يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال تقرير عن الغش ، و مفهوم الغش ، و أسباب الغش ، و أنواع الِغشّ ، و مضار الغشّ ، و آثار الغشّ ، و علاج الغشّ ، يُعدّ الغش من الظواهر القديمة والحديثة التي انتشرت بين الناس منذ أن وُجِدَت العلاقات الاجتماعية؛ إلّا أنّها بدأت تتزايد بشكلٍ كبير؛ حيث أخذت تتنوع مظاهرها وأشكالها، ويُعدّ سلوك الغش من السلوكيات غير السوية وغير الأخلاقية، فهي تُنافي جميع معاني الإنسانية التي تدعو إلى الصدق في الأمور كلها؛ ذلك أنّ الغش يعود على الفرد والمجتمع بأضرارٍ كبيرةٍ هم في غنىً عنها، وهو سلوكٌ غير مرغوبٌ به في المجتمع، ويسعى الجميع لمحاربتهِ، ومحاولة الحد من انتشارهِ.

تقرير عن الغش

تقرير عن الغش
تقرير عن الغش

الغشّ عبارة عن خلط الرديء بالجيّد، ويعتبر من الظواهر الاجتماعيّة غير السويّة حيث إنّه سلوك غير أخلاقي ومنحرف، هدفه تزييف الحقيقة من أجل كسب شيء معنويّ، أو ماديّ، أو من أجل إشباع الحاجات والرغبات، وقال الله تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ، الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [المطففين:1-3].

عرّفه ابن حجر الهيثمي بأنّه: الغشّ المحرّم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشترٍ فيها شيئاً لو اطلع عليه مريد أخذها ما أخذ بذلك المقابل، كما عرفه الكفوي بأنّه: الغشّ سواد القلب، وعبوس الوجه، ولذا يطلق الغشّ على الغل والحقد.

مفهوم الغش

إنّ كلمة الغش تتضمن العديد من المعاني، فهي إظهارُ الإنسان خلاف ما يُضمِر، وقد ظهرت في الاصطلاح تعريفات متعددة تختلف عن بعضها البعض باختلاف المجال الذي وُجِدَ فيه الغش، فعرّفه الاصطلاح الشرعي بأنّه ما يُخلَط من الردي والسيء بالجيد، أو بث السوءِ ونشرهِ على أنّه خير يُرجا، أما الغش في الاصطلاح التربوي فهي عملية تزييف النتائج المتعلقة بالتقويم، أو محاولة من الطالب لأخذ إجابة الأسئلة بطرق غير مشروعة، وعرّف علم الاجتماع الإسلامي الغش بأنّه ظاهرة اجتماعية منحرفة، خرجت عن العديد من المعايير والقيم الشرعية التي أقرّها الإسلام؛ وذلك لما تتركه في المجتمع من آثارٍ سلبيةٍ واضحةٍ تنعكس على مظاهر الحياة الاجتماعية، ورغم تجدُّد مفاهيم الغش وتنوعها؛ إلّا أنّها تتقارب وتتّفق في مضمونها، وإن لم تنطبق بشكلٍ كلّي، فجميعها يقرر أنّ الغش من حيث المفهوم يتضمن الخيانة، بِحُكم أنّ الغش هو نقضٌ للعهد، وتفريطٌ للأمانة، وبمفهومه أيضاً يقترب من النفاق العملي؛ لأنّ الغشّاش يُضمِر للطرف الآخر خِلاف ما يُظهِر.

أسباب الغش

هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى حدوث حالات الغِشّ وهي:

  • قلّة الخوف من الله وضَعفُ الإيمان.
  • عدم معرفة الإنسان بأنَّ الغِشّ مُحرَّم، وأنَّه من الكبائر.
  • عدم إخلاص النية لله تعالى.
  • محبة الأموال والحِرصُ على جَمْعِها.
  • عدم مُعاقبة مُرتكبي الغِشّ، وتطبيق الأحكام عليهم.
  • تربية الأبناء تربية غير سليمة تتنافى مع الأخلاق الإسلاميّة.
  • عدم رضا الإنسان بما رَزقَه الله به.
  • عدم أَخذِ العِظة وتذكُّر الموت والآخرة.

قديهمك:

أنواع الِغشّ

ينقسم الغِشّ لعدّة أنواع، وهي كما يأتي:

الغِشّ في البيع والمُعامَلات

يتمثّل الغِشّ في البيع والمُعامَلات بعدّة صور، هي:

  • بَيعُ المواد مُنتَهية الصلاحيّة.
  • التطفيف في الكيل والميزان، مثل كتابة وَزنٍ غير حقيقيٍّ على العبوة.
  • بَيعُ البضاعة السيئة على أنَّها جيِّدة، أو وَضعُ علامات تجاريّة مشهورة على البضاعة الرديئة.
  • بَيعُ المواد التي تتسبَّب في إصابة الإنسان بالأمراض المُستعصِية.
  • الغِشّ في أعمال البناء والمُقاوَلات، مثل التقليل من استخدام الإسمنت والحديد عند البناء؛ مما يتسبَّب في انهيار المباني، وإصابة السكّان بالأذى.
  • بَيعُ الإبل المُصرَّاة، ويعني ذلك الامتناع عن حلب لبن الإبل؛ لإظهار كثرته عند البَيع.
  • زيادة شخص لثمن سلعة ما، وهو لا يُريد شراءها؛ حتى يقع بها شخص آخر ويشتريها، وهو ما يُعرَف باسم بَيعِ النَّجْش.

الغِشّ في النصيحة

هو انعدام صِدق الإنسان في إسداء النُصْح عندما يطلبه أحد الأشخاص منه، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم-: (الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم).

الغِشّ في الاختبارات

هذا النوع من الغِشّ مُحرَّم بالإجماع من قِبل العلماء، فمن المُمكن أن يتسبَّب غِشُّ الطلاب في الاختبارات في حصولهم على شهادات لا يستحقّون الحصول عليها، أو شغلهم لمناصب هم ليسوا أهلاً لها.

الغِشّ في الزواج

يتمثّل الغِشّ في الزواج بعدّة أمور، هي:

  • المُغالاة في طَلبِ المهور.
  • التسرُّع في المُوافَقة على الخاطب دون السؤال عنه.
  • إخبار الخاطب أموراً غيرَ حقيقيّة عن نفسه لأهل العروس.
  • رَفْضُ الإنسان الكُفءِ ذي الدِّين والخُلُق؛ بسبب عصبيّة، أو طمعٍ، أو أهواء.
  • إخفاء الخاطب أو المَخطوبة لعيوبِهما.
  • وَصْفُ الإنسان بأوصاف لا يستحقّها، وهو خداعٌ للطَّرَف الآخر.

عدم الوفاء بالعقود

هو عدم الوفاء في عقود المُقاوَلات، أو الصيانة، أو الإنشاءات، وخيانة الأمانة؛ بسبب الطمع، أو العَجلة للانتهاء من العمل مع الغِشّ، قال الله عزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ).

الغِشّ في العمل

يتمثّل الغِشّ في العمل بعدم تأدية الوظيفة بالشكل المُناسِب أو المَطلوب، سواء تعلَّق الأمر بطبيعة العمل أو بأوقات الدوام، كأن يوهِمَ الإنسان مرؤوسيه أنَّه ينجزُ عمله بطريقة صحيحة، وهذا الأمر يُعتبَر غِشّاً.

مضار الغشّ

من مضاره: البعد عن الله سبحانه وتعالى، ودليل على نقص الإيمان، وطريق يوصل الإنسان إلى النار، ودليل على دناءة النفس، وطريق لحرمان إجابة الدعاء، وسبب في تسلط الظلمة وأيضاً تسلط الكفار، وطريق لحرمان البركة في المال وللعمر.

آثار الغشّ

تأخّر الأمة وتراجعها وعدم رقيها وتقدّمها، وغش الأمه والشعب إن أصبح الغشاش ذا منصب مهمّ أو معلم، وارتكاب الكثير من المخالفات مثل السرقة والكذب والخداع، والشهادة المزورة، وترك التوكل على الله سبحانه وتعالى، وعدم الإخلاص.

علاج الغشّ

من المُمكن القضاء على الغِشّ والتخلُّص من آفتِه عن طريق اتّباع هذه الأمور، وهي:

  • تضرُّع الإنسان لله عزَّ وجلَّ وإخلاص العمل له، وسؤاله بأن يكفيَه بالحلال عن الحرام.
  • الأمر بالمَعروف عن طريق المَوعظة الحَسنة.
  • النهي عن المُنكَر.
  • تربية الأبناء تربية إسلاميّة سليمة، مع الالتزام بأحكام الشريعة وآدابها.
  • الثقة بالله عزَّ وجلَّ واستشعار مراقبته.
  • تحصيل الرزق بالطُّرُق المُباحَة، والصَّبرِ على ذلك.
  • رضا الإنسان وقناعته بما رزقه الله به.
  • جلوس الإنسان مع الرِّفقة الصالحة.
  • وَضْعُ عِقاب للغِشّ؛ حتى يرتدع البشر.
  • توضيح صورة الغِشّ للناس، وإظهار مدى خطورته.
  • عَمَلُ محاضرات وندوات تتحدث عن الغِشّ، وتوضح آثاره السلبيّة على الإنسان وعلى مُجتمَعه.
  • وَضْعُ لوحات ذات ألوان جذابة داخل المدارس، تتحدث عن الغِشّ وأضراره؛ حتى يراها الطلاب ويتَّعظوا بها.