يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الغضب ، و أسباب الغضب ، و أعراض الغضب ، و نتائج الغضب ، و وسائل للتخلص من الغضب ، و طرق ضبط النفس عند الغضب في الإسلام ، يُعرف الغضب في اللغة على أنه ضد الرضا، فالغَضبة هي الصخرة الصلبة، ومنها اشَتق أهل اللغة معنى الغضب؛ لأن الإنسان حين يغضب يشتد سخطه، كما يعرف الغضب في الاصطلاح بأنه غليان دم القلب طلبًا للانتقام، وفي هذا السياق يقول الجرجاني في كتاب التعريفات إن الغضب: “تغير يحصل عند غليان دم القلب، ليحصل عنه التشفي للصَّدر”.

تقرير عن الغضب

تقرير عن الغضب
تقرير عن الغضب

الغضب هو الشعور النفسي الانفعالي الذي تنتج عنه آثار سلبية قد تتعدى الشخص الغاضب إلى من حوله، فمن الممكن لأي إنسان أن يشعر بالغضب فهو حالة يختلف الناس في كيفيّة التعامل معها، وكذلك يختلفون عن بعضهم في مببراته، وشدته، وأسبابه كالغضب عندما تنتهك حرمات الله سبحانه، والغضب في مواجهة الظلم، و تختلف آثار الغضب بين شخص وآخر، فهناك الغضب المعتدل الذي لا يُخْرِج الإنسان عن طوره ولا يُفْقِدُه صوابه، وهناك الغضب المذموم الذي يخرج صاحبه عن طوره، بل ويُخرجه أحياناً به عن آدميته، فتترتب عليه آثار خَطِرَة على صاحبه ابتداء، ثمّ على النّاس من حوله، و تعدد ردات فعل الناتجة عن هذا النوع من الغضب والمطلوب منه ضبط النفس.

أسباب الغضب

كما أن لكل سبب مسببًا، فإن للغضب الذي يعتري الإنسان ويجعله مشوش الفكر، مضطرب القرار، أسبابًا قد تكون داخلية في الإنسان وقد يكون التأثير خارجيًا، وغالبًا ما يكون سبب الغضب هو التعرض لموقف معين يحفز الانزعاج والضيق عند الإنسان، مما يدفعه إلى فعل أي شيء لرفع الضيق الذي أصابه، وفي بعض الأحيان يكون الجوع الذي يصيب الإنسان مؤثرًا في تحفيز جانب الغضب عنده، وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الغضب، نذكر بعضها على النحو الآتي:

  • شعور الإنسان بالإرهاق البدني، نتيجة كثرة الأعمال التي ينجزها، مما يكون سببًا دافعًا للغضب، وخصوصًا عند عدم الاهتمام بالشخص المرهق.
  • تأثير العوامل الجينية لدى الإنسان في ظهور الغضب على الفرد الذي يحمل هذا الجينات الوراثية، فمن الناس من يغضب فطريًا وهو المقصود بالغضب الجيني.
  • تعرض الإنسان للمرض، فمن أهم الأسباب التي تدفع الإنسان إلى الغضب حدوث المرض، خصوصًا عند غياب ثقافة طلب الأجر من الله تبارك وتعالى أو اعتبار أن المرض يرجع بالنفع عليه يوم القيامة.
  • تعرض الإنسان للفشل في أي أمر يعزم ويرغب في فعله من أهم الأسباب التي تجعل الغضب يسيطر على الفرد، خصوصًا في حال ضعف الشخصية، فيكون الفشل موجبًا للغضب لسد الخلل والضعف في الشخصية.

قديهمك:

أعراض الغضب

يظهر على الإنسان علامات تدل على كونه في حالة من الغضب، وهي علامات كثيرة وتختلف من شخص إلى آخر، وسأذكر فيما يأتي بعض علامات الغضب:

  • خفقان القلب وقصر النفس، فيظهر وكأنه يمارس عملًا شاق ومتعب.
  • ارتفاع ضغط الدم، وارتعاش الجسم والأطراف، مما يفقد الشخص السيطرة الكاملة والحقيقية على أفعاله.
  • القلق والأرق وعدم القدرة على ضبط النفس والنوم براحة واطمئنان.
  • الاكتئاب والسلبية والانفعالية.

نتائج الغضب

إنّ للغضب متى تعدى فيه الإنسان طوره وتجاوز حدوده آثاراً سلبية متعددة لا تقف عند صاحبها بل تتعداه إلى غيره منها:

  • التسبب في العديد من الأمراض منها ضغط الدم، فالإنسان الذي يغضب دوماً ترتفع احتمالية اصابته ببعض الأمراض.
  • إفساد العلاقات والمودة بين الناس، ولا سيما عندما يصدر عن الإنسان الغاضب سلوك فعلي أو قولي عنيف.
  • استجابة للشيطان ونشر القيم السلبية على حساب القيم الرفيعة.
  • استحقاق غضب الله سبحانه لا سيما عند التلفظ بالشتائم والسباب، وقد يصل الحال بالإنسان الغاضب إلى التلفظ بألفاظ تكفيريّة.

وسائل للتخلص من الغضب

إنّ هناك وسائل وطرق تعيين الإنسان على التّخلص من مشاعر الغضب نذكر منها:

  • التّخلق بأخلاق الإسلام والتّوجيهات النّبويّة في ذلك، (فقد جاء مرّة رجلٌ إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام وقال له أوصني يا رسول الله فقال له: ” لا تغضب” وكرّرها ثلاثًا)، وهذا يدلّ على أهميّة كبت المشاعر وكظم النّفس وإلا لم تكن الوصيّة بها، كما دلّ النّبي الكريم على وسيلة تؤدّي إلى التّخلص من الغضب أو تخفيف آثاره منها قوله عند رؤية رجلٍ تملّكه الغضب إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما فيه من غضب وهي قوله أعوذ بالله من الشّيطان الرجيم، كما أرشد النّبي الكريم أمّته إلى اللجوء للوضوء كعلاج لحالة الغضب، إذ أنّ الغضب من الشّيطان، والشّيطان خلق من نار، والنّار لا يطفئها إلا الماء، وكذلك توجيهات نبويّة في أن يجلس الغاضب إذا كان واقفًا، ويضطجع إذا كان جالسًا حيث تؤثّر تلك الحركات على حالته وتمنحه السّكون والرّاحة التي تخلّصه من مشاعر الغضب السّلبيّة، وأخيرًا أن يتذكّر أجر كاظم الغيظ عند الله سبحانه وتعالى، فقد وصف جلّ وعلا المتقّين بأنّهم يغفرون إذا غضبوا بقوله تعالى: (وإذا ماغضبوا هم يغفرون).
  • أن يتخيل الإنسان الحالة التي يكون عليها بعد سكون غضبه من ندم على ذلك، وكذلك أن يدرك الإنسان أنّ الغضب لن يغيّر شيئًا أو يقدّمه بل إنّ الصبر وكظم الغيظ يصنع في نفوس النّاس العجائب ويشعر الإنسان بلذّة وقرب من الله تعالى بعفوه عن النّاس وبمقابلته السّيئة بالحسنة.

طرق ضبط النفس عند الغضب في الإسلام

  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فالشيطان من أسباب السلوك أو انفعال السلبي الذي يصدر عن الإنسان، والاستعاذة فيها دعاء باللجوء إلى الله سبحانه والشيطان متى سمعها ينكفئ ويصمت مذعوراً.
  • التزام الصمت، فالإنسان في حال الغضب تصدر منه الكلمات بانفعال، فلا يقيم وزناً لما يصدر عنه من كلام، فالكلام يجر الكلام، ممَّا يُوصل الأمور إلى درجة عالية من التأزم لا تحمد عقباها. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ) [صحيح].
  • تغيير بالجلوس إن كان الإنسان الغاضب قائماً، أو بالاضطجاع والنوم إن كان جالساً، والحكمة في ذلك أنّه في حال ثبات الحالة بالوقوف يكون الإنسان الغاضب أقرب إلى القيام بردات فعل عنيفة، كالضرب أو تحطيم الأثاث والممتلكات، وبتغيير الحالة إبعاد له عن ذلك، بل ونقل حتى لعقله الباطن عن هذا التفكير.
  • الاقتداء بخُلق الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه الحلم وعدم الغضب وكظم الغيظ.
  • تذكُّر النتائج السيِّئة التي قد ترتب على الغضب.
  • الوضوء، فالغضب جمرة مشتعلة يوقدها الشيطان في نفس الإنسان، ولا يطفئها إلا الاستعاذة بالله وذكره ثمّ الوضوء.
  • الصلاة ففيها يزول غضب الإنسان ليحل محله للإنسان التعقل والهدوء، والطمأنينة والسكينة.