنا غذاء النفوس وطب العقول).

وتعد القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.

والقراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة.

ولبيان أهمية القراءة فإن أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم – هي كلمة: (اقرأ)، في قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5]. وهذا له دلالة كبيرة وعميقة في اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.

وإذا تأملنا بعض مواقف السيرة النبوية نجد اهتمامًا كبيرًا جدًا بقضية القراءة، منها: موقف فداء الأسرى في بدر؛ فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!!، وفي هذه الحادثة دلالة واضحة وهامة على أهمية القراءة والكتابة، لأنها احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم.

وإذا نظرنا إلى حال المسلمين أيام بدر وجدناهم في حاجة إلى الأموال وفي حاجة إلى الاحتفاظ بالأسرى للضغط على قريش، أو الاحتفاظ بهم لتبادل الأسرى إذا أسر مسلم، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يفكر بما هو أهم من ذلك كله، وهو أن يعلم المسلمين القراءة… كانت هذه نقطة هامة في فكر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يبني أمة الإسلام بناءً متكاملاً.. حتى أن الصحابي الذي يستطيع القراءة كان يُقدَّم على أصحابه.. انظر إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- الذي قُدم على كثير من الصحابة، وصار ملاصقاً للرسول – صلى الله عليه وسلم – بصفة شبه دائمة لأنه يُتقن القراءة والكتابة.. فصار كاتبًا للوحي، وكاتبًا للرسائل ومترجما للسريانية والعبرية.. وكان مبلغه من العمر ثلاثة عشر عامًا!.

لهذه المواقف – ولغيرها – غُرس حب القراءة في قلوب المسلمين، وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة: مكتبات بغداد، وقرطبة، وإشبيلية، وغرناطة، والقاهرة، ودمشق، وطرابلس، والمدينة، والقدس…. تاريخ طويل جداً من الثقافة والحضارة والعلم.

هذه هي قيمة القراءة في الميزان الإسلامي.. وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين..

أما في العصر الحديث:

فقد دخلت القراءة في أنشطة الحياة اليومية لكل مواطن، فالقراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرأون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.

إن المبدعين والمفكرين:

(مجموعة من الشخصيات المتميزة اختاروا العلم موطناً والقراءة طريقاً؛ لأن الإبداع عندهم هو أن توجد شيئاً جديداً من مجموعة ما لديك من معطيات، ولن يتأتّى ذلك إلا بالقراءة والمعرفة المرتبطة بها).

إن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات حياتية، وعلى مقدار ما نقرأ يتحسن ذلك الوسيط، وبتحسنه يتحسن فهمنا للوجود، وتتحسن معه نوعية حياتنا، ولذلك فمن لم يكن قارئاً فقد عطّل وسائط تفكيره وإدراكه وسبل حياته.

لقد ذُكر عن عباس محمود العقاد أنه قال: ((القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى))، هي أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين يقرأ لهم، وما من عالم كبير أو مخترع عظيم إلا وكانت القراءة الواعية المستمرة وسيلته إلى العلم والاختراع، ومثال على ذلك: (فيلو ((Philo Franz Worth) مخترع التلفزيون، فقد كان “فيلو” تلميذاً مجتهداً ومحباً للقراءة، وقد قرأ كل ما في مكتبة المدرسة عن الصوت والضوء والسينما الصامتة، وكان همه أن يجمع بين الصوت والصورة، فظل “فيلو” يقرأ، ودرس دراسة شاقة وقرأ قراءة واسعة حتى توصل إلى ما رغب فيه، وقيد اختراع التلفزيون باسمه.

فيا أمتنا جميعا: إن لم نقرأ، لن نجد سبيلاً للتقدم والتطور لأن كل حرفة ووظيفة مهما كانت، تتطلب المعرفة، وتتطلب مزيداً منها كل يوم في ظل هذا العصر، عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المتسارعة.

وقد صدق الشاعر حيث يقول:

علومًا وآدابًا كعقل مؤيد

وخيرُ جليسِ المرءِ كتبٌ تفيده

وقال آخر:

تلهو به إن خانك الأصحاب

نعم المحدث والرفيق كتاب

وينال منه حكمة وصواب

لا مفشياً للسر إن أودعته

نسأل الله عز وجل أن يسهل لنا طرقَ العلم والمعرفة والقراءة وأن يسهل لنا طرقَ الجنة.. وأن يفقهنا في ديننا وأن يعلمَنا ما ينفعنا، وأن ينفعَنا بما علمنا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

خطبة محفلية جاهزة

إنّ الأهداف الرّئيسة من أيّ خطبة محفلية قصيرة تتكون من مقدمة وعرض وخاتمة هو ربط الحقائق العلمية والدّينية والوقائع الثابتة من قيم وأخلاق بالواقع الحالي، وهي تهدف لتثبيت القيم السامية لكلّ مناسبة ضمن وقوع هذه المناسبة، لذلك من الضّروري أن تمتاز الخطبة المحفلية بالقوة والجزالة وعدم الحشو، وتمتاز بمرونتها وقدرتها على تغطية الكثير من المواضيع بمختلف المناسبات، وفيما يأتي نموذج من أفضل خطبة محفلية قصيرة تتكون من مقدمة وعرض وخاتمة:

مقدمة خطبة محفلية

الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره، الحمد لله الذي ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله على كلّ النّعم ما ظهر منها وما بطن، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمّدًا رسول الله، هدى قلوب النّاس لما فيه خيرٌ وضياء، وأرشد العقول جميعها نحو طريق الصواب،  وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.

عرض خطبة محفلية

أيّها الأخوة الكرام، إنّ من أعظم الحقوق التي وجدت في هذه الدّنيا بعد حقوق الله، ومن ضمن حقوق العباد هي حقوق الوالدين، وهي من أكثر الحقوق وجوبًا على المسلمين، حتّى أنّ الله -سبحانه وتعالى- قرن حقوق الأبوين بحقوقه على عباده في كتابه الكريم في الكثير من المواضع، وأوصى ربّنا جلّ في علاه أن يقوم المسلم العبد بالإحسان لوالديه وخدمتهما، وأن يتوجّه إليهما بالطّاعة والمعروف بالقول والعمل، على أن لا يعصيهما في معصية الله، وإنّ برّ الوالدين من صفات الأنبياء التي يجب على المسلم أن يتّصف بها، وأن يتّخذهم قدوة له في أعماله وتصرّفاته، فها هو نبيّ الله يحيى وهو بارٌّ بوالديه، وها هو نبيّ الله عيسى -عليهما السّلام- وهو بارٌّ بأمّه.

ولنعلم أنّ برّ الوالدين لا يكون فقط بالأقوال بل لا بدّ من قرن القول بالعمل، فيقوم المسلم بخفض صوته أمام صوت والديه، ويصلهما على الدّوام بالإحسان في كلّ شيء، يخدمهما ويبذل لهما المال والوقت ويرفق بهما وبحالهما، وإنّ ديننا الإسلامي يحثّنا على أن نكون في البرّ بالوالدين من أسرع النّاس، فالكتاب والسّنة يزخران بالآيات والأحاديث التي تشجّع وتحث على برّ الوالدين، فهنيئًا لمن عمل بوصيّة الله ورسوله، أقوا ما تسمعون وأستغفر الله.

خاتمة خطبة محفلية

لا تنسوا أنّ برّ الوالدين دينٌ ووفاء، فمن يعامل والديه بالإحسان فإنّه يلقى الإحسان من أولاده، وبرّ الوالدين له ثمراتٌ عاجلةٌ وآجلة، من سعة الرّزق والبركة في العمر والحياة، والفوز برضى الله وثوابه في الدّنيا والآخرة، ولنعلم أنّ برّ الوالدين يمكن أن يكون بعد موتهما أيضًا بالدّعاء لهما والصدقة عنهما، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإيّاكم من البارّين بوالدينا، اللهم ارحم آباءنا وأمّهاتنا كما ربّونا صغارا يا رحمن يا رحيم.

قد يهمك:

خطبة محفلية عن الوطن

سيتمّ فيما يأتي تقديم نموذج كامل حول خطبة محفلية قصيرة عن الوطن تتكون من مقدمة وعرض وخاتمة، بالتّفصيل الكامل ومتضمّنة لكافّة العناصر والأساليب اللغوية، ولأنّ الوطن العزيز والغالي من أعظم الأمور وأقربها للإنسان وأحبّها إليه فيسكون موضوع الخطبة المحفليّة الآتية عن الوطن وحبّ الوطن:

مقدمة الخطبة

الحمد لله أحسن الخالقين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، هو المتفرّد بالخلق والملك والتدبير، وهو الذي يعطي كلّ شيءٍ خلقه بأمره، وهو على كلّ شيءٍ قدير، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُنجينا من أهوال يومٍ عظيم، يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ونشهد أن محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وخليله، صاحب الشّفاعة وخاتم الأنبياء والمرسلين، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم ووالاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

عرض الخطبة

أيها الناس، لا يوجد شيءٌ في هذه الدنيا قبل الوطن أو بعده في كلّ الدّنيا الوطن هو الأول دومًا والأخير، فالوطن يجري محلّ الدّم في العروق عند الأحرار، وهو سلفٌ ودينٌ مستحقٌّ في رقابنا وأعناقنا، والوطن أغلى ما يملك الإنسان بعد الدّين، فلن تجد في هذه الأرض مواطنٌ لا يعتزّ بوطنه، فهو مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته، ومكان كهولته، فهو ملجأ المرء في كلّ مراحل حياته، وهو مكان ذكرياته وموطن آبائه وأجداده، وهو الأمانة التي يحملها الرّجل على ظهره ليوصلها بأفضل حالٍ لأولاده وأحفاده، وإنّا لنجد أنّ النّاس قد تموت فداءً لأوطانها وقد تتحمّل الظّروف الصعبة والقاسية من أجل الوطن، وإنّ حبّ الوطن من الأمور التي أمر بها الإسلام وحثّ عليها، حتّى أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- حزن أشدّ الحزن عندما أخرجه قومه من وطنه مكّة، فحبّ الوطن من الأمور المتأصّلة في فطرة الإنسان، وكلّ شخصٍ لا يحبّ وطنه ولا ينتمي إليه فإنّه إنسانٌ شاذّ التفكير والمنطق، ومحبّة الوطن تقتضي بعدم الإتيان بما من شأنه المساس بوحدته ولحمته، فمن واجبنا تجاه أوطاننا أن نحميها ونساهم في بنائها وتطوّرها، والحرص على عدم التخريب فيها.

خاتمة الخطبة

أيّها الأحبّة، إنّ واجب كلّ وطنٍ على أبنائه وبناته أن يقوموا بالسّعي فردًا فرداً، ليحافظوا عليه ويحرصوا على تنميته وازدهاره، وأن يحرصوا على بقائه عاليًّا مزهوًّا، ولينال كلّ واحدٍ من أبناء الوطن فيه على حقوقه بعد أن يؤدي واجباته التي تترتب عليه، ويكون أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد متساوين متّحدين فلا تفرقة ولا تمييز، وإنّ حبّ الوطن ليست مجرّد كلمات تُقال وتُنطق بل هو يتمثّل وينعكس بالأفعال الإيجابية، نسأل الله العلي العظيم ربّ العرش العظيم أن يحمي وطننا الغالي من كلّ سوء ومن كلّ شر، وأن يؤلّف قلوب أبناء الوطن وأن يجمع كلمتهم ويلمّ شملهم ويوحّد صفوفهم، إنّه على كلّ شيءٍ قدير والحمد لله ربّ العالمين.

خطبة محفلية من مقدمة وعرض وخاتمة

بعد أن تمّ تقديم خطبة محفلية عن الوطن ، سيتمّ تقديم نموذج آخر عن خطبة محفلية قصيرة مكتملة العناصر، وذلك لتحقيق المزيد من الفائدة والنفع، والخطبة ستكون مؤلّفة من مقدمة وعرض وخاتمة كما سيأتي:

مقدمة خطبة محفلية

الحمد لله الذي علم كلّ شيء وأحاط بكلّ شيءٍ خبرًا، وجعل لكلّ شيءٍ قضاءً وقدرًا، وحفظ الخلق كلّهم بأجمل حفظٍ وأعظم سترًا، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونشكره ونتوب إليه ولا نكفره، أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله، أرسله الله للنّاس جميعًا نذيرًا وبشيرًا، اللهم صلّي على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد فقد روي عن الإمام الشّافعي أنّه قال:

اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ

فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ

وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً

تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ

وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ

فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ

وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى

إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ

عرض خطبة محفلية

أيّها الأكارم، إنّ التّعليم عملٌ عظيم، وهو في قمّة عزّ الأعمال وفخرها ومجدها، ويستحقّ المعلّم أن يكون في مكانٍ مرموق عالٍ، فلولاه لم يستطع الرّجال تهجئة الحروف، وما استطاع الرياضيّون من جمع الأرقام من مئاتٍ وألوف، والمعلم صاحب الدّور الكبير في التربية وإعداد الأجيال، فهو في التّربية بمثابة الأب والأم، يعلّم الأجيال السلوك والأخلاق الحميدة، ويغرس في نفوسهم العلم والمعرفة، وينزع الجهل والتّخلف، فيزيل الظّلام ويزرع الضياء، فهو مرمم الماضي مصمم الحاضر وجسر المستقبل، المعلم يا سادة لاعبٌ هامٌّ في الخطط الدنيوية، فمن دونه سينهار كلّ شيء، ستطفئ الأنوار وسنعيش في ظلامٍ تحت ظلام، فلنحترم معلّمينا وندعمهم ونقدّم لهم كلّ التّقدير والافتخار، ولنعينهم على عملهم، بأنفسنا أولًا وتحمّسنا على التّعلم، وبتقديم كلّ ما يحتاجونه من دعمٍ مادّيٍ ومعنويٍ ثانيًا، فالمعلم لا ينتظر المقابل، لكنّه واجبٌ في أعناقنا إلى الأبد.

خاتمة خطبة محفلية

أخيرًا أودّ أن أقول إنّ ما يقدّمه المعلم من أدوارٍ في الحياة، يستحقّ عليه أن يُحترم وأن يُعطى حقّه وأن يُنزل منزلته التي تليق به، ومن واجبنا أن نعلّم أبناءنا أنّ قدره كبير، وأن ينشئوا على احترامه وتقديره، فهو الأب الحنون، وهو الدليل والمرشد الفاضل، وعلاقة المعلم بتلاميذه من الضّروري أن تكون علاقة محبّة ومودّة، أسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على تقديم ما هو أفضل لمعلمينا ولأطفالنا، اللهم يسّر لنا ولهم وانفعنا بهم وأنفعهم بنا يا قوي يا جبّار، والسلام عليكم ورحمة الله.

خطبة محفلية عن العام الدراسي الجديد

إنّ الحمد لله حمدًا يُوافي النّعم، ويُجافي النقم، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره، فاللهم صلّي على سيّد الخلق محمّد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ومن سار على نهجه واتّبع سنّته، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، أمّا بعد:

أخوة الإيمان والعقيدة، قال حبيبنا المُصطفى كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، فالأب راعٍ لأولاده، والأم راعية، والمعلم في مدرسته راعٍ، والمدير في مدرسته راعٍ، وها نحن يا إخوتي في الله نحمل تلك الأمانات في رقابنا حتّى يوم القيامة، فقد فاز من أحسن أدائها، وخاب من فرط بها، فقد منّ الله على العباد بأن جعل من الدّنيا حلقة متشابكة، وجعل مصير الأمّة مترابطًا بعضه بالآخر، فإذا اصطلح العلم اصطلح الواقع، وإذا اصطلح الواقع اصطلح المُستقبل، فقد سادت هذه الأمّة بنور العلم حتّى فتحت البلاد في الشّرق والغرب، وما تراجعت هذه الأمّة إلّا لأننا أهملنا العلم، وأهملنا كتاب الله وما فيه من حضّ على طريق الخير والبركات، وعلى طريق العلم الذي نرتقي به من الظّلمات إلى النّور، اخوة الإيمان والعقيدة، ما رفع الله تعالى في كتابه من قدر أحد بعد الأنبياء والمُرسلين بقدر ما رفع من قدر العلماء والمُتعلّمين، كي تصل إلينا تلك الرّسالة العظيمة، وتلك الأمانة الكبيرة، وتلك القضية التي تحمل العصا السحريّة التي ننتقل بها إلى طريق الحضارة، فنحرص يا إخوتي في استقبال العام الجديد على غرس تلك الأفكار بعقول أبنائنا، ونكون على قدر المسؤولية والأمانة المُلقاة على صدورنا، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خطبه محفليه عن العام الدراسي الجديد.